أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - اليمين الكردي يبدأ معركة - العلمين - والشعب لها















المزيد.....

اليمين الكردي يبدأ معركة - العلمين - والشعب لها


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 09:07
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


معركة العلمين التي نتناولها لاتتعلق بالمعركة العسكرية الفاصلة التي شكلت تحولا في نتائج الحرب العالمية الثانية قبل نحو تسع وستين عاما في دحر المحور الفاشي في صحراء بلدة العلمين المصرية بل تتصل بمظهر جديد – قديم من تجليات الصراع الفكري السياسي الدائر في الحركة القومية الكردية منذ نحو نصف قرن بين نهجي : 1 - اليسار القومي الديموقراطي ببرنامجه الهادف الى حل القضية الكردية حسب مبدأ حق تقرير المصير وفي اطارسوريا الديموقراطية التعددية المتحدة عبر الحوار السلمي وضمن مسار الحركة الديموقراطية السورية المناضلة من أجل التغيير وتحقيق أسس الدولة الحديثة , 2 – اليمين بمشروعه – الأقلاوي – السائر خلف مخططات السلطة الشوفينية والباحث في كل زمان كما تثبت وقائع التاريخ عن مصالح ذاتية خاصة على حساب الثوابت وبالضد من مطامح وآمال الغالبية الساحقة من طبقات وفئات الشعب الكردي .
تابع المثقفون والشباب الناشطون وسائر الوطنيين في الوسط الكردي والبعض من المثقفين العرب السوريين دعوة مجهولة المصدر منذ نحو اسبوعين عبر تسريبات في مواقع الانترنيت والفيس بوك اتسمت بنوع من الغرابة مما أثارت الشكوك حول أهدافها تطالب برفع مليون علم سوري في العيد القومي الكردي نوروز وكنت من جملة الذين تعاملوا مع الدعوة بحسن نية مع التحفظ على مصدرها الغامض الذي لم يمنع شكوكي في منبعها اليميني الا أن انتقل الشك الى اليقين بعد بيان اليمين في الثالث عشر من الشهر الجاري باسم " مجلس تحالفه " وجاء فيه " ندعو المواطنين الكرد الى الخروج الى الطبيعة للاحتفال بعيد النوروز بشكل حضاري ولائق بقيم نوروز وذلك باشعال الشموع على شرفات المنازل والحفاظ على النظام العام والامتناع عن رفع الصور والأعلام غير الوطنية بل الاكتفاء برفع العلم الوطني السوري " وقبل الدخول في سرد الأهداف القريبة والبعيدة لهذا البيان أود الاشارة الى كونه بحسب عباراته أقرب الى التعليمات الأمنية منه الى بيان حزبي مليء بالتناقضات من جهة يدعو الى الخروج الى الطبيعة ثم يطلب انارة الشموع على شرفات المنازل كما يأمر المواطنين الكرد وليس أبناء وبنات الشعب الكردي الاحتفال بشكل حضاري وكأن ماحصل من اعتداءات وقتل في احتفالات نوروز السابقة سببها الكرد المسالمون وليس أجهزة السلطة الشوفينية كما يوجه المواطنين الكرد بلهجة مشوبة بالتهديد المبطن الى الحفاظ على النظام العام أي القيام بدور الشرطة والأمن وكذلك الامتناع – وهنا بيت القصيد – عن رفع الأعلام غير الوطنية والاكتفاء بالعلم الوطني السوري .
الى جانب مايعبر عنه البيان من موقف سياسي ومن انحياز واضح الى أجندة السلطة الشوفينية المستبدة فان افتتاح معركة " العلمين " من جانب اليمين الكردي ( من المفترض أن لاتكون معركة كردية – كردية ) ينم عن نية مبيتة لاثارة فتنة ثانية بعد فتنة الثاني عشر من آذار قبل سبعة أعوام ليس بمحاولة ضرب العرب بالكرد فحسب بل باضافة بند ضرب الكرد بالكرد أيضا والخطة هي حصيلة ماتفتقت به عبقرية القصر الجمهوري وأجهزته الأمنية ومسؤول الملف الكردي بالتركيز على الحساسيات القومية واصطناع المعارك بهدف ارباك الساحة الكردية وفصل الدور الوطني الكردي عن حركة التجديد والتغيير التي تشمل كل شباب سوريا من عرب وغيرهم وفي كافة المناطق .
الغريب أن الدعوة انطلقت في توقيت مبكر عشية التحضير لاستقبال الذكرى السابعة للهبة الكردية الدفاعية السلمية واحتمال حصول مواجهات بين الجماهير الشعبية من جهة وأجهزة وقوى السلطة من الجهة الأخرى وترقب الكثيرين من أطياف المعارضة لحدوث تطورات في أيام استذكار الشهداء الذين ضحوا وسقطوا بأسلحة السلطة الشوفينية في القامشلي وحلب وكوباني وعفرين ونشوب احتجاجات سلمية غاضبة في مشهد اقليمي تتسارع فيه الأحداث وتتوالى انتفاضات التغيير كما لم تكن الدعوة عشية نوروز أو في أيام الاحتفاء به وهذا ما يثير الشكوك لدى بعض المراقبين وخاصة من الشباب السوري من الكرد والعرب حول ما اذا كان الهدف من تلك – الزوبعة – شل الساحة الكردية وتأزيمها خاصة والشارع السوري عموما باثارة جدل عقيم مصطنع لاستحضار الاستنفارات الأمنية خاصة اذا تجاوز الحدود بتقسيم الكرد الى وطنيين ولاوطنيين وهذا تطور خطير يتجاوز واقع الصراع الفكري والسياسي القائم والمستمر في الحركة الكردية منذ قيامها الى درجة تأليب السلطة على ناشطي ومناضلي شعبنا والنيل من الاجماع الكردي العام على ضرورة التخلص من نظام الاستبداد باتجاه التناغم مع خطط السلطة و " تكريد " صراع جديد مختلق حول الثوابت لخلخلة الصف القومي الكردي وزعزعة دوره الوطني الى جانب المعارضة الديموقراطية العربية لاحداث التغيير وقد كان معبرا وذو دلالة عندما نشر أحد المواقع الكردية وكذلك موقع – كلنا شركاء – القريب من الأوساط الأمنية الحاكمة – عريضة – تحت توقيع( نحن ) تدعو الى رفع مليون علم سوري مذيلة بأسماء بينهم من كان يمثل منظمات " مجموع الأحزاب الكردية " التي وقعت على انهاء الهبة الكردية قبل سبعة أعوام أمام جنرالات مخابرات النظام وذلك بمنزل رئيس الحزب اليميني بالقامشلي فهل فعلا تعيد تلك اللحظة من التاريخ نفسها ؟
عندما يريد الشعب السوري تغيير نظامه فانه يعني تبديل رموزه : الرئيس – الدستور – النظام السياسي – الحكومة – مجلس الشعب – أجهزة الأمن – العلم – النشيد – شعار الدولة حيث كل شيء رهن التغيير وحسب ارادة الشعب السوري والذين يطالبون برفع العلم السوري أحرى بهم طلب رفع صورة الرئيس أو صور رؤساء الأجهزة أو أو أو فكل الرموز والبنى والهياكل قيد التغيير السلمي وبحسب دعاة رفع العلم الراهن كشرط للوطنية فان السعي لتغيير النظام وملحقاته أيضا خروج على الانتماء الوطني .
نوروز عيد قومي كردي أي مناسبة لجزء من الشعب السوري له هويته وخصوصيته وطقوسه وارتبط منذ أكثر من قرن بألوان الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض الى درجة لايمكن الشعور بنوروز من دون شعاره الملون الزاهي وهو جزء عضوي مكمل للمناسبة فلماذا زج علم أو شعار آخر وبصورة كاريكاتورية في طقوس نوروز ؟ هل من أجل تسويقه ؟ هل من أجل الانتقاص من جوهره القومي الكردي ؟ هل من اجل التعتيم على معانيه الثورية في تغيير نظام – أزدهاك – الظالم المستبد ؟ هل من أجل الايحاء بأن المناسبة فقط فولكلورية لاعلاقة لها بالسياسة وبمظاهر الاعتراض على النظام ؟ المطلوب هو اعتراف رسمي بنوروز واحترام معانيه والمطلوب – بأملية - على الصعيد الشعبي العربي مشاركة بالعيد كشكل من التضامن وعربون للصداقة والعيش المشترك .
يبدو أن التاريخ السياسي الكردي يستحضر مشاهده القديمة من جديد فالاختلاف الأول الذي ظهر في صفوف قيادة أول حزب كردي في السجن وأمام المحاكم كان حول التساؤل التالي : من نحن وماذا نريد ؟ واقتصرت قضايا الخلاف لدى أول انفجار في الحركة القومية الكردية على التساؤل التالي : هل نحن شعب كامل الأوصاف نستحق حق تقرير المصير أم أقلية مهاجرة لاتطمح الى أكثر من حق المواطنة ؟ والآن نفس التيار يحاول الطعن بوطنية من يتمسكون بهويتهم وتاريخهم وحقوقهم وهم الغالبية الساحقة من بنات وأبناء الشعب الكردي .
ماهو تعريف الوطنية في ظل الاستبداد ؟ وماهي الحدود الفاصلة بين الوطنية واللاوطنية ؟ وهل النضال القومي الكردي من أجل الديموقراطية والمساواة والتغيير والحقوق الخاصة في اطار العام ضربا من اللاوطنية أو نزعة شريرة لن تصلح الا بالموالاة للسلطة أو الاذعان لشروطها او الرضوخ لمشيئتها أو الاستظلال بعلمها وشعاراتها ورموزها ؟
لماذا الاختباء وراء العلم السوري الاشكالي المختلف عليه بين الأوساط الديموقراطية العربية والكردية ؟ لماذا هذه الفورة الديماغوجية الباطلة ؟ لماذا هذا التقسيم العشوائي القسري للمجتمع الكردي بين وطني ولاوطني ؟ لماذا الاصرار على فصل القومي من الوطني والخاص الكردي من العام الوطني ولمصلحة من ؟ هل طمعا في مصالح ذاتية حزباوية شخصية ؟ هل بحثا عن موقع في خندق الاستبداد ؟ أم امعانا في ركوب الرأس وعدم الاعتراف بالفشل تلو الفشل منذ عقود وحتى الآن ؟
الرد الأمثل على اليمين القديم والجديد هو بأن يتحول كل انسان كردي من الملايين الثلاثة في أيام نوروز الى علم مزركش بالأحمر والأصفر والأبيض والأخضر بأن تضع المرأة كوفيتها بلون الشعار القومي وتضع الصبايا الزينة واللباس الكردي بنفس الألوان ويضع الرجل والشاب والطفل مايشاؤون بالألوان ذاته ولتتحول حتى خيم وسرادق الاحتفالات الى ألوان نوروز الزاهية وكذلك المأكل وحتى الحلويات هذا هو الرد السلمي الحضاري .
أيها النوروزييون الأباة جسدوا هويتكم القومية الانسانية الصادقة في يومكم الجديد وغنوا لشعبكم للعرب قبل الكرد نشيد نوروز واتلوا ملحمة كاوا الحداد وحييوا سجناءكم ومناضليكم المضربين عن الطعام في سجن عدرا وفي مقدمتهم أنور البني ومصطفى جمعة وعلي العبدالله ومشعل التمو ومدوا أياديكم لأصدقائكم وشركائكم العرب السوريين وعاهدوهم على التلاحم والنضال المشترك في سبيل ازالة الاستبداد وقولوا للذين يغطون عوراتهم بالعلم السوري : ان الولاء للوطن لايعني موالاة النظام ولن يصبح علم البعث عنوانا للوطنية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح بدرالدين يزور المضربين ويتضامن مع مطالبهم
- ماذا لو كانت سوريا - ملكية دستورية -
- مؤسسة كاوا تحيي الذكرى السابعة لانتفاضة آذار
- في ذكرى - الهبة - التي لم تبلغ - الانتفاض -
- السوابق المذلة للتدخلات السورية الخارجية
- الكرد في المسألة الوطنية
- التغيير في سوريا مفتاح لحل أزمة المشرق ( 10 )
- التغيير في سوريا مفتاح لحل أزمة المشرق ( 9 )
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 8 )
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 7 )
- ملاحظات حول مشروع - الدستور السوري الجديد -
- - مبادرة وطنية - - نحو مناقشة مشروع دستورأنور البني
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 6 )
- أحداث الشرق الأوسط في مؤسسة كاوا
- التغيير في سوريا مفتاح لحل أزمة المشرق ( 5 )
- انتفاضة الشعوب نحو التغييرفي ندوة لمؤسسة كاوا
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 4 )
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 3 )
- - المسيحيون العراقيون بين الحاضر والمستقبل -في ندوة لمؤسسة ك ...
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق - 2 -


المزيد.....




- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024
- بيرني ساندرز يقف في مواجهة ترامب ويحذر: -غزة قد تكون فيتنام ...
- الشرطة الهولندية تداهم مخيم متظاهرين طلبة مؤيدين لفلسطين وتع ...
- طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ ...
- تايمز: مجموعة ضغط إسلامية تحدد 18 شرطا للتصويت لحزب العمال ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - اليمين الكردي يبدأ معركة - العلمين - والشعب لها