أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المصطفى المغربي - الرجل الحمار 2















المزيد.....

الرجل الحمار 2


المصطفى المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


الرجل الحمار

جاؤوه تلك الليلة بامرأة،هي أول امرأة سينفرد بها في حياته،فقد زوجوه أخيرا بنت قدور المش(القط) من الدوار المجاور،لم يسبق له أن رآها ،فقط لما تكلمت أمه في الموضوع صار يسألها عنها،،فكانت تجيبه:
امرأة و السلام،ماذا تريد أكثر،،،
في تلك الليلة استحم مع أقرب صديقيه في حمام المدينة،و عاد إلى البلدة قبل المغرب بقليل،عاد بلباس العرسان،جلباب و بلغة.استقبل بحفاوة الملوك،بطيب الزهر و الحناء و الحليب و التمر و البيض ،فهوسلطان العزارة(العزاب) تلك الليلة،،،
جاؤوه بها بعد العشاء بقليل ،أدخلوها كوخ الزوجية ،انفردت بها في البداية ثلاث نسوة مجربات في الحياة، عادة ما تكون العمات أو الخالات ،أعطينها نصائح و تقنيات محددة لمواجهة الرجل لأول مرة على انفراد، من أجل أن تسيل الدماء و بأي ألم،،
بعدها بقليل جاء وقت دخوله عليها،جاؤوا به تحت مهرجان من الأغاني و الأهازيج الشعبية الممجدة لسلطان زمان البلدة ،أدخلوه و أغلقوا باب الكوخ خلفه، وبقي أمام الباب حارسان،امرأة و رجل يتصفان بثقة أهل العريس و أهل العروس،بينما توزع الآخرون في أرجاء الحفل في انتظار أن يأتيهم العربي(هكذا كان اسمه) بدم شرف القبيلة،،،
مر وقت طويل و لم يصدر خبر عن سروال العروسة،دبت في الحفل وشوشة و همهمة ، تهامس الحاقدون و شمت الشامتون و بدأت الإشاعات تنتشر،و صلت الأصداء للأب الذي كان مع جماعة البلدة في الخيمة الكبيرة للحفل ،خارج المسكن ينتظر أن تتناهى إلى سمعه الزغاريد، لكن هيهات!
عاد مسرعا إلى المسكن يستطلع الأمر،التقى بابنه الثاني أمام المدخل ، سأله إن كان أخوه قد أنجز المهمة،فأجابه بالنفي، غضب بشدة لما عرف أن السبب من ابنه، وقفل راجعا إلى خيمة الجماعة ،مر قريبا من مربط الحمار، أحس بشيء يتحرك صعودا و هبوطا في الظلام، اقترب فرأى حماره الأشهب في أقصى حالات الاستنفار الجنسي و عضوه التناسلي يصعد و يهبط كخرطوم فيل،،
وقف أمامه،ضحك أول الأمر، تأمل برهة، ثم قال مخاطبا الحمار بنبرة فيها حسرة و مرارة:
لا رجل في هذا المسكن إلا أنا وأنت أيها الأشهب،،،

الرجل الحمار2

وقف أمامه،ضحك أول الأمر، تأمل برهة، ثم قال مخاطبا الحمار بنبرة فيها حسرة و مرارة:
لا رجل في هذا المسكن إلا أنا وأنت أيها الأشهب،،،
سادت المسكن فوضى عارمة،،نشبت معارك هامشية بين النساء،،،تباذلن الاتهامات باقتراف أعمال السحر،،،بعضهن ربطت القضية بالعين،،بينما أقران السلطان جعلوه محط سخرية و القريبون منه أكدوا عجزه مرات عند بائعات هوى في المدينة القريبة،،
بدأت الأفراح تفتر ،،و توقفث الفتيات عن الغناء،،،أسرع رب المسكن في تقديم وجبة العشاء الدسمة لضيوفه،،ثم انفض الجمع،،
في الأيام الموالية انتشر في البلدة أن العربي مسحور،و مقيد القدرات الجنسية بفعل عمل شيطاني لإحداهن،قد تكون امرأة و قد تكون جنية،،و صاروا كلما رأوا واحدا من أفراد أسرة العربي تحرك لجهة ما،أو غاب يوما ما يقولون أنه ذهب لفك طلاسم سحر العربي،،
و راجت في البلدة أسماء فقهاء و مشعودين و أولياء صالحون في مدن بعيدة،،قد يوفون بالغرض،،و بدأ الكثيرون يقدمون مشورتهم للعربي،،،لكن العربي قطع الشك باليقين،،،في صباح يوم حار ،،لم يظهر له أثر،،،غادر البلدة تحت جنح الظلام إلى وجهة لم تعرف إلا بعد حين،،،،،
ظلت بنت قدور في كوخ الزوجية لشهور،و في صباح ربيعي لم يظهر لها أيضا أثر،،غادرت بدورها إلى وجهة لا تعرفها حتى هي،،
فلم يسبق لها مغادرة البلدة أبدا سوى مرة واحدة إلى سوق القرية عند الشيخ المختارالبيطار لكي ركبتها التي تؤلمها كما ادعت ،،،
لا يمكنها أن تعود لأسرتها،،،فذاك عار ما بعده عار،،،عليها أن تمكث في كوخ الزوجية حتى ظهور زوجها،،،هكذا تقتضي أعراف البلدة،،أما العربي فغادر قبلها إلى المدينة الكبيرة عند ابن خالته الذي غادر البلدة صغيرا و لطالما حاول ترغيبه في الهجرة،،،فوجدها فرصة ليختبر وعود ابن خالته،،
و هو ينزل بتلك المدينة العملاقة وجد نفسه كمن تم تهريبه إلى مكان مجهول،سار في الشوارع مبهورا و خائفا،،بخطوات مرتبكة،و هو يتطلع للبنايات لمح عمال بناء في إحدى الدور الجديدة،،فدلف إليهم يسألهم عن ابن خالته البناء،،،
سخر العمال من أسئلته فالمدينة عملاقة و البناؤون فيها بالآلاف ،،،قالوا له إنه كمن يبحث عن إبرة في أكوام التبن،،،أدرك بطبيعته البدوية معنى المثل، فنسي ابن خالته وحاول تدبر أمره بالعمل معهم،،،
و فعلا شغلوه و أسكنوه معهم بشكل مؤقت حتى يتدبر امره،،،،
مرت شهور و شهور،،خبر فيها العربي كثيرا من أسرار المدينة العملاقة،،،اشتغل مع الكثيرين،،
تقلب في أشغال مختلفة،فهو الحمار الذي يصلح لكل الأشغال،صار له أصدقاء و معارف كثيرون،،،لكن لا أحد منهم استطاع أن يصل إلى مكنون العربي و عذابه،،،هو لم ينس عذابه،،بل حمله معه أنينا و فاجعة، دون أن تكون له الجرأة ليبوح به لأحد،،،
في يوم ربيعي جميل ،،لم يشتغل بل قرر التجول و سط المدينة،،وفي أحيائها الراقية،وهو يسير بمحاداة المحلات التجارية و المقاهي و المطاعم المتلألئة بالأضواء نهارا،وجد نفسه متوقفا أمام حانة يتأمل السكارى،فكر مع نفسه:لم لا يدخل؟؟و دخل
اتخد له مكانا في إحدى الطاولات كما رأى الزبناء يفعلون،،،طلب شرابا كذاك الذي تناوله مرة مع أحد أصدقائه ،،صار يشرب و عيناه تجولان في أرجاء المكان،،،اكتشف أنه في حانة كبيرة،،،كما لمح كثيرا من النساء في ملابس فاضحة،،،استغرب للأمر في الأول و شعر بخجله البدوي و تدكر فاجعته،،،ثم ما لبث أن لعبت الخمرة برأسه فراح يفك عن نفسه الحجب شيئا فشيئا،،صار يدندن باغانيه البدوية بصوت خفيض يرتفع شيئا فشيئا كلما زاد الشرب،،،أحيانا كان يشعر بالغثيان فيحني رأسه،،فجأة و هو يرفع رأسه من إحدى انحناءاته وجد أمامه امرأة تجلس في المقعد المقابل له تماما،،،وجهها لوجهه،،،ابتسمت له و بادرته بالسؤال:
أتقبلني رفيقة لك بعض الوقت؟؟؟
تجمد في مكانه و انحبس الكلام في حلقه،صحى كليا من السكر،،و تمنى لو أن الأرض تبتلعه،،،
لم يستطع إطالة النظر فيها،،كانت المرأة في كامل غنجها،،و عطورها القوية تملأ المكان،،صمته و خجله جعلاها تتأكد من أنها بصدد صيد ثمين،،،
أريد بيرة ،،،قالت،،
ناولها واحدة دون أن يتمعن في وجهها و ظل مندهشا صامتا،،،
و ضعت البيرة امامها،،أشعلت سجارة،،،أخدت نفسا طويلا،،،و هي تنفت الدخان سألته:
اظنها قست عليك اليوم،،،؟؟؟
من هي؟؟؟
زوجتك أو صديقتك،،لافرق
كان هذا كافيا لتنهمر دموعه كطفل منهار،،،لم يعرف ما يفعل،،،و كأن الأرض تطبق عليه،،
صرخ في وجه المرأة: من أتى بك لتوقضي مواجعي؟؟من رماك علي ،،،؟؟؟
حاولت المرأة مسح دموعه المنهمرة،،،شعر بدفئها فانفتحت أساسيره و صار يتأمل وجهها،،،
و يبكي حاله،،،حينها فهمت المرأة أنها ليست أمام صيد ثمين إنما أمام حالة إنسانية تتكرر أمامها كل يوم،لرجال موجوعين،مهزومين،،،،،و لأنها اليوم لم تلو على شيء فقد قررت ان تضمن المبيت و العشاء على الأقل،،،
سألته إن كان له مأوي تأوي معه إليه،،،
زاده السؤال وجعا على وجع،،،ماذا سيفعل بها و هو العاجز كبغل؟؟ لعلها تصر على توريطه و فضحه،صار عنده شك بأنها ربما تعرفه،هكذا فكر،،،
لم تمهله كثيرا بل أمسكت بيده و قالت:
هيا انهض،،لنذهب إلى مكان أحسن،و نبكي على راحتنا،،،
خرجا من الحانة،،سارا في الشوارع،،كان المساء قد بدأ يخيم على المدينة،،،طلبت منه العنوان و أوقفت سيارة أجرة أوصلتهما إلى الحي الذي يسكنه العربي،،،حكى لها في الطريق أنه يسكن غرفة مع الجيران يتقاسمها مع صديق له سافر إلى بلدته في تلك الليلة،فوجدها فرصة ليستضيفها و تؤنسه في وحدته،،، ،،
اقتنيا بعض ما يلزمهما من أكل و شرب و دخلا الغرفة،،،
خيم الصمت مجددا على العربي،،،و ظل شارد الدهن،،،بينما انشغلت المرأة بإعداد المائدة،،،و ضعت الأكل و الخمر و جلست بجانبه و راحت تستفز غريزته بضحكاتها و نكتها الفاضحة الغبية،،و حكاياتها المكرورة،،،و ظل العربي يشرب في صمت كمن ينتظر القيامة،،،
ضاقت درعا بصمته فقالت:
أراك مهموما و حزينا،،اشم رائحة احتراق،،
قال:
هي القلوب تمشي على الجمر
هي تحترق،،
هل تذوقت يوما طعم شواء القلوب؟؟؟
قالت
لم يعد لي قلب ليحترق
فانتبه إلى قلبك
فقد وصلتني الرائحة،،
قال
أنا أيضا بلا قلب و بلا مجد،،
و بلا رجولة،،
أخرج الكلمة الأخيرة بصعوبة،،،ثم عاد للبكاء المر،،،حينها فهمت المرأة تعقد الحالة التي أمامها و هول الفاجعة،،،مسحت دموعه،،،قبلته،، ضمته إليها،،صار في أحضانها كإسفنجة اقتربت من النار،،،شيئا فشيئا شعر بحرارة غريبة تغزو جسده و تحرض خلاياه على الاستنفار،،،أحس بشيء لم يحسه أبدا،،،شيء ما يتغلغل في الجسد فيجعله بركانا من المشاعر الغامضة الهائجة،،انتفاضة عارمة لكل الأحاسيس ،،،رغبة كبيرة في الأمساك بشيء ظل يهرب منه زمنا طويلا و صار على مرمى عضوه التناسلي،،،تحسس عضوه التناسلي،،وجده في كامل حيويته،،،،لم يصدق نفسه،،، رمى المرأة بعيدا بكلتا يديه ثم جلس على الأرض فاتحا رجليه ،ممسكا بعضوه التناسلي وهو يصيح:
أنا رجل،،أنا رجل،،
قهقهت المرأة و سالته ساخرة:
و ماذا سيقول الحمار؟؟؟؟؟؟؟؟
14-03-2011



#المصطفى_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة الحياة
- نشيد للعمة أمريكا
- الرجل الحمار
- بعدك يا مصر،،،
- هنيئا له،،
- السنونو و الملك
- يا تونس،،
- إدماج
- أنت دائما،،
- كذب حبي،،،،،
- لا أقول شيئا
- إنانا
- فتاة المطر
- لتسقط السماء من ذاكرة الأشجار
- إلى سمحة-ابنتي التي لم ألدها-
- ريش
- خوف الفئران
- مشانق و مناجل
- قرارات حاسمة


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المصطفى المغربي - الرجل الحمار 2