أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - - حق تقرير المصير - كرديا















المزيد.....

- حق تقرير المصير - كرديا


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3216 - 2010 / 12 / 15 - 11:44
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



لايختلف الشعب الكردي عن الشعوب الأخرى المتعايش معها من عرب وترك وفرس في درجة التعلق بالحرية وحب الحياة والعيش بكرامة ولم يألو جهدا في مختلف مراحل التاريخ في سبيل العيش بسلام وممارسة حقوقه الطبيعية والتمتع بخيرات موطنه الأصلي التاريخي كردستان والتفاعل الحضاري مع المحيط الجغرافي والانساني على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة المتوازنة وكان دائما وأبدا منبع العطاء مدافعا عن النفس وليس مهاجما منتصرا للمظلوم ورادا لكيد المعتدين ليس في تخوم موطنه فحسب بل في أرجاء المنطقة الممتدة من كردستان التاريخية وحتى سوريا وفلسطين ومصر والسودان واليمن وشمال افريقيا واذا لم يحالفه الحظ ولم تسعفه موازين القوى السياسية المحلية والاقليمية والدولية في العصر الكولونيالي مابعد انهيار الامبراطورية العثمانية في تحقيق هويته القومية على أرضه في اطار كيان حر مثل شعوب الجوار الكردستاني فلايعني أنه لم يحاول أو لم يضحي وينتفض ويثور مثل الآخرين بل بذل الغالي والرخيص ولكنه خسر معارك التحرير في حقبة تحرر شعوب المنطقة واستقلال الدول الى حين أمام أكثر من خصم : الاستعمار والانتداب الغربيين والأنظمة – الوطنية – الشوفينية المتخلفة التي ترعرعت على أيدي الأجنبي وسلكت نهجه في تجاهل الآخروأقامت دولا – ملغمة – قابلة للانفجار أحادية القومية والدين والمذهب وظلمت بذلك شعوبها قبل الآخرين وتركت ثغرة توسعت وتفاقمت وماجلبت سوى المآسي والتراجع وترقب المفاجآت وبذلك لم يواجه الشعب الكردي الانتكاسة والفشل فحسب بل شابت قضيته القومية بعد ترحيلها من عصراقامة الكيانات الى حقب لاحقة المزيد من التعقيدات الظاهرة – وقد تكون حميدة في نتائجها في عالمنا المعاصر - بعد تقطيع أوصال موطنه وتجزئته وتوزيعه على أكثر من مجتمع وبلد وقوم وثقافة وتضاعف حجم المسألة لتجتاز الحدود الوطنية الى الاقليم والعالم وهيئة الأمم والمحاكم الدولية في عصر أصبح كل شيء فيه معولما .
قبل تسمية ارادة التحرر لدى الأقوام بمبدأ حق تقرير المصير وقوننته بقرون بحثت المكونات القومية في المنطقة والعالم عن سبل مختلفة للخلاص واذا كانت النزعة الاستقلالية قد ظهرت في الأدب الشفاهي وحتى الفولكلور الشعبي وقصائد الشعراء في كردستان بصور رمزية في قديم الزمان فقد طالب الشاعر الأكبر – أحمدي خاني – منذ القرن السادس عشر بكل وضوح بتقرير مصير شعبه في الهوية واقامة الكيان على غرار " الترك والعرب والعجم " ولم تخل الانتفاضات والحركات الثقافية والسياسية التي لم تتوقف خلال مئات السنين في طول كردستان وعرضها من النزعة الاستقلالية التي ظهرت بصور وأشكال شتى وقد تجلت أكثر وضوحا خلال مداخلة الممثل الكردي في مؤتمر السلام بباريس الجنرال شريف باشا بعد الحرب العالمية الأولى .
بعيد الحرب العالمية الثانية حملت الأحزاب الديموقراطية الكردستانية التي نشأت في ايران والعراق ولاحقا في سوريا وآخرا في تركيا في برامجها اشارات عامة الى مبدأ حق تقرير مصير الشعوب والذي جاء بوضوح في مبادىء الرئيس الأمريكي – نيلسون – الأربعة عشر وتبنته ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى وأصبح بندا في ميثاق هيئة الأمم المتحدة وتحول مبدءا مقدسا في العلاقات الدولية وفي برامج ووثائق أحزاب اليسار والتحرر الوطني وحركات المجتمع المدني على الصعيد العالمي واذا كان الكل قد أجمعوا على المبدأ فانهم اختلفوا على التفاصيل والتطبيق العملي لذلك أصبح هذا المبدأ الانساني السياسي الاجتماعي الاستراتيجي والمصيري في حياة البشرية حمالة تفسيرات واجتهادات وتباينات ليس من جانب نظم الاستبداد والفصل العنصري فحسب بل حتى من جانب المطالبين به ومناصريه .
ذكرنا أن الأحزاب الكردستانية ضمنت مبدأ حق تقرير المصير في مقدمة برامجها تثبيتا أو تلميحا في المجال العام ولم تستند اليه صراحة في مطالبها القومية ببلدانها التي اقتصرت على الحقوق القومية والسياسية والثقافية والادارية والمساواة أحيانا بصورة مبهمة وتارة عبر الادارة اللامركزية والحكم الذاتي وبسبب الاختلاف حول تعريف المبدأ واعتبار البعض أنه ينشد الانفصال وبناء الدولة المستقلة غضت غالبية أطراف الحركة السياسية الكردية الطرف عن اثارة المبدأ خشية مواجهة العواقب القانونية القاسية عند اعتباره دعوة الى " اقتطاع أجزاء من أرض الوطن " هذا من جهة ومن الجهة الأخرى عجزت القيادات السياسية الكردية في مراحل سابقة بحكم البؤس الفكري والثقافي من تناول مبدأ تقرير المصير بحثا ونقدا وتقييما وسبل تطبيقاته على القضية القومية الكردية بالترافق طبعا مع – تهرب – الغالبية الساحقة من النخب السياسية في القوميات السائدة من أداء واجباتها الوطنية الديموقراطية تجاه القوميات المقهورة في نشر المبدأ والتمسك به سبيلا لحل القضية الكردية .
انفرد " حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا " بالتصدي العلمي الواقعي لهذه المسألة وتحديدا في مؤتمره الخامس عام 1980 عندما تبنى مبدأ حق تقرير المصير للشعب الكردي في سوريا المقيم على أرضه التاريخية – غرب كردستان - في برنامجه الجديد معتبرا بأسانيد تاريخية أن هذا المبدأ لايقتصر على الدولة المستقلة بل يحمل خيارات عديدة مثل ( الحقوق السياسية والثقافية – اللامركزية الادارية – المنطقة القومية – الادارة الذاتية – الحكم الذاتي – الفدرالية – الكونفدرالية – الاستقلال التام كأبغض الحلال ) وقد ترك الحزب الخيار الأسلم لارادة الكرد عبر اجراء الاستفتاء النزيه ليقرروا مصيرهم في ظل النظام الديموقراطي التعددي المنشود ومنذ توقف الحرب الباردة أصبح هذا المبدأ يحظى بالاهتمام الدولي من خلال مؤسسات الأمم المتحدة والأطراف الدولية العظمى والكبرى وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الأوروبية كما أن مراكز البحث العالمية وابداعات المفكرين والنخب الثقافية وعلى ضوء تجارب أفغانستان والعراق وفلسطين والسودان ولبنان ويوغسلافيا السابقة ودول الاتحاد السوفيتي السابق قد أغنت هذا المبدأ السامي وحسنت من شروطه بالعديد من الابداعات النظرية في مجال حل القضايا القومية مثل مبدأ الديموقراطية التوافقية وقبل ذلك جواز التدخل الانساني وامكانية اعادة النظر في الحدود المرسومة منذ الحرب العالمية الثانية ومشروعية تفكيك الدول الأحادية الشمولية واعادة بنائها على أسس سليمة تعددية وديموقراطية وأخيرا مبدأ الشراكة الوطنية العادلة في السلطة والثروة مع توفر آليات في تطبيق تلك المبادىء والمسلمات عبر تدخل الأمم المتحدة والدول ذات العضوية في مجلس الأمن والمحاكم الجنائية الدولية .
لقد أكد السيد مسعود البارزاني خلال افتتاح المؤتمر الثالث عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق قبل أيام على مبدأ حق تقرير المصير للشعب الكردي مثل سائر شعوب المعمورة واعتبار النظام الفدرالي الذي ارتضاه شعب كردستان العراق منذ عام 1992 وثبت في دستور العراق بعد التحرر من الدكتاتورية عام 2003 بمثابة تجسيد لذلك المبدأ وهو لم يأت بجديد كما أرادت الأوساط الشوفينية في العراق وخارج العراق تصوير الأمر وكأنه دعوة لاعلان دولة كردستان المستقلة – مع مشروعيتها - وخرق الدستور والتعهدات وكما ظهر فان جماعات – القائمة العراقية – تقف وراء هذه الاثارة المفتعلة لأسباب سياسية ومن أجل الاستهلاك المحلي والمزايدات اللفظية تمهيدا لنسف الجهود الرامية الى المصالحة الوطنية حسب مبادرة السيد البارزاني ولو كانت جادة وحريصة على وحدة العراق المزعومة وصادقة في قراءتها الخاطئة لكلمة السيد رئيس اقليم كردستان لقام رئيس القائمة وأقطابها ( العلاوي والنجيفي والمطلق ) الذين كانوا ضمن الحضور بالرد أو الانسحاب من المؤتمر اذا كانوا صادقين .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - أزمة كركوك وآفاق الحل - في مؤسسة كاوا
- الاخاء العربي - الكردي على الطريقة - البصرية -
- أبعاد ودلالات انفراج الأزمة العراقية
- ألا يستحق الكرد - طائفا - عربيا
- قراءة أولية في دعوة العراقيين الى الرياض
- عندما يصدر الأسد أزمته الى العراق
- ثلاثية الوطن والقوم والاقليم -مؤسسة كاوا
- صلاح بدرالدين يعزي برحيل اسماعيل عمر
- سوريا وتركيا في مواجهة استباقية ضد الكرد
- حوار مع السياسي الكردي صلاح بدر الدين
- تقرير مصير الشعوب شرط لبناء الدولة الحديثة
- على شعب كردستان أن يصدق من : العلاوي أم النجيفي
- - ديمقراطيات جديدة - في عالم متغير
- هكذا نفهم - بناء الذات -
- مرة أخرى حول غزوة - الأزيدية السياسية -
- حول غزوة - الأزيدية السياسية -
- مشاركة من ومع من .. نقاش مع هيثم المناع
- أيها العراقييون حذار من - طائف - دمشق
- صلاح بدرالدين يحاضر حول فكر البارزاني
- قراءة في بيان الأحزاب الشيوعية العربية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - - حق تقرير المصير - كرديا