أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صلاح بدرالدين - - ديمقراطيات جديدة - في عالم متغير















المزيد.....

- ديمقراطيات جديدة - في عالم متغير


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3130 - 2010 / 9 / 20 - 09:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أسفرت عملية التغيير العميقة في النظم السياسية الحاكمة والأفكار والثقافات لدى النخب المتعلمة التي اجتاحت بلدان العالم اثر توقف الحرب الباردة بين الغرب الرأسمالي والشرق الاشتراكي وانحسار تجربة حكم الطبقة العاملة في بلدان أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق بعد نصف قرن من عمرها السلطوي وبروز العولمة عن بزوغ فجر مشاريع ديموقراطيات من نوع فريد تشكل عنوانا لتقديمات القرن الحادي والعشرين سماتها الأكثر بروزا هي الخروج على مقولات – الحتميات التاريخية - المؤدلجة والنزوع نحو حرية السوق واللبرلة واحترام حقوق الانسان والمرأة ودعم حركة المجتمع المدني وليست كما كانت عليها الديموقراطية ابان انتصار البورجوازية الأوروبية على الاقطاع والملوك والكنيسة منذ القرن التاسع عشر كاحدى النتائج التاريخية للثورة الفرنسية وأخواتها الأوروبيات أو على غرار الديموقراطيات – الشعبية – لنظم دكتاتورية البروليتاريا وأنظمة البورجوازية الصغيرة العسكريتارية في بلداننا – بلدان التطور اللارأسمالي ! – بحسب المنظرين السوفييت أو الديموقراطية – الرشيدة – بحسب متزعمي الانقلابات العسكرية خاصة في سوريا والعراق و – الشوروية – الالهية المنبثقة عن – الجوامع والحسينيات المسيسة أو على طريقة النظم التيوقراطية الظلامية التي تعرف نفسها بظل السماء على الأرض انها أمر مختلف فهي ديموقراطيات فتية ناشئة تطل برأسها من بين أنقاض ورماد معارك وصراعات قرون وأجيال ومن قلب التحديات المصيرية الماثلة في أخطر مظاهر الارهاب وأشدها دموية ودمارا تظهر في ساحات جيوسياسية متعبة جريحة حائرة تئن من جراء تجارب ماضية في اخفاقات نخب كل الطبقات التي ثارت وعارضت وواجهت أو التي سادت وتسلطت باسم الشعب والقومية والدين والمذهب والطائفة والعائلة والفرد ديموقراطيات فتية من صنع محلي ليست مستوردة من خلال شركات فئات الكومبرادور تزاوج بين الاجتماعي والقومي بين الحداثة والواقع المجتمعي تطمح اقامة الدولة بكل المواصفات الحضارية وانجاز مبدأ حق تقرير المصير للشعوب والأقوام كبيرها وصغيرها حسب ارادة ورغبات الغالبية بواسطة صناديق الاقتراع تهدف الى حل المسألة الوطنية عبرالاعتراف الدستوري با التعددية القومية والثقافية والسياسية وعلى قاعدة تثبيت وتطبيع الشراكة الكاملة في السلطة والثروة حسب آلية جديدة حديثة العهد تفضي للحلول الوسط المراعية لمصالح المجموع في اطار السيادة والاستقلال سميت با – الديموقراطية التوافقية – وبتحقيق التوازن الدقيق بين المركز والأطراف اما بالفدرالية الجغرافية القومية أو الحكومية المحلية الذاتية أو المزيد من اللامركزية الادارية والاقتصادية والثقافية للمكونات والمناطق في الاطار الوطني المتحد .

تجليات " الديموقراطيات الجديدة "
أولا - نشهد محاولات تطبيقها في أفغانستان بعد خلع نظام طالبان القروسطي ووضع دستور حاز على موافقة الغالبية وبناء المؤسسات الاشتراعية والتنفيذية والقضائية وصولا الى انجاز الدولة المستندة الى مبادىء الديموقراطية بعد أن قضي على كل معالم المدنية هناك وأصبحت الادارات أثرا بعد عين جراء تصرفات النظام البائد وبعد الانتخابات الرئاسية جرت قبل أيام انتخابات برلمانية ورغم المحاولات اليائسة بكل وسائل القتل والاغتيال والتفجير شارك الأفغان رجالا ونساء ولو بنسبة متواضعة بالادلاء باصواتهم ممارسين حقوقهم في اختيار من يرونه مناسبا لتمثيلهم تحت قبة البرلمان ولاشك ورغم الصعوبات هناك ارادة وتصميم من جانب الغالبية لاعادة بناء بلدهم والتنعم بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة في ظل الدستور والقوانين وتحت خيمة التجربة الديموقراطية السائرة نحو الأمام .
ثانيا – الفلسطينييون ومنذ التوقيع على اتفاقية أوسلو وعودة قيادة منظمة التحرير وزعيمها الراحل ياسر عرفات ومئات ألوف الفلسطينيين الى أرض الوطن واعلان السلطة الوطنية يحاولون بكل السبل تحقيق طموحاتهم المشروعة في استكمال بناء دولتهم وفق مبدأ حق تقرير المصير وعلى أسس الديموقراطية واعادة بناء مؤسساتهم بالطرق الحديثة ووفق المعايير الدولية وقد تمت الانتخابات الرئاسية والنيابية على دورتين في أجواء مقبولة بشهادات دولية وأرسيت قاعدة متينة ومدروسة من جانب حكومة فياض لاعادة الحياة للاقتصاد الفلسطيني وليس من شك أن هناك تحديات خارجية معروفة للملأ الى جانب – حركة حماس – التي انقلبت على السلطة في قطاع غزة بغية الاستفراد والاعلان عن امارة – اسلامية – على غرار امارة طالبان .
ثالثا – قطع العراقييون الشوط الأول الأصعب باسقاط أعتى دكتاتوريات المنطقة وتنادت غالبية القوى الوطنية لاستكمال العملية السياسية الديموقراطية التوافقية والمشاركة في دورات انتخابية برلمانية متتالية وصياغة الدستور الجديد وتوافقوا بغالبيتهم على مبدأ المشاركة في السلطة والثروة وبناء العراق الجديد التعددي الفدرالي وبعكس العهود الماضية يتنعم جميع العراقيين بحرية الرأي والفكر والصحافة والاعلام وتشكيل الجمعيات ومثل التجارب الديموقراطية الأخرى المشابهة هناك تحديات خارجية وداخلية ومن مظاهرها تأثير العامل الخارجي على تأخير عملية تشكيل الحكومة الجديدة بهدف الاساءة الى التجربة الديموقراطية الناشئة بعد تضحيات جسام قدمها العراقييون بكافة مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية .
الى جانب هذه التجارب الثلاث التي تشكل النموذج في عضوية – نادي الديموقراطية الجديدة – هناك أعضاء مرشحون اذا صح التعبير لعضوية هذا النادي من بينهم : كوسوفو كدولة قيد التشكل خاصة بعد توصيات محكمة – لاهاي – بشأن شرعية قيامها وانسلاخها عن صربيا وجنوب السودان اذا قرر شعبه الانفصال واعلان الاستقلال واقليم كردستان العراق ككيان فدرالي والذي يخوض عملية متواصلة من أجل تعزيز تجربته الديموقراطية الفتية في اطار العراق الموحد كما يمكن تشخيص الأطراف الساعية الى العضوية مستقبلا وبينها الحركة الديموقراطية اللبنانية وأطراف من المعارضات الوطنية في بلدان المنطقة .
في البعدين الوطني والخارجي" للديموقراطيات الجديدة "
توافق الداخلي مع الخارجي في عصر القطبية الأحادية البارزة الى جانب قوى عظمى ذات شأن ودور عوامل مساعدة عالمية أضيفت الى حاجات ضرورية محلية مثل التوجهات التي وان كانت شعاراتية بدمقرطة الشرق الأوسط في بداية ادارة الرئيس بوش الابن ووقوف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لدوافع خاصة بمصالحها الاستراتيجية وخاصة في مسألة محاربة الارهاب بعد أحداث سبتمبر قبل نحو عقد في الصف الأول للمانحين والداعمين سياسيا واقتصاديا وعسكريا لهذه الديموقراطيات مع مواقف ايجابية مقبولة من الصين وروسيا والهند والتي تحظى في الوقت ذاته بقبول وطني نخبوي على أمل أن تؤسس لحرية واستقلال وسيادة تلك البلدان والأوطان وتدفعها نحو التقدم والاستقرار والتنمية .
مصادر تحديات " الديموقراطيات الجديدة "
اضافة الى الفقر والتخلف والجهل تتصدر جماعات الاسلام السياسي بمختلف مذاهبها وتلاوينها صفوف المعادين وبدرجة أولى لمشاريع الديموقراطيات هذه من افغانستان مرورا بالعراق وانتهاء بفلسطين الى جانب نظم الاستبداد وعندما يزهو الرئيس الايراني أمام نظيره السوري منذ أيام بالقول : "حققتا انتصارات كبيرة لأن نظامينا افشلا مخططات الأعداء لتغيير الخارطة السياسية في المنطقة " والمقصود هو الوقوف بوجه عملية التغيير وعرقلة سيرها في العراق وأفغانستان وفلسطين ووأدها بالمهد في لبنان وذلك بالضد ما تنشده الشعوب وارادتها في انجاز " ديموقراطيتها الجديدة " بقي أن نقول وأمام هذا التبدل الكبير في مواقع الأعداء والأصدقاء على الصعيد الخارجي وازاء هذه التجربة الجديدة في تحقيق ماتصبو اليها الشعوب بأن الكرة في ملعب المعارضات الحقيقية ولاأقصد هنا هواة المعارضة من العدميين وكتاب الاثارة والناقمين على كل شيء المجتمع والقوم والثقافة لأسباب مختلفة فاذا كانت أدوار الأطراف كلها تبدلت وجوهر الصراع العالمي في تبدل ومقاييس المصالح تبدلت والأولويات تبدلت ألا يتطلب ذلك تبدلا وتطويرا في خطاب ووسائل العمل المعارض وهو ضروري ومفيد من أجل تعزيز هذه " الديموقراطيات الجديدة " ؟ .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا نفهم - بناء الذات -
- مرة أخرى حول غزوة - الأزيدية السياسية -
- حول غزوة - الأزيدية السياسية -
- مشاركة من ومع من .. نقاش مع هيثم المناع
- أيها العراقييون حذار من - طائف - دمشق
- صلاح بدرالدين يحاضر حول فكر البارزاني
- قراءة في بيان الأحزاب الشيوعية العربية
- تعقيبا على مغالطات مجلة – لفين - لاتعبثوا بتاريخنا
- المالكي في أربيل حليفا وشريكا
- ذكرى غزو الكويت في مؤسسة كاوا
- في الذكرى الخامسة والأربعين لكونفرانس آب
- -مشكلة العراق وآفاق الحل- في مؤسسة كاوا
- قراءة مختلفة لتصريحات الرئيس السوري
- - شيخ الجبل - في ذمة الخلود
- هامان يضحك على لبنان
- مستقبل العلاقات الكردية العربية
- رسالة الاعلامي عدنان حسين الى ندوة كاوا
- نظام - الوساطة -
- لقاء - وارفين - مع صلاح بدرالدين
- حوار مع رئيس الرابطة السريانية


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صلاح بدرالدين - - ديمقراطيات جديدة - في عالم متغير