أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - عندما يصدر الأسد أزمته الى العراق















المزيد.....

عندما يصدر الأسد أزمته الى العراق


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأنا أتصفح مقابلة صحيفة – الحياة – للرئيس السوري المنشورة في يومي الثلاثاء والاربعاء المنصرمين تذكرت الدكتاتور جوزف ستالين الذي حكم الاتحاد السوفييتي السابق بالحديد والنار وانتصر للروس والروسنة بالمدح والثناء والتنظير وهو الجيورجي الأصل والقومية الى حدود المزايدة عليهم خاصة عندما كان يقترف جرائم التصفيات بحق من يشك باخلاصهم له تماما كما دأب الرئيس بشار الأسد منذ توريثه الحكم على رفع وتيرة التغني بعروبته الخاصة كلما استبد وتمادى أكثرفي قمع السوريين أو أراد شرا لشعوب الجوار في : لبنان والعراق وفلسطين وذلك لتغطية آثام الخروقات وادامة الاستبداد وتنفيذ مشاريع الغير الايراني – التركي على حساب الاجماع العربي العام ولاأعتقد أن الشعب العربي السوري الشريك والصديق بحاجة الى اعادة سماع شعارات عروبية لفظية جوفاء تخدم نظام القمع قد يرفع مثيلاتها غدا السيد حسن نصر الله وبعد غد محمود أحمدي نجاد وبعد بعد غد الرئيس الفنزويلي تشافيز بقدر حاجته الماسة أكثر من أي يوم مضى الى العروبة الديموقراطية الانسانية بمبادئها السامية في نظام الحكم وادارة الدولة والحريات الأساسية والعيش الكريم والقضاء العادل المستقل وتعايش الأقوام والمكونات الوطنية بسلام ووئام ولا أخفي أنني لم أشعر أنني أقرأ مقابلة رجل دولة بل خلتها بيانا لحزب البعث في أواخر ستينات القرن الماضي كنا تعودنا على سماع مقاطعه من المذياع أو في الاجتماع الصباحي لشبيبة الثورة المفروض على طلبة المدارس الاعدادية والثانوية في العهد البعثي الذي طال أمده .
" نحن ضد كل القوى الانفصالية في العراق، وفي أي اتجاه كانت. نحن ضد تفتيت العراق. قلقنا الأساسي بعد الغزو هو وحدة العراق، هو الرقم واحد، وحدة العراق وعروبته، كل العناوين الأخرى عناوين فرعية، أو تفاصيل. إذا لم نحُل هذين العنوانين، لا شيء يُحل. فالعمل على موضوع القوى الانفصالية وهي موجودة في أكثر من طرف كما أعتقد، ليس فقط لدى الأكراد، نحن وقفنا ضد كل فكر انفصالي، وذلك خلال كل ما فعلناه نحن وتركيا وإيران ".

هكذ اذا فالمهة الأساسية للرئيس السوري وحدة العراق وعروبته ومحاربة الانفصال الكردي الثابت المؤكد حسب ما يجزم وهي رسائل واضحة من دون تشفير تدعو الى الانتقام من رفاقه البعثيين ونظامهم البائد المنهار بعودة العراقيين الى الوراء أكثر من سبعة أعوام ولحس دستورهم الجديد الذي حول العراق الى دولة ديموقراطية اتحادية تعددية قيد البناء دولة لكل مكوناتها العربية والكردية والتركمانية والكلدانية بدياناتها ومذاهبها على قاعدة الشراكة والمساواة دولة لامكان فيها للعنصرية والشوفينية والنزعات التكفيرية المقيتة دولة يتمتع في ظلها شعب كردستان بكل تلاوينه بالنظام الفدرالي في اطار العراق الواحد الموحد الذي يخيله الأسد انفصالا ويفاخر بأنه يقف ضده بكل مافعله مع حليفتيه ايران وتركيا وهو اقرار خطير بتورط الأنظمة الثلاث في محاربة الشعب الكردي في العراق يمكن تسجيله من جانب القضاء العراقي ومدعي عام المحكمة الجنائية في بغداد وبرلمان ومحاكم اقليم كردستان كشهادة حية معلنة ووثيقة دامغة تثبت تدخل النظام السوري وشركائه في شؤون دولة مستقلة عضو بالجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وابراز حيثيات كل الجرائم التي نفذت في اقليم كردستان منذ عام 1992 من تفجيرات الموصل وسنجار وتلعفر وأربيل وكركوك وزاخو وتصفيات وتقاتل داخلي مخطط ومدروس في العواصم الثلاث وقصف جوي ومدفعي واجتياح عسكري وحصار اقتصادي وحرب اعلامية .
" التشديد على عروبة العراق، ألا يخلق بعض الصعوبة في التعامل مع الدور الإيراني فيه؟
لا. نحن لم نرَ مشكلة حتى الآن في هذا الاتجاه. لا نستطيع أن نطلب من إيران أن تكون دولة عربية، هي دولة لها قوميتها، علينا أن نحترم قوميتها، وهي تحترم قوميتنا ا"
السيد الرئيس يحترم قومية ايران ( بالمناسبة ولمعلومات الدكتور الرئيس ليس هناك قومية ايرانية بل قومية فارسية حاكمة سائدة وهي أقل من نصف قوميات ايران الأخرى من كرد وآذريين وعرب وبلوج وتركمان وأتراك ) ولايطالب ايران بأن تكون دولة عربية وهذا في غاية اللطف والكرم ولكنه في الوقت ذاته يصر ويطالب بنفي وتجاهل وتغيير قوميات كرد وتركمان وكلدان وأرمن وآشوريي العراق تحت دعوة العروبة كما يفعل تماما بكرد وقوميات سوريا في الوقت الراهن .
" لا نستطيع أن نقارن، فالعلاقة الجغرافية بين سورية ولبنان ليست كالعلاقة الجغرافية بين العراق وإيران، الوضع يختلف. في لبنان لا تدخل إيران في التفاصيل (بل) في العموميات أنا كعربي عندما شاهدت الرئيس محمود أحمدي نجاد في لبنان وفي جنوبه، خالجني شعور وكأن الشرق الأوسط الجديد يقوم، وهو مناقض للشرق الأوسط الذي اقترحته كوندوليزا رايس. أي شرق أوسط بدور إيراني كبير . "
لايعترف الرئيس هنا بهيمنة الممانعة على رقاب الشعوب وتوزيع مناطق النفوذ الاقليمي مناصفة مع الحليف الايراني على أساس أن يكون العراق من حصة ايران ولبنان من حصة سوريا وقد تكون فلسطين بالتساوي حبيا فحسب بل يخالجه شعوره بأن شرقا أوسطا جديدا ( يا لروعة الفجر الجديد !!؟؟ ) بدأ ينبلج فجره بدور ايراني نجادي متعاظم ومرحب به وهذه أيضا رسالة أخرى للغرب أولا وعرب الاعتدال ثانيا والشعوب المقهورة التي تئن تحت ظلامية واستبدادية وقهر نظامي دمشق وطهران ثالثا وأخيرا .
لم يفت الرئيس السوري أن يوجه رسالة – ملغومة – الى العراقيين في خضم محاولاتهم التوصل الى توافقات حول تشكيل حكومة وحدة وطنية بدور كردستاني بارز متجسد في مبادرة رئيس اقليم كردستان السيد مسعود بارزاني وتحول عاصمة الاقليم اربيل الى خلية نحل ومركز لمشاورات ممثلي الكتل السياسية العراقية وذلك في محاولة خبيثة لدس الفتنة ومشاعر عدم الثقة بين العرب والكرد كما جاء في رسالته الأخيرة التالية :
" وحدة العراق وعروبته ..هذه كونها مبادئ في السياسة السورية، نطرحها مع كل القوى العراقية منذ (بداية) الاحتلال حتى اليوم. هذا حاضر في كل لقاء. فلا يمر لقاء ونتحدث بالتفاصيل إلا عندما نبدأ بهذه المقدمة وبتوضيحها وربط أي شيء بها. وللتوضيح أكثر، معظم القوى العراقية التي التقينا بها ..من دون استثناء تؤكد على الكلام ذاته ..بمن فيهم المالكي "
قد يحق للرئيس السوري حرية الانتماء لأي قوم يشاء والاعتزاز بأية قومية حتى لو كان ذلك لفظيا وشعاراتيا ولأغراض خاصة ولكن لاتسمح له مواثيق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الانسان التي أرتضتها الدولة السورية وهو رئيسها بأن يفرض عروبته على أقوام أخرى ويجردها قسرا من هوياتها وانتماءاتها وعقائدها فهناك شعوب وأقوام عراقية غير عربية مثل الكرد بملايينهم التي تفوق السبعة المتمتعون بالفدرالية في اقليمهم الكردستاني وهناك التركمان والكلدان والآشورييون والأرمن وهي مكونات يعترف الدستور العراقي بوجودها وبصفاتها القومية وحقوقها المشروعة وشراكتها لعرب العراق فبأي حق يجردها الرئيس من هوياتها الأصلية ؟ أو ليس الأولى بكل الحريصين فعلا على مستقبل بلدان وشعوب المنطقة وعلى الديموقراطية والتقدم وحقوق الانسان والسلم الأهلي والتعايش السلمي بين الشعوب والأقوام والمؤمنين بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وازالة الاحتلال عن أراضيه باتخاذ العبرة من الدرس الجنوب – سوداني واستفتاء شعبه حول تقرير مصيره باتفاق وطني موقع بين الشمال والجنوب وحماية الشرعية الدولية وشهادة القوى العظمى والكبرى ومراقبة المجتمع الدولي ومن الواضح أن ردود أفعال النظام السوري وحليفيه الايراني والتركي في قضية تقرير مصير الشعوب كعنوان للديموقراطية والتقدم والسلم في عصرنا الراهن والتي أصبحت دولية لاتبشر بالخير بل تنذر بجولات أخرى من العنف والحروب التي ستعود بالخسران على الجميع وفي المقدمة أنظمة القمع والاستبداد .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية الوطن والقوم والاقليم -مؤسسة كاوا
- صلاح بدرالدين يعزي برحيل اسماعيل عمر
- سوريا وتركيا في مواجهة استباقية ضد الكرد
- حوار مع السياسي الكردي صلاح بدر الدين
- تقرير مصير الشعوب شرط لبناء الدولة الحديثة
- على شعب كردستان أن يصدق من : العلاوي أم النجيفي
- - ديمقراطيات جديدة - في عالم متغير
- هكذا نفهم - بناء الذات -
- مرة أخرى حول غزوة - الأزيدية السياسية -
- حول غزوة - الأزيدية السياسية -
- مشاركة من ومع من .. نقاش مع هيثم المناع
- أيها العراقييون حذار من - طائف - دمشق
- صلاح بدرالدين يحاضر حول فكر البارزاني
- قراءة في بيان الأحزاب الشيوعية العربية
- تعقيبا على مغالطات مجلة – لفين - لاتعبثوا بتاريخنا
- المالكي في أربيل حليفا وشريكا
- ذكرى غزو الكويت في مؤسسة كاوا
- في الذكرى الخامسة والأربعين لكونفرانس آب
- -مشكلة العراق وآفاق الحل- في مؤسسة كاوا
- قراءة مختلفة لتصريحات الرئيس السوري


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - عندما يصدر الأسد أزمته الى العراق