أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساره عبدالرب - ق.ق اختلاطات















المزيد.....

ق.ق اختلاطات


ساره عبدالرب

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 21:19
المحور: الادب والفن
    



انهيار ناطـحة روحك لتتعثر بأنقاضك ، انتكاسة حزن تهب على تجلدك مرة في العام ، نادرة نادرة ، لكن قاتلة .
كانت ليلتي ، بعد أن غادرني الرجل الشاهر كليشات الضراوة في وجهي ، يااااه ، انهارت واجهة ناطحتي ، أصبحت قابلة للانقسامات في كل الاتجهات ، أتهاوى للجاذبية ،ويدي متشبثة بالسقف .. أسمعنى أرتطم بالقاع ، و أتعثر بأنقاضي وبرطوبة غير مريحة لدموعي بالصودا الكاويه ، لا زلتُ أرتطم ، أرتطم ، والقاع عتّال بائس يرتّج .
لحظة كثافتي القصوى يطفو أنين فوقي للطفلة المزنزنة داخلي ، أحشو ملاءة السرير في فمها ، أغالب نحيباً صاعداً السموات السبع فوقي بلا ذرة أكسجين ، اختلاطات صخب و خفقان وشئ عظيم من قيامة روحية .

*

الرجل الشاهر كليشات الضراوة في وجهي ، لن يمل وهو يتهددني أنه سـيقلم أظافري وسـيروضني و سـ...
ثم تنسدل لاءاته .. لا يغريني جمالك لا تميزك لا مرحك لا....
يشرح ماضيه .. عشقت ألف عذراء هجرت ألف عابرة أراود وجوهاً جديدة أ ...
قدّم نفسه لي بنكتة ، إنه آسر في استخدام مكعبات اللغة ، الصداقة نتجت من الانطباع الأول ، في اللقاء الثاني
القى بحاجز الصداقة بعيدا ً ، متعذرا ً :
_ أنا رجل لا يتقن قفز الحواجز في الطريق الى امرأة
بدا مربكا ً ، افريز نافذته حشد مشهده أمامي- الغريبة ، خيباته التي لا تقال قيلت ، عرّاه الحزن وطفل كانه ، وامرأة سـيحبها ، صوته مشروخ ، صوته لا يليق به ، بين روحه وصوته شرخ ، ربما أن صوته أقل منه .
لازمني هذا الشعور طيلة علاقتنا ، اتقاد روحه ، ذكاؤه يتفوق على صوته المشروخ الذي لو صادفه في طريق لن يتعرف هو عليه .

ثم حصل أن قلت له الجملة التي حولتني لاحقا ً لركام سفينة يوليسيس :
_ تعرف؟ أحلام مستغانمي تقول أن المرأة لا تحب رجل أضحكها ، بل آخر أبكاها
وقال بعد ذلك الجملة المقصلة التي نفذ بها عمليات اعدامي المتكررة :
_ لن أنسى ذلك ، أعدك


*
فارق الحضور الا أنه يحشرني في زخمه الضبابي و.. أضحك أضحك أضحك كأنه عثر عليَّ طفلة متروكة على السلالم في انتظار ابن الجيران رفيقي المتمتع باغاضتي، إنه رجل يبعث في قلب كل امرأة الدفء لأنه يسيل من مسام الذاكرة الطفولية ، لن يدلف من الباب الذي اعتاده الرجال مدججين بالرسميات العاطفية و مرحبين بحفاوة الأنوثة ، يشير الى حَـول خفيف في عيني ، أعقب بشهقة كبرياء أنثوي :
- حَور
_ لم أنت متأكدة .

أتقمص هـيئـة الدفـاع وأدافـع عـن حـوري ، حـثيثا ً، أسـتدعي خـبراتي وأدلـتي وقد أضفت إليها بزور الكذبات الأنثوية خط الدفاع عن مملكتي . هذيان الربع ساعة جعلني ممسوحة من قِبل الاله بـ سِمة سماوية ، فأنا حوراء ، كمشة برزخيه وجدت على الأرض .
قص الشريط:
_ عَرَف الحور من رآكِ

متجلدة بقشعريرة باردة أسفل معدتي ، صمت ُ.
ابن الجيران الذي ينكشني على السلم صار رجلا ً مربكا ً !



*
صدقا ً لم أقبض على اللحظة التي قال لي فيها أحبك !..
هو فوضوي ، باطني ، قالها بعد المرات العديدة التي تلفظ فيها بالجملة التي يقولها الرجال عادة الجملة الجاثية على ركبة كلمة .. أرجوكِ امنحيني قلبك .
جملته الجاثية قالها باعتكار بسبب ضغوط حياتية ، المختفي ثم العائد جاثيا ً ، ها أنا مشوشة تماما ً ، أؤمن أن اعتراف الحب
لا يندلق في مزاج عكر ، بل هو حالة انفجار نووي من ألوان و أشرطة و أزهار نيلوفر وغاردينيا ،ولأني مشوشة لم أجبه .

ثـــم حصل أن اعترف في نوبة من نوبات فوضاه :
_ أحبك ِ

رهج حروفها في الموبايل ابتزني ، غبشت روحي الدموعُ التي أبقتني ساهمة حتى الصباح، لم لم يقلها في وجهي ، أقالها رفيقي أم الرجل ؟
كنت مساطة بفكرة أنه رجل يقول أحبك دون أن يعنيها تماما ً ، ليتنصل من فخها ترك المسج ينوب عنه .

التقيتنا بعد يومين ، أشبه غزالة مراشة بكلمة أحبك قبالة رجل ناترا ً ضحكاته وثرثراته السياسية ، لم يلتفت إلى كحبيبة!
صدق حدسي العظيم ، لم يكن يعنيها ، لم يمهد لها فهو قالها في الوقت الأشد نشوزا ً ، كان متجهما ً مثل فضاء كابي ، انكسر شئ بيننا من جهتي على الأقل ، قلتُ في نفسي ( حتى اخيليس أتعبته وجوه ضحايا رمحه التي طاردته في عَـرَصَات نومه، وهذا الرجل يتصرف بقلة تقدير للأمور )
هكذا أسميته ( قلة تقدير للأمور ).

*

كانت هذه حادثة ضراوته الأولى معي ، بعدها تتالى سوء التقدير من جهتي .
الطفل - جاك سبارو القرصان -رفيقي قفز من درجات السلم جواري الى الباحة متنمرا ً يجمع حولي صبيان الحي مغاليا ً في التبكيت،
قيدني الى ركيزة ، وراح يمارس علي ّ تنمره ، لطالما حولني الى دريئة لرمياته .
يجعل الجو كدراً ، يرشقني بعدائية ،ليس شريرا ً على الاطلاق . لكن المشهد كارثي خاضع لسوء التقدير .

قلت:
_ ما رأيك في صوتي
رد جاك سبارو :
_ بشع ..صوتي أجمل من صوتك.

سحجني الحنين لرجل ضيعه تنمر جاك سبارو الذي لسان حاله يقول : رؤية التعساء تثيرني وتسليني ..

بعد غارة تجسـسية قلت ُ:

_ لقد كنتَ رجلا ً آخرا ً .. قرأتُ ماكـتبتـه في مواقع متفرقة .. مالذي جعلك تقبل ماكنت ترفضه سياسياً .

بدا محشورا ً في ماضي لا يحبه قال دون أن يقنعني :
_ الماضي يظل ماضياً بملابساته .

_ لكنك متطرف ، متطرف النزعة الانفصالية ، والآن متطرف في تمجيدك للنظام .


أحببت الطفل الذي شاكسني والذي تحول الى جاك سبارو المزعج ، وأحببت الرجل الذي كانه في 2007 والذي تحول لمسخ وطني
هل أتيت ُ متأخرة ؟

صرخ في وجهي بضراوة:
_ من أنت ِ لتوزعي صكوك الوطنية .

أتملى صوته .. بأريحية ما .
في غوره رجل بائس ..
قال:
_ إني رجل بائس لدرجة أنك أجمل ما حدث لي .

لن أطلب جواباً لـ.. لم قلت أحبك و تركتني أنتظر في منتصف الطريق . لقد كنتُ أكثر بؤساً منه .
*
*
فاقد البصيرة ازاء رغبته في الامتلاك ، الخيمة الضاربه أطنابها في روحه تشعره أن المرأة المثقفة لها تكتكه تؤرق سلامه النفسي، سيعنفها سيعنفها لتعود صلصلاً بين يديه ، يجب أن تتبنى أفكاره أو لتتحمل فهمه الاعتسافي لآرائها ، يجب أن تغلق الأبواب وتقول له هيت لك ، يشعر بنفسه نملة ضئيلة غير قادرة على اجتياز مسافة طاولة النقاش التي بينه وبينها .

هو الوحدوي النسخة المنقحة لثورجي قديم في 2007 ،يتجشأ قناعاته الوطنية بصفاقة في وجه محدثه .

_ أنا رجل غريب أفضل أن أبكي معك على أن أشاركك فرحتك . الفرح كذبة هزيلة، الحياة الحقيقية هي الحزن
_ أنت ِ خليجية مدللة ، تهدرين يومك في النوم .. كيف تستخرجين هذه الآراء السياسية العظيمة ؟
_ سيكون حسابك عند الله عسيرا ً ، إن كل خبراتك من قراءاتك أي تجربة تملكين ؟
_ عندما تلفظين اسم وطن ، أشعر أنك غريبه.. لكنتك ..تفهميني ؟ .. هلا كففتي عن الحديث عن قضايانا ؟!
_ ستموتين وحيدة .

قرصني احساسه بالكراهية تجاهي ، إني المرأة المتعبة المجادلة التي لم تدوخها رباعيته ..أحبك ، و بقيتْ تطالبه بالوغول عميقاً،
من أنت ياالذي قلت َ لي أحبك وقفلتَ عائدا ً في منتصف المسافة بيننا ، يارجل المنتصفات لقد قبضت ُ عليك وأنت تنفض ثقل وطنك عن كتفيك
في منتصف الطريق كذلك ، حاد الوطنية إما خارج على النظام وإما خاضع له .
صار يكره آرائي السياسية ..ليبراليتي .. دمغتي الخليجية .. جدالي ..
هذه هويتي التي صعّد الاحتجاج على جزئياتها ، مالذي تبقى مني ليستمر في حبي اذن ؟


*
إنها طروادتنا العاطفية والخاصة جدا ً ، حيث هو زيوس وأنا أفروديت .
منحازة لحلمي انحياز أفروديت لطروادة ، بينما هو ازدواجي ، يزرعني في مهب التهاب كلماته الدنجوانية ،
وقد يزرعني في قلب الدريئة ... مصوبة !
حزننا الشفيف كان العروة المتهالكة والأخيرة ربما التي ربطت بيننا .
كثيرة هي المرات التي رشقني فيها بضراوته ، ملحمة عاطفية ، لرجل يهشني عن رحيقه إلى جحيمه ،

المقصلة التي نفذ بها عمليات اعدامي المتكررة عرفتها متأخرة :

_ تعرف؟ أحلام مستغانمي تقول أن المرأة لا تحب رجل اضحكها ، بل آخر أبكاها
_ لن أنسى ذلك ، أعدك
يالـــــغبائي ..

متى بدأت أخافه ؟
في اليوم الذي وجدت اسمه في صحيفة مرتبط بقضية اهدار مال عام ، أم في اليوم الذي بدا أقزم من الرجل الذي كانه في 2007 ؟ أم في اليوم الذي أبكتني ضراوته ؟

طروادتنا عاثت فينا أكثر من السنين العشر التي سحبت دماء المجد من طروادة . وأفدح من أغنية الشيطان : رؤوس الاخائيين والطرواديين تدحرجت لأجل امرأة واحدة .

لقد فاق (دي ساد ) في تحطيمي ، واعتدت بعد لقاءاتنا أن أعود برفاتي ، لا فرح لا برد أسفل المعدة فقط رفاتي .

كليشات الضراوة تسبكني في قالب لبؤة تخربش بأظفارها ثم تبكي آخر الليل ..

إنه رجل فارق الحضور جذاب لدرجة أني أتمنى من كل قلبي لو يموت وحيدا ً .



#ساره_عبدالرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الاشتراكي و المؤتمر.. شعرة الشمولية
- ق.ق.ج
- هائل وليد هائل
- سمكري الوحدة اليمنية
- الشعب يريد اسقاط علي
- ثورة التغيير صنعاء- عدن
- قريتي
- شتات الياسمين
- بُنات صوته !
- أريد اسما ًلي يا أبي
- شارب العم سعيد
- احتباس الظل


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساره عبدالرب - ق.ق اختلاطات