أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - مابين الاصلاح والتغيير سر خطير















المزيد.....

مابين الاصلاح والتغيير سر خطير


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 09:31
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تشهد سوريا منذ اغتصاب البعث للسلطة في بدايات ستينات القرن الماضي أشكالا وصورا سياسية شتى من عدم الرضى عن النظام الشمولي الحاكم تجلت في مواقف معارضة من جانب قوى وتيارات وطنية ووجهت بأقسى الاجراءات بمافي ذلك العنف والتصفيات الجسدية والأعمال العسكرية والاعتقال واصدار أقصى العقوبات من محكمة أمن الدولة العليا والمحاكم العسكرية والاستثنائية تزامنت مع تشديد الاجراءات العنصرية ضد الكرد والحركة الكردية التي رفعت راية المعارضة ضد الأنظمة المتعاقبة منذ أن ظهرت الى الوجود وليس بخاف على أحد أن الأنظمة الشمولية – العسكريتارية – الانقلابية التي تسلطت على مقدرات شعوب المنطقة منذ نحو ستة عقود وأفرزت طبقات وفئات مستغلة فاسدة جديدة أمعنت في قهر الشعب ومصادرة الحريات ونهب المال العام تحت عناوين ومسميات أحزاب وتجمعات قوموية متشددة أساسها الفعلي منطلقات تتعصب للمنطقة والمذهب والقبيلة وبشعارات مزايدة تمزج بين القومية والدين وعملت على بناء سلطة مستبدة حسب مقاسها واقامت المؤسسات العسكرية والأمنية وظائفا ومراتبا لمواجهة المواطنين في الداخل لادامة حكمها الجائر بمنطق القوة والاذعان مما أسفر عن وقف التطور السياسي الطبيعي في البلاد والقضاء على أية فرصة لظهور معارضة سياسية حية فاعلة لترشيد سير التطور الوطني الديموقراطي على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مما نتج عنها نظام بوليسي مافيوي ينشر الرعب والصراع الطائفي والقومي في الداخل ويثير المتاعب للجوارويصدر الفتن والارهاب للشعوب الشقيقة والصديقة .
دأب النظام المستبد الحاكم في عهدي الأسد الأب والابن على المضي بواسطة المنظومة الأمنية المتشعبة الواسعة في وأد أي تحرك معارض ولجم وتدجين العديد من القوى والأحزاب والجماعات السياسية بينها من انخرطت في جبهة النظام – الوطنية التقدمية – من شيوعيين وقوميين وناصريين منذ سبعينات القرن الماضي ( شذ عن الطوق مناضلون أشداء وكشفوا عن المهزلة مبكرا مثل الصديق الراحل الدكتور جمال الأتاسي ) وتحولت الى داعية ومنظرة للتسبيح بحمد الحاكم المستبد والبعض منها لم يحظ بشرف عضوية الجبهة بل ظل على مقربة من الخندق الموالي منتظرا دوره ونصيبه من المكارم والامتيازات وفي مقابل ذلك التردي والارتداد وفي الخندق الآخر المواجه لم تنعدم المحاولات الجادة رغم تواضعها بل ارتفعت الأصوات ونودي الى النضال من اجل التغيير وازالة الدكتاتورية وبالتالي لم تنطفىء جذوة الكفاح من أجل الغد السعيد والبديل الديموقراطي في يوم من الأيام ووفاء للتاريخ نقول بأن كلا من " رابطة العمل الشيوعي " و " المكتب السياسي للحزب الشيوعي " على الصعيد العربي و " حزب الاتحاد الشعبي " على الصعيد الكردي الذي كنت أتشرف برئاسته كانوا في مقدمة من واجه وصمد بكل شجاعة ومبدئية واقدام لأكثر من عقدين متواصلين وفي أصعب الظروف وأخطرها على الاطلاق حيث قدموا الشهداء والتضحيات الجسام وتعرض نشطاءهم وقادتهم للاعتقال والأحكام الجائرة والتشرد والملاحقة في الداخل والخارج .
لاشك أن قيادات الأحزاب والتنظيمات الكلاسيكية العربية والكردية التي عاصرت حكم البعث الشمولي المستبد وتواصلت مع نظامه عبر مؤسسات وقنوات مختلفة من بينها القنوات الأمنية واعتبرته وطنيا تقدميا أو شرعيا قد ألحقت أفدح الأضرار بالقضية الوطنية الديموقراطية للشعب السوري كما زادت في الطين بلة عندما اعتبرته زورا نظاما معاديا للامبريالية وممانعا وحاضنا للمقاومة وضامنا لاستقرار سوريا وعندما رفعت شعار اصلاح النظام وليس تغييره والفرق شاسع كما بين الأرض والسماء بين المقولتين وفي تلك الهوة السحيقة بينهما تضيع حقائق التاريخ ومعالم الواقع وآفاق المستقبل كما أنها أضرت بأحزابها بدرجة ثانية التي تعرضت جراء تلك المواقف الخاطئة الى موجة من الانقسامات والتكتلات غذت غالبيتها ورعتها الأجهزة الأمنية للحليف الحاكم واذا كانت المعطيات على الأرض تشير الى أفول نجم مختلف التنظيمات التقليدية الحاكمة منها وغيرها في جانبيه الموضوعي والذاتي أوالمنتمية الى جبهة النظام أو المسيرة من مخابراته أوالمنتظرة في الطابور كما أنها لم تعد فاعلة وأضحت متخلفة من حيث البرامج والمواقف السياسية فلا شك أن هناك فرصة أمام النادمين كأفراد لكل من يريد الانضمام الى صفوف الشعب والتفاعل مع عصر شباب الانتفاضة الوطنية الشعبية المندلعة في طول البلاد وعرضها بل اشعال الانتفاضات المصغرة ضد متزعمي التنظيمات البالية من الذين تلوثت أياديهم وتكلست أدمغتهم أو امتطوا مراكب النظام وعقدوا الصفقات على حساب القضيتين القومية والوطنية وتواطؤوا مع أجهزة النظام في السر والعلن .
بعد التطورات الحاصلة منذ مايقارب الشهر وبعد أن تورط النظام في قتل المواطنين بالعشرات وجرحهم بالآلاف واعتقالهم بالمئات بدرعا ودوما واللاذقية وبانياس ودمشق واقتراف الجرائم البشعة بحق السوريين والتشبث بكراسي السلطة وعدم الاستجابة لارادة غالبية المواطنين المطالبين برحيل الحاكم الوريث غير الشرعي ونظامه الفاسد فان كل من ينادي بعد كل ذلك من جماعات حزبية أو فئات أو أفراد باصلاح النظام وليس رحيله انما يصب في مصلحة بقاء الاستبداد واذا كان هناك نوع من الاستحسان لمن طوروا مواقفهم وتعاطفوا مع ارادة شباب الانتفاضة وابتعدوا مسافة عن النظام فهناك مازال السخط المشوب بالشفقة على من يمارسون التضليل واللعب بالألفاظ والمصطلحات خلال التصريحات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية بابداء نوع من التأييد للمظاهرات من دون الافصاح عن تأييد أهدافها وشعاراتها المنادية بالتغيير وفي الوقت ذاته التمسك باصلاح النظام أو المناداة بمؤتمر وطني برعاية رمز التسلط والاستبداد وفي خدمته وبهدف بقائه ومن المفارقات أن – البهلوانية – بلغت بالبعض الى استئذان الأجهزة الأمنية بركوب الموجة من أجل الاستيعاب ومحاولة التحكم بارادة الشباب أو السير أمتارا مع المتظاهرين وأخذ الصور – التذكارية - بهدف المزايدة الرخيصة المكشوفة التي لن تنطلي على أحد أو التفرد ومن وراء أظهر الشباب وخروجا على العمل الجماعي بتنظيم مسيرة هنا أو تجمع هناك تحت شعارات باهتة وأصوات ومظاهر تشذ عن القاعدة العامة للانتفاضة الوطنية في عموم سوريا الهادفة الى اجراء التغيير وازالة نظام الاستبداد وبذلك وفي ظاهرة لافتة يلتقي ( المتطرف والمهادن ) في خندق واحد بعيد عن الانتفاضة وقريب من مشروع السلطة في بقاء النظام والتحاور معه وكل ظني أن شباب الانتفاضة على دراية بكل المخاطر المحدقة بمسيرتهم التاريخية الظافرة من محاولات " الاستيعاب " و " حرف المسيرة " و " اثارة الفتن " و " التغلغل بين الصفوف " و " ركوب الموجة والتسلق " وأخيرا وليس آخرا مخطط النظام في استدراج الانتفاضة نحو العنف واستخدام السلاح كذريعة لاقتراف الجرائم بحق المواطنين ودفع عصاباته لاطلاق النار من فوق أسطح المنازل بالمدن من جانب القناصة المحترفين على العسكريين الذين يرفضون قتل أبناء شعبهم ومن ثم الادعاء بوجود مسلحين وغرباء بين صفوف الانتفاضة السلمية وذلك محاولة في تغيير طبيعة الانتفاضة السلمية أولا واظهارها بمظهر طائفي والتي تتجاوز بحقيقة الأمرالأديان والأقوام والمذاهب الى الفضاء الوطني الأوسع .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات صلاح بدرالدين في ندوة مؤسسة كاوا
- من يستدعي الخارج : الانتفاضة أم النظام السوري
- كرد سوريا بين - المواطنة - - والتجنيس -
- الاتحاد في اطارانتفاضة الشباب
- شبابنا حماة الديار
- بوركتم ياشباب - قامشلو -
- نداء صلاح بدرالدين الى الشعب الكردي السوري
- النظام يختارطريق المواجهة والانتفاض هو الرد
- شكرا - لدرعا - شكرا - للاذقية -
- ماذا يعني عودة الأسد الى قيادته الحزبية
- - تضامن أممي - من نوع جديد
- أيها الشباب لاتبالوا .. انها الحرب النفسية
- - نوروز - الانتفاض والوحدة الوطنية
- الانتفاضة السورية : - هةر بذي - كرد وعرب رمز النضال
- اليمين الكردي يبدأ معركة - العلمين - والشعب لها
- صلاح بدرالدين يزور المضربين ويتضامن مع مطالبهم
- ماذا لو كانت سوريا - ملكية دستورية -
- مؤسسة كاوا تحيي الذكرى السابعة لانتفاضة آذار
- في ذكرى - الهبة - التي لم تبلغ - الانتفاض -
- السوابق المذلة للتدخلات السورية الخارجية


المزيد.....




- إجلاء موظفي سفارة کيان الاحتلال في اليونان بسبب الاحتجاجات ا ...
- بعد «الربيع العربي»… صيف الاحترار الأقصى
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يدعو إلى تصعيد وتوحيد النضال لم ...
- «الديمقراطية» تحذر من خطورة قرار اجتياح كل القطاع وإحتلاله ع ...
- -أوديسة- كريستوفر نولان تُغضب البوليساريو بعد التصوير في الد ...
- تسقط حكومة قطع الأرزاق.. متضامنون مع هشام البنا
- تجويع غزة.. حين يتساوى الميسورون والفقراء
- قانون طرد المستأجرين: لا بديل عن التنظيم الشعبي للدفاع عن ال ...
- عمال “المتحدة” يحتجون على عدم صرف رواتبهم للشهر الثاني
- “أمن الدولة” تُخلى سبيل رئيسة تحرير موقع مدى مصر


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - مابين الاصلاح والتغيير سر خطير