أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر السلامي - وما أدراك ما الحاشية ؟!














المزيد.....

وما أدراك ما الحاشية ؟!


حيدر السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لذت بصاحب لي أعرفه منذ زمن طويل وأطمئن لأمانته وثقته فبثثته حزني وشكوت له حالي فراح الرجل يسرّيني ويهون علي الخطوب بحديث شائق رائق فيه من العبر والمواعظ ما لا تقوى على حمله الجبال الرواسي وضرب لي مثلاً معاناة الأنبياء والأئمة والمصلحين ومقاساتهم الشديدة والأذى الذي لاقوه من أقوامهم.
فهذا نوح النبي عليه السلام يبني السفينة لينقذ الناس من طوفان الآثام قبل طوفان الماء بينما هم يستهزئون به ويسخرون منه ويهدمون ما يبنيه ويخرقون سفينة نجاتهم وخلاصهم بفؤوس مكابرتهم واستكبارهم وعنادهم وجهلهم.
وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وآله وهو الحريص على الناس الرؤوف الرحيم بهم، لم يسألهم أجراً إلا المودة في القربى، بلغ القوم في إيذائه أي مبلغ حتى جعلوه يصرح قائلا: ما أوذي نبي مثلما أوذيت.
وهذا وصيه أمير المؤمنين علي أقصي عن موضعه وزحزح عن منصبه وصودر حقه وهو الأمين الناصح، أول القوم إسلاما وأقومهم إيمانا، فاعتزلهم مرغما ولزم داره نحو خمس وعشرين سنة حتى بلغ الأمر به أن قال: لقد أنزلني الدهر حتى صرت أقرن بفلان وفلان. وقال: لقد تقمصها فلان وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير. وما أشبه حال القوم مع علي بما صوره القرآن الكريم بقوله: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم.
وهكذا ظل صاحبي مسترسلا في حديثه وأنا مصغ له باهتمام حتى فاجأني بالسؤال: هل تعرف الحاشية؟
قلت: أ تقصد حاشية الكتاب؟
قال: بل حاشية الملك..
قلت: وما علاقة هذا بموضوعنا؟
قال: بل هو صلب الموضوع.. فلولا الحاشية المتملقة لما ظلم الحاكم ولولا الحاشية المنافقة لاحتل كل موقعه المناسب وأصبح الرجل المناسب في محله. ولسارت الأمور في مجراها الطبيعي..
الحاشية التي حذر منها علي عليه السلام في عهده لمالك الأشتر وأسماها بطانة السوء.. تلك التي أشارت على فرعون أن بقتل السحرة ودفعته للقول بالربوبية حتى صدق ما زينوا له ونادى أنا ربكم الأعلى. والتي أشارت على هارون بسجن الكاظم عليه السلام. وفعلت ما فعلت في كل زمان ومكان.. وستبقى تفعل الأفاعيل وتقول الأقاويل حتى يبلغ الله أمرا كان مفعولا.
ألا ترى كيف تقدم الحاشية التقارير للحكام والوزراء والمديرين عن إنجازاتها منمقة بيضاء وعن أعمال غيرها خرقاء سوداء؟ ألا ترى كيف منعت الناس من وصول المسؤول وحجبت المسؤول عن الناس بنفاقها؟ تهول وتقلل ما شاء لها التهويل والتقليل..
واستمر صاحبي يصف الحواشي ويضرب الأمثال تلو الأمثال حتى جعلني في الأخير أتساءل ببراءة طفل منع من الحليب: ولماذا يسمع الحاكم من حاشيته وبطانته ولا يسمع من رعيته وأمته؟!
ابتسم صاحبي وقال:
وما عيبٌ بنا إلا حواشينا * على أهوائها كرهاً تمشينا
ترينا أوجها بيضا وسودا * تغطيها ولو شاءت تغطينا
وتبدي الحب ألوانا نفاقاً * وحقاً إنها أعدى أعادينا
ترى أخطاءنا فعلا صوابا * لتحميَ نفسها فينا وتحمينا
ونعلم كلّ حاشية تماري * وتكذب إنما ليست بأيدينا
تجاملنا نجاملها لنبقى * فما بقيت حواشينا تُبقينا



#حيدر_السلامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعيني
- أنا هنا
- عم الفساد البلاد
- ما بينها وبيني
- لافتات
- الحسين في حديث صحفي : إنْ لَمْ تَنصُرُونَا وَتُنصِفُونَا قَو ...
- جدارية الفكر الحر والحوار الحضاري
- مقتل الحسين.. حدث الماضي والحاضر وحديث اللانهاية
- خذ ما تشاء
- أديان الحب
- الشباب العراقي .. واقع وطموح
- قولوا لها
- يطبعني الحزن
- منارة الخلود
- قصاصات
- ترنيمة
- وحدك في السماء
- قادة العرب
- يا نفسُ لا ..
- احفظوا العهد لآدم


المزيد.....




- فرصة ذهبية نادرة: جزيرة اسكتلندية خاصة وقلعة منسية للبيع
- رئيس CIA الأسبق لـCNN: الحرب بين إسرائيل وإيران -لم تنته بال ...
- إحياء طقوس الإنكا القديمة في مهرجان إنتي رايمي في بيرو وسط ح ...
- تظاهرات في تل أبيب.. دعوات لإبرام صفقة تعيد الرهائن وتُنهي ا ...
- كيف استقبل الفلسطينيون في غزة خبر وقف إطلاق النار بين إسرائي ...
- أكبر مستشفيات إسرائيل تعمل تحت الأرض بعد وقف إطلاق النار
- خامنئي يظهر في كلمة مسجلة لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، ووزي ...
- غارة إسرائيلية على جنوب لبنان ومقتل العشرات في غزة وسط تعثر ...
- ما أبعاد الخلاف بين ترامب وإسرائيل بعد وقف إطلاق النار مع إي ...
- أمسية حوارية حول الثورات والديون الفلاحية من الماضي إلى الح ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر السلامي - وما أدراك ما الحاشية ؟!