من أجل أن يستمر الحلم

بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 998 - 2004 / 10 / 26 - 08:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

في الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري .. تضاء الدروب الشائكة التي سارت عليها قوافل المناضلين تتقدمهم رايات الحرية والإنسانية والعدالة .. وتضاء ساحات المدن الممتلئة بالحشود المطالبة بالحريات العامة وسقوط الديكتاتوريات أحياناً .. وبحقوق العمال والفلاحين والفقراء أحياناً .. وللتصدي للأحلاف والمؤامرات الاستعمارية أحياناً .. ولنصرة ثورات التحرر الوطني في البلدان العربية وفي القارات المقاتلة أحياناً .. ومن أجل السلم العالمي أحياناً .. وتضاء مهاجع وزنازين السجون التي شهدت عذابات وتضحيات آلاف المناضلين .. ثمناً لوطنيتهم ولنضالاتهم من أجل حياة أفضل لشعبنا .. من أجل عالم .. بلا حروب كونية ا ستعمارية .. بلا ا ستغلال إنسان لأخيه الإنسان واضطهاد شعب لشعب آخر .. من أجل حلم يجسد العدل الإنساني الكامل ، الذي عبرت عنه مختلف التمردات والثورات الإجتماعية .. وتاقت الإنسانية إليه وقاتلت من أجله على امتداد آلاف السنين

هكذا عرفنا نحن البسطاء الحزب .. عرفناه سلاحنا للخلاص من الفقر والجوع والقهر الإجتماعي .. وربطنا به مستقبل أولادنا وأحفادنا .. وانغرزت في أعماقنا قناعة را سخة بأهمية حمايته والحرص تقويته وتطويره با ستمرار

لم يكن يهمنا كثيراً ، أكانت الكلمة أولاً أم المادة . كان يهمنا أولاً وثانياً وثالثاً الخلاص من الاستغلال العبودي والبؤس . ولم نعرف ماركس إلا أنه أبو الفقراء في العالم الذي كشف زيف الملكية الخاصة " المقد سة " ، وعلمنا كيف تتحقق القيم المادية وتتراكم الثروات من عرقنا وشقائنا ، قدم لنا الجواب الصح على سؤال بؤسنا ، ودلنا على الطريق ، وأعطانا بوصلة كي لانضيع .. حتى نصل إلى العدل الحقيقي والسلم الحقيقي والفرح الحقيقي . ولهذا وثقنا به

ومن خلال تجاربنا المريرة مع السادة والنخاسين ، تعلمنا أن تجريدنا من سلاحنا وبوصلتنا .. من حزبنا ونظريتنا .. يودي بنا إلى ا ستدامة عبوديتنا .. ا ستدامة جوعنا الغذائي والثقافي والإعتباري ، ويراودنا شك بمصداقية من يطالبنا بالتخلي عن طريقنا .. عن حلمنا دون مقابل مكافئ

لقد جاء الحلم الأمل في الخريف ربيعاً .. وتجاوز الشتاء .. لأن الحلم الأمل لايكون إلا ربيعاً .

حاول عمال روسيا تجسيد هذا الحلم .. صنعوا ثورة هي أهم أحداث القرن العشرين بامتياز .. قاوموا الحروب والحصار وعثرات البناء سبعين عاماً .. حتى خربت الفئران القذرة سدودهم وإنجازاتهم .. لكنهم أكدوا إمكانية ولوج التجربة .. إن فشلت أو أفشلت مرة ستنجح في مرة أخرى . هكذا بدأ الحلم يقاوم .. يهاجم .. منذ أول ثورة للكادحين سجلهاالتاريخ في روما الإمبراطورية .. وهكذا سيستمر في حركة لولبية صاعدة حتى يتحقق .. .. ويعم العالم العدل والسلام والفرح

أما التقييم النظري في هذه المرحلة أو تلك ، وكيف نستفيد من دروس الماضي ، وكيف ينبغي أن نحث الخطى على الطريق الشاق الطويل ، فهو يقال في مقام آخر .. خارج مقام لحظات الإحتفال .. المفعمة بالخشوع والشموع والدموع .. التي تستدعي أن نرفع كأس من ضحوا بحياتهم .. من أجل أن يحيا الحلم .. ويستمر

#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل