أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - من اجل ماذا يتظاهر العراقيون !؟















المزيد.....

من اجل ماذا يتظاهر العراقيون !؟


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال يبدو غبياً, للوهلة الاولى . لان الواقع الحياتي في العراق سيئ برمته , والفساد على اشده, وتبذير المال العام في ذروته . والتظاهر هو اداة مشروعة للتغيير والتعبير عن تذمر الشعب من هذه الحال, ووسيلة مشروعة ايضا لمطالبة الشعب بحقوقه, واولها توفير الخدمات. ناهيك عن حق تغيير الطبقة السياسية برمتها . ولكن الذي يريد الاجابة عن هذا السؤال – من اجل ماذا يتظاهر العراقيون – بدقة علمية وموضوعية, سوف يجد ان اسباب التظاهر تتمظهر في سوء الواقع الحياتي وانعدام الخدمات وغيرها من مظاهر الحياة المتردية في البلاد . ولكن دوافعها واسبابها الحقيقية تكمن في زوايا خفية او متخفية او بعيدة عن المشهد الخارجي للواقع الحياتي والتظاهراتي معا . وحتى نفكك المشهد الراهن ونرى الاسباب الحقيقية وراء التظاهر علينا الاجابة عن بعض الاسئلة التي تتعلق بالتمظر التظاهراتي . خاصة وانه ياتي بعد موجة التظاهرات العربية التي اسقطت الرئيس التونسي زين العابدين بن علي, والتي اسقطت اليوم الرئيس المصري حسني مبارك . اذن من اجل ماذا يتظاهر العراقيون ؟ ! - مقارنة باقرانهم العرب - ؟ اذا كانوا يتظاهرون من اجل اسقاط نظام دكتاتوري مثل الذي في مصر وتونس وغيرها من الدول العربية , فان هذا النظام الدكتاتوري في العراق قد سقط _ على يد الامريكان – عام 2003 واذا كانوا يريدون ان يثبتوا لانفسهم وللعالم انهم شعب حي وشجاع يعشق الحرية والديمقراطية ويقاوم الدكتاتوريات والظلم اسوة بالشعوب الاخرى , فانهم اثبتوا ذلك قبل جميع الدول العربية باعظم واوضح صورة عندما انتفضوا على نظام صدام عام 1991 والذي يعتبر اعتى واقوى نظام دكتاتوري في العالم . وحرروا جميع محافظات العراق من ذلك النظام ما عدى اثنتين او ثلاث . ودفعوا ثمن تلك الانتفاضة باهضا, لم ولن يدفعه شعب عربي قط , حين اعطوا مئيات الالآف من الشهداء والجرحى والمفقودين وضمت ضحاياهم عشرات المقابر الجماعية . واذا كان العراقيون يتظاهرون من اجل يعدّلوا الدستور مثل المصرين او ان يسنوا دستورا ديمقراطيا عادلا . فانهم فعلوا ذلك عام 2005 وسنوا دستورا عادلا لا يسمح بعودة الدكتاتورية من خلال نظام الحكم البرلماني الذي صوّتوا عليه . واذا كانوا يتظاهرون من اجل الشروع والعمل بهذا الدستوروالنظام الجديدين فانهم قد شرعوا بذلك عام 2006 واذا كانوا يتظاهرون على الحكومة والسياسين لان السياسين الذين شكلوا الحكومة فاسدون وكذابون وطائفيون وفئويون وغير كفوئين . ولم ينفذوا ما وعدوا به الشعب من توفير الخدمات ومنح الحقوق والحريات " وهذا ما هو حاصل على ارض الواقع " اذا كان هذا هو ما يدفع العراقيين الى التظاهر , فحري بالشعب العراقي ان يتظاهر على نفسه لانه هو الوحيد الذي اوصل هؤلاء السياسين الى سدة الحكم في انتخابات ديمقراطية شبه نزيهة, منحت الحق لكل عراقي ان يختار من يراه نزيها وكفؤا ومناسبا لان يمثله في السلطة او يحكمه . واذا كانت القائمة المغلقة في الانتخابات السابقة تمنح العراقيين حق الاعتراض على الافراد في السلطة العراقية السابقة فان القائمة المفتوحة في انتخابات العام الماضي تلغي ذلك الحق لان اسماء المرشحين كانت مكشوفة ومعروفة للجميع. اذن لماذا انتخب الشعب السياسي الفاسد والمرتشي وغير الكفوء والطائفي والعنصري واللص والذين لا يريدون خدمة هذا الشعب . ويأتي اليوم هذا الشعب نفسه ويتظاهر على من انتخبهم قيل شهور . هنا تكمن الاجابة الحقيقية عن السؤال الذي طرحناه في بداية المقال وهو " من اجل ماذا يتظاهر العراقين ؟"
يبدو ان عددا كبيرا من الشعب العراقي لمّا يزل يعش خارج وعي الواقع الجديد الذي اضحت فيه البلاد على المستويات كافة, منذ سُن الدستور الجديد وفُعّل النظام الديمقراطي . ويجهل او يتجاهل الكثيرون من الشعب ما هو نظام الحكم الجديد في بلادهم , وماهي واجباته وآلياته وسبل وشروط صول السياسي للسلطة . نستطيع تلمس هذه الحقائق من خلال حديث الشارع ومطالباته . التي ندرك من خلالها بشكل واضح ان المواطن العراقي مازال يفكر ويعتقد ويعيش تحت هيمنة الثقافة العربية الاسلامية المتوارثة منذ آلاف السنين وحتى سقوط نظام صدام حسين الدكتاتوري . تلك الثقافة التي تؤمن بان الخليفة " الحاكم" يجب ان يطاع حتى ولو كان ظالما . او التي تحولت في العصر الحديث - ابان منتصف القرن الماضي – الى ثقافة القائد الضرورة, البطل المنقذ والتي تجسدت مع ظهور جمال عبد الناصر في مصر وبعده وقبله بآخرين في دول عربية مختلفة . حتى الملكية العربية بُنيت على هذه الثقافة , فكان بروز الشريف حسين في الجزيرة العربية ومن ثم اولاده برزوا كقادة ومنقذين , وهكذا الحال مع آل سعود وغيرهم . كل هذا تجسيد لثقافة القائد الضرورة الذي استمرت حاجة الشعب اليه حتى يومنا هذا, على الاقل لدى العراقيين هذه الايام لا لكي يكون منقذا وحسب بل شماعة يعلق عليها الشعب كل اخفاقاته وتخلفه . وما يجري اليوم في العراق يؤكد هذه الحقيقية . اذ نرى الشعب يطالب الحكومة والسياسين - الذين اخذوا مكانة القائد الضرورة او الخليفة - بمنحه العطايا وتوفير الخدمات والاعمال . مستفدين في اعلان مطالبهم وتظاهرهم من الحريات التي وفرها لهم النظام الجديد . واذا كانت التظاهرات الجارية في العراق والتي ستجري ليس وراءها التناحر بين الاحزاب الحاكمة , التي استغلت مشاعر العراقين المتعاطفة مع الشعوب العربية التي تظاهرت واسقطت حكامها . اذا كانت ليست هكذا . فانه من المؤكد ان هذه التظاهرات تعكس وبشكل واضح ان العراقيين لم يعرفوا بعد نظام حكمهم ودستورهم الجديدين وهم غير مستعدين للتعمل معهما بشكل صحيح وتحمل النتائج لان النظام والدستور من صنع ايديهم وارادتهم , وانهم يخلطون ما بين الحاكم ونظام الحكم ولا يفرقون بينهم . فبينما يطالبون باسقاط الحاكم يسقطون نظام الحكم والدستورمعه من غير وعي بذلك . وهم بهذا الفعل يقلدون الشعوب العربية التي تفتقد لمثل هذا الدستور والنظام . واعتقد ان هذا التقليد هو بحد ذاته اهانة للشعب العراقي لانه "اولا" يظهره كتابع لشعوب هي لم تصل الى ما وصل اليه العراقيون . وثانيا تظهر الشعب العراقي وكانه لا يفرق بين النظام الدكتاتوري والنظام الديمقراطي الذي يحكمهم والذي يستطعون من خلاله اسقاط الحكّام متى شاؤوا ذلك . ان نظام الحكم والحكّام في العراق يـمكن اسقاطهم بـسهولة كبيرة . لا تتطلب ثورات او انقلابات . لان من نصبهم هو الشعب, والشعب قادر على تغييرهم واذا لم يستطع تغييرهم الان فبعد سنتين او ثلاث من خلال صناديق الانخابات . ولكن مع كل هذا يجب التوقف امام حقيقة مرّة يتخذها المدركون للواقع العراقي الراهن حجة على السياسين وحجة في حق تظاهر الشعب عليهم وهذه الحقيقة ان الشعب العراقي لما خرج للانتخابات لم يترك له السياسيون الحاليون خيارا غير اخيارهم للسلطة او مقاطعة الانتخابات والخياران يفتحان الطريق لهؤلاء السياسين نحو الوصول للسلطة . أي كما يقول المثل – تريد ارنب خذ ارنب اتريد غزال خذ ارنب -



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامات الصعفصار .... المقامة الثالثة - لن تصلح الحاكمية قبل ...
- احزاب المعارضة في مصر تبيع انتفاضة الشعب للحكومة , والغرب يش ...
- ورشة عمل لتشريع قانون محلّي, يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة في ...
- مبارك يُحرق مصر والامريكان - كعاتهم - يفضلون مصالحهم على مبا ...
- صدور ديوان - شعر الخُليعي- عن هيئة الاحياء والتحديث الحضاري ...
- امقامات - الصعفصار ... المقامة الثانية ( قسمة - فنيخ -)
- سكّان -شمال بابل- بين ارهاب القاعدة ورغبتهم بالامن والسلام . ...
- دراسة في محافظة بابل تكشف توزيعا غير عادل للمشاريع بين الاقض ...
- التزوير والتجاوز على المال العام , صيد حرام .. لحمه للمسؤولي ...
- إعلام المؤسسات الرسمية في العراق .. انتحال لشخصية السلطة الر ...
- تدريس -المجتمع المدني- في جامعة الكوفة بداية لبناء مجتمع ديم ...
- كتاب ادونيس -فضاء لغبار الطلع-..تخصيب العقل البشري بالسؤال و ...
- عيد وطفولة بين -ابراهيم الخليل - ونمرود-
- -فنجان قهوة كردية- ديّة الآف الضحايا العراقين, وسنّة سيئة لا ...
- السلطة الاولى والخامسة في العراق تنجح بردع السلطة الثانية وا ...
- النهر والتوتة
- كتاب -مراتب الحب عند العرب واشهر محبيهم - محاولة لم توغل في ...
- امريكا ترد بوثائق - ويكيليكس - على لعبة ايرانية في العراق
- ليبقى الحوار المتمدن, حوارا متمدنا, يرتقي بوعي الانسان وثقاف ...
- فرصة العراقية في تحقيق ما تعلنه من اهداف وطنية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - من اجل ماذا يتظاهر العراقيون !؟