أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مرح البقاعي - هاجس البيئة في سلطة الإبداع















المزيد.....

هاجس البيئة في سلطة الإبداع


مرح البقاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 13:02
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


هل تتقاطع دورة الحياة ودورة الفن في دلالاتهما الفقهية أم إن كلاهما يولد من رحم الآخر في غير انقطاع ؟ وكيف يمكن أن تتحول بقايا الأشياء في سلطة الإبداع إلى قيمة جمالية؟ هل يحاول الفنان أن يواجه قسوة "النهايات" من خلال تكوينات يرفعها من مواد هي أصلا في حال من زوال؟ وكيف يتعامل الفنانون ما بعد الحداثيين، فلسفيا، مع عالم تشوبه "النفايات" في نقضهم للتلوّث المعرفي والبيئي في آن؟
التاريخ وعلم المادة يؤكدان أن فناء العناصر يحمل أيضا في بذرته شرط الحياة لمادة مستتبَعة آتية لا محال. ويصرّ مبتكرو نزعة "فن التدوير" Recycling Art، ومن خلال إحساسهم الجمالي بحتمية البقاء التي تحمله الطبيعة في جيناتها، على توكيد هذه النظرية تشكيليا.

وقد نعثر على بعض من مفاتيح هذا العالم السرمدي الرؤى في معرض الفنانة الأميركية الفلسطينية لمى الدجاني الذي انتظم مؤخرا في صالة "ويست" في مدينة فولز تشرش بولاية فرجينيا وتحت عنوان "من الجانب الآخر" From The Other Side.
نرى الدجاني تتحرك عبر لوحاتها في مربع الذكرى الذي حدوده شظايا زمن فائت، مستعيرة مادتها الفنية، التي تبدو أقرب إلى جرح مفتوح ومستمر، من مجموعة أوراق خطّت عليها وميض أحلامها وانكساراتها، انهمارَها وكوابيسها لسنوات خلتْ.
تقول الدجاني بقليل من الحسرة: "في إحدى الليالي قمتُ بعصبية بتمزيق دفتر مذكراتي الذي رافقني في تجربة وجدانية معمّقة على مدار عام كامل.
وأردت أن أعيد بناء عالمي المفقود من تلك القصاصات لأشكل بيئة أكثر نقاء حيث تتمكن عصافير روحي القلقة من الغناء على هواها في فضاء نظيف من شوائب القهر والرعب والخيانات".

تلجأ الدجاني إلى بناء فني شكلاني مكوناته تعتمد على مواد متروكة. بدأت مع الرمل الذي تحول بين يديها نتيجة مزجه مع ألوان الزيت والأكريليك إلى خلطة مبتكرة هي في مصاف السهل الممتنع. تقول الدجاني: "لقد أغرتْني هذه المادة ودفعتني إلى الغوص أبعد فأبعد في عناصر البيئة الأولية فلجأتُ إلى جمع لحاء الشجر، والأوراق اليابسة، وبعض من الشوكيات... وتابعتُ جمعي للمواد المتروكة كالجرائد، والنفايات البلاستيكية والورقية وأخذت في توضيع هذه المواد في منطق جمالي، وفي محاولة لبناء تكوينات جديدة من تركات البيئة والمحيط".
تتأتى هذه الحركة الفنية عند أغلب الفنانين المشتغلين بها من شعور عميق بعلاقتهم مع البيئة وبضرورة حمايتها من براثن التلوث والفناء. ومن هنا تظهر أهمية عملية التدوير لعزل البيئة عن نفاياتها وإعادة صياغة الشيء من اللاشيء.
ولأن الفن هو شعلة الحياة التي لا تخبو يبدأ منها وينتهي إليها فإن اختيار الفنانين لعناصر الطبيعة والمواد المنتهية الصلاحية إنما يؤكد الرغبة في الحفاظ على جوهر الأشياء لا تغييرها لأن الفن ليس تعبيرا جماليا منفصلا بل هو جزء لا ينفصم عن دورة الخلق والفناء المتصلة.
وقد يكون في اللجوء إلى هذه المكونات في إنشاء العمل الفني رغبة في إعلان الانفصال عن عالم عدائي تمّحي في حمّى تسارعه الهويات الثقافية والسياسية لتذوب في شخصية النموذج الأوحد.

المرأة والأرض

تقوم الفنانة التشكيلية الأميركية الإيرانية شيري أكبر المقيمة في نيويورك بتصميم الحُلي من مواد هي بنت الطبيعة بامتياز. فهي تقوم بجمع الأخشاب والأصداف والأحجار الملونة وتنسّقها في تداخل وانسجام لتصنع مجموعة قلادات وأقراط لافتة.
تقول أكبر: "الحُلي التي أقوم بتصميمها ذات صلة مباشرة بالإنسان والأرض أيضا. ترمز هذه الحلي في بعدها الدرامي إلى العلاقة الأزلية بين المرأة والأرض، كونهما تشكلان معا المصدر الأولي لأشكال الحياة مجتمعة".
إن استعمال المواد المتاحة وغير المكلفة يكاد يلغي الارتباط الحتمي بين الثراء والقدرة على اقتناء أدوات الزينة. فحلي أكبر تكاد تكون سائغة لكل النساء نظرا لسعرها المعتدل مقارنة بمواصفاتها الفنية العالية، من جهة، ومن أخرى فهي قد تعني الكثير للمرأة "النموذج" التي تتفرد في بحثها عن الأصالة والاستثنائية في تنقيبها الدؤوب عن الجذور سواء في الشأن الأخلاقي أو الحياتي أو الجمالي، دونما استثناء. هذا النموذج الخيّر من النساء هو القادر على فك الارتباط بين الصورة النمطية للمرأة الشهرزادية في علاقتها مع الذهب والمجوهرات وبين المرأة العصرية المتحررة من كل مسببات التبعية والركود، ومن رموز التهويم.


الموسيقى في مقاومة التلوّث

مايكل بيستيل موسيقي ونحات وباحث في علم الأصوات يجد في عزف الناي مُحاوراً العصافير في إنشادها الصباحي أداة لتشذيب ما علق في المحيط من بصمات التلوث من أصوات الحضارة الاستهلاكية حيث يسيطر على الأذن المعاصرة هدير الآلة بلا منازع، مؤسسا لحوار ومُحاولا الاتصال مع الطبيعة من خلال الإحساس الجمالي بالمكان ومراقبة تحركات العناصر والكائنات الحية في مساحته. وكنحّات مشتغل في فن التدوير، ومن منظور إبداعي آخر، يرى بيستيل في إنشاء الفن من المواد المُعادة الصنع محاولة أخرى يمارسها لكبح جماح الحياة الاستهلاكية التي تزهق جوهر الأشياء وتُبقي على الغث من قشورها. يقول بيستيل: "يعلن فن التدوير عن نفسه بقوة كحركة إبداعية معاصرة تدعو إلى حماية البيئة من أسباب الفناء على كوكب الأرض حيث الموارد الطبيعية آخذة بالتناقص بصورة مطردة بل تتعرض للانحسار والانقراض في أسوأ الحالات. ففي اقتصاد متنام بشكل مبالغ ترتفع الحاجة إلى مصادر الطاقة وبالتالي تتعدد أساليب احتكارها بغض النظر عن التوازن البيئي ودوره في الحفاظ على حياة الكوكب".
اشتغل بيستيل في السنوات العشر الأخيرة على تجميع ما تيسر له من قطع بيانوهات قديمة وإعادة بنائها مع تعديلات تقنية من خلال إضافات على أوتارها من أجل تغيير جرْس الأصوات وخلق عالم آخر مستجدّ من الأصوات يعارض نغمات البيانو الأصلية. وجعل بيستيل هذه الآلة المستحدثة والمركبة من قطع بيانوهات عتيقة متوفرة في معارض متنقلة تعرّف فيه الجمهور على هذه المنحوتات الصوتية المبتكرة. وهو حاليا منكبّ على تطوير آلة موسيقية ما بين الوترية والنفخية Machine Bird تصدح بأصوات الطيور.
يعيش بيستيل في مدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا في منزل ريفي برفقة قطته، وهو يرأس قسم الفنون في كلية "شاثام كوليج" Chatham College في بيتسبرغ.



#مرح_البقاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهنود الحمر بين وهم الأسطورة و فعل المعاصرة
- تهجين الثقافات
- شعر قصيدة كواليس
- التعددية الثقافية
- المرأة.. ومحظور الفن


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مرح البقاعي - هاجس البيئة في سلطة الإبداع