|
|
ما معنى الديمقراطية الجديدة؟
محمد علي الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 21:24
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ان كل الأطراف السياسية تتحدث عن الديمقراطية وتدعي انها تطبق الديمقراطية باتم معنى الكلمة في حين ان الحقيقة تكشف بوضوح ان هناك مفاهيم عدة للديمقراطية.فالنظام الامبريالي مثلا يدعي انه يمارس الديمقراطية في حين ان ديمقراطيته هي ديمقراطية الراسماليين و الامبرياليين و كل العملاء الذين يزكون اختياراته ويسهرون على تطبيقها بالحديد و النار فالدولة تمثل مصالح الطبقة او الطبقات الحاكمة و البرلمانات "المنتخبة" تسن القوانين لصالح الامبرياليين والشركات الاحتكارية والسماسرة والرجعيين و تدعي انها تسن هذه القوانين باسم الشعب فكيف يكون القانون شعبيا ولا يخدم مصالح الشعب بل يعمل على نهبه وتفقيره هذا ما تسكت عنه الامبريالية و العملاء. أما الشيوعيون فيدافعون صراحة عن الديمقراطية الجديدة الديمقراطية الشعبية التي تدرب الشعب على اخذ مصيره بيده أي ديمقراطية الجماهير الكادحة ديمقراطية الاغلبية الساحقة و ليست ديمقراطية حفنة من السماسرة و الاقطاعيين الذين يقمعون الشعب و يبعدوه عن سلطة القرار و لا يسمحون له باخذ الكلمة و تقرير المصير اذا كان هذا المصير يتناقض ومصالحهم و قوانين النهب و التجويع. ان الديمقراطية الجديدة في اشباه المستعمرات هي طريق التحرر وهي البديل العملي للتخلص من الهيمنة الامبريالية و الاستبداد الرجعي وهي منذ انتصار ثورة أكتوبر 17 في روسيا اصبحت تنتسب إلى الثورات الاشتراكية و لا احد غير الطبقة العاملة بقيادة بروليتارية قادر على المضي بالديمقراطية الجديدة نحو التحول الاشتراكي و قد دللت التجربة الصينية المجيدة على ذلك. ان الديمقراطية الجديدة تعني اولا القطع مع انظمة الاستغلال و الاطاحة بالكمبرادور والإقطاع و فتح افاق جديدة لنظام جديد نظام الديمقراطية الشعبية الذي ينجز المهام الوطنية و يقوم بالاصلاح الزراعي و يعيد الارض و الحرية و الكرامة الوطنية لكل الطبقات الشعبية. ان الديمقراطية الجديدة تختلف كما و نوعا عن كل الديمقراطيات السابقة مثل ديمقراطية اسياد العبيد او ديمقراطية الملوك والاقطاعيين وكل انواع مجالس الشورى وكذلك عن الديمقراطية البرجوازية و ديمقراطية الاستعمار الجديد التي نلمس حقيقتها في العراق و افغنستان و في اشباه المستعمرات عامة. ستفتح الديمقراطية الجديدة أبوابا واسعة أمام نظام سياسي جديد يقطع مع الانظمة الاستغلالية و يرسي بذور العدالة الاجتماعية وآفاق تحرير الانسان. وقد قدمت التجارب السابقة وخاصة تجربة الصين الشعبية باعتبارها آخر تجربة دروسا هامة في كيفية التحول الاشتراكي وكيفية مواصلة الصراع الطبقي والحيلولة دون إعادة تركيز معالم النظام الاستغلالي وأصبحت الديمقراطية الجديدة بفضل ما حصل سابقا وبفعل ما حصل في البيرو وفي المناطق المحررة وما يحصل في النيبال حاليا وفي الهند والفليبين بفضل كل هذه التجارب اصبحت الديمقراطية الجديدة مسلحة سياسيا وقادرة على تعبئة الكادحين وتجنيدهم من اجل صيانة المكاسب وتطويرها باستمرار من اجل دعم أسس الاشتراكية والارتقاء بوعي الجماهير وتجربتها في خوض الصراع وفي عملية الانتاج والبحث العلمي. وبما ان الديمقراطية الجديدة ستأتي بنظام سياسي جديد يسن قوانين جديدة لصالح الطبقات الشعبية فهي سترسي نظاما اقتصاديا جديدا كذلك يعتمد أساسا على الطاقات الذاتية ويتخلص من الهيمنة الامبريالية ويقضي على السمسرة والاحتكار والمضاربة والتلاعب بقوت الكادحين وهي ستحقق الاكتفاء الذاتي وتطور الاقتصاد الوطني بصفة مستقلة كما ان الديمقراطية الجديدة ستعيد الاعتبار إلى كل المكاسب الاجتماعية التي ضحى من اجلها العديد من الكادحين مثل توفير الشغل القار للجميع كحق مقدس لا مجال للمساومة به وتوفير العلاج الصحي المجاني للجماهير والتعليم الإجباري والنقل المريح والسكن اللائق وكل المرافق الاجتماعية ومستلزمات العيش الكريم في إطار إعادة الاعتبار لدور الجماهير الكادحة صانعة التاريخ وصانعة الخيرات. ان الديمقراطية الجديدة ستطور ثقافة وطنية ديمقراطية تقدمية تقطع نهائيا مع الثقافة الامبريالية المتفسخة ومع الثقافة الإقطاعية المتخلفة بالاعتماد على كل ما هو نير وتقدمي في الثقافة العربية والعالمية عموما.وبإيجاز فان الديمقراطية الجديدة هي اولا الحل بالنسبة لشعوب اشباه المستعمرات بحيث لا يمكن التخلص من الهيمنة الامبريالية والاضطهاد الاقطاعي دون بلوغ مرحلة الديمقراطية الجديدة وتحقيق المهام الوطنية الديمقراطية بمشاركة كل الطبقات الشعبية تحت قيادة ثورية لا تساوم.وهي ثانيا تعيد الاعتبار للماوية كتطبيق خلاق للماركسية اللينينية وتحيي النضال ضد التحريفية والتحريفية الجديدة أو الدغماتحريفية المتقمصة ثياب الاشتراكية الديمقراطية.وهي ثالثا تبين للجماهير ان هناك بالفعل ديمقراطية جديدة تختلف كما ونوعا عن ديمقراطية الاستعمار الجديد التي تحاول الرجعية من جهة والإصلاحية من جهة ثانية تزيين وجهها وتقديمها على انها ديمقراطية الجميع لا بد من الانخراط فيها كخطوة نحو تحسين أوضاع الجماهير.ان تحسين أوضاع الكادحين لن يتم سوى بالانخراط في أطروحات الديمقراطية الجديدة ونبذ ديمقراطية العملاء التي تهدف رغم البهرجة الى تدجين الشعب وتمديد انفاس العملاء والايهام بالتغيير المستمر من خلال تغيير الوجوه لاغير مع الحفاظ على جوهر النظام الاستغلالي. تسعى الديمقراطية الجديدة الى ارساء سلطة ديمقراطية شعبية بقيادة عمالية متحالفة مع جماهير الفلاحين وباقي الطبقات المضطهدة وتعمل هذه السلطة الى توفير الظروف من اجل التحول الاشتراكي فالشيوعي وهي سلطة تختلف كليا عن الاطروحات الانتهازية الداعية الى المساهمة في الجمهورية المدنية الخاضعة لسلطة الكمبرادور والاقطاع.
#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ردا على مقال -خطتا...
-
علاقة الاخوانجية بالدساترة في تونس
-
الهيئة العليا...تونس
-
النهضة وبن على المخلوع
-
التحلي بالصراحة
-
القيادة الجماعية والمسؤولية الفردية
-
التناقضات التي أفرزتها الانتفاضة في تونس
-
دساترة وأخوانجية عملاء الامبريالية
-
الدين في خدمة الامبريالية والانظمة العميلة
-
الامبريالية وطبيعتها العدوانية
-
العدوان على ليبيا والعراق في الذاكرة
-
الانتفاضة وحرب الشعب
-
ليبيا حرة حرة,رجعية وإمبريالية على -بره-
-
جمهورية ديمقراطية أم ديمقراطية شعببية؟
-
حرب الشعب هي الحل ضد الرجعي والمحتل
-
غزة-فلسطين
-
الماوية اليوم
-
دفاعا عن الطرح الوطني الديمقراطي
-
المعرفة الاساسية للحزب
-
الحركة الطلابية في تونس
المزيد.....
-
من أجل غزة والسودان وكلّ الأوطان: “كتلة تاريخية” ضدّ الطغيان
...
-
الماركسية حية وتتطور، ولا غنى عنها
-
كفاح شباب فم الحصن- طاطا وكادحيها: مقابلة مع الرفيق باني
-
The UAE Should Be On The Financial Action Task Force Grey Li
...
-
MAMDANI WINS!!! – Now the Hard Work Begins!
-
الحرية لأحمد عرابي المحبوس احتياطيا منذ 3 سنوات..كفى تنكيلا
...
-
مسلم يساري ومؤيد لغزة.. هل زهران ممداني واحد منا؟
-
?اگ?ياندني ک?تايي هاتني پلين?مي چوار?مي ک?ميت?ي ناو?ندي
-
The Truth of Society, Ideological Consistency, and the Const
...
-
Contesting Germany’s AfD
المزيد.....
-
كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة
/ رزكار عقراوي
-
كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية!
/ طلال الربيعي
-
مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي
...
/ مسعد عربيد
المزيد.....
|