أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سليم مهدي قاسم - لعبة السعودية في مصر .. الاضرحة مقابل ايران















المزيد.....

لعبة السعودية في مصر .. الاضرحة مقابل ايران


سليم مهدي قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 21:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



يجب الاعتراف ان اجمل الثورات التي تشكلت في المنطقة على مدار تاريخها ، هي الثورة المصرية ، فهي الوحيدة التي حافظت على زخمها وقوتها ورسوخ مبادئها وتشكلها من خلال فكرة الجماهير التي تتحرك بواسطة شبكة الاتصال الحديثة ، وهي بذلك تنتمي الى عصر جديد وفكر جديد وحياة جديدة ، كما ان عدم تقاعسها في التمسك بشروط الحياة المدنية التي تشكل البنية الاساسية في المجتمع المصري ، هي التي جعلت الثورة تلاقي الاحترام من قبل الجميع سواء على مستوى الداخل او الخارج .
بنية المجتمع المصري مدنية بامتياز وهي الاقدم والاعرق في المنطقة والعالم بعد الحضارة السومرية البابلية ،وعلى مدار القرون منذ الحضارة الفرعونية وحتى الان ، تشابكت هذه البنية مع بنية اخرى ريفية ولكنها في النهاية كانت دائماً تنتصر لنفسها وتخرج كما لو انها تحتفظ بطينها الاول ، طين الحضارة والمدنية ، هذه المدنية المصرية ، كان البحر دائماً فاصلاً بينها وبين البدو حيث السعودية ( وانا هنا لا اريد ان اقلل من اخلاق البداوة ، وانما فقط انبه الى اختلافها بنية وتركيباً عن الحضارة المدنية والريفية ) ، كان هذا البحر هو الفاصل بين حضارتين ففي اوقات معينة كانت هاتان الحضارتان تبحثان عن عناصر مشتركة تجمعهما ، وفي احيان اخرى تفترقان وتتهدم الجسور بينهما ، وقد لعب الاقتصاد عنصراً فاعلاً في طبيعة هذه العلاقة ، والذي كثيراً ما انعكس فعلياً على تركيبة المجتمع وهيكليته ، ولعل الشد والجذب الذي حصل ولازال بينهما ، هو تزعم مرجعية المذهب الاسلامي السني بين الازهر في مصر والمذهب الوهابي الذي لا يملك هيكلية تنظيمية كما هو في الازهر والذي شكل حجر الزاوية في الالتقاء والافتراق بين هاتين المرجعيتين ، ثم أنّ تاريخ مصر الفرعوني وفيما بعده الفاطمي انعكس على طبيعة المذهب السني الذي كان ميالاً الى التصوف على العكس من المهذب الوهابي الميال الى السيف بسبب طبيعته البدوية ، كلّ هذا جعل التحول في بعض الاحيان الى طبيعة دراماتيكية تنعكس سلباً على مصائر الناس .
ثمة ثلاثة احداث ، حدثت في الايام الاخيرة ينبغي علينا الربط فيما بينها .
أول هذه الاحداث هو التصريح الذي قاله وزير الخارجية المصري الجديد نبيل العربي ، والذي اشار فيه بان مصر بعد الثورة ليس لديها مواقف مسبقة مع ايران وهي على استعداد لفتح صفحة جديدة مع هذا النظام ، ومثل هكذا تصريح يثبت بان الثورة المصرية ليس ثورة داخلية فقط وانما هي ثورة خارجية ، بمعنى ان سياستها الخارجية ايضا في طريقها الى ثورة عظيمة شبيهة بالثورة الداخلية ( وانا هنا لا اقول بأن النظام الايراني ، نظاماً مسالماً بما يخص الجيران العرب ، بل على العكس كان النظام في ايران هو الآخر مثله مثل السعودية ، كثيراً ما كان جزءاً من العنف الذي اصاب المنطقة ) ولكن ما اردت ان اقوله هو أنّ الثورة في مصر تريد ان تبني علاقات سلمية مع الجميع ، خاصة وان مصر لا تصل اليها الايدي الايرانية ، وبالتالي فإنها كانت في زمن مبارك ، تتحرك وفق اجندة المنطقة لا اجندتها الداخلية ، وهذا ربما اشدّ ما كان يربك السياسة المصرية الخارجية ، بعد ان جعلت نفسها مربوطة بحبل الى عمود السياسة السعودية المزروع في وسط الصحراء ، التي ترى في ايران الشيعية مصدراً مهما لزعزعة مكانتها التاريخية والمذهبية والسياسية في المنطقة ، وكثيراً ما استعانت بالعنصر المصري باعتبار مصر دولة تملك من الثقل ما لا تملكه السعودية نفسها ، ولعل احداث البحرين بكل تفاصيلها ( الثورة .. حسن نصر الله .. ايران .. درع الجزيرة .. ) وغياب الدور المصري في كل هذه الاحداث شكل عنصر مفاجأة للسعودية التي رأت نفسها وحيدة في هذه الاشكالية ، وهذا دليل كبير على تغير السياسة المصرية الخارجية .
الحدث الثاني المهم هو قيام الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وخلال خطابه بعد المظاهرات التي خرجت في السعودية من الطائفة الشيعية هناك ، ثم تحريمها من قبل هيئة كبار العلماء ،وعدم تدخل الازهر في هذه القضية هو الاخر شكل عنصر مفاجأة للجانب السعودي ، جعلت الملك وخلال خطابه بأن تكون هيكلية تنظيمه لما يعرف بهيئة كبار العلماء وموضوعة الافتاء ايضا، وكأنه بهذا الاعلان يحاول ان ينظم هيكلية تشبه في مرجعتيها الى حد بعيد هيكلية الازهر ، وهذا يؤكد بأن مصر بشكلها الجديد وحتى بهيكليتها الدينية لم تعد جزءاً من المذهب الوهابي في السعودية .
الاحدث الثالث وهو الابرز : قيام مجموعات سلفية في مصر بالاعتداء على حرمة التراث الشعبي المصري من خلال هدم الاضرحة الدينية او ما تعرف بالمزارات ، حيث قامت هذه المجموعات بهدم اكثر من 200 ضريح في اسبوعين ، بل وصل الامر بالتهديد بهدم مزارات تاريخية في مصر مثل مسجد السيدة زينب وغيرها من المزارات ، ولا يخفى على الجميع بأن هكذا افكار ( هدم الاضرحة ) هي افكار ايدلوجية تعود للمذهب الوهابي في السعودية ، حيث ان هذه الايدلوجية والتي بنيت على اساسها الوهابية بتكفير ( عبدة الاضرحة!!!! ) هي افكار مستوردة على الثقافة المصرية وليست جزءاً لا من الثقافة ولا المذهب السني في مصر ، وقد اعلنها صراحة شيخ الازهر بحرمة ( دينياً ) هدم الاضرحة والمزارات ، ومثل هكذا تصريح مهم جداً ، حيث ان دلالات هذا التصريح ،تقول علانية بأنّ الجسور التي بُنيت بين المذهب الوهابي والسنة في مصر قد تم قطعها تماما ً ، وهذه النقطة يجب ربطها بخطاب الملك الذي تحدثنا عنه في الفقرة الثانية .
بعد كل هذا يجب الاعتراف بأن السعودية منزعجة من الوجه الجديد الذي ولدت فيه مصر بعد الثورة ، وربما مساندتها لنظام مبارك ايام الثورة المصرية على حساب الشعب المصري لأنها كانت تعرف مسبقا من خلال مجساتها التي زرعتها في مصر ، بأن هذا الوجه سيلتفت الى ما يحقق له مصالحه من دون عدوانية مع الاخر اي كان نوعه ، جعلها تنحاز الى ما هو وراء الثورة ، اي الخطوط الخلفية التي ادخرتها لمثل هذه الايام ، وبذلك فان السعودية الان وحيدة تنظر الى الافق فلا تشاهد سوى السراب الذي تعرف مسبقاً انه لن ينقذها من عطشها .
هنا يأتي الدور السعودي الحقيقي في تعكير صفو الاجواء التي تعيشها مصر ، ذلك لتقول لمصر بعد مبارك ، بأنها لديها القدرة على الضغط في تغيير المعادلة ، وانها ليست ببعيدة عن مصر تماما ، وبذلك جعلت خيوطها ( التيار السلفي ) في مصر للتحرك في محاولة لأثبات اليد السعودية في الشأن المصري ، وانا ارى بأن هذا ( التيار السلفي ) في مصر والذي يحاول ان يزرع الفتنة هنا وهناك داخل المتجمع المصري مرّة من خلال المشروع الطائفي مع الاقباط ومرة مع التيارات الدينية الاخرى ، هو تيار سعودي يحاول ان يضغط على القادة في مصر من اجل ان لا تكون قريبة من ايران او اي مشروع اخر ، ترى السعودية انه يجب ان يظل بعيدا عن متناول المصريين .
كنت قد كتبت مقالة قبل ايام ونشرتها في الحوار المتمدن بعنوان (غياب طارق الحميد ... غياب للموقف السعودي ) ، وكنت قد لقت في هذه المقالة ان السعودية لا تملك القدرة على البوح بمواقفها ولكنها تترك طارق الحميد ليتكلم بالنيابة عنها .
هذا اليوم كتب السيد طارق الحميد مقالة في الشرق الاوسط ،اعلن فيها انزعاجه من مصر لما بعد مبارك وخاصة سياستها اتجاه ايران وحزب الله وانزعاج الحميد له ما يبرره ، فبالفعل مصر ما بعد مبارك لا تشبه مصر ما قبل مبارك في سياستها الخارجية ، وهذه المقالة يجب ان لا تقرء على انها موقف طارق الحميد بل هي موقف المملكة العربية السعودية .. ما يحدث في السعودية ما اكثر من الارتباك او العشواء في السياسة ، ومحاولة قتل مصر من خلال زراعة تيار سلفي على هامش مشروع الثورة ، ثورة ضد الثورة المصرية ، ضد كل الشعوب المدنية والحرة في العالم .



#سليم_مهدي_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب طارق الحميد ... غياب للموقف السعودي
- بحثا عن الشيعة .. محاكم التفتيش في دول الخليج
- لا تجعلوا الثورة السورية طائفية
- لتكن الجمعة .. جمعة درعا .. والتي بعدها حرية درعا
- خطاب الملك ... السعودية بعيداً عن الاوسكار .
- البحرين : اسرائيل جديدة في المنطقة
- عار الجزيرة في البحرين
- عقرب ورجل عجوز
- كتابة مسمارية
- المثقف الآن .... طيرانٌ حتى الافق
- مجلس السياسات العليا .. خيبة امل لعلاوي وورطة للمالكي ..
- مظاهرات كركوك .. العنف بداية للقمع


المزيد.....




- بآخر تحديث للجيش العراقي.. هذه نتائج انفجارات قاعدة الحشد ال ...
- شاهد اللحظات الأولى لانفجارات ضخمة داخل قاعدة للحشد الشعبي ف ...
- فيدان: زيارة السيسي لتركيا ضمن جدول أعمالنا
- الميكروبات قد تحل ألغاز جرائم قتل غامضة!
- صحة غزة: 4 مجازر خلال 24 ساعة وإجمالي ضحايا الحرب تجاوز 34 أ ...
- الحرمان من النوم قد يقودنا إلى الإصابة بـ-قاتل صامت-
- مكمّل غذائي شائع يمنع الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا
- العثور على -بكتيريا مصاصة للدماء- قاتلة متعطشة لدم الإنسان
- -واتس آب- يحصل على ميزات شبيهة بتلك الموجودة في -تليغرام-
- لجنة التحقيق الروسية تعمل على تحديد هوية جميع المتورطين في م ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سليم مهدي قاسم - لعبة السعودية في مصر .. الاضرحة مقابل ايران