أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ميثم الجنابي - مذكرات الحصري والذاكرة التاريخية السياسية















المزيد.....



مذكرات الحصري والذاكرة التاريخية السياسية


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 12:43
المحور: سيرة ذاتية
    


ان قيمة "السيرة الذاتية" على قدر ما فيها من هموم ورؤية واقعية وعقلانية وإنسانية تستجيب لما ندعوه الآن بالتحديات الكبرى. وبالتالي لا معنى للسيرة إن كانت مجرد ذكريات لأشخاص لا ذكرى لهم في الوعي الاجتماعي والسياسي للأمة. وهي حالة "السيرة الذاتية" للسياسيين في العراق والعالم العربي عموما. ومن بين الاستثناءات القليلة هي مذكرات ساطع الحصري. فهي الوحيدة التي تحتوي على رؤية تاريخية ونقدية للواقع والأفكار ومستقبلية في مضمار البدائل. بل يمكنني اعتبارها، عندما ننظر إليها بمعايير المرحلة وطبيعة صراعاتها، سيرة الوقائع والحقائق وليست الأهواء السياسية.
طبعا أنها لا تخلو من مواقف سياسية، لكنها محكومة برؤية مؤهلة في ميدان العلوم التاريخية والتربوية التي حاول من خلالها بناء الشخصية العراقية الجديدة. وهي رؤية ومساعي قد تكون الأقوى في تاريخ العراق الحديث عندما ننظر إلى نتائجها في تطور المدرسة العراقية حتى انقلاب الرابع عشر من تموز عام 1958.
وبغض النظر عن الاختلافات الممكنة بهذا الصدد، على الأقل من الناحية الأيديولوجية والسياسية، إلا أنها تبقى الصيغة الأكثر نموذجية بهذا الصدد، بمعنى قدرتها على التنوير والتعليم ورؤية الواقع والآفاق. ولم تكن هذه النموذجية معزولة عن الآفاق الرحبة والحلم الأخذ في النمو بإمكانية بناء دولة. الأمر الذي حررها نسبيا من الأحكام الأيديولوجية والحزبية الضيقة. مما جعل منها، رغم نسيانها المؤسف، إحدى أفضل السير الذاتية السياسية العراقية الحديثة. بل يمكنني القول، بأنها السيرة الوحيدة (المذكرات) التي تتضمن رؤية تاريخية محكومة بالموقف من الدولة وليس بالأهواء السياسية.
فالتجربة الفردية الكبيرة تستمد مقوماتها من قيم الأحداث التاريخية وإمكانية تمثلها في رؤية المستقبل والبدائل. لكننا حالما نتأمل اغلب ما كتب بهذا الصدد في العراق، فإننا نقف أمام لوحة كالحة للرؤية الحزبية الضيقة. بمعنى إننا نقف أمام نماذج تفتقد لإدراك قيم السياسة الاجتماعية والتاريخ الفعلي ومشاريع الرؤية البديلة. بينما السيرة الكبرى هي السيرة القادرة على التغلغل في مسام الوعي السياسي وإعادة إنتاجه في تقاليد واقعية وعقلانية وإنسانية للبدائل. وهو أمر يستحيل بلوغه دون النظرة النقدية العلمية الشاملة والعمل بموجبها.
فالأمم الكبيرة هي التي تعي ذاتها بمعايير الحق والحقيقة، أي تلك التي تنظر إلى نفسها بمعايير تجاربها الذاتية. فهو الطريق الوحيد لتراكم المعرفة الحقيقية ووعي الذات الوطني والقومي. ومن مآسي العراق الحالية هو فقدانه لهذه الصفة الضرورية التي ميزت معنى الأصالة وقيمة إبداعه التاريخي. كما انه السبب القائم وراء مراوحته في دائرة التلذذ بخرافات "الأنا الكبرى" وأوهام "التفوق الحضاري"!! أما في الواقع فأننا نقف أمام حالة تتسم بقدر هائل من الانحطاط المادي والمعنوي. واحد ملامح هذه الانحطاط هو محاصرة ذكرى شخصياته الكبرى، الفاعلة في تأسيس وعيه الذاتي وعمود كينونته الثقافية. فالشخصيات الكبرى هي أرواح الثقافة والأمم، كما أنها تحتوي في ذاتها بقدر واحد على قيمة الذكرى والذاكرة. وبالتالي لا يعني تجاهلها أو إهمالها سوى تجاهل تاريخها الذاتي. فالتاريخ الذاتي للأمم يتراكم عبر حصيلة تنظيره المناسب في الأفكار والمواقف الأحكام القادرة إلى تنظيم الرؤية الفردية والاجتماعية وتفعيلها بصورة دائمة. فهو الطريق الواقعي والعقلاني لإرساء أسس الاعتدال، ومن ثم تذليل نفسية وذهنية الراديكالية بشكل عام والسياسية بشكل خاص، التي لعبت دورا بائسا ومخربا في تاريخ العراق الحديث.
إذ لم تكن الراديكالية الفكرية في العراق أكثر من تقليد فج ومسطح لفتات الأفكار الأوربية، كما أن الراديكالية السياسية فيه لم تكن أكثر من هياج التخلف المادي والمعنوي للحثالة الاجتماعية والهامشية الثقافية والأقليات المنغلقة والبنية التقليدية والأعراف المحدثة! وبمجموعها أدت إلى حالة تسم بقدر هائل من الفضيحة والرذيلة، ألا وهي سطوع أشخاص خاوية وكسوف شخصيات ساطعة لعل حالة ساطع الحصري من بين أكثر درامية وعبرة.
فقد قالت العرب قديما "شر البلية ما يضحك"! ولعل حالة ساطع الحصري هي من بين أكثرها تدليلا على هذه العبارة المأثورة. الأمر الذي يشير إلى إن الوعي العراقي السياسي على مستوى النخبة والعوام هو من طينة واحدة! وسوف يبقى هكذا ما لم يعيد الاعتبار إلى شخصياته الكبرى. فهو الطريق الضروري لإعادة الاعتبار لفكرة الاعتدال العقلاني، أكثر مما هي إعادة اعتبار للشخصية. فالشخصية الكبيرة كبيرة بذاتها. وما لصق بها أو تراكم من حراشف التقييمات والأحكام ستزول بالضرورة مع مرور الزمن. وبالتالي ليس إعادة الاعتبار للشخصيات الكبرى سوى أسلوب إعادة الاعتبار للعقل والعقلانية بالنسبة لحياة الفرد والمجتمع والدولة والنظام السياسي. وذلك لان إعادة الاعتبار للشخصيات الكبرى يحتوي أيضا على أسلوب تنظيم الوعي الاجتماعي الفعال صوب منظومات الروح والوعي التاريخي والقومي الحقيقي. ولا تعقل الثقافة الحية والفعالة دون ذلك أو خارجه.
لقد كان المضحك المبكي في محاصرة شخصية الحصري يقوم في كونها جرت من جانب التيارات المذهبية (الشيعية) واليسارية (الشيوعية) والحركات القومية (البعثية)، أي من كافة التيارات التي أدى كل منه بطريقته الخاصة "دوره" على مسرح الزمن السياسي العراقي الحديث. وفي كل منها كانت الأوهام والأحكام الأيديولوجية المسطحة هي الفاعلة وراء حمية النكران والهيجان ضد الحصري.
طبعا ان ذلك لم يكن معزولا عن نقده غير المباشر للنخبة السياسية. لاسيما واننا نعثر في تصويره ونقده للنخبة السياسية على ملامحها الحالية. بحيث يمكننا القول، بان النخبة السياسية العراقية الحالية هي استنساخ بالروح والجسد للنخبة العراقية التي عاشت قبل حوالي قرن من الزمن! مع ان حقيقة ما أورده الحصري في مذكراته بصدد النخبة السياسية تعكس أولا وقبل كل شيء واقع صيرورة الدولة العراقية الحديثة ونظامها السياسي بشكل عام ونخبها بشكل خاص. كما انه يكشف فيها عن رؤيته المتعلقة بكيفية بناء نظام الإدارة والأثر الجوهري للتربية والتعليم في بناء الدولة والمجتمع والقومية الحديثة. ومن ثم فأنها تحتوي بالقدر ذاته على ما يمكن دعوته بالعبرة التاريخية الضرورية بالنسبة لإرساء أسس التطور المستديم والعقلاني للدولة والأمة. كما أنها تعكس مواقف الحصري من النخبة السياسية العراقية آنذاك. وبالقدر ذاته تعكس مستوى هذه النخبة.
أورد الحصري في معرض حديثه عن الوزارات والوزراء انطباعاته المباشرة التي كانت تحتوي في أعماقها أيضا على أحكامه الفكرية والسياسية العامة. فهو يورد لنا مجموعة كبيرة من الأحداث التي لا يقلل من لطافتها وإثارتها كونها تبتعد كثيرا عن تقاليد المستطرف من كل فن مستظرف، أي الطريف في فنون الظرفاء. فقد أورد الحصري شخصيات متنوعة ومختلفة من حيث مصادرها ورؤيتها وتأهيلها، لكنها تعكس في نهاية المطاف حالة النخبة العراقية آنذاك، أي النخبة التي لم ترتقي بعد الى فكرة العراقية والقومية العربية. كما أن اغلبها يفتقد لأبسط مقومات التأهيل الإداري والعلمي. (وهي الحالة التي ذللت الملكية أسسها بصورة تدريجية، لكنها عادت بقوة اشد واعنف زمن الراديكالية السياسة بعد انقلاب الرابع عشر من تموز 1958 وانحطاطها اللاحق زمن التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية، وبقاياها الخربة لحد الآن فيما يسمى بقواعد المحاصصة والغنيمة الحزبية.
كما أورد الحصري في مذكراته شخصيات سوف اكتفي ببعض منها مثل أبو المحاسن وعبد الرحمن النقيب ومحمد الطباطبائي، وعزت بك وجعفر العسكري وساسون حسقيل ومصطفى الالوسي وهبة الدين الشهرستاني وعبد اللطيف منديل وغيرهم.
فقد صور شخصية أبو المحاسن بعبارات تقول، بأنه ساذج طفل برئ(!). فبعد أن قدمه الحصري الى العاملين في الوزارة صارت عيناه تضيئان زهوا وسرورا ممزوجا بالشيء الكثير من السذاجة كعيني طفل ارتدى ملابس العيد أو نال الهدايا النفيسة . بينما نراه في حالة أخرى يصوره حالما جاءه الى محل عمله يطالبه بتعيين احد أقاربه في العمل. مخاطبا إياه بلهجة عراقية محلية قائلا: "آنا هواي سمعان بك. عيّنه عيّنه. هو محسوبي. أنا هواية أوده". (والمقصود بذلك. لقد سمعت بك كثيرا. وأرجو تعيينه في العمل. أرجوك. انه محسوب علي. واني أوده جدا). واعتبر الحصري هذا السلوك شيئا يدل على أن أبو المحاسن لم يسمع بآي شيء له علاقة بمعان ومضمون الحقوق والكفاءة والإدارة. ولا غرابة في الأمر فقد كان أبو المحاسن يعيش على قرض الشعر بالمناسبات. وأراد العمل في أي مكان لكنه لم يحصل عليه. ثم جرى تعيينه موظفا صغيرا مهمته تعداد النخيل!
أما عبد الرحمن النقيب (من العائلة الكيلانية) الذي ترأس الوزارة، فقد كان، كما يقول الحصري، لا يحب المصافحة لأنه يعتقد بنجاسة الآخرين! كما كان يعّظم العثمانيين وولاتهم. ويعتبر كل واحد منهم "عظيما وحكيما". أما موقفه من الانجليز فمبني على أساس "إنهم يعرفون كل شيء"! و"يخططون ويعرفون ما سيكون بعد خمسين عاما"!
ويلتقط موقف محمد الطباطبائي الملقب ببحر العلوم، الذي جرى تعيينه آنذاك وزيرا الصحة والمعارف. فقد كان يعتقد، وهو في وظيفته هذه، بان أعمال المتطببين العادين أفضل من خريجي المدارس (الكليات).
أما عزت بك ذو الأصول التركية من كركوك، فقد قال للحصري متشاكيا باعتزاز(!) بأنه الآن مجرد وزير للموصلات والأشغال. في حين كان سابقا آمرا مطلقا. وكان يتكلم بالتركية فقط.
أما جعفر العسكري فكان من أوائل الذين عادوا من سوريا مع الملك فيصل. ومن عباراته المحببة القول، بان "الانجليز كانوا سابقا لا يسمعوننا، أما الآن فيبدو إنهم سيعرفوننا"!
أما ساسون حسقيل اليهودي، فقد كان أذكى الوزراء واعرفهم بشئون الحكم كما يقول الحصري، لكنه أبعدهم عن التفكير بمصالح العراق. إذ كانت مصلحة اليهود هي التي تشغل تفكيره. وهو السبب الذي سيدخله لاحقا في حالة خصام شديد معه.
في حين قال له مصطفى الالوسي بعد خروجه من الوزارة:" لا ادري سأبقى أم سأروح".
أما هبة الدين الشهرستاني، الذي يسمى بالعلامة و الملمّ بالعلوم العقلية والنقلية.، فقد كان يخفي آراءه تحت عبارات "يقول الناس" و"مزاج الأهالي" وما شابه ذلك.
أما عبد اللطيف منديل، الذي جرى تعيينه وزيرا للأوقاف، فقد كان يتذمر قائلا: "يقولون مدارس! مدارس!. ولماذا؟ هناك الكثير من المساجد يمكن استعمالها للتدريس. دع التلاميذ يرون المصلين ليتعلموا الصلاة"!!.
لكن الحصري لم يقف عند حدود تصوير الشخصيات في احد مفاصل رؤيتها العملية وبواطنها الحقيقية، بل ويتعدى ذلك الى مستوى تحديد مواقفه الشخصية والفكرية والسياسية المباشرة تجاه الكثير منهم. وهي مواقف تتسم بقدر كبير من الموضوعية، ومبنية على أسس فكرية وعلمية بحت لا علاقة له بالتحزب والسياسة النفعية والتحزب الضيق.
فعندما صور شخصية أبو المحاسن وتحديد موقفه منه فانه يكشف عما في هذه السذاجة من نموذج للنخبة الأولية التي وجدت نفسها على غفلة من الزمن في "هرم السلطة" (كما جرى الحال في عراق ما بعد الصدامية!). كما انه يعكس حالة انعدام تقاليد الإدارة والدولة. فقد كان أبو المحاسن يعتقد، شأن غيره آنذاك، كما يقول الحصري، بان الوزير هو مجرد شخص شكلي فارغ. وعندما أخذه الحصري بزيارة المدارس وعرضه على المدراء بوصفه وزيرا، فان سلوك أبي المحاسن كان طريفا للغاية! فعندما قدموا له سعيد بهجت (مدير المدرسة) فان أبو المحاسن قال مسرعا: "مسعود إنشاء الله وتنعم البلاد بخدماته". وعندما قدموا له المعلم توفيق، فانه قال مسرعا "موفق إنشاء الله". وعندما استعرضوا أمامه المعلم صادق الاعرجي، فنراه يقول بسرعة أيضا "صادق الكلام ولا شك صادق الجنان". وفي مجرى ذلك كان ينظر ويتلفت كأنه يقول "أرأيت! كم أنا قدير في ارتجال القوافي المناسبة". لكنه حلما قدموا له معلم الانجليزية داود مينا، فان سرعة البديهة لم تسعفه في نسج القافية والسجع، عندها كرر السؤال ثلاث مرات عن الاسم من اجل إعطاء نفسه فسحة من الوقت للبحث عن صيغة مناسبة لكنه لم يفلح. عندها قال: "خوش اسم"!(أي اسم جيد).
بينما نراه في معرض تقييمه لشخصية "بحر العلوم" الطباطبائي، فانه يضعه ضمن سياق الحالة العادية والبسيطة التي لازمت تصنيع الألقاب الرنانة الفارغة. وفي زمن الطباطبائي، نشر كتاب (سر تأخر المعارف في العراق)، الذي كان يهدف أساسا الى تشويه سمعة الحصري. وهو كتاب مليء بالافتراءات والكذب. ويعكس، كما يقول الحصري "المستوى العقلي والأخلاقي لأبطال الدعايات والمشاغبات".
لكن الأمر يختلف نسبيا في موقفه من محمد رضا الشبيبي، الذي كان وزيرا للمعارف عام 1924،و 1935،و 1938،و 1941. فقد اعتبره الحصري شخصية أدبية كبيرة وواسعة الإطلاع. لكن معارفه غير مؤسسة. فقد كان محمد رضا يتهم الحصري بأنه يدعو للعلم فقط ويعزل الدين عن المدرسة. على عكس ما كان يدعو هو إليه مما اسماه "بالتربية الروحية والثقافة الشعبية". ويعتبر أن مذهب الحصري هو القومية التي هي مصدر الخلافات والحروب، كما أنها تتعارض مع الإسلام.
إننا نقف هنا في الحصيلة أمام ما يمكن دعوته بمرحلة النشوء والتكون الأولية للدولة العراقية والنخب. من هنا تداخل وتجاذب مختلف المستويات والنزعات فيها، مع سيادة البنية التقليدية في الوعي والمواقف والقيم. وقد صور الحصري ما يمكن دعوته بالحالة العقلية لرجال الدولة آنذاك من خلال صور عديدة اكتفي هنا بحادثتين نموذجيتين في تعبيرهما عن هذه الحالة، والأولى هي التي نقلها عن رئيس الوزراء عبد الرحمن النقيب، الذي غضب مرة غضبا شديد وكان يردد قوله: "هذا لا يجوز لا يجوز حتى لو كانت رضيعة!". عندما علم بان فتاة في الخامسة من عمرها ألقت قصيدة الخنساء وهي على ظهر جمل كما في سوق عكاظ. والثانية عندما اشتكى مرة عنده جعفر الشيبي، عن ضعف مستوى مدارس الجعفريات للبنات، فأجابه الحصري: لا توجد معلمات مؤهلات جعفريات. لدينا مسيحيات فقط. وانتم لا ترغبون بذلك! عندها أجابه: "نعم نحن لا نرغب بمعلمات مسيحيات".
إن هذه الصورة المباشرة وغير المباشرة، بما في ذلك من حيث دقائقها العديدة والمتنوعة التي ينقلها الحصري بأمانة، تكشف في الوقت نفسه عما أراد قوله وما كان يسعى إليه. والمقصود بذلك التأسيس لقيمة المدرسة الحديثة وأهميتها بالنسبة لبناء العراق الجديد. كما أنها تحتوي من حيث الإمكانية على مشروع إرساء مؤسسة إنتاج النخب المتنوعة. بمعنى عمله من اجل تصنيع النخبة الوطنية والقومية بوصفها عملية تربوية طويلة الأمد. وفي هذا كان يكمن سر معارضته الفعلية للراديكالية السياسية. وضمن هذا السياق يمكن إدراك قيمة الحصري التاريخية والفكرية بالنسبة للعراق في مرحلة صيرورته الأولى وبالقدر نفسه بالنسبة لمشروع المستقبل بوصفه مشروع بناء المدرسة. فالعراق بلا مدرسة حديثة هو في أفضل الأحوال كتلة ملونة بألوان لا ذوق فيها شأن عينات النخبة السياسية التي صورها الحصري. بمعنى المراوحة في زمن لا تاريخ فيه، أي دوران في فلك دورة بلا معنى، ومن ثم اقل فائدة حتى من عمل حمار السقاء في عصر العلوم والتكنولوجيا الحديثة!
وضمن هذا السياق يمكن القول، بان مأثرة الحصري بالنسبة للعراق تقوم بالذات في كونه استطاع تحويل غبار الزمن الهائم في خراب العثمانية الى ذرات التراكم الضروري في صرح التربية والتعليم. وهي المهمة الأكثر تعقيدا وأشّق بالنسبة للعقل والروح والجسد. وذلك لأنه حاول إرساء أسس العلم والتربية العلمية في ظل واقع يتسم بقدر هائل من البؤس والتخلف. وفي الوقت نفسه يقف أمام هوية غريبة من حيث مذاقها بمعايير الوعي التاريخ القومي، ألا وهي إنهاض مركز الفكرة العربية الثقافية من سباته الطويل وإحياء مكوناته المنسية، وتفعيل ذاكرته الخاملة وإحياء ما كانت تبدو على ملامحه سكرة الموت! وضمن هذا السياق، يمكن القول، بان مشروع الفكرة الوطنية والقومية العربية التي حاول التأسيس لها عبر منظومة التربية والتعليم، وإرساء أسس التربية والتعليم عبر موشور الرؤية الوطنية والقومية، كانتا تحتويان بقدر واحد على ما يمكن دعوته بفكرة النبل والنبالة الضرورية في زمن خروج العراق الجديد من دهاليز العثمانية المظلمة.
فقد وصل الحصري الى عراق لا عراقة فيه. والشيء الوحيد الناتئ فيه هو عروقه المتوترة وشبه اليابسة كما لو أنها الشيء الوحيد الذي يحتوي على مجاز التأويل وصورة التمثيل الواقعية. وليس مصادف على سبيل المثال أن يقف الحصري في بداية الأمر بالضد من إنشاء المعاهد والكليات وكلية الطب بشكل خاص. وبنى موقفه هذا على أساس رؤية واقعية. فعندما جمع المعلومات عن المدارس الثانوية وعدد الخريجين توصل إلى ضرورة تأجيل إنشاء المعاهد والكليات على الأقل لمدة خمس سنوات. إذ لم يجد في العراق آنذاك سوى مدارس ثانوية من حيث الاسم. أما من حيث حقيقتها فقد كانت اقرب إلى مدارس متوسطة. بعبارة أخرى، أن العراق الذي أول ما نشأت فيه، بالمعنى التاريخي والحضاري العالمي، الكتابة والمكتبات والمدارس (والجامعات أيضا بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة، زمن الخلافة العباسية)، لم يكن زمن وصول الحصري أكثر من خرائب موحشة وخرائط بلا معالم، باستثناء تلك الهوية العائمة وراء سحاب الذاكرة والوعي التاريخي التي ينبغي إعادة نحت مكوناتها الجديدة.
فقد شاءت الصدفة أن ينتقل الحصري الى العراق في مجرى ولادته القيصرية بعد انهيار السلطنة العثمانية. وان ينحصر فيه، كما لو انه الفضاء الذي كان ينظر طيرانه فيه لتحقيق فكرته القومية بوصفها فكرة تربوية. لكن ذلك لم يقلل أو يضعف أسلوبه النقدي والواقعي في التعامل مع الأحداث، كما لم ينقل تصوراته تحت ضجيج الصخب الناشئ من ظهور العراق الى ميدان التباهي الأيديولوجي والخيال السقيم! على العكس! لقد شحذت وغلّبت الرؤية الواقعية والعقلانية. وقد يكون اهتمامه الجوهري بقضايا التربية والتعليم هو المحك والدليل الأكثر دقة بهذا الصدد. إذ وجد فيه ميدانا لتحقيق الفكرة القومية بوصفها فكرة مدنية ونموذجا جديدا لدولة الحديثة والمجتمع الحديث من جهة، وكذلك أسلوبا ضروريا للرقي الشامل بالفرد والجماعة والمجتمع والقومية والأمة. وليس مصادفة أن تكون إحدى همومه الخفية والكبرى آنذاك محصورة في كيفية إنهاء خدمات المستشارين (الانجليز)، وبالأخص أولئك الذي كانت مساعيهم ترمي الى "انجلزة" التعليم بما في ذلك العمل من اجل أن يكون التعليم باللغة الانجليزية في المدارس الثانوية (كما كان الحال بالنسبة لمساعي وعمل المستشار الانجليزي الكابتن فاريل (Farell)!
وضمن هذا السياق أيضا يمكن النظر الى رؤيته النقدية تجاه التجربة المصرية التي كانت تجسد آنذاك المستوى الأفضل والأرقى لتربية والتعليم في العالم العربي آنذاك، سواء من حيث تأثرها بالتجربة الانجليزية أو من حيث وضعها نظام التعليم بالعربية. لهذا نراه يعمل من اجل توظيف التجربة المصرية والاستفادة منها بوصفها التجربة الأولى من نوعها في العالم العربي فيما يتعلق بالتعليم باللغة العربية. وفي نفس الوقت نراه يحدد جملة من المواقف النقدية تجاه ما اعتقد انه يضعف العملية التربوية والعلمية. وحصر ذلك في سبع قضايا أساسية بالنسبة آنذاك وهي: إن العلوم الطبيعية غير مشمولة بالدراسة في الابتدائية، وأن التفرع العلمي والأدبي يجري فيها قبل الأوان في المدرسة الثانوية، إضافة الى قلة الاعتناء بالتاريخ، وكذلك تعليم الحروف العربية واللاتينية في آن واحد، وسوء حالة الأقسام الداخلية إضافة الى قلتها، وكذلك عدم توحيد المصطلحات العلمية، وأخيرا دعوته الى ضرورة تعليم الكهول والقضاء على الأمية ككل.
وقد وضع الحصري هذه الرؤية النقدية والواقعية في أساس تخطيطه للتربية والتعليم في العراق. وانطلق في تخطيطه هذا من واقع العراق والعالم وطبيعة التغيرات الجارية فيه. وكتب بهذا الصدد يقول، "نحن نعيش الآن في أسوأ ظروف السياسة العالمية وأضرها بالمصالح العربية في سوريا والعراق، وبالأخص بعد خروج روسيا من اللعبة والصراع والتحكم شبه الكامل من جانب بريطانيا وفرنسا. وبما انه كان يدرك بان هذا الواقع ليس ثابتا بل عرضة للتغير، من هنا دعوته للعمل "دون أن نأمل في أية مساعدة مادية ومعنوية من أية دولة من دول عصبة الأمم" . ذلك يعني انه رفع فكرة الاعتماد التام والكامل على النفس الى مصاف المرجعية النظرية والعملية في كافة المادين. ووجد في ميدان التربية والتعليم المحك الضروري لهذه الرؤية وأسلوب تحقيقها أيضا. وجسد تخطيطه (إستراتيجيته) للتربية والتعليم في العراق هذه الرؤية. ووضعها ضمن نقاط أو شروط أولها العمل وفق خطة تحدد الغاية والوسيلة الضرورية والكيفية. ومن ثم ضرورة الخطط الانتقالية. على أن تكون الصيغة الملموسة ملازمة دوما لوضع الخطط وتطبيقها. وبالتالي، تغيير المناهج مع كل درجة في الارتقاء. وتطبيق برنامج التربية والتعليم بالشكل الذي يأخذ على الدوام وحدة الوجهة العلمية والقومية رغم وجود قوة الأجانب . من هنا فكرته عن ضرورة العمل من اجل التخلص من ثقل وسيطرة المراقبين والمستشارين (الأجانب). إضافة إلى مهمة بحث المشاريع بحثا دقيقا والتسلح بالمنطق قبل عرضها، وأخيرا العمل بهدوء ودون ضجيج مع إخفاء الغرض النهائي أحيانا.
من هنا يمكن فهم سياسة الحصري الداعية الى وضع أسس جديدة للمدرسة العراقية، وإعارة الاهتمام الأولي والكبير والجوهري بالمدرسة قبل المعاهد والكليات. بعبارة أخرى، انه أراد إرساء أسس متينة للتربية والتعليم. والمدرسة هي أساس كل شيء في الدولة الحديثة والعصرية. وضمن هذا السياق يمكن فهم سبب وقوفه في البداية بالضد من إنشاء المعاهد والكليات. وجعل من الاهتمام بدور (معاهد المعلمين) الأولية الثانية الكبرى، وبصفها المدرسة الكبرى أو المصدرية للمدرسة العامة (الابتدائية والمتوسطة والثانوية والإعدادية والمعاهد والجامعات). وكانت سياسته هنا مبنية على أساس تحسين الموجود منها وليس تكثيرها، أي أولية النوعية على الكمية. لهذا نراه في بدايته يقف بالضد من إنشاء معاهد معلمين في الموصل والحلة وغيرها من المناطق لأنه كان يسعى إلى توحيدها في البداية في بغداد من اجل صهر الجميع في بوتقة الوطنية، والقضاء التدريجي على فكرة المذهبية الضيقة عبر العيش المشترك والتربية المشتركة . وينطبق هذا أيضا على موقفه للحيلولة دون تأسيس كلية الطب قبل نضوج الظروف. كما وقف بالضد من إنشاء معاهد معلمين في الموصل والحلة وغيرها من المناطق لأنه كان يسعى إلى توحيدها في البداية في بغداد من اجل صهر الجميع في بوتقة الوطنية والقضاء التدريجي على فكرة المذهبية الضيقة عبر العيش المشترك والتربية المشتركة .
لقد كانت سياسة الحصري بهذا الصدد مبنية على أساس توحيد التربية الوطنية والقومية، والتعليم الدقيق الحديث. من هنا نرى محاولاته الساعية نحو توحيد التربية المدرسية على أسس وطنية، بما في ذلك إضعاف دور رجال الدين والدين نفسه أيضا من التدخل في شئون التربية والتعليم، إضافة الى إلغاء الطائفية (السنية والشيعية) في المدارس. لهذا نراه، على سبيل المثال، يجد الحل الأنسب من بين الكتب الداعية لتذليل النعرة الطائفية والذهبية، ما وضعه هبة الدين الشهرستاني في كتابه (توحيد أهل التوحيد)، أي الحديث عن المشترك فقط.
طبعا إن سياسة الحصري المبنية على أساس فلسفته القومية ورؤيته لكيفية تحقيقها في مجال الدولة الوطنية، لم تكن أيديولوجية الطابع. على العكس أنها كانت تتصف بقدر كبير من المرونة والواقعية. من هنا أخذه بنظر الاعتبار واقع العراق ومحيطه العربي والسياسة العالمية للدول الاستعمارية آنذاك (بريطانيا وفرنسا). وليس مصادفة أن تكون أفكاره العملية قد تبلورت أيضا في مجرى صراعه مع الانجليز في مجال التربية والتعليم. ألا أن المبادئ العامة لهذه السياسة ظلت كما هي، وهي الدعوة لوحدة التربية والتعليم، وضرورة التعليم العربي (لغة ومضمونا)، والإسراع بتكوين دولة عربية عراقية (حكومة عربية). وليس مصادفة أن كان الانجليزي فاريل Farell المستشار البريطاني آنذاك لشئون التربية والتعليم في العراق يصف الحصري بالشخص "المثالي والمؤدلج" . أما في الوقع، فان رؤية الحصري كانت تتسم بقدر كبير من الواقعية والعلمية. بمعنى أنها أخذت بنظر الاعتبار واقع نشوء العراق الجديد، وفكرة الدولة الحديثة وأهمية الفكرة الوطنية والقومية بالنسبة للمشروع التربوي والعلمي. من هنا تفريقه وموازاته بين سياستين في التربية التعليم، الأولى وهي ما اسماها بالسياسة العليا والمقصود بذلك السياسة الداعية الى تربية الروح الوطني والقومي التي وضعها في صلب التربية والتعليم. والثانية هي ما اسماه بالسياسة العادية، أي ما هو متعلق بالإدارة والحكم والأحزاب، التي دعا الى إبعادها عن المدرسة. بمعنى وقوفه الى جانب سياسة الفكرة الوطنية والقومية بوصفها فكرة تأسيسية ضرورية في الدولة الحديثة لما فيها من أسلوب وحيد لإلغاء البنية التقليدية بكافة أشكالها ومستوياتها، ومعارضته لتدخل الأحزاب والأيديولوجيات في إدارة شئون التربية والتعليم. لهذا نراه يضع هذه الأفكار في أساس برنامجه اللاحق في العراق والقائم في كل من استعمال كافة الوسائل من اجل تقوية الشعور الوطني والقومي، وبث الإيمان بوحدة الأمة العربية. وبالمقابل تصفية المدرسة ومؤسساتها ومسار التربية والتعليم من كل ما يعترض مساره الطبيعي. وهي عملية صعبة بفعل كثرة الخراب والحطام الذي ينبغي إزالته وتنظيف الطرق منه من جهة، وبسبب انعدام الكادر الوطني والقومي المؤهل من جهة أخرى. لهذا نرى الحصري يصارع ظاهرة تزوير الشهادات، وتزوير النخبة السياسية في مجال التربية والتعليم بقدر واحد!. وقد أورد طرائف عن الأولى مثل كيف أن اليهودي بسام مدير مدرسة الاليانس الإسرائيلية كان يبع الشهادة مقابل 50 روبية، بينما كان كيدوريان (الارمني) مدير المدرسة السلطانية العثمانية، يبعها مقابل 30 روبية. أما الشيخ شكر مدير المدرسة الجعفرية فكان يعطيها مقابل "في سبيل الله" .
أما الحصري، فانه وجد السبيل الوحيد والواقعي والأمثل بالنسبة لإرساء أسس متينة للمدرسة العراقية عبر إبعاد المزيف أيا كان شكله ومحتواه ومصدره وشخصيته من عالمها، والاعتماد الى العلم ومستلزماته كما هي، بوصفه الأسلوب الأمثل والوحيد لتأسيس النخبة الوطنية والقومية في العراق. ومن خلالها تطوير المدرسة بوصفه الأسلوب الوحيد للاعتماد على النفس فقط. وهذا هو طريق الحقيقة كما انه طريق الحق والعدل والحرية وكل القيم المتسامية والضرورية في العالم المعاصر، بل في كل عالم إنساني حي. الأمر الذي يجعل من تجربة الحصري قيمة حية وإنسانية ووطنية وقومية وعلمية ضرورية دوما وفي ظروف العراق الحالية خاصة.
***






#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة طه حسين وبلاغة الثقافة العربية
- شخصية طه حسين وإشكالية الاستلاب الثقافي!
- الولادة الثالثة لمصر ونهاية عصر المماليك والصعاليك!
- مصر والمنازلة التاريخية الكبرى
- الإرادة والإلهام في انتفاضة مصر
- حسني مبارك – شبح المقبرة المصرية!
- ياسمين الغضب التاريخي
- إسلام -فاشي- أم يسار فاشل؟
- الانقلاب التونسي ومشروع المستقبل
- الحوار المتمدن وقضية الاحتراف المعرفي
- تيار (دولة القانون) ومشروع مركزية الدولة والهوية الوطنية
- دولة القانون وقانون الدولة
- -افتراق الأمة- بين التاريخ والثقافة(2-2)
- -افتراق الأمة- بين التاريخ والثقافة (1-2)
- فكرة افتراق الأمة بين التاريخ والسياسة (2-2)
- افتراق الأمة بين التاريخ والسياسة - البحث عن اليقين العقائدي ...
- إشكاليات البديل العراقي ومشروع العيش المشترك
- اجترار الزمن وتبذير التاريخ – التجربة العراقية الحديثة
- الراديكالية والخروج على منطق التاريخ القومي (العربي)
- الزمن الراديكالي وتهشيم بنية الوعي التاريخي للدولة والأمة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ميثم الجنابي - مذكرات الحصري والذاكرة التاريخية السياسية