أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - بغداد ليست بحاجة للقمة العربية القادمة !















المزيد.....

بغداد ليست بحاجة للقمة العربية القادمة !


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغداد ليست بحاجة للقمة العربية القادمة !
محيي المسعودي
يطابق حال ووقت القمة العربية المتنازع على عقدها في بغداد, المثل الفلسطيني الساخر الذي يقول - الله يطعْمِيك الحج والناس مروحه – ويطابق أيضا المثل العراقي الموازي للمثل الفلسطيني والقائل – تِسْيارة صخيل او "المطي" على الكيف – والمثلان يضربان على القيام بالشيء بعد فوات اوانه وانتهاء الحاجة اليه 0 والسؤال هنا, هو : هل تحتاج بغداد الى قمة عربية في ظلّ هذه الحال - العربية والعراقية - الراهنة ؟ وهل الوقت مناسب لعقدها ؟ وما هي قيمة هذه القمة ؟ ومن سيحضرها ؟ يبدو ان الساسة العرب واخص الخليجيين لم يدركوا بعد, وقع وفعل وتأثيرات الأحداث العربية الاخيرة عليهم وعلى بلدانهم . ويبدو أنهم لمّا يزالوا يعيشوا حال ما قبل الأحداث ولم يستوعبوا الزلزال الذي دكّ كراسي الجمهوريات العربية, وهو قادم لدكّ عروش الملوك والامراء والسلاطين وتحطم بناها التحتية والفوقية 0 يتبين لنا ذلك من خلال استمرار النهج والعمل السياسي الذي يقوم به الساسة العرب, كمؤتمرات القمة واجتماعات الجامعة العربية واستخدام الادوات السياسية القديمة كالمحاور المتصارعة واستخدام المال السياسي في الصراع مع بعضهم او مناصرة بعضهم على البعض وحتى استخدام الاتفافقات العسكرية القديمة البالية كما فعلت السعودية وبعض دول الخليج في نصر حليفهم المهزوم شعبيا ملك البحرين بدبابات ما يسمى بدرع الجزيرة, الدرع الذي لا يحمي حتى مؤخراتهم من عبث الصبية . . والأغرب أن الساسة العراقيين هم الأكثر عماء او تعاميا 0فبينما يعيشوا نظاما ديمقراطيا منذ ثمان سنوات تقريبا لم يستوعبوا الحال الجديدة التي هم في خضمها ويصرون على ان يظلوا جزءا من المنظومة السياسية العربية القديمة البالية والمستبدة والمتخلفة على الصعد كافة . ناهيك عن عدم إدراكهم للأحداث والتغيرات العربية المحيطة بهم وانقلاب الحال العربية على عقبيها . فبينما كان الساسة العراقيين منذ العام 2003 وحتى قبل الأحداث العربية الأخيرة يحتاجون الى اعتراف الأنظمة العربية بهم وكف عدائها لهم وللعراق الجديد , بينما كان الحال هكذا , أصبحت الحال اليوم معكوسة تماما . اذ تخاف حكومات الدول العربية من ان تتحول أنظمتها الى ما عليه العراق "من انتخابات ديمقراطية وحرية رأي مطلقة ومحاكمات للرؤساء . وانتقادات مستمرة من الشعب ونخبه والإعلام ووسائله لاداء الحكومات وفضح الفساد والمفسدين من رأس الهرم حتى أدنى مستوى من القاعدة" . والحال هذه .. نجد الساسة العراقيين يلهثون وراء عقد القمة العربية في بغداد, دون ان ينتبهوا للحال العربية المنقلبة . ولازالوا ينظرون للقمة العربية وكأنها الزورق الذي ينقذ العراق من الغرق والهلاك او بوّابته الى عالم الديمقراطية والتقدم ! ترى على ماذا يعول هؤلاء العُمي , إذا لم يكن وعيهم متخلفا ولا زالوا يعيشون زمان ما قبل التغيرات !؟ وما هي الفوائد التي ستجنيها بغداد من اجتماع زعماء طغاة انتفضت وثارت عليهم شعوبهم فغيرت من غيرت منهم, وهي وفي طريقها لتغيير الباقين ؟ هل من اجل نزع الشرعية عليهم وقهر إرادة شعوبهم ؟ ام من اجل الحصول على اعترف هذه الحكومات وتعاونها معهم, مع انها لا تستطيع اعانة وانقاذ نفسها من المد الجماهيري . ان هذا الفعل يخالف رغبة ومصالح وتطلعات الشعب العراقي والنظام الديمقراطي الجديد في هذا البلد, ويخالف قوانين الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الشعوب بتقرير مصائرها . ويجعل من العراق بلدا مناصر للدكتاتوريات, ما يحرم العراق من سمعة دولية شريفة, ويحرمه من حقوقه الدولية ويظهره كدولة راعية للأنظمة المستبدة . ثم من سيحضر هذه القمة , من مصر وتونس ؟ الحكومة الساقطة ام التي لم تتشكل بعد, أم المنتفضون الذين لم تتشكل ولم تتضح ملامح حكمهم المقبلة ؟ وهل يحضر عن ليبيا واليمن القذافي وصالح ام الثورا . وما فائدة ان يحضر ملك السعودية وملك البحرين وسلطان عُمان ومن ماثلهم ؟ وهم الذين يقتلون ويعتقلون ويقمعون شعوبهم, بأبشع الصور 0برضا ومباركة امريكية اسرائيلية, وهل يدعم ويشرف بغداد ان يحضر اليها مثل هؤلاء !؟ ليست هناك ثمة حكومة عربية واحد يخدم حضور زعيمها الشعب العراقي او الشعوب العربية . وقبل هذا , هل رأينا منذ بدء اول قمة عربية وحتى هذه القمة ثمة فائدة ولو بسيطة جدا جنتها الشعوب العربية من هذه القمم المتتابعة ؟ يتذكر الجميع ان هذه القمم كانت دائما, أمّا لتعميق الخلافات العربية او لتمرير قرارات تخدم اسرائيل وأمريكا معا . وحتى الجامعة العربية التي أنجبت ورعت هذه القمم لم تكن يوما تعمل في صالح الشعوب العربية بل كانت حاضنة ومشرعنة وموحدة لأنظمة دكتاتورية من اجل ان تقمع هذه الانظمة الشعوب التي تحكمها . ونذكر جيدا المحاور العربية المتصارعة التي فرقت بين الشعوب العربية ونقلت خلافات الزعماء إلى خلافات بين الشعوب . ومنذ متى كان لدينا قادة عرب تهمهم مصالح الشعب العربي فالنظام السعودي المحمي باسرائيل والنظام المصري الساقط بامر اسرائيل ومن شاكلهم ظلوا يناصبون سوريا العداء حتى اليوم . وهم من وقفوا مع اسرائيل في حربها المدمرة على لبنان, وهم من دعموا نظام صدام ضد الشعب العراقي وهم الذين شاركوا وساندوا ودعموا امريكا في حربها ضد العراق وهم نفسهم الذي اشتركوا بفرض الحصار القاسي على الشعب العراقي . الحصار الذي اودى بحياة اكثر من مليون طفل وجوّع العراقيين الى حد يصعب وصفه . وهم نفسهم الذين دعموا صدام بزجه الشعب العراقي في حرب ضروس ضد ايران . وذهب ضحيتها ما يزيد على المليون عراقي , خلفوا وراءهم ملايين الايتام والارامل اضافة الى مشاكل معقدة لا تقبل الحل .
اليوم نرى دول الخليج وخاصة السعودية والبحرين تسعى لمنع انعقاد القمة في بغداد . وهي الانظمة نفسها التي دعمت صدام ضد شعبه وامريكا ضد العراق والغرب في حصاره للعراق وهي التي فتحت اراضيها وخزائنها وآبار نفطها لامريكا والغرب من اجل سحق العراق . هذه الانظمة التي اكدت الاحداث انها محصنة من عدوى التغيير بسبب الانتوبايتك الاسرائيلي . اسرائيل التي وظفت هذه الاحداث لصالحها وتعمل على ان تكون نتائج الثوارت مفيدة لصالحا ايضا فقط .
بغداد ليست بحاجة الى الى قمة عربية , لان زمن القمم العربية البليدة وسيئة الصيت – بقادتها الطغاة المفسدين - قد ولّت والى الابد . بغداد ليست بحاجة الى العقلية العربية السلفية المتخلفة التي كانت السبب بتخلف هذه الامة عن بقية الامم وسبب عداء العالم اجمع , بسبب تفريخها للارهاب وقاعدة ابن لادن . بغداد ليست بحاجة للقذافي وصالح ومبارك ورهطهم وليست بحاجة الى ملك السعودية والبحرين وسلطان عمان وامير قطر وامير الكويت , لانها اكبر منهم واجل من ان تطأ اقدامهم ارضها المحررة من الدكتاتورية والاحتلال الابدي الذي يلازم الدول العربية عامة والخليجية خاصة . بغداد ليس بحاجة الى زعماء البترول الذين حولوا هذا البترول الى اموال تصرف على الدعارة الجسدية والاخلاقية والاعلامية والسياسية . بغداد لديها بترول اكثر من بترولهم , بترول تحرر من حرائق الحروب وسيتحرر من الفساد ليكون بتورلا شريفا يخدم الشعب العراقي وحده ويكسب العراق احتراما كبيرا بين شعوب العالم . بغداد اليوم يجب ان تكون بانتظار قادة عرب منتخبين من قبل شعوبهم بطريقة نزيهة وعادلة .. بغداد اليوم يجب ان تتطلع الى قيادة العرب في زمن جديد يصبح فيه الانسان العربي مصدر السلطة والابداع والتحضر والتقدم . ومحط اعجاب شعوب العالم اجمع . وبهذا وحده تكون بغداد قد تواصلت مع تاريخها المجيد بلا سلفية فكرية تنظر الى الورء وتريد العودة الى الماضي . بل برؤية ثاقبة وبعيدة في فضاء الحضارة والعلم والثقافة والفنون, وبهذا تكون قد انطلقت من هذا التاريخ الى امام حيث العالم يفتح افقا جديدا في مسيرته الانسانية .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مركز الرافدين للتدريب والمعلومات .. بناية متصدعة وادارة ضائع ...
- ثورات الشعوب العربية على حكامها الطغاة .. صحوة امة ام تدبير ...
- قانون حماية الصحافة والصحفيين 00 ام قانون حماية نقابة الصحفي ...
- تنصيب المحافظ الجديد في بابل..! هل هي محاولة صادقة للاصلاح, ...
- آل سعود - شرقا - والقذافي - غربا – لقمع الشعوب العربية المطا ...
- تمييز وعنصرية اجتماعية مناطقية خفية, خلف الحكومة المحلية في ...
- بعد ان نجح بالوصل للسلطة .. هل ينجح المالكي بالصمود فيها !؟
- المحافظ في بابل .. منصب تسنمه الزركاني -مؤقتا - وانتهى بصاحب ...
- في بحر هائج .. المالكي يقود سفينة متهالكة , ركابها مأزومون و ...
- من اجل ماذا يتظاهر العراقيون !؟
- مقامات الصعفصار .... المقامة الثالثة - لن تصلح الحاكمية قبل ...
- احزاب المعارضة في مصر تبيع انتفاضة الشعب للحكومة , والغرب يش ...
- ورشة عمل لتشريع قانون محلّي, يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة في ...
- مبارك يُحرق مصر والامريكان - كعاتهم - يفضلون مصالحهم على مبا ...
- صدور ديوان - شعر الخُليعي- عن هيئة الاحياء والتحديث الحضاري ...
- امقامات - الصعفصار ... المقامة الثانية ( قسمة - فنيخ -)
- سكّان -شمال بابل- بين ارهاب القاعدة ورغبتهم بالامن والسلام . ...
- دراسة في محافظة بابل تكشف توزيعا غير عادل للمشاريع بين الاقض ...
- التزوير والتجاوز على المال العام , صيد حرام .. لحمه للمسؤولي ...
- إعلام المؤسسات الرسمية في العراق .. انتحال لشخصية السلطة الر ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - بغداد ليست بحاجة للقمة العربية القادمة !