أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ماجد حسانين - الدين و الجنس و الحاكم ... الثالوث المٌحرّم














المزيد.....

الدين و الجنس و الحاكم ... الثالوث المٌحرّم


ماجد حسانين

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 11:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يبدو لي أن مجتمعاتنا الشرقية العربية رضخت منذ الأزل تحت وطأة أعراف و تقاليد رسَخت في شعوبنا العبودية و الولاء للحاكم و الأب والزوج و المدير و الشاويش.
و كم هي قليلة المرات التي حدث في تاريخنا و أن تعاطى الناس مع الحكم و إستطاعوا أن يختاروا حكامهم و يملو شروطهم عليهم أو حتى إنتقادهم في المجالس العامة أو الخاصة بدون الخوف من الملاحقة و التضييق.
لقد ظل الحاكم هو التابوه الأهم في الثالوث المحرم. و السبب أن ذلك التابوه كان و لايزال في أرجاء الشرق هو الوحيد المفروض بالقوة البشرية.
فشعوبنا التي تحبو نحو إستنشاق نسيم الحرية إعتادت ألا تتعاطى الدين و المقدسات بالإنتقاد أو الإنتقاص لأنها مرتبطة بقوى إلهية فوقطبيعية لا يستطيع الناس تقدير رد أفعالها إذا ما غضبت. أو على الأقل فالكل يعرف أن العقاب الإلهي حاسم و شديد و أبدي و لا مفر منه. و لذلك فقد عكف حكامنا على إنزال العقاب الشديد و التعذيب و لم يكتفو بقتل معارضيهم في محاولة أن يكونوا آلهة.
أما الجنس فهو الشئ الذي يمارسه الجميع و لكن لا أحد يجرؤ الحديث عنه و هو تابوه متصل بشكل كبير بالتابوه الأول و يستمد قوته منه. و الأرجح أن تابوه الجنس نشأ مع الدين منذ البداية و كان و ثيق الإرتباط به. و منذ أن أصبحت الأنثى ملكية خاصة للذكر كان الدين هو المنظم لتلك العلاقة و كان رجل الدين و لا زال هو الجهة التي تقوم بالسماح و المباركة و توثيق الملكية و في بعض أنحاء العالم و تأكيداً للملكية تقوم المرأة بوضع علامة في الجبهة بأنها مملوكة أو محجوزة. وعموماً فقد كان هناك داع لذلك الأمر في عصور ما قبل التاريخ و التي كان الذكور يتقاتلون من أجل الأنثى و لابد أن أحدهم قرر أنه من الواجب عقد هدنة ذكورية و تقسيم الثروة النسائية.
أما التمرد على أو عصيان الحاكم فهو تابوه هش لا أساس له . و قد دأب الحكام على مر القرون على ربط الحاكم بالدين فظهر ما يعرف بالحكم الإلهي و الذي يمثل فيه الملك كلمة الرب و ينوب عنه في الأرض و فلابد و أن تطاع أوامره لأنها أوامر إلهية. و كرس الحكام رجال الدين لتأكيد و ترسيخ الفكرة و إصدار الفتاوي و القرارات الكنسية المؤيدة للحاكم فإختلط الدين بالسياسة و أصبح الحكام أشباه آلهة. و قد نجح الأمر مع الشعوب البدائية في الكثير من أنحاء العالم ثم بدأ التابوه في السقوط بتوالي الثورات في العالم المتحضر. فرأى الناس أن الله لم يعاقبهم لأنهم تمردوا على ملوكهم و أسقطوهم من عروشهم و أعدموهم.
الآن نرى في تونس و في مصر و بعض أرجاء العالم الشرقي سقوط التابوه الأول من الثلاثي المحرم. و تعلمت شعوبنا درساً هاماَ في الحرية. و أرى أيضاً أن دخول الدين في اللعبة السياسية و بعد سقوط الحكام هو أمر مفيد فقد يعني سقوط التابوهين الباقيين. فلن ترضى شعوبنا أن يحكمها أشباه آلهة مرة أخرى. حتى و إن رفعوا الإسلام شعاراً لهم و أخذوا القرآن دستورهم. سيرى الناس أنها فكرة سيئة أن تحكم بدستور لا يمكنك تعديله و الإصلاح فيه. فهل سيرضى المتدينون أن تؤخذ مقدساتهم بالنقد و الحذف و التعديل؟
الحل لهذه المعضلة وجدته أوروبا المسيحية قبلنا بسنوات... فصل الدين عن السياسة.



#ماجد_حسانين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوم يا مصري و طالب بحقك
- التغطية الإعلامية العربية للحرب بالعراق
- من يقول -بم- للقائد الأعلى عاهل مصر؟
- الأقلية ذات الصوت العالي و مأزق السلام - 1
- لا يا عزيزي الرئيس ؛ لا تسخر من آلام الناس
- الإعلام الغربي والعربي
- كتابات الإسلاميين: مقالات مفخخة و حوارات حقول الألغام
- رداً على دعاوي / التعصب هو الحل
- إستقلال القضاء المصري مسألة نسبية
- الإسلام ليس هو الحل ........الوحيد
- لا هو وطني و لا ديموقراطي
- محاولات أخرى لتهميش المفكرين عن طريق اتهامات التكفير و الردة
- الصهيواسلاميون و ا سرائيل الكبرى
- الدولة الإسلامية المصرية... و ماذا بعد؟
- بعدما احتلتها الأمريكيات....العرفاتيون و تحرير مكة
- يوم احتلت النساء مكة - الحلقة الأخيرة
- (3)يوم احتلت النساء مكة
- يوم احتلت النساء مكة (2)
- يوم احتلت النساء مكة
- مرحباً بالإحتلال


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ماجد حسانين - الدين و الجنس و الحاكم ... الثالوث المٌحرّم