أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - قراءة في بيان الأحزاب الشيوعية العربية















المزيد.....

قراءة في بيان الأحزاب الشيوعية العربية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 20:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أثار بيان صدر بدمشق في نهاية الشهر الفائت باسم " الأحزاب الشيوعية والعمالية العربية " انتباه عدد من المراقبين ليس من موقع - قوى الرجعية والامبريالية والصهيونية والنظم الاستبدادية المعادية – حتى لايؤخذ من باب التفسير التآمري والريبة كما هو متبع غالبا من جانب – الرفاق - بل من طرف بعض المثقفين الملتزمين بمبادىء التطور الوطني والتقدم الاجتماعي والمواكبين المتابعين لتجارب النظم الاشتراكية في العالم ولمسيرة حركات التحرر القومية وأوساط اليسار الديموقراطي بصورة عامة كما طرح في الوقت ذاته العديد من التساؤلات المشروعة حول جملة من المسائل ومنها :
من حيث الشكل
أولا – بذل كتاب البيان جهدا غير موفق – لاضاعة الطاسة – والتصوير للقراء وكأن النظام وأجهزته القمعية المجربة المنتشرة في كل زاوية من شوارع وأزقة مدن وقرى البلاد لم يكونوا على علم بانعقاد الاجتماع بالعاصمة السورية دمشق بل أن " الحزب الشيوعي السوري " من دون معرفة أي حزب منه هو الذي قرر ونظم ورتب واستضاف الاجتماع على أساس وكأنه حزب مشارك في الحكم ! ويتلقى دعما شهريا كعضو في جبهة النظام في حين ليس هناك في سوريا قانون لحرية وعمل الأحزاب وأن حزب البعث وحسب المادة الثالثة من الدستور – يقود الدولة والمجتمع - .
ثانيا – من غير العادة وليس من الطبيعي أن تكون الدعوة للاجتماع باسم أربعة أحزاب ( السوري واللبناني والأردني والفلسطيني ) وتحضر أربعة أحزاب ( المصري والمغربي والبحريني والعراقي ) ويحضر واحد كمراقب ( التونسي ) ويؤيد اعمال الاجتماع حزب آخر ( السوداني ) فلاشك هنا أن - الرسالة تعرف بعنوانها – الذي يشي بالحالة الخلافية الاشكالية التي تلف المنظمات والأحزاب الشيوعية في البلدان العربية وما وصلت اليه من انقسام وتنابذ وتقلص الى درجة الاقتراب من الانقراض على الصعد النضالية وتمثيل الجماهير والبرامج الفعالة والآليات الكفاحية .
ثالثا – في هذا المجال أيضا لم تبتكر هذه الأحزاب الشيوعية والعمالية العربية وسيلة مثلى لمواصلة النضال بل حذت بصورة ذيلية حذو الأحزاب القوموية والاسلاموية العربية التي دأبت على عقد اجتماعاتها في دمشق في السنوات الأخيرة لدعم واسناد النظام السوري الممانع المقاوم ! كما هرولت ولو متأخرة وراء اجتماعات النقابات والمنظمات التي تسير في فلك أنظمة الاستبداد والتي تنعقد بين الحين والآخر في دمشق لمباركة صمود ! النظام أمام قوى الاستكبار العالمي وتحول اجتماع هذه الأحزاب الشيوعية والعمالية الى صدى لآخر مؤتمر عقد في دمشق حول العروبة وتبارى فيه الخطباء على كيل المديح لرأس نظام القمع واعتباره فارس العروبة الأول في مواجهة أعداء الأمة .
من حيث المضمون
رابعا – الداعون الرئيسييون الى الاجتماع من الأحزاب الشيوعية ( السورية واللبنانية والأردنية ) المنقسمة على بعضها معروفين ببقيتهم الباقية بولائهم المطلق لأجندة النظام السوري وسياساته ومواقفه ولم يختاروا هذا الطريق من أجل تعزيز صفوف الحركة الشيوعية العربية ومناقشة قضاياها المصيرية واسناد نضال الطبقة العاملة وسائر الكادحين وايجاد السبل الكفيلة بحل أزمتها بل من أجل تحقيق هدف واحد وحيد وهو تأكيد الولاء لنظام الاستبداد ومنحه شهادات زور جديدة سيرا على نهجها منذ عقود عندما خرجت من صفوف الطبقة العاملة والجماهير الشعبية وغادرت صفوف الحركات الوطنية والتحررية والتحقت بجبهات الأنظمة العسكرية البورجوازية اللاديموقراطية باسم الوطنية والتقدمية ونظرت لها بمصطلحات تندرج في قائمة – البدع – الماركسية التحريفية مثل " النظام الوطني التقدمي " و " نظام التطور اللارأسمالي " و " النظام المعادي للامبريالية " والنتيجة بقيت الامبريالية وتعززت مواقعها وطارت الأحزاب الشيوعية وتحولت تلك الأنظمة الى الفاشية والاستبداد وابادة الشعوب والقوميات والتخصص في المقابر الجماعية وبناء السجون وتنظيم جيوش الأمن والمخابرات ووقف التطور الاقتصادي والاجتماعي والتنمية واذلال العمال والفلاحين والقضاء على الطبقة الوسطى .
خامسا – لم يعد التضامن العام مع الشعب الفلسطيني أمرا خارقا غريبا ولايكلف تبعات في هذه المرحلة فقضيته تستحق كل الدعم والاسناد من جانب قوى الحرية والتقدم في العالم حتى الامبريالية الأمريكية وحكومات أوروبا البورجوازية ترفع شعار اقامة الدولة الفلسطينية وأحزابنا الشيوعية والعمالية ! العربية تعرف أكثر من غيرها أن الموقف السليم المفيد للقضية – ومكلف في ذات الوقت - هو وضع النقاط على الأحرف : التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حق تقرير المصير وتأييد قيادته الشرعية المتمثلة في منظمة التحرير والسلطة الوطنية والرئاسة وادانة انقلاب حركة حماس الانقسامية الأصولية في غزة واجبارها لتعود لأحضان الشرعية والمشروع الوطني واستنكار ورفض التدخل الخارجي بالشؤون الفلسطينية ايرانية كانت أم تركية أم سورية ودعم عملية السلام حسب قرارات منظمة الأمم المتحدة والمشروع العربي للسلام وارادة المجتمع الدولي .
سادسا – من واجب الأحزاب الشيوعية والعمالية العربية ! دعم النضال الفلسطيني والقضايا القومية المصيرية للعرب ( وقد يشكل معينا للتعويض عن تقصير أكثر من سبعين عاما ) ولكن أن يقتصر البيان على الجانب القومي ويتجاهل الجانب الاجتماعي المطلبي للجماهير الشعبية والفقراء وأن يقفز فوق مسألة الديموقراطية ويتجنب الاشارة الى نظم الاستبداد وجماعات الارهاب الدينية والمذهبية أو المشاركة أو المعارضة الوطنية أو اطلاق سراح السجناء السياسيين في معظم البلدان العربية وخاصة في سوريا فأمر محزن ومرفوض ويعود بالسوء الى البيان ومنظمي الاجتماع ويؤكد على مواصلة تقديم الخدمات – التنظيرية - للبورجوازية المستغلة القمعية المرتبطة بالدوائر الخارجية على حساب مصالح الشعوب .
سابعا - لست هنا في مجال استجلاب عطف وتأييد منظمات الأحزاب التي اجتمعت في دمشق لنضال وحقوق الشعب الكردي أو انتظار قرارهم لحل القضية الكردية ولكن أتساءل بصدق : على أقل تقدير هناك حزبان منها ( السوري والعراقي ) في بلدين يضمان الكرد وقوميات أخرى غير عربية ويحملان من جملة المسائل الأخرى القضية الكردية التي تنتظر الحل والموقف والرؤا من جانب كل القوى والتيارات والألوان السياسية صغيرها وكبيرها وذلك كاسهام في حل جزء من القضية الوطنية الديموقراطية في هذين البلدين والاسهام في حل جزء من الأزمة باتجاه تعزيز قاعدة الوحدة الوطنية ولكن البيان لم يحمل ولو اشارة تلميح الى هذه القضية ألم يكن الأولى دعم وتقدير وتثمين الحل الفدرالي السلمي لقضية كردستان العراق الذي كان حصيلة التعاون والتضامن بين عرب وكرد وقوميات العراق ونضالهم المشترك منذ عقود أولم يكن من العدل دعم نضال وحقوق الشعب الكردي في سوريا الذي يتعرض للاضطهاد والاقلاع والتعريب والتهجير ويتعرض المناضلون الكرد الى الملاحقات والسجون والاعتقالات والأحكام الجائرة هذه مجرد تساؤلات برسم البيان الختامي " للأحزاب الشيوعية والعمالية العربية " .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيبا على مغالطات مجلة – لفين - لاتعبثوا بتاريخنا
- المالكي في أربيل حليفا وشريكا
- ذكرى غزو الكويت في مؤسسة كاوا
- في الذكرى الخامسة والأربعين لكونفرانس آب
- -مشكلة العراق وآفاق الحل- في مؤسسة كاوا
- قراءة مختلفة لتصريحات الرئيس السوري
- - شيخ الجبل - في ذمة الخلود
- هامان يضحك على لبنان
- مستقبل العلاقات الكردية العربية
- رسالة الاعلامي عدنان حسين الى ندوة كاوا
- نظام - الوساطة -
- لقاء - وارفين - مع صلاح بدرالدين
- حوار مع رئيس الرابطة السريانية
- يالبراعة نظام الأسد
- فلسطين واللعب بمكان آخر
- جدلية التفكيك والتركيب في عملية تغيير أنظمة الاستبداد ( 2 - ...
- جدلية التفكيك والتركيب في عملية تغيير أنظمة الاستبداد ( 1 - ...
- مؤتمر- العروبة والمستقبل - والعودة الى نهج- عفلق - ( 2 - 2 )
- مؤتمر- العروبة والمستقبل - والعودة الى نهج - عفلق - ( 1 - 2 ...
- لك المجد يا شيخ الشهداء


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - قراءة في بيان الأحزاب الشيوعية العربية