أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رزاق عبود - سوريا الاسود تتحدى بشار الفأر














المزيد.....

سوريا الاسود تتحدى بشار الفأر


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 09:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سوريا الاسود تتحدى بشار الفأر!
صدام حسين اطلق على العراق عراق البعث، وعراق صدام. وحافظ الاسد سمى سوريا باسمه. حول الوطن كله الى اقطاعية لعائلته، واورثها لابنه. 50 عاما من حكم الطوارئ، وتكميم الافواه، ومحاربة الراي الاخر، وقمع المعارضين، واملاء السجون بالرافضين لافكار البعث، ونظامه الشمولي. المادة الثامنة من الدستور السوري احتكرت السلطة لحزب البعث. سنوات طوال، والشعب السوري يعاني الفقر، والفساد، والكبت، وحكم العائلة، التي سيطرت على الحزب، والدولة مثلما فعل صدام باسم البعث ايضا. المخابرات المتعددة تحصي انفاس الناس تمهيدا "لتحرير" الجولان المحتلة، و"المواجهة" مع العدو الصهيوني. شعب ثلث مواطنيه تحت خط الفقر، والنظام ينفق المليارات على الامن والمخابرات. منذ عام 1969 ومحكمة امن الدولة، والقضاء التابع كليا للسلطة يوزع الاحكام الجائرة على المعارضين. وقومية كبيرة من الاكراد محرومة من حق المواطنة، وتعاني التمييز، والاضطهاد. وعندما ثار الشعب السوري ذي التاريخ النضالي العريق سلميا جوبه بالرصاص الحي، والغاز، والاعتقالات، واساءة معاملة السجناء، وقتل، وتعذيب الاطفال. واطلقت ايدي الاجهزة الامنية ذات الصيت السئ، والمعفاة من كل محاسبة حتى لوصفت نصف الشعب السوري. يتهمون المعارضة بتجييش الشارع، ويرسلون الدبابات والمصفحات لمواجهة المتظاهرين العزل، وتصيدهم عبر القناصة.

رغم التعتيم الاعلامي، والسيطرة الكاملة على الاعلام في البلد، واتهام المطالبين بالحرية بالتامر، ووصفهم بالعصابات المسلحة، ومجموعات جاءت من الخارج، ومندسين هتفوا ضد النظام. فان عدد المساهمين في التظاهرات يزداد ويتسع يوميا. فكم عدد المندسين يا ترى؟ فكل المدن السورية انتفضت القريبة، والبعيدة عن الحدود. ومن اين تسللت العصابات، التي اطلقت النار على نفسها؟ فكل الدول المجاورة بما فيها اسرائيل لا تريد للنظام ان يسقط. ان شعوب المنطقة قررت، ان ترسم خارطة اخرى لبدانها، ومستقبلها، وسوريا ليست مستثاة من هذا الاتجاه. 6 اسابيع من الثورة الشعبية المستمرة رافقها مئات الضحايا من الشهداء، والجرحى، ومئات المعتقلين، وعشرات الاستقالات، والاقالات. أكل هذا مؤامرة وتدخل خارجي؟ النظام يقر، يوميا، بضرورة الاصلاح، ويحاول ترقيع النظام باجراءات، وقرارات فوقية، وكانه وصي على الجماهير، التي لاتثق، لا بوعوده، ولا اصلاحاته! الجماهير تريد التغيير الكامل والجذري! والنظام السوري، لا يفهم طبعا لماذا تستمر المظاهرات طالما ان الرئيس اصدر كذا، وكذا، وانه قال كذا، وكذا. انهم لا يستوعبون، ان الشعب السوري مثل بقية الشعوب يريد ان يقرر الامور بنفسه، وان ينتخب رئيسه، بنفسه، ويغيره بنفسه، ويختار ممثليه، والناطقين باسمه بنفسه. الجماهير تتظاهر يوميا، وتطالب باسقاطه، وهو يستمر بمناته، وعطائه، واصلاحاته، ووعوده! هؤلاء الطغاة لا يتحملون، ان الجماهير، لا تهتف لهم، بل تهتف ضدهم! مثل ماري انطوانيت، التي استغربت لماذا ثار الشعب الفرنسي؟ ولماذا لا يكتفي الجياع بتوزيع البسكويت عليهم؟ دكتور العيون اصابه العمى، وصح عليه المثل: "طبيب يداوي الناس وهو عليل"! كل هذه الجماهير متأمرة، وعميلة، ومندسة، وطائفية، وعصابات مسلحة، وان السلطات لم تطلق الرصاص، القتلى يموتون لوحدهم! هو لا يفهم مثل انطوانيت، ان الشعب لم يثر من اجل رفع الرواتب، او اقالة محافظ، وان تهم الاندساس، والتسلل، والسلفية لاترقع الفتق الكبير في رداء النظام، وان اعلامه، ومرتزقته، واجهزة امنه ستتعب قريبا، وتتخلى عنه! حتى هؤلاء الذين يصفقون لخطاباته في مجلس الشعب "مجلس البعث" قد حزموا حقائهم، وحجزوا بطاقات سفرهم. بدا التخلي عن النظام، والتنكرله يزداد يوميا للحفاظ على موقع في سوريا القادمة. بدأت الجرذان تغادر السفينة الغارقة. وسفينة النظام كثر قباطنتها من المخابرات، والاجهزة الامنية، والحزبية، والحرس القديم. واذا كان في السفينة اكثر من قبطان تغرق. وان كان المغفل بشار يظن انه من يقود السفينة ويحدد اتجاهها. 72 قتيل في يوم واحد يوم الجمعة العظيمة الدامية، واطلاق الرصاص على المشيعين والمتظاهرين. ومحاولة بث الفتنة كما فعل حلفائه العراقيين رغم ان الشعب اجاب بانه واحد.
ان القيادة البعثية المتحجرة في سوريا لاتعي، ان العالم تغير، وان الانظمة التي سبقته بالسقوط استخدمت كل حيله، والاعيبه، وادعاءاته وباءت بالفشل.ان تسونامي الغضب في دول المنطقة عام ومستمر. سوريا اول دولة مستقلة في المنطقة، وصاحبة اول تجربة ديمقراطية في المنطقة لن تتخلف جماهيرها، ان ترسل مظهديها الى مزبلة التاريخ، مهما ادعوا، ان الوضع خاص، ومختلف، وان سوريا ليست مصر وليست تونس. نحن نقول له ان للشعب السوري، ايضا، تاريخ خاص غني بالنضال، وان صبره نفد وموعد رحيل وحساب جلاديه قد حل. وهو موعد يحدده الثوار في الشارع، وليس في خطابات الرئيس، او دبابات جيشه. ان وضع بشار ونظامه حرج، فصدام اعدم، وبن علي هرب، ومبارك سيحاكم، والقذافي محاصر، ومهرج اليمن تنازل للجماهير المطالبة برحيله. وسيلتحق بقافلة الراحلين ليس بشار الفأر وحده، بل كل المصابين بعمى السلطة، التي لا ترى في شعوبها طاقات جبارة، ان تحركت لن يوقفها الارهاب، او القتل، او التعذيب، او التهديد، فلقد عايشت كل هذا، وذاك وتريد الان ان تذوق طعم ارادتها الحرة. لقد قال بشار في خطابه الاول متحديا شعبه:"اذا ارادوا المواجهة فنحن مستعدون"! ويبدو ان الشعب السوري البطل قبل تحدي الحرب التي اعلنها بشار. ان الشعب هو السيد، وهو من سيحسم التحدي!
24/4/2011



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستشارة الرئيس السوري تستنكف من ذكر الاكراد
- حماية المدنيين الليبيين، ام الحفاظ على عرش السعوديين؟!
- صدام اليمن، هل يواجه مصير صدام العراق؟!
- مجلس التآمر الخليجي يحتل البحرين!
- الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي هجوما على الديمقراطية في ال ...
- لماذا منع التجوال يانوري الدجال؟!
- الشعب يريد اسقاط نظام الفساد!
- القذافي السفاح -ملك مرتزقة افريقيا- يذبح شعبه على طريقة الفا ...
- زين الطائفيين صالح حسني معمر المالكي يكشر عن انيابه الديكتات ...
- جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها
- متى يزيح احفاد عمر المختار، طاغية ليبيا، معمر العار؟!
- متى تثور بغداد لتلحق نوري الايراني بنوري البريطاني؟!
- ام الدنيا تهز الدنيا، من ثورة الياسمين، الى ثورة الفل!!
- ثورة الياسمين في تونس الحمراء
- يا مسيحيون العراق لا تحبوا اعدائكم!
- الا يستحق الشهيد ملازم شاكر -ابو شروق- ولو مجلس عزاء، او امس ...
- من تخفيف الحصار الى رفع الحصار حتى ازالة الكيان الصهيوني الع ...
- رحلة الى الماضي، شخوص باقية، وصور متغيرة!
- متى يصلب شلتاغ والمالكي في ساحة ام البروم؟!
- من اجل احياء ثورة 14 تموز واستنهاض الحركة الوطنية الديمقراطي ...


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رزاق عبود - سوريا الاسود تتحدى بشار الفأر