أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الوجه الثاني لكارثة أبوقرقاص؟














المزيد.....

الوجه الثاني لكارثة أبوقرقاص؟


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لولا أن الذي يتحدث معي رئيس محكمة لما صدقت حرفا واحدا مما قال.
وما قاله المستشار شريف رشدي بالغ المرارة، وبالغ الخطورة، وينسف كل ما تردد من قبل، وتناقلته وسائل الإعلام حول حادث أبوقرقاص الأخير.
وللتذكرة فقط.. فإن القصة المتداولة بهذا الصدد تؤكد تورط علاء رشدي المحامي ـ والشقيق الأكبر للمستشار شريف ـ في هذا الحادث الذي تم إسباغ صبغة طائفية عليه.
لكن علي النقيض من هذا التبرير الطائفي لما وقع في أبوقرقاص، قدم رئيس المحكمة وجها آخر لنفس الحادث، لا علاقة له بالدين، وإنما هو وثيق الصلة بالسياسة وتحديدا بسياسة الحزب الوطني المنحل.
كيف؟!
تبدأ الحكاية في انتخابات مجلس الشعب قبل الأخيرة، أي انتخابات 2005، التي رشح علاء رشدي نفسه فيها أمام منافس من قيادات الحزب الوطني يحتل مقعد الدائرة في المجلس لمدة ثلاثين عاما متصلة، أي بطول مدة وجود الرئيس السابق حسني مبارك في الحكم.
وحصل علاء رشدي في الجولة الأولي علي 18 ألف صوت، نصفها علي الأقل لناخبين مسلمين، وتم إسقاطه بالتزوير في جولة الإعادة كالعادة. وتكرر نفس السيناريو في انتخابات 2010 .
وبعد ثورة 25 يناير وما ترافق معها من تطورات سياسية أصبح »طبخ« نتائج الانتخابات مستبعدًا بشدة ومن هنا بدأ القلق يساور فلول الحزب الوطني ونائبها الدائم في المجلس وبدأت هذه الفلول في تدبير المكائد لعلها تنجح في إزاحة المنافس غير المرغوب فيه وتخلو الساحة أمام النائب »الوطني« إياه، حتي لو كان ثمن هذه المكائد إشعال النار في نسيج الوحدة الوطنية.
أحد الاتهامات التي تم توجيهها للمحامي علاء رشدي أنه ضرب أحد المواطنين وجذب زوجته من النقاب محاولا نزعه عن وجهها.. فما كان من اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا إلا أن رد علي هذا الاتهام بقوله إن المعلومات المؤكدة لديه أن »علاء« كان بالقاهرة في ذلك الوقت ولا يمكن بالتالي محاسبته علي واقعة لم يكن مشاركا فيها.
في اليوم التالي نشب خلاف بين أسرتين مسلمتين، قتل فيه اثنان من المواطنين المسلمين ورغم أن المسيحيين لا علاقة لهم بالحادث فإن نفس الفلول قامت بإثارة المئات من المواطنين وقادوهم إلي إحراق 36 بيتا من بيوت المسيحيين بعد نهبها فضلا عن تحطيم محلات وسيارات.
وإمعاناً في إثارة الفتنة قام عدد من البلطجية بالاستيلاء علي »كوفي شوب« يملكه علاء رشدي وفرشوه بالحصير ورفعوا عليه لافتة مكتوبًا عليها: »مسجد الشهداء« وظل هذا الوضع إلي أن جاءت القوات المسلحة وأزالت التعدي عن المقهي. وفي تلك الأثناء كان عدد من وسائل الإعلام يردد أن »علاء« مقبوض عليه، وهو ما لم يكن قد حدث بعد!
في اليوم التالي جاءت قوات من الجيش والبوليس علي رأسها الحاكم العسكري لمحافظة المنيا عز الدين الحسيني.. دخل إلي منزل علاء وحدثه قائلاً: أنا حضرت لأشرب عندكم شاي وبعد محادثة ودية قال لعلاء: تعالي معي يا علاء بك إلي مكتب المحافظ الجديد لتهدئة الجو بين المسلمين والمسيحيين، وقد كان.. حيث ذهب مع الحاكم العسكري إلي النيابة العسكرية بالحي العاشر بالقاهرة، حيث تم حبسه بالسجن الحربي بالهايكستب علي ذمة التحقيقات.
وقد طلب النائب العام ملف القضية في الوقت الذي استلم فيه الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء تقريراً من محافظ المنيا يؤكد أن علاء شخص حسن السمعة، وأنه ينتمي إلي أسرة محترمة، أبوه نقيب المحامين بالمنيا سابقا وشقيقه رئيس محكمة وشقيقه الثاني مدير مكتب مساعد أول وزير الداخلية لشئون الأمن المركزي بالإسكندرية، وشقيقه الثالث مدير شركة أجنبية، ويحظي بشعبية في أبوقرقاص بين المسلمين قبل المسيحيين.
واختصر المستشار شريف رشدي روايته للأحداث في عبارة موجزة نصها: »القصة وراءها بلطجية الحزب الوطني والسلفيون ليس لهم علاقة بالموضوع أو بالاستيلاء علي المقهي وتحويله إلي مسجد.. فالمسلمون المعتدلون قالوا علنا: الصلاة حرام علي أرض مغتصبة«.
الوقائع مذهلة.. ولولا أن من رواها لي مباشرة مستشار ورئيس محكمة يعرف قيمة ومعني شرف الكلمة.. لما صدقتها.. فهل وصل الإجرام بفلول الحزب الوطني أن يستغلوا الدين بهذا الشكل البشع من أجل صراعهم السياسي واستماتتهم في التسلل إلي مجلس الشعب حتي لو كان ثمن ذلك إحراق الوطن؟!.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من »الملدوغ« السوداني إلي »المخدوعين« المصريين!
- مصر بعد مائة يوم .. ثورة
- أجهزة تكييف ل -فندق طرة- .. عجبى!
- أسيوط: قصة مدينتين
- أعراض قناوية
- مصير مبارك .... الغامض!
- مبارك .. الذي لا يتعلم
- وقاحة بلا حدود:خرافة إخراج مبارك من «بيت الطاعة»
- ما أحلي الرجوع إليه .. العودة إلي -بيت العائلة-
- أرفع راسك فوق أنت فى روز اليوسف
- رسالة عاجلة إلي عصام شرف وعمرو عزت سلامة ..»إعدام« جامعة الن ...
- ثورة علي ظهر سلحفاة!
- الناس يتساءلون: هل تعرضت ثورة 25 يناير.. للاختطاف؟!
- منغصات سخيفة لا تفسد العرس الديمقراطي.. لكنها تستوجب المساءل ...
- جودت الملط وعصام شرف: كبرياء العتاب.. ونبل الاعتذار
- لماذا يكره الناس مباحث أمن الدولة؟
- عصام شرف ومهمة إنقاذ الوطن
- ما رأى المجلس الأعلى والفريق شفيق فى تصريحات وزير الداخلية و ...
- الثورة.. »المفخرة«
- »موضة« الموت حرقاً!:بيانات سياسية بالأجساد


المزيد.....




- محمد بن سلمان يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي في السعودي ...
- جدة بريطانية ثمانينية تصعد جبلاً في فرنسا على متن دراجة هوائ ...
- عاصفة سياسية جديدة بين نتنياهو وغالانت!
- تحييد 10 مسيرات أوكرانية في إقليم كراسنودار الروسي
- ليبيا: قتيل و22 مصابا باشتباكات الزاوية.. وتدخل أعيان المدين ...
- كاليدونيا الجديدة الفرنسية.. عملية كبيرة -لاستعادة السيطرة- ...
- مبعوث البيت الأبيض لشؤون الرهائن يصل الاثنين إلى الدوحة
- أنباء عن قتلى وجرحى مصريين وعرب جراء انقلاب حافلة في السعودي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.05.2024/ ...
- السعودية وأميركا تقتربان من الاتفاق الأمني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الوجه الثاني لكارثة أبوقرقاص؟