أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ساره عبدالرب - بين الاشتراكي و المؤتمر.. شعرة الشمولية














المزيد.....

بين الاشتراكي و المؤتمر.. شعرة الشمولية


ساره عبدالرب

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 17:03
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


بين الحزب الاشتراكي في الجنوب خاصتهم_ معاصروه_ ، والمؤتمر خاصتنا_ جيل الوحدة _ نقاط التقاء شمولية .
ففي 2002 أتذكر وجه والدي _ رحمه الله_ المتغضن بنقمة، وبحسرة من خاب ظنه في بلاد ٍ مافتئت تحول أبناءها إلى لصوص بالمعنى الحسي والمعنوي ، قال بحزن عظيم إنهم أسـندوا لعمي مهمة خسيسة تتلخـص في كتابة تقارير عن أهالي القرية.
لطالما سمعتهم يحكون عن بوليسية الحزب الاشتراكي التي لا ترحم في اليمن الديمقراطي، وعن الملاحقة والتربص بالحريات ، وأتساءل ماالذي يجعل جيلاً سبقني يعتقد أن حالنا اليوم أفضل ؟ أين الحرية؟
إنهم يتلصصون علينا في الدوائر الحكومية و المقاهي والبقالات ،في المنتديات والبالتوك والفيس بوك ، يرتدون أقنعة الصداقة وهم مجرد كاتبو تقارير ، أصبحنا نتوجس من جامع النفايات ، وبائع البقالة .
وإذا تجشأ أحدهم في وجهي كجنوبية : احمدوا ربكم زمان الحزب ولى ، أفكر ... تباً للحزب الذي لم أعاصره ،وتباً لطوق الحصار الذي يفرضه علينا جواسيس المؤتمر ، وأتحدى أي يمني أن ينكر تلقيه لرسالة تهديد الكترونية عبر منتدى أو ايميل أو على صفحته في الفيس بوك . العيون المبثوثة في تفاصيل يومياتنا المتلصصة حتى على غرف نومنا ، والحروف المعلقة على سطور كشفرة حديدة حادة لمقصلة . إنها مبالغة مقصودة في الاذلال، يحولونك من مغترب شاقي على رزق الجهال .. لثورجي ،نحن نتاج طبيعي لعمليات الاستفزاز المتواصلة من أمنهم السياسي الانترنتي .

قضى الاشتراكي على البرجوازيه وأخضع المجتمع لتجربة تلاشي الفروق الطبقية قسريا ً، صعوداً بالبروليتاريه وهبوطا ًبالبرجوازيه ،بينما استحدث المؤتمر برجوازيه جـديدة من المنتـفـعين ، لـتتـسع الفجوة بين طبقات المجتمع حتى اختفت الطبقة المتوسطة ، ففي اليمن إما أن تكون منتفعاً ً أو معدماً ً .

يعاب على الشيوعية في الجنوب أنها ألقت في روع مجتمع مسلم أفكاراً ً الحادية من تأليه للمادة والطبيعة ، وجُعل ماركس إماما ً ، وفداحة الأمر يشبه أن تـقـيم عـرسا ً في سـرادق عـزاء ، الذي حصل أن المجتمع قاومها بفطرة اسلامية ولم يلحد .
في ذات السياق لطخ حزب المؤتمر ذمم الناس بالرشاوي ونهب الأراضي وفساد السلك القضائي خاصة والمؤسساتي عامة .
كمفارقة مضحكة في الضمير اليمني أن يكون جارك أو صديقك ناهبَ أرض ٍ وستضطر أن تجامله وتقدمه إماما ً لصلاتك ، خلوتك الروحية أمام الخالق ، دعواتنا عاجزة عن اجـتياز مدارج السماء فالمال حرام والمأكل حرام ،والعضد المفتول جرى في وريده الحرام .
احذروا ،، فالحزب الاشتراكي فشل في تحويلنا إلى ملحدين في الوقت الذي نجح فيه المؤتمر في تحويلنا إلى لصوص !

نتج عن سياسات الحزب الاشتراكي في الجنوب تقسيمه لمعسكرين زمرة وطغمة وذاكرة ثأر لن تشفى ، فالمؤتمر قسم اليمن لثلاث معسكرات قابلة للانقسام ،بوصفه حزب الطغمة هناك معسكر الانفصاليين والحوثيين ، وإذا كان ضحايا الاشتراكي ما يربو على عشرة ألف قتيل في أقل من اسبوع فإن ضحايا المؤتمر مايربو على 16 ألف قتيل حوثي وأكثر من 500 قتيل انفصالي وضحايا القصف ضد القاعدة بالإضافة إلى آلاف المعطوبين نفسياً وجسديا ً ، وكما أنّي لن أنسى قريبي الذي فـقد في أحداث يناير ،أثناء توجهه إلى المطار للسفر إلى ألمانيا ، فإن الحوثي سيحتفظ بالشرخ الوطني في ذاكرته ، ذاكرة الطغمة والزمرة التي لا تشفى.


الروائي التشيكي ميلان كونديرا ، في توصيفه للتشويه الذي أنتهجه الحزب الشيوعي في بلده ، وقد كان مؤمنا ً تماما ً بالشيوعية التي كفر بها لاحقا ً .. ذكر في روايته (كائن لا تحتمل خفته ) أننا كنا مخدوعين بالشعارات الوطنية ، فالصور التي التقطها التشيكيون في ربيع براغ سنة 68 لدبابات المحتل الروسي ، أصبحت أدلة في ملفات الروس الجنائية ضدهم ،و حيث الصورة القاتمة للشيوعية تظهر في المشهد الكابوسي لتسريح الطبيب توماس من وظيفته بسبب مقال هزيل نشره عن ضرورة اعتراف الشيوعيين بأخطائهم ، مسقطا ً اسطورة أوديب الذي _دون أن يتعرف على والديه_ قتل أباه وتزوج والدته ، وحين اكتشف الحقيقة فقأ عينيه اعترافا ً منه بجسامة ذنبه.
أتقمص دور توماس وأرى أن من واجب الحزب الحاكم الاعتراف بأخطائه و يكف عن ادعاء الكمال المطلق ، أخطاؤه التي _لا شك_ ارتكبت بدون نية مسبقة بالحاق الأذى ، أخطاء من النوع الكيتش ، فـحزب المؤتمر المصاب بحمى الكيتش ( الرومانسية المفرطة) تصور أنه خلّـص الشمال من نير الامامة ،والجنوب من أغلال الاشتراكي . وبدون بصيرة هاهو يكرر أخطاءهما ، رمانا في التخلف الامامي ، ثم رقابة الحزب الاشتراكي ، وعلينا تماهيا ً مع حماه أن نصاب بالكيتش فنظل نبتسم مدعين أن الأمور جيدة والوطن بخير .
الذي لا يقرأ التاريخ سيضطر أن يعيشه مرة أخرى ، حان وقت اعتراف المؤتمر الشجاع بأنه حزب الحاكم لا الحزب الحاكم ، وشموليته جرت اليمن بشماله وجنوبه الى الهاوية ،لهذا خطؤه أعظم ، هل يجرؤ المؤتمر على رفع عينيه في عيوننا ليعتذر عوضا ً عن فـقـئهما ؟!




#ساره_عبدالرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ق.ق.ج
- هائل وليد هائل
- سمكري الوحدة اليمنية
- الشعب يريد اسقاط علي
- ثورة التغيير صنعاء- عدن
- قريتي
- شتات الياسمين
- بُنات صوته !
- أريد اسما ًلي يا أبي
- شارب العم سعيد
- احتباس الظل


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ساره عبدالرب - بين الاشتراكي و المؤتمر.. شعرة الشمولية