أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - الديموقراطية المغدورة في لبنان















المزيد.....

الديموقراطية المغدورة في لبنان


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد خافيا مدى طغيان العامل الخارجي ودوره الرئيسي في تقرير المصير اللبناني ليس في تحديد طبيعة نظامه السياسي وتشكيل حكوماته ورسم سياساته فحسب بل في وضع وتائراصطفافه الطائفي وموازين قواه والتأثير في أدق تفاصيل حياة شعب هذا البلد السياسية والاقتصادية والأمنية كما باتت ملامح هذه الخصوصية اللبنانية واضحة منذ أيام – حلف بغداد – وترسخت خلال التدخل العسكري السوري أواسط السبعينات الماضية وانتشار قوات الردع بمظلة النظام العربي الرسمي شكلا وتحكم سوريا فعلا والعدوان الاسرائيلي والاجتياح العسكري وصولا الى احتلال العاصمة بيروت فيما بعد مرورا بالتجسيد السياسي لارتهان ارادة هذا البلد المستقل من اتفاقية القاهرة الى الاتفاق الثلاثي مرورا باتفاقية الطائف واتفاقيتي الدوحة الأولى والثانية وذلك من جهة أولوية الخارجي وسيادته على الداخلي في حين أن القاعدة العامة تثبت أن العوامل الداخلية من تاريخية واجتماعية وسياسية وشعبية وثقافية تشكل عامل الحسم في مصير الشعوب والبلدان ولكنها توحي أيضا بأن لكل قاعدة استثناءات كما الحالة اللبنانية وفي ساحات أخرى عززتها العولمة والتحولات الدولية في مجالات اعادة تعريف السيادة وسوابق التدخل الانساني والحروب - العادلة - .
بمرور الزمن ازدادت أعداد الجهات الاقليمية والدولية المعنية مباشرة بالوضع اللبناني وغاصت في مستنقعه الى درجة أن لبنان ليس حاضرا في أجندتها الخارجية فحسب بل أصبح بندا في سياساتها الداخلية ومن جملة تلك الأطراف : سوريا – ايران – اسرائيل - السعودية – مصر - قطر – الأردن – تركيا – الولايات المتحدة الأمريكية – فرنسا – هذا من حيث التدخل أو التعامل المباشر وهذا يعني وكما توحي هوية الأطراف أن الدائرة توسعت لتشمل ( قارات ثلاث والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي وحلف الناتو ) .
هناك عدة أسباب ألهبت الصراع حول تشكيلة الحكومة اللبنانية الجديدة التي ينطبق عليها صفة الحكومة الاستباقية ودفعت ببعض الأطراف الخارجية والمعارضة بزعامة حزب الله الى استخدام كل مالديها من وسائل بما فيها قوة الاذعان لحسم المعركة – المصيرية – ومن تلك الأسباب الاستباقية :
أولا – استباق ما يصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي اقتربت من اعلان القرار الظني الذي تردد أنه يحمل اتهامات موثقة حول ضلوع أعضاء من حزب الله ومسؤولين سوريين وايرانيين تخطيطا وتنفيذا في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وبدلا من الرضوخ للقضاء وتحقيق العدالة قامت الأطراف الثلاثة بتدبير ما يشبه الانقلاب للاتيان بحكومة مستعدة لفك الارتباط اللبناني مع المحكمة وبالتالي استباق القرار الاتهامي وحكم المحكمة وقد قيل أن حزب الله وضع السيد وليد جنبلاط تحت سيف التهديد بالتصفية الجسدية اذا لم يحسم أمره في التصويت لمرشح المعارضة وفك علاقته مع رئيس الحكومة السابقة وحلفائه في قوى الرابع عشر من آذار .
ثانيا - استباق نتائج وافرازات – الحدث التونسي – وما يعتقد عن امكانية انتقال عدوى انتفاضة الشعب التونسي السلمية الى دول عربية أخرى تتشابه في أوضاعها مع الحالة التونسية من حيث شمولية النظام وسلطة الحزب الواحد واستبداد وتحكم الأجهزة الأمنية وكبت الحريات ونهب المال العام واستغلال فئات مقربة من الحاكم أموال وأملاك الدولة والشعب وهنا تتساوى حالات الذعر والحذر والترقب بشأن التجربة التونسية بين حكام وولاة أنظمة رسمية ومرشدي وزعامات الطائفية السياسية والمجموعات الحزبية الشبه فاشية المبتلين أصلا بكابوس المحكمة الدولية .
جاءت الحكومة الاستباقية في لحظة لبنانية لا ارادة حرة فيها للشعب يرضخ فيها العدل والمنطق لقوة سلاح حزب الله الذي تحول منذ اليوم الأول وتحت اسم المقاومة الى وسيلة ابتزازية تخويفية للداخل وفي خدمة الطائفية السياسية والأجندة الخارجية السورية الايرانية والجديد الذي طرأ على المعادلة السابقة في التحالفات والاصطفافات المعروفة والأهداف منذ عقدين يظهر في حدوث خلل سريع وعميق في العامل الخارجي الذي كما ذكرنا يتسم بالحسم على صعيد القضية اللبنانية وكذلك في بداية تبدل في المواقف من النظام السياسي المنشود من جانب المعارضة والحديث عن ذلك يستحضر السببين الاستباقيين : المحكمة والسابقة التونسية .
المحكمة الدولية واذا ما حققت العدالة ضد المتهمين بجرائم القتل السياسي أو ابادة الجنس أو الحرب ضد الانسانية ستشكل سابقة قد لاتسعد بعض الأطراف المعنية بالشأن اللبناني وكانت وسيطة وانكفأت ومنها تركيا التي مازالت تصارع للخلاص من وزر المجازر الأرمنية الماضية والكردية المستمرة ومن الملفت مالوحظ من انحناءة تركية أمام المطلب الايراني في لقاء– استانبول - الأخيروكلنا لاحظنا اللامبالاة والبرود العربي والاسلامي الرسمي من المحكمة الجنائية الدولية بشأن الرئيس السوداني عمر البشير مع أنه اقترف الكثير بحق شعوب دارفور والجنوب .
السابقة التونسية واذا ما تعممت وانتشرت فقد تزيح حكاما فاسدين كثيرين في العديد من الدول المعنية بلبنان وليس هناك من أدنى شك على حقيقة أن انتصار قوى الرابع عشر من آذار في معركتها الراهنة كانت ستتموضع رديفا مكملا لانتصار الانتفاضة التونسية بل كانت ستشكل أولى ثمارها فهل للانطواء السعودي و – فك اليد – عن الشأن اللبناني مبادرة ووساطة وودعما علاقة بتلك الحقيقة التي أميط اللثام عنها منذ واقعة شهيد انتفاضة تونس الأول البوعزيزي .
الحكومة الاستباقية اللبنانية لم تكن وليدة التقاليد الديموقراطية كما يزعم حزب الله التابع لنظام ولاية الفقيه التيوقراطية أو أحد منجزات مبدأ تداول السلطة سلميا كما يدعي رئيس الحكومة المكلف فدولة لبنان تقوم على توافقية الطوائف الممثلة بأكثر الكتل النيابية وتيار المستقبل بزعامة الحريري الكتلة المسلمة السنية الأكثر عددا على الصعيد البرلماني والأوسع نفوذا وينال دعم قوى الرابع عشر من آذار المكونة من مختلف الطوائف والتيارات الوطنية والديموقراطية الساعية الى تعزيز دور الدولة والنظام الديموقراطي بل تؤشر الى سعي مدروس محموم لتغيير طبيعة النظام السياسي في لبنان ليلتحق نهائيا ورسميا بالمحور الايراني – السوري الذي مازال بحاجة ماسة الى الساحة اللبنانية لمواصلة استخدامها في صراعاته الاقليمية والدولية ولايمكن بأي حال فصل التطورات اللبنانية عن الحملة التلفيقية الشعواء من جانب قناة – الجزيرة – على السلطة الوطنية الفلسطينية .
بقي أن نتوجه الى قوى الرابع عشر من آذار ولو من باب التذكير بالقول ألم يحن الوقت لاعادة النظر في تحالفاتها الاقليمية ؟ أوليس كل ماتعرضت لها من انتكاسات سببها النظام العربي الرسمي ؟ ألم يحن الوقت لبحث امكانية العمل من أجل اصطفاف سياسي من سائر القوى الديموقراطية الحية المعارضة للاستبداد الباحثة عن التغيير في مختلف البلدان العربية أوليس المثال التونسي تعبير عن بدء مرحلة جديدة في حياة شعوبنا ؟



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسة كاوا تشارك في الحوار بين المثقفين ورجال الدين
- تفكيك البنى الكولونيالية - والآخر القومي -
- من السابق التونسي الى اللاحق السوري
- - مابعد الاستفتاء السوداني حق تقرير المصير الى أين ؟ -
- محنة الدولة الشمولية أمام انبعاث - الآخر -
- ولكن لماذا صلاح الدين ؟
- أنظمة - الفشل الوطني - مابعد الاستقلال
- في بدعة - البحور الخمسة -
- - حق تقرير المصير - كرديا
- - أزمة كركوك وآفاق الحل - في مؤسسة كاوا
- الاخاء العربي - الكردي على الطريقة - البصرية -
- أبعاد ودلالات انفراج الأزمة العراقية
- ألا يستحق الكرد - طائفا - عربيا
- قراءة أولية في دعوة العراقيين الى الرياض
- عندما يصدر الأسد أزمته الى العراق
- ثلاثية الوطن والقوم والاقليم -مؤسسة كاوا
- صلاح بدرالدين يعزي برحيل اسماعيل عمر
- سوريا وتركيا في مواجهة استباقية ضد الكرد
- حوار مع السياسي الكردي صلاح بدر الدين
- تقرير مصير الشعوب شرط لبناء الدولة الحديثة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - الديموقراطية المغدورة في لبنان