أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - يا شيخنا لو زرتنا ..















المزيد.....

يا شيخنا لو زرتنا ..


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 03:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأنك محل حب وتقدير الكثيرين من أبناء الطائفة وأنا أوّلهم، فلازلت رمزاً للعمل من أجل حقوق الشيعة في داخل المملكة، كما كنت قبل ذلك خارجها، ولست هنا ناقداً ولا مدافعاً، ولكنها جالت بخاطري وأردت أن "أفضفض" بما في نفسي فتقبّل هذه الرسالة وأعتذر لك مسبقاً إن كان فيها أخطاء واتهامات غير صحيحة.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن عموم شيعة المنطقة ينظرون إليك بأنك المتحدث الرسمي باسمهم، ولهذا فعليك مسؤولية أمام الله وأمامهم، وتصريحاتك يقرؤونها حرفاً حرفاً، ولم يكونوا راضين عن العديد منها، خاصةً تلك التي انتقدت فيها تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية في المملكة والتي صبّت في مصلحة الحكومة لا مصلحة الشيعة، وإنك أيضاً لم تستشر أحداً فيها.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن الكثير من أبناء الطائفة في السجن وأكثر ممنوعون من السفر وقد وعدت الكثير منهم بالعمل على مساعدتهم دون طلبهم المساعدة ولم تفي بما وعدت، بل نسيت الكثير منهم، وبعضهم تعرفهم معرفة شخصية، فالبعض منهم يلوم لأنك وعدت بما لا تستطيع الإيفاء به، ولم نسمع منك تصريحاً ولا تنديداً بهذه التعدّيات الحكومية، وكأن الأمر ليس على قائمة أولوياتك.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن تواصلك مع الحكومة لم يثمر إلاّ حنظلاً ولم يتحقق من الوعود الحكومية شيئاً، وها أنت ترى ما يحدث، حوار وطني وأقوال مطّاطية وتصريحات حكومية كاذبة لم تأتي بجديد، فلا زال حال الشيعة كما كان في السابق، بل ربما ساء بسبب تضارب تصريحاتك مع أنشطتهم في الخارج التي تعني الكثير للشيعة وهي حلقة الوصل لتمرير انتهاكات حقوق الإنسان إلى المجتمع الدولي.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن صوتاً واحداً في واشنطن أو لندن يفوق صداه ألف صوت في البلاد، لهذا تحاول الحكومة بكل قوة تشويه صورة العاملين هناك وخلق فجوة بينهم وبين مجتمعهم ولا تكترث بما يحدث هنا، فلا تقطع حبال التواصل معهم بحجة العمل من الداخل، فنحن وأنت تعلم بأنه لولا العمل في الخارج لم سُمِع لنا صوت في الداخل.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن العديد من المشايخ يسيئون للشيعة أكثر من أي فرد في المجتمع لمناقشتهم توافه الأحداث وغرائبها إضافةً إلى تشدّدهم وضحالة فكرهم، بدل نقاشهم حقوق الطائفة ومساواتهم مع أخوتهم من أهل السنة في البلاد وبدل مطالبتهم بتفعيل ما تم التصريح به من قبل الأمير عبدالله ونايف وزير الداخلية، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن عدد المشايخ أصبح كثيراً وأكثرهم لا يجيد قراءة نص أو حديث أو آية، ومع ذلك تقوم الحوزة بتسيير رواتب لهم، دون أن يكون لهم مردود إيجابي على المجتمع؛ فلا هم شيوخ ولا هم خطباء ولا هم مثقفون ولا هم دُعاة، ومعظمهم لا يستطيع كتابة مقال أو قراءة خطبة صحيحة، فكثير منهم مثل تنابل السلطان.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن هذه الأموال لو ذهبت لفقراء الشيعة أو مشاريع تقوم بتشغيل العاطلين من العمل من الطائفة أو دعم عمل إعلامي في الخارج يصب في مصلحة الطائفة لكان أفضل من ذهابها لأفراد أصبحوا عالة على المجتمع، فالحوزة تأتي أهميتها بأهمية العمل المناط بالعاملين فيها، وإلاّ لا فائدة منها.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن العديد من أبناء الطائفة يعيش الفقر المدقع بينما أموال كثيرة تذهب للخارج على شكل "حقوق شرعية"؛ فالأقربون أولى بالمعروف، وكثير من العائلات تعيش في بيوت من الصفيح، ونسوة يتسولن عند أبواب المقابر، وأخريات لا يعلم بما يفعلن إلاّ الله.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن سياسة الدولة لم تتغير، ولن تتغير إلاّ بضغوط من الخارج والأمل فيها مفقود والانتظار قد طال ولا يجب علينا أن ننتظر أكثر من ذلك، وعليك يا شيخنا أن تقولها مباشرةً للحكومة إذا ما استمر التهميش والسجن والمنع من الكتابة والمنع من السفر والمنع من توظيف الشيعة في المؤسسات العسكرية وحرمانهم من التمثيل في الوزارات ومجلس الشورى فإنك ستتوقف عن التعامل مع الحكومة لتضرب مثلاً للآخرين في العصيان المدني والمطالبة بالحقوق، لا أن تنتظر وينتظر معك أكثر من مليون إنسان آملين، بل واهمين بأن الحكومة ستُغير من سياستها الطائفية والتمييزية ضد الشيعة.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن الكثير من أبناء الطائفة أصابه الإحباط من كثر ما حصل ويحصل للشيعة، ويحتاج بعضهم لدعم قوي حتى يستمر في الدفاع عن الطائفة حتى لو اختلفنا معهم، فالاختلاف في هذا المجال له مزاياه، ولولا عمل هؤلاء لما خرج للعلن أكثر من تقرير يبين اضطهاد الشيعة على يد الحكومة السعودية وتكاتف عالمي ضدّ هذا التمييز وإدانة للحكومة السعودية أيضاً.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأنك تعرف كل ذلك دون شك ولا تحتاج لم يُذكّرك بهذا ومثلك له خبرة طويلة والتراجع ربما أصبح صعباً بعد دخولك لعبة السياسة الحكومية آملاً بأنك ستحصل على تنازلات حكومية ينال على إثرها الشيعة بعض حقوقهم، وهذا ما لا أعتقد بأنه سيحصل.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن مماطلات الحكومة أنت أول من يعرفها وتعرف كيف تملّصت من كل ما التزمت به عام 1993 م حين عادت المعارضة من الخارج، وما وجود هذه المعارضة في لندن وواشنطن مرة أخرى إلاّ دليل على تراجع الحكومة عن كل وعودها.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن شعبيتك وشعبية التيار الديني في عمومه ليست في تقدّم، بل في تراجع لأنها لم تستطع الإفراج عن سجين ولا نيل حقوق مواطن تم منعه من السفر أو من الكتابة أو طرده من العمل أو التمييز ضده في محكمة أو مؤسسة، وقس على ذلك الكثير.
يا شيخنا لو زرتنا لقلت لك بأن محاضرات السلم الاجتماعي والانفتاح وقبول الآخر لا تعني الاستمرار في تقديم المزيد من التنازلات أو المطالبة بالحقوق سِراً، بل المطالبة بها علناً وفي كل محفل، مثل المطالبات التي ذكرتها عريضة شركاء في الوطن التي لم ولن يتحقق منها شيئاً طالما استمر تواصلك مع الحكومة بدل التواصل مع المؤسسات الإعلامية العالمية مدافعاً ومطالباً بحقوق الشيعة.
يا شيخنا أتمنى أن كل ذلك أوهام اعتقدها ليس لها من الصحةِ نصيب وهي أبعد ما تكون من الحقيقة، لهذا وجب أن أعتذر منك مسبقاً، كما ذكرت، ومن كل محبيك والقراء الكرام.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك لأهل القطيف حرمانهم من لجان الانتخابات البلدية
- مع -مكاشفات- الطائفية
- الهدف السياسي من قانون التجنيس السعودي
- إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي
- العالم السفلي للمرأة السعودية
- مسؤولية دول العالم الحر في القضاء على الإرهاب العالمي
- دستور وفتاوى .. رمضان كريم
- وزارة الداخلية تضطهد المرأة السعودية
- شيعةً وسنة ندين اعتقال الشيخ مهنّا
- أنا ضدّ الإصلاحات السعودية !
- لماذا يا شبكة راصد؟
- المؤمنون الثلاثة: ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
- الشيعة والحكومة السعودية: من يحتاج لصك غفران من الآخر
- الشيخ صالح العبيد: إذا حدّث كذب!
- الحوار التمدّن في مواجهة الجاهلية السعودية
- الإصلاحات السعودية تكشّر عن أنيابها
- ماذا يعني تِعداد السكّان للشيعة في السعودية؟
- ماذا بعد تقرير الخارجية الأمريكية عن اضطهاد الشيعة في السعود ...
- الشيعة يرحّبون بتقرير الخارجية الأمريكية وإدانة الحكومة السع ...
- الشيعة في السعودية يطالبون بحقوقهم كاملةً غير منقوصة


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - يا شيخنا لو زرتنا ..