أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مكارم المختار - طفلك وتربيته














المزيد.....

طفلك وتربيته


مكارم المختار

الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 18:28
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    



طفلك وتربيته
هل لكي أن تتركي لغيرك ....... تربية طفلك ...؟

عندما نعود يوما الى " البوم " صور العائلة لنرى أيام الطفولة، نتوقف امام صورة ذلك الطفل الجميل وهو يحبو في شهور حياته الاولى،
ثم نتساءل : " اينا هذا "المتشرد " الصغير، انا ام من ؟... ثم
نتعرف ونعرف وتعرف
انك ذاك الولد الشقي الذي ملأ البيت بصياحه طول النهار ولم يهدأ الا عندما تضمه امه الى صدرها يغمض عينيه وينام ... ، ليصحو بعدها اكثر نشاطا .

تلك هي اللحظات السعيدة التي تمر بحياة كل ام، وتبقى في ذهنها لا تفارقها ابدا، اللحظة التي تشعر ان هذا المخلوق الصغير اصبح لها وحدها، ....
وهكذا تبدأ مسؤلية الامومة، ... مسؤلية جديدة وكبيرة تواجه معها كل الاعباء، فعمل البيت كبير، والاكبر منه العناية بهذا الضيف الجديد الذي يملأ البيت ببكائه،
... فهو يبكي لموعد رضاعته ، ويبكي لينام، ويبكي اذا صحى من نومه ، ... يبكي ويوقظ من في البيت ....
وفي النهار يبكي اذا غفلت امه عنه ولو لبضع لحظات، فهو في حاجة الى رعاية، وعلى الام مواجهة الالتزامات دون تطوع اخرين لاخراجها من محنتها بالبحث عمن يربي طفلها او بدعوة قريبة لها لتشاركها او تنوب عنها في المهمة .

ذلك هو الخطأ الاكبر في الحياة، في ترك مهمة تربية الطفل والعناية به للغير ....!!
مهما كانت صلة القرابة ، فالام تستطيع التخلي عن اي عمل عدا واجب الامومة وحاجة الطفل للعطف والحنان الذي لايمكن ان تقدمه له غير امرأة واحدة هي امه ....!!

ان الامومة معنى ومفهوم لايتمشى ابدا مع رغبة استبداد في التخلص من عبء العناية بالطفل،
فالامومة تبدأ باللحظة التي تحمل الام الجنين بين احشائها ..... وواجبها لاينتهي بمولده ....
انها بداية جديدة بصورة اخرى، بعد الن اطلق صرخته الاولى ساعة لقائه هذه الدنيا ..!
ثم اخذ التعلق باليد التي تمتد لتهز مهده وبالصدر الذي يضمه في حنان اليه، وبالوجه الذي يبتسم له ويخفف عنه الامه اذ امرض .
في تلك اللحظات تنمو اهظم عاطفة في الدنيا .... عاطفة الحب بين الطفل وامه، فهو لايرى امامه غيرها،ولايرتاح لسواها، ولا يغمض له جفن الا ذاذ احس بوجودها جواره، وانفاسها تدغدغ وجهه، واصابعها تداعب جبينه
ثم هناك لحظات في حياة الطفل،
اثناء نموه هي اسعد ما تحرص الام ـ كل ام ـ على تسجيلها ....لانها لن تعود ابدا .....!
كاللحظة التي يحبو فيها لاول مرة ويبحث عن شيء يثير انتباهه في ارض الغرفة، ويرقب حركات من حوله بعينيه الصغيرتين اللامعتين الناطقتين .

وكل ام لاتريد ان يفوتها اليوم الذي يخطو فيه خطوته الاولى .. او منظر اول سن تنبت في فم طفلها الصغير، واخيرا تلك الكلمة الجميلة وهي تخرج من شفتيه عندما يناديها
" ماما "
تلك الكلمة التي تاقت لسماعها، مع تلك الاشهر التي حملته فيها ، وارضعته وسهرت معه وحدها عندما ينام كل من في البيت ويصحو هو ..!!

الطفل الذي تسهر امه على تربيته وتعطيه من عطفها وحنانها ينمو طفلا طبيعيا، ويعيش حياة خالية من العقد الافتقار الى حنان الام ...!
فعقل الطفل اشبه ما يكون بالورقة البيضاء ، لاخطوط فيها ولاتعاريج .... وعلى هذه الورقة تظهر آثار الاحداث التي تمر به والانفعالات التي يتعرض لها في سنه المبكرة .

الطفل الذي تنوب مربية في تربيته عن امه، وتنافسها في القيام باقدس واجباتها....! كثيرا ما يتعلق بتلك المربية،... اذا احسنت تربيته، فتقوم بينها وبينه بدافع الشفقة منها على هذا المخلوق الضعيف، تلك العلاقة التي لاتقوم الا بين الام وطفلها ....
وتكون النتيجة تناسي الام، وقد يبكي اذا اقتربت منه ويصرخ اذا هي حملته بين ذراعيها، فلا يكفي ان تقول الام هذا طفلي وتترك لغيرها القيام بما يجب عليها القيام به، لان عاطفة الامومة ليست مجرد عاطفة غريزية يشعر بها الطفل نحو امه وتشعر هي بها نحوه، لكنها ايضا،
عاطفة تنمو وتقوى ليصبح لها جذور عميقة تمتد الى اغوار النفس البشرية .
والام الساذجة التي تترك مهمة تربية اطفالها لاخرى ...، ضحيتها ابناء يخرجون عن طاعة الوالدين، ويعقونهم، ويتخلون عنهم، ويضربون بنصائحهم عرض الحائط .

وحتى الام العاملة ، تستطيع اعطاء طفلها العطف والحب والرعاية اثناء وجودها معه، ما يعوضه عن ساعات البعد عنه بالعمل ، ليكون شغلها الشاغل طفلها بعد عودتها الى البيت بعد العمل ، وان تعارض عملها مع واجب الامومة، وهناك من لا تتردد في التضحية بوظيفتها من اجل طفلها .

ليس هناك قوة تستطيع ان تمحو من ذاكرة الابن تضحيات قدمت عن طيب خاطر في مراحل حياته ........والاحاسيس والانفعالات التي طبعت على تلك الورقة البيضاء لتبقى دائما وابدا، الحافز الذي يدفعه الى تقديم كل الحب للام التي افنت حياتها من اجله .
مثل هذه الام وحدها هي التي تستطيع ان تعيش مع ذكرياتها السعيدة طوال ايام حياتها ....
وهي وحدها التي تستطيع ان تعود الى البوم صور العائلة وتتطلع الى ابناءها بحنان، وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة تحمل كل معاني الحب والعطف، وتتذكر اللحظات السعيدة التي سجلت فيها كل صورة من هذه الصور الجميلة ........



#مكارم_المختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذوة الاختيار
- أليك عني ..... نص شعري
- الدخل اللبناني .... والنفقات المالية
- انت وانا وثالثنا الحرف
- أفقتك ..... ورأتك عيني
- ألتوجه ألعام وألتوجه ألمضاد
- نص شعري في نظم الكلام
- دينامية ألازمات
- من الحياة .... حكاية من قصة ..... جانب مظلم
- محنة الثقافة وأمية الثقافة
- مذكر ....... مؤنث
- عجبي السؤال ...!
- الجندر أدة تحليلية أم وسيلة وليس هدف
- السلوك القيادي والسعي لتعديل القاعدة البشرية
- كلمات في فراغ الاسطر
- - أختيار -
- فرح على مرأى حزن .... شعر
- الزمن .. ماذا يعني لك ..؟ وما تقيمك للوقت ..؟؟
- أسرار البيوت ....!!
- ألتسامح بين حرية الضمير واللجم .....!!


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مكارم المختار - طفلك وتربيته