أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ريبوار احمد - ريبوار أحمد في مقابلة مع الصحيفة الأسبوعية (جةماوةر-الجماهير): الصراع بيننا وبين الاتحاد الوطني الكردستاني هو صراع على مطالب وأهداف جماهير كردستان















المزيد.....



ريبوار أحمد في مقابلة مع الصحيفة الأسبوعية (جةماوةر-الجماهير): الصراع بيننا وبين الاتحاد الوطني الكردستاني هو صراع على مطالب وأهداف جماهير كردستان


ريبوار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 09:33
المحور: مقابلات و حوارات
    


ريبوار أحمد في مقابلة مع الصحيفة الأسبوعية (جةماوةر-الجماهير*):
الصراع بيننا وبين الاتحاد الوطني الكردستاني
وعموماً مع الأحزاب القومية الكردية
هو صراع على مطالب وأهداف جماهير كردستان

أجرت الصحيفة الأسبوعية (جةماوةر-الجماهير) الصادرة باللغة الكردية في مدينة أربيل في عددها رقم (100) الصادر بتاريخ 11-10-2004، حواراً مع الرفيق ريبوار أحمد ليدر الحزب الشيوعي العمالي العراقي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الإيراني سابقاً، ودار الحوار حول الصراعات الفكرية داخل الحزب الشيوعي العمالي الإيراني، وأسباب تصدعه وانشقاقه، وتأثيرات ذلك على الحزب الشيوعي العمالي العراقي وآفاق الحركة الشيوعية العمالية، كما تناول الحوار أيضاً الصراع بين الحزب الشيوعي العمالي العراقي والاتحاد الوطني الكردستاني.

جةماوةر: أعلن الحزب الشيوعي العمالي الإيراني بإشراف حميد تقوائي خلال هذه الفترة انشقاقه، في نفس الوقت أسس كورش مدرسي مع إثنين وعشرين شخصاً من الهيئة القيادية حركة أخرى بإضافة عبارة الحكمتي الى تسمية الحزب السابقة. كذلك وقعت القناة التلفزيونية وإذاعة إنترناسيونال بيد حميد تقوائي، وكما علمنا يوماً بعد يوم يخرج أشخاص من صفوف الحكمتيين للانضمام الى صفوف الطرف الآخر. ما هو سبب هذا الخلاف برأيكم، حبذا لو تحدثت لنا بشكل أكثر وضوحاً.

ريبوار أحمد: إن المعلومات التي تطرحونها ليست صحيحة وتفتقر للدقة ، ففيما يتعلق بالتغيرات والانفصال الذي جرى داخل الحزب الشيوعي العمالي الإيراني، استقال (24) شخصاً من مجموع (46) عضواً من أعضاء اللجنة المركزية للحزب المذكور، والذي يعني أكثرية اللجنة المركزية، وأنا كنت واحداً من أولئك ال(24) شخصاً حيث أسسنا مباشرة الحزب الشيوعي العمالي الإيراني-الحكمتي.
أما تقولونه من أن القناة التلفزيونية والإذاعة و..صارت بيد الحزب السابق، فمن الممكن تفسير الأمر على نحو وكأنهم استولوا عليها في صراع معين، ولكن في الحقيقة لم يجر الأمر بهذا الشكل، نحن وبوعي تام ومن أجل التصدي لأية مشكلة من هذا القبيل، وبعد أن استنفدنا كل محاولاتنا للحفاظ على وحدة الحزب، وحين وصلنا الى نتيجة أن الرفاق الآخرين لم يتركوا مجالاً لبقاء الحزب موحداً وعلينا أن نختار مضطرين طريقنا الخاص، وعلاوةً على أننا كنا أكثرية في اللجنة المركزية وكان بإمكاننا وضع اليد من خلال تصويت الأكثرية على الحزب وكل هيئاته ومؤسساته، ولكننا قلنا أننا سنخرج من الحزب ونترك اسم الحزب وكل ممتلكاته في محلها للرفاق الذين سيبقون في الحزب كي لا تحدث أية مشكلة عليها.
أما ما تقولونه حول أن أفواج كبيرة من الناس المرتبطة بالحزب الحكمتي تغادره بشكل مستمر وترتبط بالحزب الشيوعي العمالي الإيراني، فإنني لم أر أي مثال على ذلك وليس له أية صحة، فمثل هذه الظاهرة عديمة الأساس، لأن من ارتبط بالحزب الحكمتي هو كان في الأساس من أولئك الرفاق الذين اختاروا سبيلهم السياسي في قلب هذه الاختلافات وانفصلوا عن الحزب الشيوعي الإيراني، لذا فليس من المنطقي أن يعود الآن أشخاص لحزب انفصلوا عنه منذ شهر من الآن بقناعتهم السياسية واختاروا طريقاً آخر. بل أن القضية بالعكس تماماً، بالطبع ليس أفواجاً، ولكن هناك شخصيات معروفة لم تكن قد اتخذت قرارها الى وقت حدوث الانفصال، وبعد ذلك اختارت سبيلها وارتبطت بالحزب الحكمتي.
لقد سألتم عن الاختلافات..وأقول أنها كانت اختلافات سياسية، فبعد وفاة منصور حكمت استجدت بعض المواضيع والقضايا السياسية جرى خلاف حولها في قيادة الحزب. وبالطبع لم يكن وجود اختلافات في الحزب أمراً جديداً، ففي عهد منصور حكمت كان هناك دائماً تصورات وآراء مختلفة ومتنوعة حول مختلف القضايا والمسائل، ولكن في ذلك الوقت استطاع منصور حكمت بسبب قدرته الفائقة واعتباره السياسي وعمق رؤيته وتحليلاته توحيد الحزب في خاتمة المطاف حول خطه السياسي. وكان ينتقد بشدة وبشكل مستمر بقايا تقاليد وتصورات اليسار التقليدي التي كانت موجودة في صفوف الحزب. لأن في وقت الحزب الشيوعي الإيراني كان هذا اليسار التقليدي يمثل الخط الوسط وفي وقت انفصال منصور حكمت والقسم الأعظم من قادة وكوادر الحزب، انفصل خط الوسط هذا أيضاً وجاء تحت قيادة الشيوعية العمالية ودخل الحزب الشيوعي العمالي الإيراني. وقد كان جزءاً من نضال منصور حكمت لسنوات من أجل تحرير أيدي وأقدام الحزب من آثار هذا اليسار التقليدي. ولحين آخر اجتماع دوري للجنة المركزية شارك فيه (الاجتماع الدوري الرابع عشر) قال أن حزبنا مازال في نشاطه وممارسته السياسية أقرب الى اليسار التقليدي منه الى الشيوعية العمالية التي أقصدها وأتحدث عنها. ولكن في ذلك الوقت لم يكن لذلك اليسار دوراً في رسم سياسات الحزب وخطه السياسي، بل كان يتحدد دوره في أيجاد العوائق أمام التقدم السياسي والعملي للحزب، وكان دوره عبارة عن طمس سياسات الحزب وإبطاء خطواته وحركته العملية.
وبوفاة منصور حكمت تغير ميزان القوى بين خط الشيوعية العمالية وخط اليسار التقليدي لصالح الخط الثاني. وحقق اليسار التقليدي مجدداً رواجاً أكثر وحصل على دور أكبر. وفي هذه الأثناء ظهرت الاختلافات السياسية حول جملة من القضايا المهمة، من قبيل الأوضاع السياسية في إيران واحتمالات سيرورتها وسياسات وتكتيك الحزب تجاهها، استراتيجية الحزب للإمساك بالسلطة السياسية، دور الحزب في تنظيم وقيادة الثورة والإمساك بالسلطة..وحتى ظهرت اختلافات على بحث (الحزب والسلطة السياسية) الذي يشكل واحداً من أهم أبحاث منصور حكمت حيث طرحه في المؤتمر الثاني للحزب وتم جعله أساساً لإستراتيجية الحزب. كان خط الشيوعية العمالية يؤكد على أن الحزب ينظم ويقود الثورة، الحزب يمسك بالسلطة ومن ثم يؤسس الجمهورية الاشتراكية على أساس النظام المجالسي، على الحزب تحليل كافة الاحتمالات وأن تكون له خطته وطرحه الواضح إزاء أي واحد منها، وعلى الحزب أن يمتلك إستراتيجية واضحة وخطة مقسمة على مرحلة للإمساك بالسلطة...في حين لم يكن لخط اليسار التقليدي أي كلام على هذه القضايا، لم تكن له إستراتيجية، وكان يعتقد على الأغلب بإمكانية تنظيم وقيادة الثورة من خلال العمل والممارسة الروتينية والدعاية والتحريض، وبهذا أخرج عملياً قضية الإمساك بالسلطة من جدول أعمال الحزب، تخلى عن التركيز على دور الحزب تحت اسم التركيز على منح دور للمجالس، كان يطرح نموذجاً تقليدياً وغير واقعي وذهنياً لتنظيم وقيادة الثورة، وكان يقول بصراحة لا ينبغي أن يكون (الحزب والسلطة السياسية) أساس إستراتيجية الحزب.
وبالطبع كان من الممكن، من منظارنا، الإبقاء على الحزب موحداً، بالرغم من هذه الاختلافات، كما هو الحال في الفترات الماضية، خصوصاً في فترة العامين الذين تلا وفاة منصور حكمت، وكان من الممكن أن التقدم في هذه الاختلافات من خلال عملية جدل ونقاش سياسي وبآليات حضارية، إذ كان محتملاً أن تساعد في خاتمة المطاف في توضيح رؤية الحزب أكثر وتركيز سياساته. إلا أن من المؤسف أن رفاق الطرف الآخر لم يكونوا على قناعة بهذا الأمر، فقد صنفوا الحزب في عالم خيالاتهم الى يسار ويمين وعلى أساس هذا راحوا يفكرون في كيفية إخراج مخاليفهم من الحزب، وانحرفوا عن الأصول والمعايير والقوانين الحزبية للشيوعية العمالية. وحين ووصلنا الى قناعة أنهم لم يتركوا مجالاً للبقاء مع بعض، وجدنا من المناسب أن نفصل طريقنا بعيداً عن المشاكل وأن نترك اسم وممتلكات الحزب لهم ونواصل نشاطنا وفعاليتنا ضمن إطار حزب جديد على أساس جوهر الشيوعية العمالية والخط الحكمتي.

جةماوةر: ألا تعتقد أن أصل هذه المشاكل هو انعدام أفق عالمكم اليساري التقليدي وغموضه، أكثر من كونه حصيلة خلاف سياسي سالم؟

ريبوار أحمد: كلا، إنني أعتقد أن صياغة سؤالكم هي انعكاس لنوع معين من الموقف السياسي ومن هذا المنظار لديكم حكم اختياري ومسبق حولنا وحول أفقنا ومضمون الخلافات، بمعنى آخر يمكنني القول أن هذا الطراز من الأسئلة طراز تقليدي. فالشيوعية العمالية ليست عديمة الأفق، وليس هذا فقد بل وأنها خصوصاً في إيران هي حركة اجتماعية قوية، بحيث أن أغلبية المحللين اليمينين مضطرون للاعتراف بمكانتها القوية والنظر إليها كواحدة من الحركات التي تتمتع بفرصة النصر وتشكيل السلطة بعد انهيار الجمهورية الإسلامية. فقد أصبحت الشيوعية العمالية خلال السنوات القليلة الماضية أكبر معارضة إيرانية، والتفت قوة جماهيرية عريضة حول سياساتها، وأصبحت شعاراتها وعلى وجه الخصوص شعار (الحرية، المساواة، الموت للجمهورية الإسلامية) الذي يشكل شعاراً مختلفاً عن شعارات كافة القوى اليسارية واليمينية الأخرى في الساحة السياسية الإيرانية، على لسان الجماهير والاحتجاجات الجماهيرية على صعيد واسع جداً، والدور البارز للعمال والشبيبة والنساء في حركة إسقاط الجمهورية الإسلامية، وكذلك راديكالية هذه الحركة وشعاراتها ومعاداتها للإسلام، وكل ذلك شواهد مباشرة على الدور البارز للشيوعية العمالية وتأثيرها على هذه الحركة، لأن هذه هي الجوانب التي تركز بشكل خاص الشيوعية العمالية عليها وليس أية قوة أو حركة أخرى.
وفيما يتعلق بإطلاقكم تسمية تيار يساري تقليدي علينا، أقول لعلمكم وكما أشرت فيما تقدم أن جزءاً كبيراً من نضال الشيوعية العمالية ونفس منصور حكمت هو لنقد اليسار التقليدي والانفصال عن تقاليد وتصورات ذلك اليسار، ولهذا نحن لدينا اختلاف جوهري تماماً ووضح مع اليسار التقليدي. وهذا أمر تقوله كافة التيارات اليسارية التقليدية قبل أن أقوله أنا. وإذا دققتم قليلاً ستجدون أن لدينا اختلافاً عميقاً مع كافة التيارات اليسارية الأخرى ليس فقط على القضايا والأحداث والبدائل في الساحة السياسية في إيران والعراق والمنطقة، بل وكذلك على كافة القضايا العالمية المهمة الأخرى أيضاً، ولم يبق هذا محدوداً فقط في إطار تصوراتنا وتحليلاتنا السياسية وبدائلنا، بل امتد ليشمل النشاط والممارسة العملية، والمناهج والتقاليد السياسية، ورؤيتنا للحزب السياسي، والثورة والسلطة والاشتراكية والبرنامج الشيوعي و...ونفس انفصالنا هذا هو بحد ذاته حصيلة ونتاج قطيعتنا عن اليسار التقليدي ودورنا كشيوعية عمالية. ولهذا لا أعتقد لا أن لقب اليسار التقليدي يلصق بنا ولا أن أي يسار تقليدي يعتبر نفسه قريباً منا. وقد عبرت التيارات اليسارية التقليدية في هذا الانفصال عن كثير تعاطفها مع خط الطرف المقابل لنا.
لذلك وبعكس ما تقولونه، لا تعود هذه الاختلافات الى انعدام الأفق، بل هي بالعكس حصيلة وثمرة تنامي الحزب وتنامي نشاطه، وإذا ألقيتم نظرة على مواضيع الخلاف فإن ستشهد على صحة هذه الحقيقة، فقد كان الاختلاف على كيفية تغيير الحزب الى حزب سياسي جماهيري مليوني، حزب متدخل وفعال وله قدرته على خلق الفرص، حزب يتقدم بسرعة صوب قيادة الثورة وإقامة الحكومة العمالية. وفي الحقيقة لقد تنامى الحزب وظهر في مثل هذا الميدان المهم لدرجة بحيث ظهر الاختلاف السياسي على هذه القضايا المهمة، ولكن أتفق معكم أن معاملة خط اليسار التقليدي داخل الحزب مع هذه الاختلافات أصبحت مصدر فرض هذا الانفصال. وإلا لم يكن ضرورياً كما أشرت فيما تقدم أن ينشق الحزب، فقد كان ممكناً أن يبقى موحداً وأن يقرر سياساته وبرنامجه العملي بتصويت الأغلبية مع وجود هذه الاختلافات كما كان الأمر عليه خلال السنوات القليلة الماضية، وأن يدفع عمله المشترك الى الأمام حول السياسات المقرة والمصادق عليها مع وجود الاختلافات أيضاً. على سبيل المثال وبالرغم من الاختلافات في التصورات ووجهات النظر فإن أغلب القرارات والمقررات المهمة للمؤتمر الرابع الذي عقد قبل ثمانية أشهر من الانفصال تمت المصادقة عليها بمطلق الأصوات.
وعلى أية حال نحن نعرف أن واحدة من النتائج الضارة لهذا الانفصال هي إطلاق ألسنة تيارات وحركات المجتمع اليمينية ضدنا لتوجه سهامهما وحرابها ضدنا وتشمت بنا، ولكننا نطمأنها أن هذه الفرصة الممنوحة لها ستكون قصيرة جداً وستمر بسرعة، فالشيوعية العمالية ستعوض بسرعة الطاقات والقدرات التي خسرتها وستلحق كتيار وحركة وحزب كبير وأصلي مسار المتغيرات في غيران والمنطقة وتكون قوة مقررة على مستقبل المجتمع.

جةماوةر: يقال بعد التغيرات التي جرت داخل صفوف الحزب الأم، بدأت صفوفكم (أي صفوف الحزب الشيوعي العمالي العراقي) بصدد فقدان انسجامها وتواجهون تشاؤماً كبيراً، أتعتقد أن هذه التغيرات ستشملكم أيضاً، خصوصاً تنظيماتكم في الخارج.

ريبوار أحمد: إنني لا أعرف من أين سمعتم بهذا التشاؤم الكبير الذي تتحدثون عنه، إن هذا تعبير عن رغبة مصدر هذا الخبر، وليس تعبيراً عن الواقع. من غير شك أن الحزب الشيوعي العمالي العراقي وصفوفه تشعر بانزعاج كبير من انشقاق الحزب الشيوعي العمالي الإيراني، ولكن في خاتمة المطاف نظرنا إليه كحدث واقعي جرى بمعزل عن إرادتنا واستطعنا أن نهضمه ونحن بصدد تجاوزه. صفوف حزبنا الآن في داخل العراق وخارجه وبالرغم من انزعاجها من هذا الحدث إلا أنها منشغلة بممارسة نشاطها وفعاليتها بحماس وتفاؤل. ومن المؤسف لمصدر أخباركم أنني لا أرى أي تشاؤم وما موجود هو شعور بالانزعاج من هذا الانشقاق وليس أي شيء آخر، وبالتأكيد سيتلاشى هذا الانزعاج.
أما بخصوص هل ستشمل هذه المشاكل وغياب الانسجام صفوفنا أيضاً، فمن غير شك أن للحزبين الشيوعيين العماليين العراقي والإيراني تأثيرهما على بعضهما البعض كحزبين لمنصور حكمت وحزبين تجمعهما وحدة نضال مشترك. ولكن بخصوص هذه القضية فمن الباعث على السرور أن الانسجام الرفيع داخل قيادة الحزب والقسم الأعظم من كوادر وأعضاء الحزب، ساعد بشكل كبير جداً أن يضيق الخناق على النتائج المضرة للتغيرات داخل الحزب الشيوعي العمالي الإيراني وتأثيراتها على الحزب الشيوعي العمالي العراقي الى أدنى مستوياتها. فبعد الانفصال ورسالتنا في دعم الحزب الحكمتي، اتخذت قيادة الحزب الشيوعي العمالي الإيراني موقفاً تصفوياً ضد حزبنا وسعت من خلال الدعوة وعملياً لتحريض كوادر وصفوف حزبنا ضد الحزب والقيادة. ولكن لم تسفر مساعيها عن ثمرة مميزة، فقط عبرت مجموعة من رفاق تنظيمات الخارج تأييدها لموقف وسياسة الحزب الشيوعي العمالي الإيراني هذه. وكان ظاهرة طبيعية في حزبنا أن رفاقاً لهم موقفاً يخالف موقف الحزب بإمكانهم التعبير الحر عما يريدون والتعبير عن آرائهم. ولكن لا أعتقد أن هذه المواضيع ستكون لها مكانة في الحزب الشيوعي العمالي العراقي، خصوصاً وأن هذا الحزب كان له سابقاً صراعه الداخلي مع تصورات ورؤى اليسار التقليدي وصفّى الى درجة كبيرة حسابه معها. وكدليل ملموس كان لنا أنا ورفاق من قيادة الحزب قبل يومين ندوة استمرت ليومين مع كوادر تنظيمات الخارج شارك فيها ما بين 70-80 شخصاً من كوادر الحزب في البلدان المختلفة، وقد عبر كافة الحضور عن أعلى أشكال الانسجام ووحدة الصف ووحدة الموقف داخل صفوفهم ومع القيادة.

حةماوةر: تقف الجمهورية الإسلامية الآن على عتبة التغيير، ما هو برنامجكم للحظة التغيير، هل سيكون لكم أي تأثير ووزن بتشرذمكم وتشاؤمكم هذا؟

ريبوار أحمد: إن الجمهورية الإسلامية هي على حافة الانهيار والسقوط، ومنذ مدة هي لا تحتاج سوى الركلة الأخيرة كي يتحرر المجتمع الإيراني من مخالب هذا النظام الدموية. برنامجنا هو تنظيم وقيادة حركة إسقاط هذا النظام وتنظيم وقيادة ثورة تغلق ملف هذا النظام وتؤسس مجتمعاً اشتراكياً في إيران يضمن تحقيق الحرية والمساواة والرفاه لكافة المواطنين. نحن نناضل من اجل الإمساك بالسلطة وإقامة الحكومة العمالية وتطبيق برنامج الحزب، فالاشتراكية الآن وفي هذا اليوم هي البديل الوحيد المناسب للرد على معضلات وقضايا المجتمع، وهي في نفس الوقت ممكنة تماماً وواقعية تماماً، إلا أنها بحاجة للقوى البشرية القادرة على التغيير لتطبيقها وتحقيقها عملياً، ويشكل حشد وتعبئة وتنظيم هذه القوى القادرة على التغيير وجرها الى الميدان أساس برنامج عملنا.
أما بخصوص قولكم أن صفوفنا متشرذمة، فإنني لا أرى الأمر كذلك، أعرف أننا كنا نواجه مشاكل ومعضلات، إلا أن الشيوعية العمالية نظمت صفوفها مجدداً بسرعة البرق في إطار الحزب الحكمتي، بلورت على الفور قيادة ونظمت اللجان الأصلية والفرعية للحزب، أصدرت النشرات والصحف الحزبية وغير الحزبية في الميادين المختلفة من قبيل كمونيست (الشيوعي)، أكتوبر، رهايى زن (تحرر المرأة)، سازمانده كمونيست (المنظِّم الشيوعي)، حكمت، بى خودايان (الملحدون)، باسخ (الجواب)، وشكلت المنظمات الكبيرة مثل منظمة المرأة ومنظمة الشبيبة، وهي بصدد نصب إذاعة جديدة بشكل سريع، ويمارس الحزب نشاطه وفعاليته بحماس الآن. ولهذا ليس هناك أي تشرذم موجود، وما كان موجوداً هو أننا تعرضنا لضربة بهذا الانشقاق، ونحن بصدد شفاء هذه الجراح بسرعة وتعويض أضرار هذه الضربة وقد خطونا خلال هذه الفترة القصيرة خطوات جيدة في هذا السبيل.
وحول التشاؤم الذي تكررونه بكثرة، فإنه كما قلت سابقاً رغبة وتطلع اختياري وغير واقعي ولا تعتمدوا على هذا المصدر الخبري الذي يوصل لكم مثل هذه الأخبار.

جةماوةر: تتحدثون دائماً أنتم والحركات المشابهة لكم عن الثورة العمالية، ومثل تلك الثورة تعني هدم أساس المجتمع وهذا يساوي إقامة فوضى كبيرة، ألا يشكل هذا خيالاً في هذا العالم الذي تجدد الرأسمالية فيه نفسها بإشكال مختلفة، أو في إيران التي يقوم الملايين من الأشخاص فيها بإغراق أجسادهم بالدماء في عاشوراء؟

ريبوار أحمد: نعم، الثورة العمالية تعني هدم كل أسس المجتمع المقلوب الحالي، هذا المجتمع الغارق في البؤس والمصائب والويلات والتشرد والمجاعة والقتل والإبادة والإجرام. هذا المجتمع الذي يموت فيها الملايين من البشر جوعاً أمام أنظار الجميع، وأصبح فيه قطع أعناق البشر ظاهرة بارزة، وأصبح فيه اعتقال أطفال المدارس الابتدائية وقتلهم أسلوباً شائعاً في الصراع والنزاع بين أقطاب هذه الرأسمالية التي تقولون أنها تجدد نفسها بأشكال مختلفة، والذي جعلت فيه قوى هذه الرأسمالية من هذا العالم ميداناً وساحةً لسابقها الإرهابي الذي تغرق فيه يومياً أفواج البشر الأبرياء أطفالاً وشيوخاً وشباباً بدمائها في أحلى ساعات نومها وفي بيوتها وأماكن سكنها، هذا المجتمع وأسسه وركائزه وبرأسماليته التي تقولون أنها تجدد نفسها بأشكال مختلفة، هو لا يليق بحياة البشر ويجب هدمه، فسلطة هذا المجتمع هي بيد مجموعة من المستغلين الشرهين والمنتفعين واللصوص والإرهابيين والمتوحشين الجلادين، ويجب إخراجها من أيديهم وتسليمها لأيدي أصحابها وأيدي البشرية التحررية. إن هذا ليس حلماً وخيالاً، بل هو ضرورة حياتية للمجتمع، إنه الرغبة والتطلع الواقعي للأغلبية العظمى من سكان الكرة الأرضية. العجيب والغريب إذا كان الإجبار والجريمة والتمييز واللصوصية والموت جوعاً أموراً واقعية في حين أن الحرية والإنسانية والمساواة والرفاه ليست واقعية، العجيب أن تكون سلطة اللصوص الإسلاميين من قبيل طالبان واقعية، في حين تكون سلطة التحرريين العماليين غير واقعية.
أن تحويل هذه الرغبة والتطلع الإنساني الى أمر واقع هو وظيفة الثورة العمالية، فبدون هذه الثورة ليس ممكناً تحقيق هذا التغيير. ولكن ليس هناك أية صحة في القول أن الثورة العمالية هي مصدر فوضى كبيرة، بل بالعكس فنفس المجتمع الحالي هو غارق في الفوضى، غارق في بالتخبط والاضطراب لا يعرف رأسه من قدمه، وهذه الفوضى أوجدها الرأسمال وسلطته. إن الثورة العمالية فقط هي القادرة على تأسيس مجتمع بعيد عن الفوضى وله برنامجه الذي يلتزم بالقانون والمعايير والأسس الإنسانية. والجمهورية الاشتراكية هي البديل الوحيد لإقامة هذا المجتمع حيث وبالتزامن مع تحرير المجتمع من هذه الفوضى الكبيرة الحالية، ستقتلع الظلم والاضطهاد والرجعية، وتجتث التمييز والبؤس والمصائب والتشرد، وتقضي على الحرب والصراع والقمع والاستعباد وتضمن تحقيق الحرية والمساواة والرفاه للجميع.
هذه الثورة وهذه الحكومة هي واقعية تماماً، ولذلك يناصبها العداء بشدة كافة حكام وسلطات الرأسمال وفي أي مكان يرون بوادرها يكرسون الأموال الطائلة من أجل قمعها وخنقها. يقولون ويكررون لمئات المرات يومياً أنها غير واقعية من أجل جعل العمال وجموع الجماهير في شك من واقعيتها. ولكن مادام الاضطهاد والظلم والقمع والتمييز والضغط والإجبار باقية فإن الثورة العمالية هي الجواب الوحيد عليها. وبخصوص ما تقولون أن عدة ملايين من الأشخاص من جماهير إيران يغرقون أنفسهم بالسلاسل في الدماء أيام عاشوراء، لا أعرف كم دقيقة إحصاءاتكم، ولكن اعلموا أن أضعاف هذه الملايين التي تتحدثون عنها من جماهير إيران هي ساخطة على الجمهورية الإسلامية وتلعنها وحتى هي ساخطة على الإسلام نفسه وينتابها النفور منه وهي بصدد لملمة سلطة الإسلام وإغلاقها، وتشكل الحكومة العمالية أعمق رد على مطلب الجماهير المليونية هذا. فما الذي هو أوضح من أن الجمهورية الإسلامية تسعى منذ ربع قرن بقوة الإعدام والقمع والضرب والرجم والحروب والمؤسسات والأجهزة المافيوية، لفرض الإسلام وتقاليده وسلطته على جماهير إيران وتقف عاجزة عن ذلك. تأملوا الوجه الآخر من مسرحية عاشوراء الرجعية، وانظروا لكل من استطاع أن يخلص نفسه من يد الجمهورية الإسلامية، وألقوا نظرة على القنوات الفضائية والفن والغناء والرقص والشعر والتقاليد والعادات والملبس والطعام واحتساء المشروب وبقية ما تقوم به جماهير إيران، فهل هو يلتزم بالإسلام ومحمد والملالي؟ يقول منصور حكمت لو أزيل سيف الإسلام من على رقاب جماهير إيران ستستهلك من البيرة أضعاف مضاعفة لما يستهلك ممن سجاجيد الصلاة، وهذه هي حقيقة بسيطة وواضحة ولا يمكن نكرانها حيث تبين بعد جماهير إيران عن الإسلام.

جةماوةر: لقد كنت تتحدثون لسنوات طويلة عن الاستفتاء ونظمتم من أجله الحركات والاجتماعات والندوات، ولكن فجأةً وبعد إسقاط النظام البعثي من قبل أمريكا، أدرتم وجهكم جانباً عن هذا الهدف وكنتم تتصورون أن بعد خمسة وثلاثين عاماً من حكم هذا النظام وبناء مجتمع كل بيت فيه يمثل مسجداً بحد ذاته أنكم ستمسكون بالسلطة وليس الكرد بحاجة للاستفتاء، ومع ذلك وبعد الصحوة من هذا الحلم عدتم مباشرة الى الاستفتاء، وبعد أن عدتم كان هناك من ورثكم.
السؤال هو ألا تعتقد أنكم تعيشون دائماً في هذه الفنطازيا البعيدة ويترجم نفس الشيء في إيران؟

ريبوار أحمد: يبدو أنكم كنتم مؤيدين جادين لما كنا نقوله حول الاستفتاء، ولهذا تشعرون بالأسف مما تقولون عنه "أننا أدرنا وجوهنا جانباً عن هذا الهدف" وإذا كان كذلك ورغم أننا لم نسمع في حينه صوتكم ولكن أتمنى أن تدافعوا هذه المرة بشكل أفضل عن هذا المطلب وتمنحوه أهمية في صحيفتكم. ولكن من الأفضل أن تطرحوا سؤالكم بأعين أكثر تفتحاً وبشكل أكثر تواضعاً وأعصاب أبرد كي لا تقعوا في الخطأ وكي تتمكنوا من إغناء قرائكم بالحقائق. نحن لم نتخلَّ في أي وقت عن الاستفتاء ولم ندر وجهنا عنه، فهو بند من بنود برنامجنا والبرنامج تمت المصادقة عليه وإقراره في المؤتمر وليس لأي مرجع حزبي آخر غير المؤتمر إمكانية إزالته والتخلي عنه، وقد سألتني في حينه صحيفة (أكتوبر) عن سياستنا الجديدة بعد انهيار النظام البعثي ووضحت ذلك. ويشكل الاستفتاء بمعنى العودة الى رأي الجماهير مبدءاً ليس قابلاً لأن يتم التخلي عنه، ولكن القضية هي شيء آخر، ففي عام 1995 طرحنا مطلب انفصال كردستان وتأسيس دولة مستقلة غير قومية وغير دينية لحل معضلتين أصليتين للمجتمع الكردستاني (الظلم والاضطهاد القومي والتشرذم والتخبط السياسي)، وبعد انهيار النظام البعثي تركنا مطلبنا في الانفصال وحملتنا التي نظمناها من أجل هذا الانفصال وليس نفس مطلب ومبدأ الاستفتاء الذي بقي على حالة دون أي تغيير في البرنامج.
وسبب ذلك ليس لأننا متوهمون بهذا السيناريو الأمريكي الذي قامت به بتعاون الحركة القومية الكردية والمعارضة اليمينية العراقية، فكتاباتنا وتحليلاتنا ووثائقنا ومقرراتنا في حينه، ومنها كتاباتي ومقررات ووثائق المؤتمر الثاني الذي عقدناه قبل أربعة أشهر من الحرب الأمريكية، تشهد على أننا كنا نتوقع نفس هذا السيناريو الأسود الذي خلق الآن ولهذا وقفنا بشدة ضد هذه الحرب. ولكن بعد انهيار النظام البعثي وعلاوةً على السيناريو الأسود الذي كنا قد توقعناه، تغيرت الأوضاع عموماً، فقد اقتلعت الدولة العراقية بعد عشرات السنين من جذورها، وكان لازماً إعادة تعريف الدولة العراقية ودستور وقوانين العراق مجدداً، وانتهى الظلم القومي الواقع على جماهير كردستان وألغي دستور وقوانين البعث السابقة التي تعرف جماهير كردستان وتضعها في الدرجة الثانية. ونحن كنا قد قلنا في حينه أن سبيل انفصال كردستان هو سبيل اضطراري، هو سبيل حلنا الثالث، أي أولاً لو قامت في العراق جمهورية اشتراكية، وثانياً لو حتى قامت حكومة عصرية غير قومية وغير دينية تنظر الى كافة سكان العراق بعين المساواة، ما كنا لنؤيد الانفصال وتأسيس دويلة صغيرة في كردستان، ولكن في ذلك الوقت حيث لم يكن هناك أي أفق قريب لتوقع تحقيق أي من هذين السبيلين، قلنا لا ينبغي إيقاف الظلم والاضطهاد القومي وتخبط وتشرذم أوضاع كردستان ولو يوماً واحداً على أي شيء ولهذا نعتبر الانفصال سبيلاً عملياً ومناسباً وفعالاً.
وبعد انهيار النظام البعثي وعلى هذه الأسس قلنا أن من الأفضل لجماهير كردستان الآن حين فتحت الأبواب لإعادة تنظيم الدولة والدستور والقوانين العراقية مجدداً أن توحد مساعيها مع كافة جماهير العراق التحررية بدلاً من الانفصال وذلك من أجل بناء دولة وقوانين ودستور ضمن إطار العراق تعالج بشكل أفضل مشاكل ومعضلات جماهير كردستان وتحقق لها مطالبها. بهذا الخصوص وللوقت الذي كانت في الأرضية والأسس والمجال موجودة سعينا بكل فخر من اجل هذا الأمر. ولكن بعد أن رأينا وللأسف في ظل توازن القوى الحالي، أن أمريكا وجبهة يمين المجتمع تسعى لدفع مسار حسم قضية السلطة ودستور وقوانين العراق بصالح فرض حكومة وقوانين ودستور رجعية قومية ودينية، أكدنا مجدداً على هذه الحقيقة أن في ظل هكذا حكومة وهكذا أوضاع ليس من الممكن تحقيق مطالب جماهير كردستان. ولهذا استحدثنا مجدداً طرح الانفصال. وهذا بتصوري هو دليل تعاملنا الواعي والدقيق وعدم جمودنا العقائدي تجاه واقع المجتمع ورؤية التغيرات السريعة، وليس العكس.
ولكن وبخصوص قولكم ما أن عدتم لهذا المطلب ظهر ورثة لكم، فإنني لا أرى الأمر بهذا الشكل ولا أرى أنهم ورثة لنا، فهذه الحملة والتحركات التي تبدو في أعينكم كورثة لنا، هي حركة قومية، تخفي نفسها تحت الستار الخادع لمطلب استقلال كردستان ولكن تبيّن بوضوح وعلناً أنها مخطط الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني لجعل جماهير كردستان تقبل بمطلبهما الرجعي المتمثل بالفدرالية، وكانت مشروعاً لتصعيد الصراعات القومية وحصول الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني على سهمهما من السلطة المركزية وعدا هذا لم تكن لها أية صلة بمطالب جماهير كردستان والظلم القومي. وبالطبع سار خلف هذا الطرح المتخلف والرجعي أناس آخرون يعتبرون أنفسهم شيوعيين إلا أنهم اعترفوا رسمياً بعد ذلك أن الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني استخدموهم في خدمة سياساتهم القومية. في حين أن جوهر موضوع الانفصال والاستفتاء الخاص بنا هو غاية في الإنسانية والتحررية وفي نفس الوقت غاية في معادة النزعة القومية. ولهذا فإن هذين الطرحين هما في جوهرهما مناقضين لبعضهما البعض.
وحول قولكم إنكم دائماً تترجمون دائماً نفس ما هو في إيران، أجد من الضروري القول لم يجرِ في إيران أبداً الحديث عن الانفصال والحديث عن حملة الاستفتاء كي نكون قمنا بترجمته، ويبدو أن بعضاً من الأشخاص والأطراف يقفون كثيراً في فنطازياهم عند كلام يقال عنا وليس لهم شأن أن كان ذلك الكلام صحيحاً أم لا؟

جةماوةر: أين وصلت مشكلتكم وصراعكم مع الاتحاد الوطني الكردستاني بعد اعتقال كادرين من كوادركم في الشهر الماضي؟

ريبوار أحمد: إن الصراع بيننا وبين الاتحاد الوطني الكردستاني وعموماً مع الأحزاب القومية الكردية هو صراع على مطالب وأهداف جماهير كردستان، وهناك المئات من الأدلة لإثبات هذه الحقيقة. فنفس آخر مؤامرة وهجوم مسلح للاتحاد الوطني ضدنا في 14 تموز 2000 هي دليل واضح على هذه الحقيقة. ففي حينه كتب الاتحاد الوطني أنه يتهجم على الحزب الشيوعي العمالي العراقي لأن هذا الحزب يطالب باستقلال كردستان، ويطالب بالمساواة بين المرأة والرجل وإلغاء قوانين الأحوال الشخصية البعثية، ويطالب بتغيير هذا العالم المقلوب ويطالب بحقوق العمال .. .. فما الأوضح من أن هذه هي القضايا المهمة للجماهير والمجتمعات وليست قضايا خاصة بحزبنا.
وقد بقيت كل هذه في محلها ومازال الاتحاد الوطني والأحزاب القومية الكردية على نفس سياسة معادة مطالب الجماهير، وعدم الالتفات الى إرادة الجماهير، ومازالت سلطتها اللاشرعية والميليشياتية، وسلب ونهب وردات المجتمع، والمتاجرة بقضايا ومصير جماهير كردستان، وفرض التقاليد الرجعية الإسلامية والعشائرية .. مازالت مستمرة ونحن في صراع معها على هذه القضايا. وهذه المرة اعتقل الاتحاد الوطني الكردستاني رفاقنا على السعي والعمل من أجل انفصال كردستان. فأي عضو وكادر من الاتحاد الوطني بإمكانه التفاخر بهذا العمل الذي قام به الاتحاد الوطني؟! أو حين يعتقل الاتحاد الوطني رفاقنا بسبب العمل من أجل انفصال كردستان، من بإمكانه أن يصدق أن حملة الاستفتاء التي ينظمها المثقفون المرتبطون بالاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي هي بحق من اجل استقلال كردستان، في حين يعتبرون ذلك جريمة ويعتقلون الناس بسببها؟!
بالنتيجة في المشكلة الخاصة بيننا وبين الاتحاد الوطني الكردستاني مازالت على المستوى الذي خلقوه هم، وهي مرهونة بمراجعتهم لأنفسهم، وإيجاد حل للمشكلة التي خلقوها، والتخلي عن القمع واحترام الحريات السياسية. نحن لن ننسى جرائمهم ولن نغفر لهم ذلك، وعليهم أن وضع حل للمشكلة التي خلقوها هم. ولكن بخصوص هذا النوع من المعاملة من خلال وضع العقبات أمام نشاطنا واعتقال رفاقنا وتعذيبهم، نحن لا نريد أن نرد عليهم بالمثل، وإلا إذا كانوا قادرين على أن يفعلوا مثل هذا بنا، فإن بإمكاننا في أماكن أخرى أن نقوم بالمثل. على سبيل المثال القيام بمثل هذا العمل في بغداد هو بالنسبة لنا سهل مثل شرب الماء. نحن لا يسرنا وصول الأمور الى هذا الحد ونتمنى أن يتخلوا عن تعميق هذه المشاكل ويتخلوا عن التآمر وأن يحترموا الحرية السياسية وأن يمارسوا نشاطهم السياسي بشكل حضاري.

* جريدة أسبوعية كردية تصدر في كردستان العراق



#ريبوار_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على كافة جماهير العراق التحررية الوقوف ضد تهديدات غازي الياو ...
- تصريح من ريبوار أحمد ليدر الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول ...
- يجب تنحية اللصوص وتسليم الإدارة ليد ممثلي الجماهير
- لا أمريكا، ولا الإسلام السياسي بل الحرية والعلمانية،
- الطبقة العاملة قادرة على إنهاء هذا السيناريو المأساوي!
- لا أمريكا، ولا الإسلام السياسي، بل الحرية والعلمانية
- الشيوعية العمالية والقضايا الأساسية الراهنة في العراق
- ان مصير قرار -مجلس الحكم- حول تشديد عبودية المراة هو الفشل و ...
- زُمرٌ وحثالة… وقتلة النساء
- مجلسُ حكمٍ ام مجلسُ نهبٍ حول نهب ثلاث مليارات دولار من المسا ...
- نداء الى جماهير البصرة‍
- بشرى- من مجلس الحكم حول فتوى اعادة حكم الاعدام
- اللجوء إلى نظرية المؤامرة دليل على الإفلاس السياسي * رد على ...
- مقابلة جريدة -اكتوبر- مع ريبوار احمد ليدر الحزب الشيوعي العم ...
- الاحزاب والمنظمات العمالية والاشتراكية والانسانية ها هو الصو ...
- اختلافاتـــنا ِبمَ نختلف عن الحزب الشيوعي العراقي؟
- مواجهة الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع الإرهابيين الإسلاميي ...
- لن نقبل بإعادة ظهور الفاشية البعثية!
- تحديد الحكومة المستقبلية للعراق، حق بلا منازع لجماهير العراق
- سلطة المستقبل في العراق يجب أن تكون مباشرة- سلطة الجماهير


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ريبوار احمد - ريبوار أحمد في مقابلة مع الصحيفة الأسبوعية (جةماوةر-الجماهير): الصراع بيننا وبين الاتحاد الوطني الكردستاني هو صراع على مطالب وأهداف جماهير كردستان