أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - الكرد في المسألة الوطنية















المزيد.....

الكرد في المسألة الوطنية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 09:55
المحور: القضية الكردية
    



الكرد في المسألة الوطنية
لايجوز فصل الجدل الدائر الآن في الساحة الثقافية الكردية بين مؤيد ومعارض بشأن الدعوة الى " رفع مليون علم سوري في أيام العيد القومي الكردي نوروز المصادف في اليوم الحادي والعشرين من آذار الجاري " عن القضية المركزية العامة المزمنة منذ قيام الدولة السورية على اساس تجاهل الآخر الكردي قوما وحقوقا ليس في التاريخ الوطني والجغرافيا وحتى في الفن والموسيقى والفولكلور الشعبي فحسب بل في الدستور وجميع تجليات وجه سوريا أمام الخارج في المؤسسات الاعلامية والسياحية والدبلوماسية أيضا بعبارة أخرى يفترض أن هذا الجدل نابع من وقائع تاريخ طويل شهد مواجهات وتعارضات ونقاشات جوهرية بين القوى السياسية السورية من العرب والكرد خصوصا يسارها ويمينها منذ فجر الاستقلال حول تعريف سوريا الوطن أقواميا ومكوناتيا واجتماعيا وثقافيا ويرتبط بموضوعة العلاقة العضوية بين القومي الكردي والوطني السوري وما يحلو للبعض بادراجهاحسب التسمية الكلاسيكية الملتبسة بالتداخل بين الخاص الكردي والعام السوري بميل واضح نحو التضحية بالخاص في سبيل العام التي ثبت فشلها وسقوطها كنهج فكري سياسي في البلدان الاشتراكية سابقا وفي معظم بلدان العالم المتعددة القوميات خاصة بعد توقف الحرب الباردة ويقظة الهويات واعادة الاعتبار لمبدأ حق تقرير المصير كما سقطت في الساحة الوطنية السورية قبل كل شيء على الصعيد الرسمي في ادارة نظام الاستبداد للأزمة الكردية بالعقلية الأمنية الشوفينية الاقصائية والنهج العنصري القسري عبر مخططات التعريب وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطق الكرد وكذلك على صعيد الأحزاب العربية السورية التقليدية التي عجزت طوال أكثر من ستة عقود حتى عن تقديم برنامج وطني مستقل لحل القضية الكردية القومية بل لم تنجح على الاطلاق باالتمايز في سياستها الكردية عن موقف النظام ماضية بهذا الشأن تحت عباءة السلطة الشوفينية ولو بلغة ومفردات مغايرة وألفاظ مجاملة .
أما في الساحة السياسية – الثقافية الكردية الخاصة فلهذا الجدل المثار الآن صلة وثيقة بالصراع الفكري في الحركة القومية وتحديدا بين نهجي اليسار القومي من جهة واليمين القومي من الجهة الأخرى الذي ظهرت ملامحه منذ قيام " الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا " في أواسط خمسينات القرن الماضي وانكشفت تفاصيله وبنوده في موضوعات الخلاف المتفجر بعد كونفرانس الخامس من آب عام 1965 وأهم استخلاصاتها النظرية كان في تحديد " وجهي الكفاح الكردي القومي والوطني ومحاولة التوازن الدقيق بين الجانبين " وأن " المضمون القومي للحركة الكردية لايتعارض مع انتمائها الوطني " وأن " الهوية القومية الكردية السورية متفرعة عن مصدرين واحد قديم يستند الى عوامل اللغة والتاريخ والجغرافيا وآخر حديث يبدأ مع الاستقلال ويتشابك مع مفهوم المواطنة والاتحاد والمصير الواحد والتفاعل الايجابي والعيش المشترك في اطار عقد دستوري – اجتماعي توافقي منشود لم يحسم بعد " وأن " الهوية الكردية الخاصة وأبعادها وتشعباتها وامتداداتها في أجزاء كردستان المجاورة مصدر قوة وغنى للهوية الوطنية العامة والعكس صحيح أيضا " .
الدعوة المليونية لرفع العلم هذه وبغض النظر عن مطلقيها فردا كان أم جماعة كردا كانوا أم عربا ظهرت في غاية الالتباس والغموض لأنها لم تقترن بشرح واف للمرمى والمبتغى وللعبرة من التوقيت المحدد بالعيد القومي الكردي نوروز مما تجعلنا أمام ضرورة تشخيص جملة احتمالات واثارة بعض تساؤلات قابلة للبحث والنقاش :
1 – اذا كان المقصود برفع العلم السوري في مناسبة قومية كردية صرفة هو اضفاء طابع – الوطنية – على المناسبة نقول أن نوروز كرمز للحرية والسلام بغنى عن لبوس مستعارة خاصة اذا كانت تشكل رمزا لنظام حزبي بعثي شمولي مستبد لايعترف بهذا العيد القومي بل يناصبه العداء وقتل العشرات من المحتفين به في الأعوام الماضية ولم يعتذر لذوي الشهداء وللشعب الكردي حتى اللحظة أما اذا كان الهدف هو حماية – النوروزيين – من قطعان الأمن والمخابرات وقوات مكافحة الشغب فلا نعتقد أن نظاما قمعيا جائرا لايحترم ارادة وطموحات الشعب السوري وينتهك الحريات وحقوق الانسان ولايفي بعهوده ووعوده يمكن أن يحترم علمه .
2 – هناك اشكالية وطنية حقيقية حيث غالبية السوريين تعتبر النظام الحاكم استبداديا ظالما يجب تغييره وتفكيك كل بناه ومؤسساته ورموزه ومسمياته من الفئة الحاكمة وحزبها القائد للدولة والمجتمع والدستور ونظام الحكم وأجهزة وادوات القمع والنشيد الوطني وشعار الدولة وعلمها ( وهو مانلمسه في مشاريع وأدبيات السوريين من مختلف التيارات الهادفة الى التغيير وفي مشروع دستور سوريا الجديد للأستاذ المناضل المعتقل أنور البني كمثال ) لذلك وازاء هذا الوضع قد لاتستسيغ الجماهير الشعبية من كل القوميات والمكونات رموز وتعبيرات النظام الحاكم خاصة وأن السوريين يعيشون حالة الترقب الحذر في هذه الأيام التاريخية التي تتصاعد فيها الانتفاضات الشعبية من كل حدب وصوب .
3 – من الواضح أن الشعب الكردي والسورييون جميعا لم يصلوا بعد الى مرحلة العصيان المدني ومواجهة النظام بالانتفاض حتى يعلنوا الفكاك النهائي عن أية علاقة مع رموزه وتجلياته والى حين بلوغها تبقى مسألة الالتزام بتلك الرموز بمافي ذلك مسألة رفع العلم السوري في عيد نوروز قضية شخصية بحتة خاضعة لارادة الانسان وحريته الفردية بدون املاءات أو دعوات من احد .
4 – كان الأجدر بمطلقي الدعوة هذه لو شاؤوا الظهور بحسن النية ونوع من الصدقية وبعض من التوازن وكأضعف الايمان أن يقرنوا دعوتهم الأحادية اليتيمة بالتمسك بمبدأ التقليد الكردي الشعبي الثابت المتواصل في ابراز شعارهم القومي في مثل أعياد نوروز المتمثل بالألوان : الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض ان كانت على قطعة قماش أو على رأس فتاة أو ثوب امرأة أو كوفية رجل ونقول هنا بكل وضوح أن ملايين الكرد في كل أماكن تواجدهم ارتضوا بهذه الألوان علما مستقبليا في حلمهم التاريخي الأزلي والتعامل معها كشعار واقعي الآن وليس كعلم لوجودهم الراهن وهويتهم القومية لأن العلم فقط للدولة المستقلة أما الشعار فيصلح للفرد كما الجماعة كما للأشياء وهناك في أوروبا لكل مدينة شعار وحتى النوادي الرياضية لها شعارات أو لايستحق شعب بكامله شعارا يرتضيه ؟.
5 – الوطنييون الكرد وبنفس درجة احتفائهم بعيدهم القومي يحيون بحسب الطقوس العامة الدارجة على مستوى البلاد عيدهم الوطني في السابع عشر من نيسان كل عام احتفاء بيوم الاستقلال الذي ساهم في تحقيقه الكرد بدمائهم وتضحياتهم وعبر ثوراتهم وانتفاضاتهم في الجزيرة وجبل الأكراد والزاوية والغوطة وميسلون بالرغم من أن ذلك الاستقلال لم يجلب للكرد في ظل الأنظمة الاستبدادية الشوفينية سوى المهالك والمآسي والتجاهل والتعريب والاقتلاع من الأرض والحرمان من الحقوق والحريات بمافيها حق المواطنة وهنا أدعو مخلصا وبكل مسؤولية وطنية وفي هذه اللحظات الدقيقة الى مشاركة عربية سياسية وشعبية في نوروز هذا العام كل من موقعه وساحته وذلك كموقف رمزي يناهض السياسة الرسمية العنصرية ويتضامن مع الشريك الكردي ويؤسس لقاعدة جديدة للانطلاق منها موحدين متكاتفين لمواجهة الاستبداد والانتفاض السلمي من أجل التغيير الديموقراطي .
لقد حسم الوطنييون الكرد خيارهم منذ أمد بعيد وربطوا مصيرهم النهائي بحركة المعارضة الديموقراطية السورية الحقيقية وهم جزء عضوي فاعل في عملية التغيير المنشودة من أجل ازالة الاستبداد واعادة بناء سوريا تعددية جديدة على قاعدة الشراكة الوطنية العادلة والمشاركة في تقرير مصير البلاد وأهداف ومطالب الحركة القومية الديموقراطية الكردية الخاصة بالهوية والحقوق والضمانات الدستورية تتكامل وتتوافق مع مبادىء الحرية والعدل والمساواة التي تنادي بها حركات العرب السوريين التواقين الى التغيير الديموقراطي ولاتتعارض معها جملة وتفصيلا وفي هذه المرحلة بالذات علينا جميعا الوضوح والتمسك بالثوابت وتعميقها أكثر من أية مرحلة ماضية بل على الجميع وضع التردد جانبا في هذه الأيام التاريخية للغضب والانتفاض وتجاوز المواقف الانهزامية البائسة التي زرعها اليمين الكردي في بعض النفوس في غفلة من الزمن وفي ظروف استثنائية لن تتكرر ولن يقبل الشباب العودة الى الوراء أبدا .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير في سوريا مفتاح لحل أزمة المشرق ( 10 )
- التغيير في سوريا مفتاح لحل أزمة المشرق ( 9 )
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 8 )
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 7 )
- ملاحظات حول مشروع - الدستور السوري الجديد -
- - مبادرة وطنية - - نحو مناقشة مشروع دستورأنور البني
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 6 )
- أحداث الشرق الأوسط في مؤسسة كاوا
- التغيير في سوريا مفتاح لحل أزمة المشرق ( 5 )
- انتفاضة الشعوب نحو التغييرفي ندوة لمؤسسة كاوا
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 4 )
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 3 )
- - المسيحيون العراقيون بين الحاضر والمستقبل -في ندوة لمؤسسة ك ...
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق - 2 -
- التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق
- الديموقراطية المغدورة في لبنان
- مؤسسة كاوا تشارك في الحوار بين المثقفين ورجال الدين
- تفكيك البنى الكولونيالية - والآخر القومي -
- من السابق التونسي الى اللاحق السوري
- - مابعد الاستفتاء السوداني حق تقرير المصير الى أين ؟ -


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - الكرد في المسألة الوطنية