أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم مهدي قاسم - عقرب ورجل عجوز














المزيد.....

عقرب ورجل عجوز


سليم مهدي قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 20:33
المحور: الادب والفن
    


كتب انكيدو يوم امس على جهاز الايبود الذي اشتراه منذ شهرين من محلات فونا في مدينة مالمو السويدية ما يلي :

لم يَحدثْ الامر مصادفة ، كنتُ في طريقيّ الى دائرة الاجانب لإصدار جواز سفرٍ جديدٍ عندما وتوقفتُ الى جوارِ جثةِ رجلٍ عجوزٍ مات في احدى سهول بابل ، كان ذلك قبل 2450 سنة تقريباً ، وعلى ما اتذكر الآن فأنه كان يوم جمعة ، وكنتُ اقفُ لأنظر للطريقة التي يَموتَ بها الانسان وهو يَتعلقُ بجذعِ شجرةٍ ، كانتْ يده الخشنة تمسكُ لحاءً خشناً مثل لسانِ الثورِ لتفرك بها عُمْلَة معدنية مَرسومٌ عليها صورة لعقربٍ ، وعلى ما يبدو او هذا ما خُيلَّ ليَّ على الاقل ،فأن هذا العقرب هو الذي تسلق فيما بعد الى رقبة الرجل العجوز وحفرتْ ثقباً داخلها ثم نفثتْ السمّ الى الاعماق مع الدمّ ، ولأن الرجل لم يكن الأ عجوزاً فلذلك اعتقدتُ انه لم يُعان طويلاً بل مات بأسرع مما هو متوقع ، كنتُ قد شاهدتُ كل هذا وانا اقفُ محاولاً بكل طاقتي ان اتذكر أنني كان يجب ان اكون في زمن اخر ومكان اخر غير هذا المكان ، كنتُ قد تجاوزتُ عمارات كبيرة مزروعة مثل اشجارٍ بصورةٍ عشوائية على جانبي الشارع ، وثمة سيارات حديثة تترك اثراً في فتحتي الانف وصداع في الرأس كلما نفثت دخانها، ولكن صورة الرجل العجوز وهو يموتُ مازالت عالقة كلما تحركتْ عينيَّ لأنظر الى فتاة كانتْ تسيرُ اماميّ ، كان قد تحرك بنطالها الجينز من أَعْلى مؤخرتها وخرج الى العلن شقين يتحركان كأنهما يحاولان رسم نصف دائرة في الهواء ، ثم تخيلتني انزع بنطالها ثم انزع ملابسها الداخلية وانظر الى مؤخرها ، اقول لها انحني فتنحني ، واشاهد الثقب الاسود يتمركز في المنتصف تماماً ، وحينها فقط سأفكر من جديد الثقب الاسود الذي حفره العقرب في رقبة الرجل العجوز .
الرجل العجوز من المؤكد انه كان يسير في شارع الملك وأنه فكر ان كان باستطاعته مشاهدة الحكماء السبعة الذين يشبهون اياماً نحيلة وهم يطردون آلهة شريرة من الممكن ان تُعلّق بأرواحَهم ، ومن المؤكد أنه فكر ان كان باستطاعته مدّ يده الى احد الكهنة والحصول على تعوذيه تَقَيْتُه من قرصة العقرب ، وعندما اكتشف انه اليوم هو يوم ( نانسي أنّا ) الذي يعادل يوم الجمعة حسب التوقيتات الغربية حتى انعطف الى جهة اليمين وبعدها سار في شارع ( اورنمو ) الى ان وصل الى هذه البقعة من الارض ، لكنني لا استطيع الا ان افكر بالخاطر الذي مَرَّ مثل غيمة على رأسه وامطر دخله وجعله ينحرف الى الجهة الاخرى حيث البيوت الطينية التي تنتشر على جرفي النهر ، هذه البيوت تهدمت ثم اعيد بناؤها وتهدمت مرة اخرى واعيد بناؤها وقد استمر الحال هكذا على اطراف بابل منذ 3000 سنة والى الآن وبالإمكان مشاهدة هذه البيوت حتى الان وربما مشاهدة ذات الرجل العجوز الذي قرصته العقرب وهو يموت كل عقد من السنوات على اطراف النهر ، وقبل سفري من العراق في العام 1997 كنت قد مررت ببيوت مشابهة ولكنها هذه المرّة قد ابتعدت قليلاً عن النهر واصبحت تستجدي الماء من الحكومة سواء لأغراض الشرب او لأغراض سقاية المزروعات ، ولكن العقرب مايزال يدخل البيوت ويُرسم على عملات معدنية .
اقول ليس مصادفة لأنني انا الاخر كنتُ امسكُ عملية معدنية عليها صورة لعقربٍ ، وكنتُ انتظر أن ينتفضَ هذا العقرب ليتسلق بعدها الى رقبتي ثم ينفث السمّ ليُكون بعدها ثقباً اسوداً يشبه الثقب الاسود الذي في مؤخرة الفتاة السويدية التي تسير امامي .
لو ان عشتار تكون اكثر رأفة بي وتفتح لي بوابات العالم السفلي السبعة ؟ لخرجت من اجل ان التقط صورة فتوغرافية تريكم قرصة العقرب والحفرة التي في رقبتي قبل اكثر من 3000 سنة ، ولعرضتها لكم على الفسيبوك ؟
ولا اكتمك السرّ انني قد شاهدتُ في يوم امس في مظاهرات الشباب في ساحة التحرير ، جواد سليم وقد تسلق عقرب اسود ولدغ رقبته ، لقد كان حزيناً مثلي ويائساً مثل ثور تلقى الطعنة الاخيرة من مصارع الثيران .
هل كان جواد سليم يمسك هو الاخر عملة معدنية عليها صورة لعقرب ؟
اعتقد ذلك .

ملاحظة :
* نانسي أنّا : آلهة يوم الجمعة حسب التوقيت السومري .
* اورنمو : ملك اور - حامي الضعفاء والارامل والايتام .
* عشتار : آلهة العالم السفلي في الميثولوجيا السومرية .
* جواد سليم : فنان تشكيلي ونحات عراقي ، من اعماله نصب الحرية في ساحة التحرير في العراق .

من مشروع كتاب بعنوان : يوميات انكيدو



#سليم_مهدي_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابة مسمارية
- المثقف الآن .... طيرانٌ حتى الافق
- مجلس السياسات العليا .. خيبة امل لعلاوي وورطة للمالكي ..
- مظاهرات كركوك .. العنف بداية للقمع


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم مهدي قاسم - عقرب ورجل عجوز