أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الوضع الفلسطيني في المتغير الاستراتيجي الاقليمي:















المزيد.....

الوضع الفلسطيني في المتغير الاستراتيجي الاقليمي:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 13:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


تشد منطقة الشرق الاوسط انظار العالم لما يحدث بها من متغيرات تحت مظلة حالة عدم استقرار انظمتها القومية التي حدثت بسبب موجة الانتفاضات الشعبية, الامر الذي منح الاقطاب الاستعمارية العالمية حرية اكبر للعمل على تنفيذ مشاريعها السياسية بها. وفي مقدمة ذلك مشروع الشرق اوسط الجديد الذي ترتكز صورته الى تغيير محاوره التقليدية, مختلطة الولاء والوفاء الى محاور يقتصر ولائها للولايات المتحدة الامريكية,
ان المرحلة الراهنة من هذه المشاريع السياسية الاستعمارية تعالج بصورة رئيسية وضع الانظمة القومية جمهورية النظام في المنطقة, وهي انظمة وان كانت تعاني اشكالا من الحكم الديكتاتوري, الا انها تبقى انظمة قومية متقدمة نوعيا خطوة على الانظمة الاخرى الاوتوقراطية الملكية الوراثية, فتوجه هذه الانظمة الايديولوجي وتركيبة مؤسسة الحكم فيها وان تداخل معها عامل الاسرة الحاكمة الا انها في النهاية مؤسسة من الناحية الرئيسية على تحالف اجتماعي طبقي بيروقراطي قومي يجمع ف نهجه السياسي بين عامل الامن القومي وعامل الطموح الطبقي, فجوهر صيغة ائتلافها المسيطر على الحكم انه ائتلاف عسكري مدني, مع تفاوت احجام هذين العاملين لكل نظام عن الاخر,حيث يغلب المدني على العسكري كما في تونس بن علي او يتعادل تقريبا كما في مصر حسني مبارك او يميل لصالح العسكري كما في ليبيا القذافي ويمن صالح وسوريا الاسد, تبعا لموقعها في الجيوسياسية العالمية وصراعاتها. ومقدار تكيفها مع موازين القوى العالمية فيها.
لذلك لم يكن غريبا ان نجد موقفا مشتركا من الترحيب الاستعماري _ المستغرب_بهذه الانتفاضات الشعبية, وان تفاوت مستوى ترحيب كل قطب استعماري من كل بعينها على حدة, وبالتالي كيفية تعامله معها, ألا ان الترحيب يبقى هو الطابع المشترك العام لمواقفها جميعا, فهذه القوى والاقطاب الاستعمارية تحسست مبكرا ان _ الجنوح الليبرالي الواسع_ لهذه الانتفاضات يتلاقى الى اوسع مدى مع المشاريع السياسية الاستعمارية, ويسهل بصورة اكبر تحقيق هذه المشاريع السياسية والطموحات الاستعمارية الغربية الروح خاصة الامريكية, وضد الطموحات الاستعمارية للاقطاب ذات الروح الاسيوي, حيث تصب اتجاهات هذه الانتفاضات عمليا نحو اضعاف روح الممانعة والمقاومة القومية في النظام السياسي, ويحمله على الانفتاح اكثر عالميا.
ان عرضنا السابق يقدم صورة ادراك سياسي للمسار والنتائج الاستراتيجية الذي سينتهي اليه حركة المجتمعات القومية وانتفاضاتها, ولا يعني ذلك باي شكل انتقاد _ النوايا الطيبة_ التي تعتمل في طموحات الطبقات الشعبية المنتفضة, خاصة شريحة الشباب من المجتمع والتي بادرت الى تفجير الانتفاضات, وهو ما يدعونا الى تاييدها, ولكنه ايضا يستدعي منا عدم اغفال خلوها من منظورالافق النظري السياسي الاسترتيجي المطلوب توافره في عملية التغير الثوري, فغياب هذا المنظور يجعل منها مجالا فوضويا يتقاطع فيه كل الاتجاهات الثقافية السياسية الاجتماعية بما فيها التقدمي والرجعي والعقائدي والليبرالي, مما يحيل مصيرها الى حالة احتمالات متعددة, يملك تقرير ثبات اي منها القوى السياسية الاكثر قدرة على توظيفها. لذلك لا يفترض منا تاييدها اغفال انها تقدم لاقطاب الاستعمار العالمي فرصة اعادة ترتيب التشكيل السياسي الاقليمي واعادة نظم مسارات تفاعله السياسي في الصراع العالمي؟
ان التغير النوعي الرئيسي الذي يمكن تحسسه مباشرة من نتائج هذه الانتفاضات هو انها بلورت بصورة حاسمة محاور سياسية رئيسية جديدة في النفوذ الاقليمي يتقاسمه الكيان الصهيوني شرق المتوسط وائتلاف دول مجلس التعاون في الخليج, وهي محاور يخدم وجودها وتفوقها بصورة رئيسية مصالح ونفوذ الولايات المتحدة الامريكية من بين اقطاب الصراع العالمي, فهذه المحاور الاقليمية تدور حركتهافي اطار النفوذ الامريكي, لسبب طبيعة الكيان الصهيوني الاستعمارية من جهة ولسبب تشابك رساميلها الخليجية مع الراسمال العالمي وبصورة خاصة الامريكي من جهة اخرى, وعلى العكس من النوايا الطيبة للانتفاضات, فهي تخدم تفكيك وحدة المحور السياسي الممانع للنفوذ الامريكي في المنطقة, وتهيء لتسارع وتائر ضرب مركزه الرئيسي ايران.
ان الوعي السياسي اللازم والقادر على مواجهة القدرة السياسية الاستعمارية خاصة الامريكي, لا يتجلى فقط بتحديد موقف سليم من الحدث والطرف والتصريح في الواقعة السياسية كما تفعل بعض المواقف الثقافية السياسية, بل يتجلى في رؤية الى اين تنتهي استراتيجيا حركة التي تنتجها في الواقع كلها, وتبعا لمثل هذه القراءة يجب تحديد موقف تأييد او رفض الحدث والطرف والتصريح على اساس درء المخاطر الاستراتيجية.
ان مجالا من مجالات تفوق القوة الاستعمارية هو قدرتها على ادارة الصراع والذي يعني قدرتها على توظيف جمعي لمجالات واطراف التناقض, خلال تعاملها المباشرمع الوقائع الانية, لذلك لا نجده غريبا ان الانتفاضات الشعبية سرعت جهد القوى الاستعمارية الاستراتيج السابق في تحرير مجالات صراع متعددة في مجتمعات المنطقة, فخدمتها جيدا في ذلك,
فهذه الانتفاضات الشعبية حررت اطراف وقضايا وصراعات طائفية وطبقية وقومية,كان مسيطرا عليها نسبيا من قبل, لنجد المنطقة الان منقسمة افقيا بين سنة وشيعة واسلام ومسيحية, كذلك لنجدها منقسمة عرقيا بين عربي وغير عربي, اما عموديا فهي في كل موقع على حدة منقسمة بين اتجاه اجتماعي شعبي واتجاه مؤسسة حكم مسيطرة, وتبعا لذلك تتعامل مجمل الاقطاب الاستعمارية في المنطقة ولكن تحت مظلة تفوق نفوذ وامكانيات الولايات المتحدة الامريكية في مختلف المجالات. التي باتت تتلاعب مع الصيغة السياسية للمنطقة وتعيد تشكيلها بحسب مصالحها الخاصة,
فعلى الصعيد الناطق باللغة العربية نجد ان الولايات المتحدة تعمل على تعزيز دور دول مجلس التعاون الخليجي فخلقت منها محور نفوذ سياسي ذي امكانيات مالية ضخمة يعزز انتظام ونفوذ حركته السياسية تحالفه غير المشروط مع الولايات المتحدة الامريكية وبات ذلك ينعكس في صورة تدخل مجلس التعاون الخليجي في كل الصراعات في المنطقة وفي المقدمة منها العمل على تصعيد التوتر مع ايران وحصارها والتهيئة لضربها والمشاركة فيه, وتفكيك معسكر ممانعة النفوذ الامريكي بالمنطقة والعمل على قبول الكيان الصهيوني فيها, والذي وان تجلى سابقا في صورة ما يسمى بالمبادرة العربية, فان هذه المبادرة بفعل متغير صيغة التشكيل السياسي الاقليمي قد تجاوز الزمن صيغتها القديمة او بعض جوانبها على الاقل وسيتم تعديلها او طرح بديل لها يسقط من حساباتها وجود عامل محور الممانعة.
ان الملامح السابقة تجعلنا نتحسس ان الحالة الاقليمية تتجه بالوضع الفلسطيني نحو شروط اسوأ مما هي عليه الان, لان تعزز الاستفراد الامريكي بالمنطقة سيضع اساسا اقوى لاستفراد امريكي بمسار التسوية, وان هذه حقيقة تختفي الان تحت سطح حماسة الحراك الشعبي, وهي حالة استثنائية طارئة طابعها انتقالي, ولا تعبر بصورة صحيحة عن ما سيستقر اليه المسار السياسي الراسخ للانظمة الاقليمية بعد تجاوز الاستثنائي المؤقت, فلا شك ان اختفاء محور الممانعة سيحسن شروط المناورة الامريكية الصهيونية في التسوية خاصة ان القطب الخليجي مستعد لانجاز تسوية يتقاسم فيها مع الكيان الصهيوني النفوذ _ الاقليمي_ في المنطقة والمعروف ان الفاتورة الفلسطينية ستدفع ثمن تكلفته,
ان الامل الوحيد امام المجتمع الفلسطيني لتجاوز هذا الخطر هو في السير بالاتجاه المعاكس, وهو اتجاه تعزيز محتوى الاستقلال والسيادة الفلسطينية والعمل على توظيف كامل الحجم الجيوقومي الفلسطيني وتعزيز وحدته ومركزيته ورفض الاستفراد به من خلال الانخراط في المهمة الوطنية. وتنويع مسارات ومجالات واساليب ووسائل الصراع,
لذلك فعلى فصائل محور منظمة التحرير الفلسطينية نفض اوهامها العرقية حول العمق والتضامن العربي, وبنفس القدر على محور تحالف حركة حماس نفض اوهامها حول العمق والتضامن الاسلامي, وارتكازها جميعا لمركزية وطنية فلسطينية مستقلة القرار والمناورة



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العرف الفلسطيني القتل حلال:
- فشل المصالحة الفلسطينية زنقة زنقة
- سيد جولدستون انت عار على مهنة القضاء:
- ترويض حركة حماس لخدمة مخطط نتنياهو:
- الدم الفلسطيني يسفح على نغم التصعيد المحسوب:
- مرة اخرى ضرورة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية:
- الانتفاضة وشمولية النضال الفلسطيني:
- نداء عاجل الى الشعب الفلسطيني ...الان وقت التحرك الشعبي :
- فلسطين وطن قومي لا خيار فردي:
- قناة الجزيرة تهيء للعدوان الصهيوني على قطاع غزة:
- بين علمانية ولاية الخامنئي وعلمانية ولاية القرضاوي :
- الرد الفلسطيني على متغيرات المنطقة:
- قراءة في خطاب الرئيس الاسد:
- قطر تسوق نفط شرق ليبيا, اول مردود الاستثمار الخليجي في الدم ...
- هل تنطوي النوايا في الاردن على اكثر مما هو معلن؟
- المتغير الاستراتيجي في طبيعة مجلس التعاون الخليجي ودوره:
- لماذا تدمير العراق امس وليبيا اليوم والجزائر غدا؟
- النفاق والولايات المتحدة وايران وابن الجنوب:
- وتبقى الرؤية الثورية هي السليمة:
- شيطان الاعلام يجب ان يقيد


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الوضع الفلسطيني في المتغير الاستراتيجي الاقليمي: