أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - ملاحظات حول الموقف الإيرانى من الثورة العربية















المزيد.....

ملاحظات حول الموقف الإيرانى من الثورة العربية


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بحكم معطيات التاريخ والجغرافيا فأن أيران تمتلك دورآ فاعلآومؤثرآ فى المحيط العربى ,ولايمكن تجاهل موقفها بشأن إنتفاضة الجماهيرالعربية وأنعكاس جديد الحالةالأقليميةعلى مستقبل العلاقة بين العرب والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

مراجعة السلوك السياسى والإعلامى الإيرانى أزاء الإنتفاضات العربية كاشف عن "تناقض فى التعامل الإيرانى مع حدث الثورى العربى" ,وحيث يتجلى هذا التناقض عند رصدالموقف الإيرالنى من ثورتى مصروتونس , ثم أحداث البحرين ,وأخيرآ تداعيات المشهد فى العراق وسوريا.

ففى مصروتونس دعمت أيران مطالب المحتجيين على سند من أنها ترجمة لحركة صعود دينى جديد,ورحبت بسقوط نظامى ( مبارك وأبن على) باعتبارهما دعامتين للهيمنةوالنفوذ الامريكى والإسرائيلى فى المنطقة .

وفى البحرين أتخذت موقفآ متشددآ فى تأييد المطالب الإجتماعية للمتظاهرين وبالتأكيد على أن هناك مظاهرمن التمييزضد الأغلبية الشيعية بالمملكة,كما نددت بالممارسات القمعية ( لأل خلفية ) وتدخل قوات درع الجزيرة ,وهوالأمر الذى أدى لتصاعد حدة التوتر بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجى .

أمافى العراق فقد سلكت أيران موقفآ سلبيآ أزاء الحركة الإحتجاجية المتنامية ضد المالكى ,وأعتبرت أفتتاحية صحيفة ( الجمهورية الإسلامية ) فى 14 مارس الماضى تشكيل الحكومة أساسآ لدعم الإستقرارودفع العملية السياسية ,فى حين أصدروكيل المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية فى العراق ( محمد مهدى الأصفى ) فتوى بتحريم التظاهربأعتباره دعوة للفوضى والفتنة.

كماألتزمت الصمت التام أزاء ما يحدث بسورياعلى كافة المستويات السياسية , بل وتحدثت أنباءعن تعاون بين حزب البعث والحرس الثورى والمخابرات الإيرانية فى عمليةاحتواء الإنتفاضة الشعبية والقضاء عليها ,وهو الأمرالذى دعى وزارة الخارجية الأمريكية لتحذيرطهران من أستمرار دعم نظام الأسد وتقديم العون اليه.

تناقض الموقف الإيرانى أزاء الإنتفاضات العربية المتلاحقة يعود لثلاثة معطيات رئيسية – يتعين الإنتباه اليها :

أولآ : الصراع المحتدم بين رؤية الدولة ومنطق الثورة ( المصلحة فى مواجهة الأيديولوجيا ) عند صانع السياسة الخارجية الإيرانية. فالثابت أن الخطاب السياسى الإيرانى لم يهجرالفهم الأساسى لعلاقة الإسلام بالثورة من وجهة نظر " آية الله الخومينى" .وحيث يرى هذا الأخيرفى كتابه حول ( الحكومة الإسلامية ) : " أنه لاسبيل أمام المسلم الإ التمرد والثورة وشن الحرب على النظم الجائرة وأقامة العدل الإسلامى بالثورة ضد الطغاة , وأن هذا واجب مكلف به المسلمون جميعآوأينماكانوا من أجل خلق ثورة سياسية أسلامية ظافرةومنتصرةومستمرة " -
( الحكومة الإسلامية – ترجمة د. حسن حنفى - القاهرة 1938 ) .

ومن هذا المنطلق شحنت القيادة السياسية وعلى رأسها ( أحمدى نجاد ) كافة تقيمات الحدث الثورى العربى بمدلولات دينية وقيمية تؤشرإلى( تاريخية ) الحدث وإلى أنه يمثل وثبة نحو( شرق أوسط أسلامى ),وأن له وشائج صلة وأمتداد ( بثورة الخومينى ) وأن شعوب المنطقة تسعى نحو تقريرمصيرها وفق هويتها الدينية , بل وجرى ربط الفكرة المهدوية بالسياق وحيث أشار أحمدى نجاد إلى أن ما يجرى بالمنطقة هوأحد البشائرالدالة على قرب حضور"المهدى المنتظر ".

وفى الواقع فأن ترديد هذا الخطاب بشأن الحدث فى (مصروتونس والبحرين واليمن) لم يصادف أية صعوبات حيث تطابقت الأيديولوجياالثوريةالدينية مع المصالح السياسية والدهرية الإيرانية المتعلقة بزوال تلك الأنظمة والقضاءعليها.

أمافى الحالتين( السوريةوالعراقية ) فتقدمت رؤية "الدولة " الخاصة بضرورة الحفاظ على آل الأسد فى سوريا,وعلى المالكى فى العراق , مع عدم الإعتداد بالسقف الأيديولجى الثورى الداعم لإنتفاضة الشعب والجمهور.

وفيماعدا سورياوالعراق (وأيضآ فى السودان) فأن الدعم الإيرانى للثوارات العربية سيظل حاضرآ وفق حسابات القيادة الإيرانية التى تراهن الآن على ميلاد شرق أوسط خاضع لقوى الإسلام السياسى ومقاوم للنفوذ الأمريكى والإسرائيلى.

ولكن مازالت عملية تسويق الخطاب الإيرانى المؤيد للصعود الثورى العربى تصطدم بمعوقات يأتى على رأسها :
أ‌-أن الجماهيرالعربية المنتفضة لم تخرج تحت الشعار الدينى ولأجل مطلب الحل الإسلامى كماحدث مع الخومينى وأثناء سقوط حكم الشاه.
ب‌-أن نموذج حكم الملالى بمرجعياته ومفرداته ورموزه الشيعية الثورية يظل غير شعبي " عربيآ ",ولم يحظ بالقبول والإيحاء اللازم بين الجمهور.
ج -أن فكرة " تصدير الثورة " -التى تعد أحد أهم ركائزهذا الخطاب - غابت عن أجندة النخبة الإيرانية الحاكمة منذعدة عقود.

ومن هنافأن التعامل الإيرانى مع متغيرات الحالة العربية يظل محكومآ بأوجه الصراع والتناقض القائم بين أولوية المصالح العليا للدولة الإيرانية والمقررات الفكرية للثورة الإسلامية.

ومن اللافت أن السلطة فى الداخل الأيرانى تعيش مستويات من هذا الصراع فالنزاع الأخير بين أحمدى نجاد وبين المرشد حول تعيين أحد الوزراء هوفى التحليل الأخيرصورة " للدولةالإيرانية الوضعية " التى تريد أمتلاك أدواتهاوأستقلال قرارها فى ظل سطوة روحية للمرشد ولرجال الدين .

ثانيآ : أن المشكلات الداخلية الإيرانية تلقى بظلالهاعلى قوة وتماسك التعامل الرسمى الإيرانى مع استحقاقات الثورات العربية .ففمنذ الإنتخابات الرئاسية فى العام 2009 ثار جدل بشأن فوز أحمدى نجاد وحدث شرخ داخل النظام لم تتمكن القيادة الإيرانية من رأبه ومداواة جراحه حتى الآن . ومن هنا أصبحت مصداقية وشرعية التجربة الديموقراطية الإيرانية موضع شك فى ضوء العجزعن أحتواء حركة المعارضة واستمرارملاحقة أنصار(ميرموسوى ومهدى كروبى).

فقدعمد هاذان الزعيمان الإصلاحيان لتوظيف حدث الإنتفاضة الشعبية العربية وبهدف تعرية تناقضات الموقف الإيرانى من المسألة الديموقراطية وأزدواجيته على المستويين الخارجى والداخلى . وحيث وجه كل منهما رسالة لوزير الداخلية بطلب الحصول على أذن لتنظيم مظاهرات من أجل تأييد التحركات الداعية لسقوط نظام مبارك فى مصرواستنادآ لنص المادة 27 من الدستور الإيرانى .

الإأن السلطات الإيرانية رفضت تلبية الطلب ,وعللت ذلك بمنطق أجرائي/ قانوني غيرمقبول مفاده أن الحق فى تسيير التظاهرات قاصرعلى الأحزاب والتشكيلات السياسية وأن( موسوى وكروبى ) مجرد شخصيين عاديين ليس لهما صفة قانونية فى تقديم الأذن أوعقد التجمعات الجماهيرية ! .

ورغم التحرك من جانب( موسوى وكروبى ) يبدومتسقآ مع التوجهات الرسمية الداعمة للإنتفاضات العربية الإ أن رفض النظام الأذن لهماحمل رسالة سلبية بأزدواجية معاييرالجمهوريةالإسلامية التى تؤيد حق الجمهورالعربى فى التظاهرثم تعود فتصادره فى الداخل الإيرانى.

ومن هنا يمكن القول بأن درجة وأداء عملية التطور الديموقراطى فى الداخل الإيرانى تنعكس على مصداقية الموقف الخارجى الداعم للديموقراطية ومدى قبوله فى المحيط العربى .

ثالثآ : الإرباك الناتج عن جمود التعاطى الإيرانى مع تحولات السياسة الأمريكية فى المنطقة .فمنذ صعود أوباما على رأس الإدارة الأمريكية وحتى ربيع الإنتفاضات العربية شهدت السياسية الأمريكية متغيرات طالت الموقف الثابت لليمين الأمريكى بشأن ضرورة حماية الأنظمة الحليفة غير الديموقراطية ووفق نظرية أن من سيخلفهم سيشكل كارثة على المصالح الأمريكية .

فهناك تحول تدريجى تبناه أوباما منح بموجبه مسحة " ليبرالية حقوقية "على ما كان يعد تقليديآ سلوكآ محافظآ وتفسرتلك ( الواقعية الليبرالية المعتدلة ) نمط التعامل الأمريكى المغايرمن أحداث تونس ومصروليبيا.

وفى الواقع فأن السياسة الإيرانية لم تمتلك الحساسية والمرونةالواجبة أزاء جديد تحولات السياسة الخارجية الأمريكية بالمنطقة ومن ثمة فقدت هامشآ من المناورة فى أطارعلاقتها الأقليمية.وفى وقت أدرك فيه الخليجيون حقيقة هذه المتغيرات , ظلت أيران أسيرة لموقفها التقليدية تجاه الولايات المتحدة ولقاعدة الصراع والحلول فى أى وكل مكان تنسحب منه أمريكا.

ومن هنا فأن أيران لم تستثمرالموقف الأمريكى الداعى للتحول الديموقراطى بالمنطقة - لاسيما فى الخليج والبحرين -وأخذت تهتف لمجرد وقائع ( سقوط حلفاء أمريكا )ولم تنتبه إلى هذه الخانة المشتركة التى تجمع مصالحها مع مصالح ( الشيطان الأمريكى الأكبر) عند نهاية نفق الشرق الأوسط.

تبدوأيران ملتزمة بالعداء الثورى التقليدى لأمريكاوالغرب , ولخندق ملفها النووى المأزوم , وكمحدد أساسى فى تعاملها مع تلك القوى ,الأمر الذى يؤثرسلبآ على حيوية وفاعلية الحركةالإيرانية العامة بالأقليم –ومقارنة بحريةوتمدد الباب العالى التركى على سبيل المثال.

كماينعكس التشوش الإيرانى أزاءالإنتفاضات العربية فى تصويرالدعوة المصرية لعودة العلاقات معهاعلى أنه (أنجاز لسياستها الخارجية ) وفى المبالغة بموضوع السماح بعبورسفينتان حربيان ايرانيتان فى قناة السويس وكأن فى أمكانها تحويل البحرالمتوسط لساحة تدخل ونفوذ لها.

على أيران أن تستيقط من هذه الأوهام فالمصالح المصرية تبقى متعارضة حتى اللحظة مع المصالح الإيرانية وهناك تنافس نووى قادم بين البلدين , فضلآ عن أن مصر لايمكن أن تضحى بمعاهدة السلام مع أسرائيل ودفء العلاقة مع الولايات المتحدة .

ولا شك أن جمود وتناقضات السياسة الخارجية الإيرانية ستؤثرعلى وزنها ودورها النسبى فى تفاعلات الأقليم ,وباختصارفأن عليهاأن تدرك أن الثورات العربية لن تسحب البساط من تحت أقدام الأنظمة الإستبداية فقط .. ولكن ربماأيضآ تذهب" بثورة الخوينى وآيات الله " إلى متحف التاريخ !.
عماد مسعد محمد السبع .



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلافات العاطفية فى زمن التحول الثورى
- دلالات ودوافع التوجه الخليجى نحوالمملكة المغربية.
- الصراع حول الدولة المدنية فى مصروتونس
- الثورة العربية ومملكة الصمت السعودى
- دورعنصرالأرض ورأسمالية المقاولات فى سقوط نظام مبارك .
- الإسلام الراديكالى هل سيحصد ثمارالثورات العربية ؟
- فجر القومية العربية الجديد .. هل سيولد من رحم الثورة ؟
- حول موقف الثورتين التونسية والمصرية من قضية تحريرالمرأة
- دورالسياسات والعلاقات الزراعية المصرية فى قيام ثورة 25 يناير
- لماذا غاب العمال عن مشهد الثورة المصرية ؟ .
- ملاحظات حول الرهان الخارجى على الثورة المصرية
- الثورة وتحالف السلطة فى سوريا
- هل الثورات العربية هى ثورات الطبقة الوسطى ؟
- الحالة الليبية بين حقيقة الموقف الثورى ووهم سقوط القذافى
- تحريم فن النحت فى مصر وتونس
- الدولة والإنقسام الإجتماعى والطائفى فى مصر
- الوعى الزائف والصراع بين الإسلام والمسيحية .
- السودان المنسى وسط الثورات العربية
- حظرالنقاب فى فرنسا وميدان الصراع السياسى والإجتماعى
- الرأسمالية الملتحية ووهم النظام الإقتصادى الإسلامى .


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - ملاحظات حول الموقف الإيرانى من الثورة العربية