أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حدادة - ليست مفاعيل -الثورة- بل محاولات - الثورة المضادة-















المزيد.....

ليست مفاعيل -الثورة- بل محاولات - الثورة المضادة-


خالد حدادة

الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الى مهدي عامل)

 أحداث كثيرة مرت خلال الأسبوعين الماضيين، أشّرت الى عناوين الهجوم الأميركي المضاد في المنطقة. ولعل الأخطر في هذا الإطار هو محاولة إغراق مصر في أتون صراع طائفي، وكذلك دفع الوضع في سوريا الى حالة مستمرة من اللااستقرار السياسي والأمني باتجاه تفعيل فتنة طائفية ومذهبية حادة لا ينجو منها المحيط القريب، وتحديداً في لبنان..
وبعيداً عن يوميات الحدث، نشير الى اتجاهين متضادين بالشكل متفقين في المضمون المركز على اعتبار الانتفاضات الشعبية فعلاً سلبياً... الاتجاه الأول وهو الاتجاه المتبني علناً للمشروع الأميركي وهو الذي يعتبر ما جرى في تونس، وبشكل خاص في مصر، هو في غفلة عن هذا المشروع وفي الاتجاه المضاد لأهدافه، وبالتالي في معالجتها للحراك الشعبي في الدول العربية الأخرى حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها تفادي «غفلتها» المكلفة في مصر وتونس، بمحاولة التدخل كطرف فاعل يعرف اتجاه الانتفاضات الشعبية ويحاول توظيفها في خدمة مشروعه الأساس، مشروع الشرق الأوسط الجديد..


اما الاجاه الثاني، فهو الاتجاه الذي يحاول توظيف ما يجري في مصر وفي سوريا من مظاهر ذات بعد طائفي، للعودة الى سيناريو حصر الثورات الشبابية والشعبية في لعبة «المؤامرة» متجاهلاً التركيبة المتنوعة للحراك الشعبي، وبشكل خاص متجاهلاً مسؤولية النظام الرسمي والعوامل الداخلية في بعديها السياسي والاقتصادي عن الوضع الذي أدى الى انضاج الظروف الحالية... وهذه النظرة يعممها هؤلاء «المنظرون»حتى على الوضع في مصر وفي تونس فتصبح مع هذا التحليل عملية إزاحة «بن علي» و«مبارك» إرادة غربية وأميركية ويندفع هؤلاء الى حد يبيحون فيه لأنفسهم اعتبار «الوحدة الفلسطينية» عاملاً سلبياً يخدم المخطط الأميركي - الاسرائيلي..
هما اتجاهان متناقضان حتماً لكنهما في مضمون نظرتهما المتآمرة عند الأول، والمحبطة عند الثاني، يؤديان وظيفة واحدة في النظرة الى مضمون الانتفاضات الشعبية في العالم العربي..


*****


وفي العودة الى البداية... إن «الثورة المضادة» أو النقزة الأميركية - الغربية، بدأت مفاعيلها مع القمع الخليجي للانتفاضة الشعبية في البحرين وإعطائها طابعاً مذهبياً، مؤثراً حتى في طبيعة الحركات الجماهيرية الأخرى. وتطورت وتدولت مع مصادرة أهداف المعارضة الليبية وانتفاضتها المحقة على ممارسات حكم القذافي وقمعه وفساده وتحويلها الى حرب من أجل السيطرة على النفط الليبي وتأمين أجواء حرب أهلية في ليبيا...
إن القاعدة الأساسية الآخذة بالتبلور للشكل الجديد للمشروع الأميركي هي قاعدة المساومة التاريخية مع ما يسمى الفكر الاسلامي المعتدل، على انقاض تجربة «بن لادن» وعلى أنقاضه شخصياً... في هذا الإطار يأتي التكامل بين فكي كماشة السعودية والأتراك والمقبض الأميركي على فكي الكماشة...
وفي هذا الإطار، معطوفاً على الأوضاع الداخلية في البلدان العربية المختلفة يمكن تفسير المرحلة الراهنة من الضغوط والأحداث... وإذا كان الخطر واضحا من خلال هذه الكماشة ومقبضها، فإن الأوضاع الداخلية في كل بلد عربي هي الإطار الذي يؤمن الظروف المخبرية الصالحة لفعل هذه الأداة...
*****في ضوء هذا التفسير، يمكن التوجه الى مصر للقول ان من حق أي قوة سياسية العمل للاستفادة من نتائج الثورة الشعبية، والعمل على تنفيذ مشروعها في إطار «النظام القادم». لكن ليس من حق أي قوة مهما كانت أن تستفز عواطف الناس وأحاسيسها من أجل تعزيز النفوذ على حساب الوحدة الوطنية والتركيبة الاجتماعية المتنوعة لمصر... إن تهديد الوحدة الوطنية لا يخدم سوى من «أفزعته» الثورة الشبابية والشعبية في مصر. وبالتالي من يحاول دفع الأمور باتجاه «الترحم» على النظام البائد، أو إغراق مصر وتعطيلها بفتنة طائفية متنقلة تضعفها... ضمن منطق واضح إما أن تكون مصر موحدة وفي إطار المشروع الأميركي، ومفهومه للسلم مع الصهاينة، أو فلتذهب مصر وتلتحق بالسودان وكلاهما الى الجحيم..
طبعاً العبء يكبر، ويزداد ثقلاً على شباب ثورة مصر وقواها الديموقراطية والوطنية. لكن تجربة هؤلاء، تجربة تحمل الأمل بأن القوى التي أزاحت مبارك وحكمه، قادرة على خوض ثورة جديدة للحفاظ على الوحدة الوطنية المصرية ووضع أساس نظام ديموقراطي جديد في «أم الدنيا»..


*****


المثال الثاني، هو المثال الذي تبرز فيه أكثر مفاعيل تآلف العوامل الداخلية والخارجية... فبمواجهة موقف سوريا، كان الهجوم الخارجي المتمثل بتحالف تتضح، يوماً بعد يوم، ملامحه «الحلف» الجديد الأميركي - الأوروبي - الخليجي - التركي... وحماسة هذا الحلف لإخضاع النظام السوري ولتغييره وبحد أدنى لخلق حالة لااستقرار في سوريا (وفي لبنان) على قاعدة الفتنة الطائفية والمذهبية...
لكن معرفة هذا الدور الخارجي، يجب أن تدفعنا الى التساؤل حول مدى وجدوى ونتيجة ما أنتجه النظام لتحصين موقعه الوطني في مواجهة «المؤامرة»... وهل سياساته الداخلية كانت تتجه فعلاً باتجاه تحصين الموقع الوطني، ام ان فعلها كان يخدم، بدراية أو عدم دراية، استهدافات الخارج للموقع السوري في مواجهة المخطط الأميركي والاسرائيلي..
إن غياب الممارسة الديموقراطية، وتسليط الأمن كأولوية على حساب الاصلاح السياسي، وربط الاقتصاد الوطني بالنيوليبرالية تحت شعار الاصلاح الاقتصادي المبرمج والمضبوط من قبل خبراء البنك الدولي وصندوق النقد ومروجي نظرية «الشراكة»... كلها عوامل ساهمت في تشتيت وإضعاف القاعدة الاجتماعية للنظام والتي بمعظمها قاعدة مرتبطة بالانتاج الفعلي الصناعي والزراعي. وتشتيت هذه القاعدة جعل الفئة الأكثر فقراً فيها عرضة للتأثير والاستقطاب من قبل القوى الدينية المتطرفة... وغياب الاصلاح السياسي وضع شريحة واسعة من المثقفين الديموقراطيين في مواجهة سياسات النظام على المستويات السياسية والاقتصادية ـ الاجتماعية رغم انحيازها المعلن لخياره الوطني...
إن كل ذلك يؤكد مرة جديدة، في سوريا كما في لبنان وفي أي منطقة، انه لا يمكن عزل الجوانب الوطنية والسياسية والاجتماعية لأي خيار سياسي، ويؤكد بشكل خاص ان تحصين الموقع الوطني والمقاوم لأي دولة أو تنظيم، لا يمكن أن يكون إلا «بالشعب» وليس «من الشعب»، وأن التنازل للمطالب الشعبية على المستوى السياسي والاقتصادي أقل كلفة بكثير من

البحث عن مساومات مع الخارج لا يمكن إلا أن تكون على حساب الموقع والموقف الوطني لسوريا...
من أجل ذلك نجدد الدعوة لحوار وطني مسؤول مع قوى المعارضة الوطنية الديموقراطية، لاستكمال الاصلاحات ولعزل القوى المرتبطة بالخارج ولتحصين الموقع والموقف الوطني لسوريا


*****

أخيراً...

هو النصف الثاني من أيار...
بدايته الجرح الأليم، جرح النكبة العربية الكبرى في فلسطين، آن الوقت لمداواته، من الفلسطينيين أولاً ومن العرب حتماً...
إن إنهاء الانقسام الفلسطيني، حدث مهم بذاته، لكنه يصبح أكثر جدوى إذا ما اقترن بوحدة حقيقية تؤدي الى تجاوز منطق الاستئثار والمحاصصة، الى صياغة ديموقراطية لبرنامج المقاومة واستعادة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب ببناء دولته وبالعودة كأساس لهذه الوحدة والى المقاومة بكل أشكالها كحق للشعب الفلسطيني..
و25 أيار يوم استعادة الأمل بالانتصار العربي، عبر نجاح خط المقاومة بتحرير معظم الأرض اللبنانية منذ أيلول 1982 وتحرير بيروت، وبعدها كل الأراضي المحتلة وصولاً الى الانسحاب المذل للجيش الاسرائيلي من معظم أرضنا...
وفي التاسع عشر منه، وما بين ذكرى النكبة وذكرى التحرير، تأتي ذكرى غيابه، فيلسوفاً ومناضلاً ومفكراً نظرّ للمقاومة العربية وللتحرر الوطني والسياسي والاجتماعي في العالم العربي، وأتى اغتياله كمحاولة للقضاء على فكر المقاومة وثقافتها ولآمال شعبنا فيها...
تحية لك «مهدي عامل» ونقول لك من تونس ومصر ولبنان وكل العالم العربي، ان فكرك لا يمكن دفنه مع الجسد...



#خالد_حدادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد حدادة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: دور وموقف ...
- هي المعركة الأصعب.... لكنها حتماً الأجمل
- بعد مجزرة الاسكندرية.... نحمي التنوع بالديمقراطية والعلمانية
- لترحل الحكومة
- في الذكرى ال 86 نحو بناء توازن شعبي وطني ديمقراطي قادر على م ...
- السياسة اللبنانية والرقص على صفيح ساخن
- من حماية رغيف الخبز الى حماية المقاومة مشروع واحد لا يمكن تج ...
- السلاح لا يطلق النار بل يطلق به.....
- في زحمة الثنائيات والثلاثيات أين مفهوم الوطن
-  صد العدوان، منع الفتنة، وتغيير النظام السياسي، مهمات ...
- نعم لامست الأمور الخط الأحمر يا -دولة الرئيس-
- وماذا بعد الإنتخابات؟؟
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني في الذكرى ال84 لتأس ...
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني في احتفال الجامعة ا ...
- من أجل معارضة وطنية ديموقراطية
- المؤتمر الصحفي للأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني بمناسبة ا ...
- الوطن أهم من الصيغة... والزعيم
- على الطريق بين غزة وبيروت.... ادفنوا النظام الرسمي العربي
- هذه مبادرتنا لاستنهاض القوى اليسارية
- كلمة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة ...


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حدادة - ليست مفاعيل -الثورة- بل محاولات - الثورة المضادة-