ماجد حسانين
الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 09:56
المحور:
حقوق الانسان
إحتجاز المعتقلين بعد أحداث طابا لا يمكن تبريره ، نعم نحن ضد الهجوم الإرهابي الذي تم شنه على مدنيين عزل فقتل عشوائياً من قتل و أوقع العديد من الأبرياء.
و جميعنا ندرك فداحة الكارثة ، فلم يسفر هجوم طابا في أكتوبر من العام الماضي عن وقوع الضحايا الأبرياء من المصريين و الضيوف فقط بل و لقد نال من الإستقرار الداخلي و الأوضاع الأمنية في مصر.
و لم ينجو من الهجوم القطاع الإقتصادي الذي تضرر بفقدان الدخل السياحي و فقدان الوظائف المعتمدة على ذلك الدخل. كما فقدت إستثمارات أجنبية كبرى كانت و لازالت تترقب إستقرار الأوضاع الداخلية في مصر.
رغم ذلك كله أراني لا أستطيع أن ألوي عنق الحرية التي أطالب بها ، و من أهم مبادئها إحترام حقوق الإنسان كقيمة عليا لا تعلو عليها قيمة.
لا يمكن أن نصمت على الإعتقالات العشوائية و التعذيب الذي يحدث لأهلنا في سيناء.
و أعترض بشدة على رد الرئيس مبارك عندما سأله الصحفيون عن 3000 معتقل من أهل العريش فرد ساخراً أن العريش كلها لا يقترب عدد من سكانها الثلاتة آلاف !!!
لا يا عزيزي الرئيس ؛ لا تسخر من آلام الناس ! فالأمر لا يحتمل السخرية.
و رغم التعتيم الأمني فلقد اعلنت عدة مراكز لحقوق الإنسان المصرية و العالمية عن أرقام متقاربة تؤكد كلها إعتقال ما يزيد عن 2400 مواطن من مناطق مختلفة بسيناء ، بلا تهمة و لا أمر نيابة أو أمر محكمة!!!
عجباً لحكوماتنا التي لا ترى أبعد من أنفها!
ألم تتعلم حكومتنا أن تلك الممارسات تخصب التربة للمزيد من الإرهاب؟
ألا يوجد بها عاقلون يستشيرون المتخصصين في علم النفس الإجتماعي ؟ حتى يقولون لهم أن الإنسان بطبيعته يظل يتجنب العنف إلى أن يقع هو أو أحد من المقربين إليه تحت طائلة الإضطهاد.
ألم تتعلمو من أخطاء الماضي القريب؟ هل ظننتم أنكم بإعتقالاتكم للإسلاميين مثلاً قد قضيتم على شوكتهم ، أم أن الإذلال و المهانة التى يلقونها بالسجون كانت الدافع الأكبر و الحافز الأقوى للمزيد من التلاحم بين صفوفهم و المزيد من التطرف و التأكيد على النزعة الإنتقامية و التكفيرية و العنف.
إذا كان من بين المعتقلين عشرة مذنبين نجحتم بالقبض عليهم بعد ممارسة سياسة العقاب الجماعي فهنيئاً لكم النجاح في سعيكم.
و هنيئاً لكم أيضاً العشرات من الإرهابيين الجدد الذين دخلوا معتقلاتكم أبرياء و سيخرجوا منها و لا يعنيهم سوى الإنتقام لكرامة أمتهنت أو عرض هتك أو عاهة دائمة أصيبوا بها.
#ماجد_حسانين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟