أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام غصيب - فجر العقل الجدلي















المزيد.....

فجر العقل الجدلي


هشام غصيب

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 09:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد لاحظ نيتشه وفلاسفة ما بعد الحداثة (فلاسفة الربع الأخير من القرن العشرين) أن الفلسفة البرجوازية الغربية في مرحلة صعودها هي بمثابة عملية علمنة لفلسفة العصور الوسطى الدينية(الإسلامية والمسيحية). وجوهر هذه العلمنة هو إزاحة المركز والأساس من الذات الإلهية إلى العقل البشري، إلى الذات البشرية العاقلة، إلى الأنا المفكرة. بل يمكن القول إن جوهرها هو نقل الألوهية والتعظيم الإلهي من الذات الإلهية التقليدية إلى الذات الإنسانية العاقلة، إلى العقل البشري. إنها إذاً عملية خلق دين(أو عقيدة) من نوع جديد بتحويل الأديان التقليدية إلى دين العقل. ولم يكن الدين الجديد مجرد فلسفة تهم النخبة الفكرية، فقد حولته الثورة الفرنسية الكبرى(1789-1815) إلى دين للجماهير، فنادى سان جيست وروبسبيير، زعيما التيار اليعقوبي الشعبي في الثورة الفرنسية، بالعقل إلهاً واحداً للجمهورية الفرنسية الوليدة وللأمة الفرنسية، ووضع نابليون تشريعه الجديد للدولة الفرنسية بخاصة وللدولة الحديثة بعامة على أساس دين العقل هذا.
أما فلسفيا، فكانت الخطوة الأساسية على درب العلمنة نقل ما يسمى البرهان الأنطولوجي من مجال الإلهيات إلى مجال الإنسانيات. ويتمثل هذا البرهان بالقول إن الذات الإلهية موجودة حكماً، بمعنى أن طبيعتها التامة الكمال تقضي حتماً بوجودها. فوجودها حتمي بحكم كمالها التام، أي إنه لازمة من لوازمها بحكم طبيعتها التامة الكمال. هذا البرهان الذي صاغه فلاسفة العرب انتقل في العصور الوسطى إلى الغرب وترسخ هناك، حتى قوّض أركانه إيمانويل كانط بفلسفته النقدية. ولئن قوض كانط أركانه من أجل إفساح المجال أمام العقل والطبيعة العاقلة، فقد اتبع فلاسفة آخرون من فلاسفة العقل استراتيجية أخرى في نقل الألوهية إلى العقل البشري، وهي إعادة توجيه البرهان الأنطولوجي من الذات الإلهية إلى العقل البشري، الأنا العاقلة. فأكد ديكارت أن اليقين المطلق الوحيد هو وجود الأنا المفكرة، ومن ثم أنها نقطة انطلاق الفلسفة والمعرفة. ههنا تكمن ثورة ديكارت الفكرية. فهو لا ينطلق في فلسفته من الذات الإلهية، كما كان يفعل أفلاطون وفلاسفة العصور الوسطى(الإسلامية والمسيحية)، وإنما من الأنا المفكرة، وذلك ارتكازاً إلى نوع من البرهان الأنطولوجي. فالأنا المفكرة موجودة بحكم كونها مفكرة، أي بحكم طبيعتها. إن وجودها لا ينبع من غيرها، وإنما من طبيعتها الداخلية.أما وجود ما عداها فينبع في النهاية منها. هذه بداية البداية لدين العقل. وتصبح هذه الأنا المفكرة قوة خلاّقة على يدي كانط، القوة الخلاقة التي تصنع الطبيعة كما يعانيها ويشعر بها الإنسان. كما إن كانط يسحب الأخلاق من عالم الغيب لكي يسكنها في قلب العقل البشري. ولكن لئن اعتبر كانط العقل القوة الخلاقة الرئيسية في حياة الإنسان، فقد اعتبرها فخته وهيغل من بعده القوة الخلاقة الوحيدة في الوجود. فأن تكون موجوداً يعني أن تكون عقليا، وأن تكون عقليا يعني أن تكون موجوداً. هذه هي معادلة هيغل المشهورة الني أخذت تشكل جوهر عقيدة العقل. فالعقل كل مغلق قائم في ذاته ومكتفٍ بذاته. من ثم، فإن مقدّماته تكمن في داخله، لا في خارجه. والأمر كذلك لأنه ليس للعقل خارج. فهو الكل بتمامه. فالعقل هو الكل الكوني الشامل اللامتناهي، وليست الطبيعة سوى هذا الكل في اغترابه عن ذاته. فليس هناك كائن خارج إطار العقل، لأنه أن تكون موجوداً يعني أن تكون عقليا، أن تنتمي إلى العقل المطلق، العقل الكلي. فلئن كان العقل موجوداً بحكم طبيعته، فإن كل كائن موجود بحكم كونه من طينة العقل. هكذا ينقل فخته وهيغل البرهان الأنطولوجي من الذات الإلهية إلى العقل البشري، وهكذا يوسعان نطاق العقل ليشمل الوجود برمته. ويحاول فخته أن يشتق كل شيء، بما في ذلك قوانين المنطق الصوري (قانون التماثل وقانون التناقض)، من الأنا المفكرة الموجودة في ذاتها ولذاتها. أما هيغل، فيكتشف القانون المحرك للوجود بصفته عقلاً، قانون الخلق نفسه، أعني قانون الجدل أو الديالكتيك. فالعقل، عبر تناقضاته الداخلية، يولد نفسه، فالطبيعة، فالتاريخ. فالعقل الكوني يصل ذروته في التاريخ البشري. وليس التاريخ سوى العقل الكلي في حركته عبر مراحله المتصاعدة. هكذا يعقلن هيغل التاريخ، وهكذا يجعل العقل تاريخيا. إن العقل الكوني هو الذي يصنع التاريخ. أو قل إنه يصنع نفسه عبر التاريخ. هكذا يوحد هيغل الروح والمادة والتاريخ والأخلاق في كل عقلي جدلي واحد. وهكذا تصل عقيدة العقل ذروتها في هيغل.
وبعد! ماذا بعد عملاق دين العقل؟ ماذا بعد هيغل؟ وهل يمكن أن يكون هناك “بعد” بعد هيغل؟ بعد هيغل لا يبقى أمام الفلسفة سوى أن تهبط من عليائها إلى الشارع لتهبه بروحها الثورية؛ سوى أن تتملك الجماهير وتتحول إلى قوة جماهيرية جارفة. وبالفعل، فقد برز إثر موت هيغل نخبة من الفلاسفة الشباب، أخذوا يعرفون في تاريخ الفكر بالهيغليين الشبان، أخذت على عاتقها تحويل عقيدة العقل الهيغلية من عقيدة للنخبة إلى عقيدة للجماهير، للحياة العملية. هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فقد أخذوا على عاتقهم مهمة تحويل دين العقل إلى أداة ثورية نقدية هدفها نقد النظام السياسي الألماني اللاهوتي السائد في الأربعينيات من القرن الماضي. وكانت ألمانيا آنذاك عشية ثورتها البرجوازية الديموقراطية ضد الحكم المطلق والنظام الإقطاعي. لكنها كانت أيضاً تشهد بدايات ثورتها الصناعية وبدايات صعود الطبقة العاملة الصناعية. وبتأثير هذه التطورات أخذ فريق من الهيغليين الشبان يشقون طريقا جديداً يتخطى حدود الرؤية البرجوازية. وكان في مقدمة هذا الفريق لودفيغ فويرباخ وكارل ماركس وفريدريش إنغلز. وكانت المهمة الملقاة على عاتق هذا الفريق الثوري استيعاب دين العقل الهيغلي ماديا، أي إيقاف عقل هيغل على قدميه، أي توسيع الفلسفة المادية وتعميقها بما يمكنها من استيعاب التبصرات العقلانية الجدلية الرئيسية لدين العقل الهيغلي. وبتعبير آخر، فقد كان على هذا الفريق تحويل دين العقل الهيغلي من دين فلسفي إلى علم مادي ثوري نقدي ومشروع للتغيير الاجتماعي. وهذا بالفعل ما حققه ماركس وإنغلز في الفترة الواقعة بين العام 1843 والعام 1848. لقد كان على ماركس تحويل العقل الكلي الهيغلي إلى عقل علمي جدلي تسخره الذات الثورية(الطبقة الثورية)في المجتمع البشري من أجل التغيير الموجه الهادف. وكان عليه تحويل الجدل المثالي الذي يحرك الكل العقلي المغلق إلى جدل مادي يحرك الكل المادي المفتوح. هكذا سخر ماركس دين العقل في بناء عقيدة الثورة الحديثة، أي في بناء المادية التاريخية و المادية الجدلية. وبهذا المعنى فإن الماركسية هي وريثة دين العقل واستمرار علمي ثوري لهذا الدين، ومن ثم فهي ذروة مشروع التنوير، كما أسلفنا. لقد وصل مشروع التنوير صيغته المتكاملة والمتماسكة في الماركسية. فالماركسية أفلحت في توحيد أهم تيارين في الفلسفة البرجوازية في مرحلة صعود البرجوازية الغربية، أعني المادية ودين العقل. وبهذا التوحيد توصلت إلى المنهج العلمي الملائم لاستنطاق المجتمع والتاريخ ومعرفة بناهما وأحداثهما. وبه أيضاً توصلت إلى بناء الصورة الجوهرية للإنسان بصفته كائنا تاريخيا. بذلك حافظت الماركسية على تراث التنوير وجعلته يتخطى شكله المثالي البرجوازي وصورته الدينية الموروثة عن العصور الوسطى، أي حافظت على جوهره وقلبه العقلاني بعد أن لفظت قشرته الدينية خارجاً. بل يمكن القول إن مشروع التنوير حقق ذاته وجوهره بالماركسية. لكن الماركسية هي مشروع الطبقة العاملة الصناعية. بذلك، فإن مشروع التنوير لم يكتمل فعلاً على يدي البرجوازية الغربية، وإنما احتاج اكتماله إلى صعود الطبقة العاملة الصناعية التي تملكته وجعلته مشروعها التاريخي بعد أن هضمته ماديا وثوريا. لقد عجزت البرجوازية الصاعدة عن إكمال هذا المشروع، فماذا فعلت بإزائه بعد أن سحبته البروليتاريا من تحت أقدامها؟
بعد هيغل، حاولت الدولة البروسية الألمانية الإقطاعية الطابع التأقلم مع واقع ما بعد الثورة الفرنسية بتبني الهيغلية عقيدة رسمية للدولة. وارتكزت في ذلك إلى التأويلات اليمينية للهيغلية(ميشليه، غيشل، إيردمان، غابلر، روزنكرانتز). لكنها لم تستطع تحمل الهيغلية طويلاً، خصوصاً في ضوء تنامي المد الثوري في ألمانيا في الأربعينيات وعلاقته الوطيدة بالهيغلية. فأخذت فرائص الحكم المطلق ترتعد من الهيغلية والهيغليين الشبان. ومع ذلك ظلت هذه الدولة الاستبدادية ، والبرجوازية بعامة، متمسكة ظاهريا بدين العقل الهيغلي حتى عام 1848، عام الانعطافة الكبرى في تاريخ الفكر الغربي، عام الثورات التي هزت أوروبا برمتها من أقصى شرقها إلى أقصى غربها. ففي تلك الثورات، التي ابتدأت في ألمانيا ووصلت أوجها في فرنسا(أم الثورات)، برز عنصر تاريخي جديد لأول مرة في التاريخ، ألقى الرعب القاتل في قلوب حكام أوروبا وطبقاتها الحاكمة. وأعني بذلك البروليتاريا بوصفها طبقة في ذاتها ولذاتها. أجل ! لأول مرة في التاريخ نجد البروليتاريا تؤثر وتدخل مسرح التاريخ والفعل السياسي بوصفها قوى اجتماعية متماسكة ومستقلة ومسلحة بوعي متقدم. وكان هذا الاقتحام البروليتاري للتاريخ مفاجأة ما بعدها مفاجأة بالنسبة إلى البرجوازية الغربية. فبدأ نكوصها التاريخي وتراجعها عن الثورة والعقل، وأخذت تفكر في طرائق أخرى لتحقيق مآربها، غير طريق الثورة والنقد والصدام مع الحكم المطلق والإقطاع. وبدأت مذاك تضيق ذرعاً بدين العقل الذي بنته، والذي أخذ يثير القرف والغثيان لديها. لقد رأت بأم عينيها كيف تحول دين العقل، الذي بنته هي نفسها بعرق جبينها، إلى سلاح مادي ثوري نقدي لدى البروليتاريا، وكأنها بذلت كل هذه الجهود المضنية من أجل غريمها وموضوع استغلالها، البروليتاريا، فأدركت أن مكر التاريخ كان يدفعها إلى تمهيد السبيل لحفاري قبرها. فأخذت تفكر مليا بطرائق متنوعة لتفكيك العقل الذي بنته من جذوره، علها بذلك تفكك السلاح الفكري للبروليتاريا(الماركسية). وإني لأزعم بأن الفلسفة الغربية مذاك(1848) أخذت، في جانب كبير وملحوظ منها، منحى ابتداع الأدوات والوسائل لتفكيك العقل والتشكيك في صدقيته. لقد بدأت مذاك تتخلى عن تراثها التنويري العقلاني وتتنكر له، لأنها أخذت تدرك أن هذا الجنين الذي نما في رحمها لا يخصها بقدر ما يخص الطبقة النقيض(البروليتاريا). وسنرى في مقالات لاحقة بعض الاستراتيجيات الفكرية التي اتبعتها الفلسفة البرجوازية الغربية في هجومها الشرس على العقل من أجل تحطيمه و تفكيكه.



#هشام_غصيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فلسفة الثورة إلى علم الثورة
- نحن وعقيدة التنوير
- المكان بوصفه مادة
- تميز العقلانية المادية
- مشروعنا الفلسفي
- هندسة ريمان
- المعزى التاريخي للحضارة العربية الإسلامية
- من الفلسفة إلى علم الإنسان
- فلسفة ماركس
- سمير أمين مستغرباً
- هشام غصيب في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: من الثورة ا ...
- جدل العلم والثورة
- الفلسفة والجماهير
- الشيوعية وفخ الوجودية
- المغزى النهضوي للفلسفة
- الاستغراب وتحدي الحداثة
- تميز العقلانية الماركسية
- علمنة الوعي
- من الفلسفة إلى نقد الاقتصاد السياسي
- مفهوم النهضة عند الحركات اليسارية العربية


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام غصيب - فجر العقل الجدلي