أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي الأسدي - الاقتصاد اليوناني بحاجة لعملية جراحة.. لاحبوبا مهدئة ..؛؛؛















المزيد.....

الاقتصاد اليوناني بحاجة لعملية جراحة.. لاحبوبا مهدئة ..؛؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 22:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



الاقتصاد اليوناني لم يخرج من عنق الزجاجة حتى اليوم ، برغم الأموال التي ضخت في ميزانيته من قبل الاتحاد الأوربي وصندوق النقد والبنك الدوليان البالغة أكثر من 96 بليون يورو قبل حوالي العام. كما لم تستطع اليونان تنفيذ الشروط التي التزمت بها تجاه الدائنين ، وذلك لأن اقتصادها ما يزال يعاني من الركود ، وقد انكمش بنسبة 2.7 % في حين كان المتوقع ارتفاع معدل نموه الاقتصادي هذا العام ، بفضل الأموال التي اقترضتها ، وسياسة التقشف التي اتبعتها على مدى الأشهر المنصرمة. الاقتصاد اليوناني يدور في حلقة مفرغة ، فتخفيض النفقات العامة لم يقابله زيادة في الموارد العامة بما فيها الضريبية كما تمنى خبراء الاتحاد الأوربي ، لأن نظامها الضريبي من مخلفات الماضي ، اذ لم يباشر بتحديثه منذ انضمام اليونان للاتحاد الأوربي عشرة سنوات مضت. النظام الضريبي يعاني من نواقص كثيرة ، أهمها وفي مقدمتها ثغراته القانونية التي تجيز التهرب الضريبي الذي يحرم الميزانية الحكومية من قسم كبير من مستحقاتها على الشركات والأفراد. ولذلك فان شحة الموارد الضريبية التي تشكو منها الحكومة اليونانية هي نتيجة منطقية لهذا الخلل ، لكن هذا يشكل جانبا واحدا من المشكلة التي تواجهها اليونان. فتسريح العاملين في القطاع العام ، وتخفيض الأجور في أغلب القطاعات الاقتصادية ، وتزايد نسب البطالة التي تبلغ أكثر من 15 % بدلا من زيادة فرص العمل ، هذه كلها لن تأتي للميزانية العامة بأي موارد مالية. فمصدر الموارد المالية هو ارتفاع المداخيل التي بزيادتها عموديا نتيجة زيادات الأجور والأرباح وانتاجية العمل ، أو أفقيا بنتيجة زيادة الاستخدام بانضمام أعدادا جديدة ومتزايدة من القوى العاطلة إلى سوق العمل. ولأنه لم تحصل على هذه البنود زيادة ذات شأن يذكر، فمن أين تأتي الموارد المالية الى الميزانية العامة التي بناء عليها تتحسن قدرتها على تسديد أقساط الدين ؟
وكنتيجة لهذا الاخفاق المركب فقد تضاءلت حوافز النمو الاقتصادي الذي انكمش بدلا من أن يتزايد ، تتوجه أنظار اليونانيين من جديد إلى الدائنين لاقتراض المزيد من الأموال ، حيث يتوقع أن تصل إلى حوالي 30 بليون يورو أخرى ، وربما ضعف هذا المبلغ. ما تفعله اليونان حاليا ، هو ما يفعله المدمنون على حبوب الهلوسة ، فالشعور بالنشوة بعد كل جرعة منها لن يشعرهم بالقلق تجاه ما يجري. فديون اليونان تتضخم ولا تتقلص ، وقد بلغت لحد الآن 340 بليون يورو بما فيها خدمة الدين للعام المنصرم ( الفوائد على القروض ).

جين- كلاود جنكر رئيس الاتحاد الأوربي يتوقع اعادة جدولة الدين اليوناني ، ومع أن القرض الجديد ما يزال مجرد تكهنات ، لكن الاحتمال الأكبر أن التكهنات في طريقها لتصبح واقعا ، فاليونان عاجزة لحد اليوم من تسديد أقساط الدين وفق المواعيد التي حددتها رئاسة السوق الأوربي. دول السوق الأوربية الأغنى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإن ليس بالمعنى الحقيقي للغنى ،لأنها نفسها مدينة لمصارف أجنبية ومحلية ، لكنها قادرة على مد اليونان بالمبلغ المشار اليه. وللعلم فان الدول هذه قد التزمت لحد الآن بثلاثمائة بليون يورو لليونان والبرتغال وايرلاندا مجتمعة. وعلينا أن نعرف أن الدول الدائنة لم تقدم الأموال بدون ثمن ، فهي في حقيقة الأمر أموالا مؤجرة لليونان ببدل يتراوح ما بين( 5 - 6 )يورو لكل مائة يورو في العام ، وبمواعيد سداد ملزمة ، وغرامات في حالة التأخر عن تسديد أقساط الدين التي لابد من الايفاء بها. وأسعار الفائدة العالية لوحدها تشكل عبئا ثقيلا على اليونان التي هي مدينة أصلا ، وهي لم تتقدم بطلب القروض للترف ، بل بسبب ضيق اليد في وضع لا ترغب فيه أن تحمل شعبها المزيد من الأعباء الضريبة ، وما تشهده اليونان هذه الأيام من اضرابات عن العمل ، وصدامات دموية مع رجال الأمن دليلا على ذلك. المصاعب الاقتصادية التي تواجه الدول الثلاث اليونان والبرتغال وايرلندا منذ بدء الأزمة المالية التي لم يكن لها فيها ناقة ولاجمل ، فهي من تبعات الأزمة المالية الأمريكية التي بدأت نهاية عام 2007 ، تتحمل شعوب العالم أجمع منذ حوالي ثلاث سنوات أعباءها ، و كان نصيب الدول النامية بما فيها دول الجنوب الأوربية الأفقر القسط الأكبر من تلك الأعباء. دول الجنوب الأوربي الثلاث في وضع لا تحسد عليه ، فهي أمام طريق شبه مسدود عند تعلق الأمر بالنمو الاقتصادي ، فهذا ما يزال بعيد المنال ، لأن كل الأنظار اتجهت منذ بداية الأزمة إلى العلاج ( بالحبوب المهدئة ) وهي هنا الاجراءات المالية والنقدية ، وهذه لم تحل المشكلة القائمة ، وعلى الأغلب لن تحلها. لأن المفقود هنا في حالة اليونان وايرلندا والبرتغال وربما اسبانيا وايطاليا هو النمو الاقتصادي ، وهذا في حالة اليونان سلبيا وفي الدول الأربعة الأخرى يتراوح بي الصفر والواحد بالمائة ، واذا لم يعالج ركود الاقتصاد اليوناني بالصدمة الكهربائية ، فلن يتجاوب الاقتصاد لبريق اليورو مهما بلغ لمعانه. فما تحتاجه اليونان اليوم كما بالأمس ( ليس النقود ، و فصل العمال من الوظائف ، واجراءات التقشف ، و زيادة الضرائب على محدودي الدخل ) فهذه كلها كابحة للنمو ، انما المطلوب والفوري هو النقود والاستثمارات البنيوية ، في الصناعات والزراعة والسياحة والقوى العاملة ، وهذه جميعها لم تنل لحد اليوم نصيبها من تلك الأموال ، ولا من اهتمام الحكومة اليونانية ، وذلك ببساطة لأنها تعتقد مخطئة أن الأموال والاستماع إلى صندوق النقد الدولي سيعجلان في تحقيق أحلامها ، لكنها لم تجن غير الكوابيس.
أمام اليونان طريق واحد لمعالجة تخلفها الاقتصادي وأزمتها الراهنة ، وهو التنمية الاقتصادية المستدامة ، وهذا لن يحصل قبل أن تجري اصلاحات في النظام المالي والاداري ، لتسهيل انسياب الأموال نحو الاستثمار في فروع الاقتصاد المختلفة ، وبالأخص في الصناعات التصديرية التي تساهم حاليا بحوالي 25 % الناتج المحلي الاجمالي ، وهو الأدنى في الاتحاد الأوربي. ولأجل زيادة القدرة التنافسية للصناعات التصديرية يتطلب حفز رؤوس الأموال للاستثمار في تحديث هذه الصناعات بادخال التقنية المتقدمة ، ورفع كفاءة القوى العاملة فيها. ان احد الاسباب التى تقف وراء ازمة الدين فى اليونان هو عدم اعتماد اليونان على نفسها ، وهو ما يجب عليها فعله الآن ، فهي منذ عدد من السنين تستمع للاتحاد الأوربي وصندوق النقد والبك الدوليان ، وهذا ما جعلها مقيدة بشروطهم التي لا تخدم بالضرورة مصالح اليونان الاقتصادية.

اقتصاديون يونانيون وأجانب تكهنوا سابقا والآن إبان ظهور بوادر أزمتها الاقتصادية نهاية عام عام 2007 أن الأفضل لليونان أمام تعاظم مشاكلها المالية هو الخروج من نظام العملة الموحدة اليورو ، والعودة الى عملتها السابقة الدراهما ، وأن الاجراء الأول الذي ينبغي على مصرفها المركزي القيام به هو تخفيض قيمة الدراهما بالنسبة للعملات الرئيسية في العالم ، اليورو والدولار والاسترليني. لكن اجراء كهذا لا تحبذه المؤسسات الدولية الدائنة ، لأنه سيخفض القيمة الحقيقية لقروضهم ، اضافة الى أن ذلك قد يدفع بدول أخرى لمغادرة نظام العملة الموحدة وربما مغادرة الاتحاد الأوربي بصورة كاملة ، وهو الكابوس الذي لا تود دولا مثل فرنسا وألمانيا الحديث عنه.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية ....( الجزء الثاني )..
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية..... ( الجزء الأول)
- ليبيا بعد العراق .. تعود إلى ما قبل الثورة الصناعية ... ؛؛
- من سيحمي المدنيين الليبيين .. من صواريخ توما هوك .. ... ؟؟
- قطر وحلف الناتو.... لا يصدران الديمقراطية الى ليبيا...؛؛؛
- هل تتجه ليبيا القذافي ... نحو التقسيم..؟؟
- ليبيا ... في الذكرى الثامنة لغزو العراق..
- هل أعطت واشنطن الضوء الأخضر للقذافي .. لإبادة شعبه.. ؟؟
- الوجه الآخر ... الحقيقي لرئيس وزراء العراق...؛؛
- أيها الليبيون .. اسألوا العراقيين عن الإحسان الأمريكي.. .؛؛
- المرجعيات الدينية العراقية .. خيبت آمال الشعب..؛
- ما وراء صمت أوباما ... عن حمامات الدم في ليبيا ….؟؟
- قلوب العراقيين معكم ... أيها الليبيون الأبطال ..
- هل تنحني حكومة بغداد ...لثورة العبيد... ؟
- العراقيون .... لو ثاروا....؟؟
- العراق .. بعد تونس ومصر ... يرفع من الديوانية راية ثورته..
- العراق على طريق الديكتاتورية من جديد.. ..؛
- ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية - . ...
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية -.. ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي الأسدي - الاقتصاد اليوناني بحاجة لعملية جراحة.. لاحبوبا مهدئة ..؛؛؛