أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي الماوي - النهضة وبن على المخلوع















المزيد.....

النهضة وبن على المخلوع


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 15:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النهضة وبن علي المخلوع-تونس
(أعيد نشر هذا النص لكشف حقيقة التيار الاسلامي -النهضة- الذي يزايد حاليا بنضاله ضد الجنرال المخلوع ,فذكر البعض ان الذكرى تنفع المناضلين)

لا يترك الظلاميون أية فرصة تمضى دون أن يعلنوا ولاءهم للجنرال بن علي فبعد التصريح الشهير لأميرهم راشد الغنوشي "ثقتى فى الله وفى السيد الرئيس عظيمة " وزيارته للزين فى قصر قرطاج ودعوته لأتباعه ومؤيديه للتصويت له أثناء الإنتخابات المهزلة والتوقيع على الميثاق اللاوطني ها هي مجلة حقائق فى عددها 200 بتاريخ 4-10 آب –أوت 1989 تنقل لنا المزيد من مواقف الظلاميين تجاه الجنرال من خلال لقاء صحفي أجرته مع عبد الفتاح مورو الرقم الثاني فى الجماعة الظلامية المسماة "النهضة " وقد طفحت هذه المواقف مرة أخرى بالعداء المفضوح لجماهير الشعب من جهة والإصطفاف الكلي إلى جانب الجنرال بن علي وطغمته الممسكة بالسلطة فى القطر من جهة ثانية فمورو يصرح بصوت عال :" أعتبر رئيس الدولة هو المسؤول عن حماية الشرعية القانونية فنحن نلتجئ إليه بإعتباره الضامن لتطبيق القانون فى البلاد " (حقائق عدد200) "نحن لا نعتبر النظام خصما لنا نحن نعتبر أن النظام حام للشرعية القانونية " (نفس المصدر السابق) ويدلل هذا الكلام على أن الظلاميين سرعان ما يفتضح أمرهم فيظهرون على حقيقتهم عندما يتعلق الأمر بتقديم آيات الولاء للجنرال وهكذا فإننا نجد أنفسنا بحكم ذلك إزاء خطاب رجعي لا يتوانى في الإعلان عن رجعيته بوضوح مبرهنا على إنتماء أصحابه إلى صف أعداء الشعب وتجندهم الكامل للمحافظة على إستمرار أوضاع البؤس والجهل القائمة فى القطر والحيلولة دون قلب موازين القوى الحالية لصالح الشعب فمورو لا يخفى هذه الحقيقة عندما يقول :" أعتبر أن حركة الإتجاه الإسلامي التى تحولت إلى حركة النهضة ليست راغبة فى تغيير التوازنات فى البلاد ...حركتنا لا ترغب فى تغيير الموازين وإنما ترغب فى أن تكون طرفا مساهما مشاركا ." ولا ينسى مورو أن يؤكد فى هذا الصدد على خطورة الأزمة الإقتصادية التى ينوء النظام الكمبرادوري الإقطاعي تحت وطأتها معربا عن إستعداد جماعته للمساهمة الفعلية فى تخطيها مقترحا جملة من الخدمات الجليلة التى يمكن أن تساهم فى رأيه فى الخروج من هذا المأزق قائلا :" نحن نعلن إلتزامنا بدفع أي مبادرة خدمة وطنية ، قرض وطني ، أيام عمل نحن مستعدون لذلك ." (نفس المصدر) . وعلى هذا النحو فإن الظلاميين يدعون إلى حل الأزمة الإقتصادية على حساب قوت الشعب تحت عناوين "الخدمة الوطنية "و"القرض الوطني " تماما مثلما هو الحال بالنسبة للدساترة لا يرون من حل غير سلخ جلد جماهير الشعب عبر الزيادات المتتالية فى الأسعار. ويدرك الظلاميون من حيث هم إحدى التعبيرات السياسية عن التحالف الكمبرادوري الإقطاعي جيدا خطورة الأزمة الإقتصادية والنتائج التى يمكن ان تترتب عنها فهم وإن كانوا يستفيدون ظرفيا من هذه الأزمة فى إطار تناقضهم الثانوي مع الدستوريين فى سبيل تعزيز مواقعهم داخل النظام فإنهم لا يجهلون أن إستفحالها يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة إذا ما وعت البروليتاريا الثورية ذاتها وحزمت أمرها وهبت للنضال وهي تلف حولها الفلاحين الفقراء وسائر جماهير الشعب فى سبيل الظفر بالأرض والحرية والكرامة الوطنية فعندما سيكون الحريق الثوري العام الذى لن تلتهم نيرانه بالتأكيد الدستوريين فقط وإنما سائر أعداء شعبنا الذين يؤلف الظلاميون جزءا لا يتجزأ منهم . لذلك ترتعد فرائص الظلاميين وهم يعلنون :" إن الأمر خطير " ومن هذا المنطلق يأتي سعيهم لحل الأزمة الإقتصادية بالسرعة المطلوبة ولا غرابة إذن إن وجدناهم يشددون على هذه المسألة بالذات فى علاقتهم بالجنرال فقد سبق لمورو أن أبدى الإستعداد للمشاركة الفعلية فى العمل على حل الأزمة من خلال التلويح بإدخال المزيد من أموال الدول الخليجية وخاصة السعودية التى يرتبط الظلاميون بها أواصر متينة وها هو يعلن الآن مجددا عن هذا الإستعداد معربا فى ذات الوقت عن إعجابه بسير الحياة الإقتصادية فى بلد مثل كوريا الجنوبية التى هي "قاعدة" أمريكية تخضع للغطرسة المباشرة لعشرات الألوف من الجنود الأمريكيين وتهيمن فيه الشركات الإحتكارية الإمبريالية وذلك من خلال قوله :" رغم أن غيرنا إستقل فى نفس الوقت الذى حصلنا فيه على الإستقلال ورغم ذلك ينافس إقتصادهم أمريكا واليابان (كوريا مثلا) (نفس المصدر ) وكما هو واضح فإن الظلاميين لا ينكرون المسألة الوطنية فى القطر وحده من خلال إعتبارهم إياه مستقلا وإنما يسحبون ذلك على مختلف البلدان الدائرة فى فلك الإمبريالية معتبرين إياها مستقلة وذات إقتصاد وطني قوي ينافس إقتصاد "الدول الكبرى " فى حين نعلم أن هذا الإقتصاد ليس فى الحقيقة إلا حلقة ضمن الإقتصاد الإمبريالي وهو يتخبط فى الأزمات المتتالية .
و بعد التعبير عن هذه المواقف المختلفة حرص مورو على التأكيد بأنها أبعد من أن تكون وجهت نظر شخصية قائلا :" أنا أتكلم بإسم حركة وأحترم نفسي وأحترم الحركة التى أتكلم بإسمها ... أنا أقول إن هذا ليس خياري الشخصي وإنما هو إختيار الحركة التى أنتمى إليها بمؤسساتها " .(نفس المصدر) وبرغم هذه الموالاة التامة من قبل الظلاميين للجنرال بن علي فإنه لا يزال يحجب عنهم "التأشيرة " ولنا أن نتسائل عن خلفيات هذا الأمر ولنتبين ذلك لا بد من إدراك أن الظلاميين والدساترة يجمعهم رابط قوي وهو العمالة للإمبريالية والعداء المقيت لجماهير الشعب ولكن بالرغم من ذلك فإن الإختلافات تمزقهم فكل منهم يمثل ورقة من جملة أوراق كثيرة يمسك بها اللصوص الإمبرياليون الذين لا يتوانون فى الوقت المناسب فى إستبدال ورقة بأخرى لتأمين إستمرار مصالحهم وهو ما دللت عليه التجارب المختلفة فى عديد البلدان مثل إستبدال زمرة ماركوس بزمرة أكيتو فى الفليبين وما حدث فى الأرجنتين والبيرو وهايتي والسودان . وقد شهد قطرنا عملية إستبدال مماثلة عندما تم عزل بورقيبة وإحلال الجنرال محله وإن كان ذلك قد تم من داخل حزب الدستور نفسه حيث راهن الإمبرياليون على تمرير معزوفة "العهد الجديد" و "عهد الشباب " و "دولة القانون والمؤسسات " و " لا ظلم بعد اليوم " غير أنهم يلاحظون أن الأمور لا تسير رغم ذلك كما ينبغى لها أن تسير وهم مستعدون فى هذا المجال إذا ما بلغت الأمور حدها الأقصى وعجز الجنرال على فرض الاستقرار للمصالح الامبريالية إلى تنحية الجنرال وإستبداله برقم آخر قد يكون المستيري أو الغنوشي أو أي عميل آخر فالمهم هو أن تسير الأوضاع على النحو الذى يرتضونه ولهذه الاعتبارات لا يمنح الجنرال التأشيرة للظلاميين فى الوقت الحاضر أي أن ذلك لا يحدث من موقع التناقض الرئيسي بين الدساترة وجماعة الغنوشي وإنما من موقع نظر الجنرال بعين الحذر والريبة إلى جماعة النهضة التى تمثل خيارا منافسا له من داخل النظام نفسه بدعم إمبريالي ورجعي واضح .
ومن الجانب الآخر يسعى الظلاميون إلى البرهنة للصوص الإمبرياليين على أنهم الأجدر بإحتلال مركز الصدارة والأقدر على التحكم بسير الأوضاع والحيلولة دون "تغيير التوازنات فى البلاد " وضمن هذا السياق تأتي زيارات الغنوشي لأمريكا وبريطانيا ولقاءه بوزير الداخلية السعودي ووزير الإعلام والثقافة الأندونيسي وتصريحه إبان محاكمته بأن العلاقات الوحيدة التى تقيمها جماعته مع الخارج هي مع أمريكا وفرنسا والسعودية .
وهكذا فإن الإمبريالية يمكنها متى إقتضت الضرورة السياسية ذلك أن تستعمل الورقة الظلامية للإلتفاف على نضالات شعبنا وغني عن القول إن رص صفوف الجماهير وتنظيم كفاحها المناهض للإمبريالية والإقطاع وشحذ مختلف أسلحتها تحضيرا للمعارك الطبقية والوطنة المقبلة كفيل وحده بإسقاط مختلف البدائل الزائفة ومن بينها البديل الظلامي .
أوت 1989



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحلي بالصراحة
- القيادة الجماعية والمسؤولية الفردية
- التناقضات التي أفرزتها الانتفاضة في تونس
- دساترة وأخوانجية عملاء الامبريالية
- الدين في خدمة الامبريالية والانظمة العميلة
- الامبريالية وطبيعتها العدوانية
- العدوان على ليبيا والعراق في الذاكرة
- الانتفاضة وحرب الشعب
- ليبيا حرة حرة,رجعية وإمبريالية على -بره-
- جمهورية ديمقراطية أم ديمقراطية شعببية؟
- حرب الشعب هي الحل ضد الرجعي والمحتل
- غزة-فلسطين
- الماوية اليوم
- دفاعا عن الطرح الوطني الديمقراطي
- المعرفة الاساسية للحزب
- الحركة الطلابية في تونس
- الحزب الشيوعي الصيني ونضاله ضد التحريفية
- حول أشكال النضال والتنظيم
- الوضع في سطور
- في البناء الاشتراكي


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي الماوي - النهضة وبن على المخلوع