أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مكارم المختار - كلمات في فراغ الاسطر















المزيد.....

كلمات في فراغ الاسطر


مكارم المختار

الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 21:21
المحور: حقوق الانسان
    



ألاغتراب خطوات نحو الوطن ....!!

قد يصار الى الهروب في المجهول طلبا للحياة أو للخلاص من قنوط ويأس ، أو لكسب حياة كريمة وحرة ، أملا في تغيير واقع أو كسر قيد أومن تهميش أو فقر وعوز أو من جهل أو من مرض والوسيلة الى ذلك ألاغتراب .
والسؤال ـ هل سيكون ألاغتراب العزاء والسلوى ومنصة الخلاص أو هو ألامل في التغيير والمغامرة صغرت أو كبيرة لتمتطى ألاهوال معها بالمهاجرأنفرادا وعزلة بين الغرباء ...؟
وأينما يكون المحط يبدأ المغترب غريب اللسان والوجه والحسب وألاصل ، بعد أن كان كاسرا كالنسر المحلق ليحط في فيافي العيش المجهول ، والحظ أن رافقه يبقيه كاسرا يذلل الصعوبات ويحتزم ألارادة طاويا هالات ألاحوال بأرهاصاتها محاورا الغيوم ومناجيا النجوم .
لكن متى وكيف القدوم والوعد بالعودة لذاك المحيط وتلك البيئة بوقع خطوات يبدأها فجر صباح ويلفها غسق ليل ...!!
هي متى ما تكون
حين الملتقى .....

*****

ومن هنا نبتدأ ......

ج ـ 1

بين ألاقدام وأقتحام المجهول
حكايات ......!

حينما يختار موضوع تتداخل الحالات وتتشعب الميادين ، وتأتي ألاساطير والحكايا فيه ، وبما يميز شيء عن أخر .
وفي الحديث عن الغربة وألاغتراب تتباين تلك الموضوعات ، ليس في وقتنا الحاضر ولا زماننا المعاصر حسب ، هو مذ التاريخ ، وفي ألاشارة للاغتراب هنا لايقصد به غير الرحال وألابتعاد عن الموطن بدون أو مع ألاهل ، هجرة او تهجيرا ، قصدا سفرا أو تغييرا ، المهم في ألامر ما يحقق من نجاحات وما يعود بنفع وتعويض وتفوق ، وبما يتسع به الوطن رقعة بالوجود والحضور والتواجد في غير موطن وحملا لآسم ( ألام ) ـ الوطن ، لا أستغناءا عنه ، هكذا هو ألاتساع ، هو المعنوية في الوجود وهو الهوية في التواجد ، وألانتشار بلدانيا وقاراتيا تحت السماء وأينما هي ، والمعظل في ألاغتراب ألا يكن المغتربون أكثر من المقيمين ، ليكونوا كالدويلة الصغيرة في دول العالم ودول في بلدانهم ، والمهم في وجودهم الدويلي في ألايجابية التي يوجدوا ويكونوا عليها وفيها ، ديناميكيا وتحركيا كل زمكان .
الغربة ليست حط للرحال فقط ، هي الوجوه بما يتعرف عليها وألانطباع بما يؤخذ منه ، والرأي بما يؤخذ فيه ، حتى النزل في دار جديد وسكن أجدد هي بحدها أغتراب أن لم تكن غربة ، وكيفما يسلط الضوء وعما وبما والى ما ، هناك الحنين ، وأن لازم النجاح ، والعمل بصمت والتحمل بصمت والقبول بصمت هي لغة الحنين المهشم لضجيج الصمت ذاك .
بعد أقتحام المجهول يأتي التشكي من الوحشة والوحدة والغربة ، لتأتي الحاجة الى شمل ولم وجمع حيث تهتز ألارض وحيث الغربة الكبيرة في عوائل صغيرة ، حياة قد يتشوه جمالها بواقع حياة ، وتتغير معان في نفوس ، حتى يصير أستشعار المحبة وجوبا لآستقطاع التخبط وقضاء المرحلة بهدوء وروحية .
الغربة ألتقاء الزمن في اللامكان واللازمان مع أستمرار الزمن ، ومع أتجاهات الزمن يأتي ألاختيار ويأتي الالتباس بين ما يعرف وكيفما التعامل والشعار الانساني وكيفما التصدي وكيف التحرك ، ومع ذاك كله تكون الحساسية من وضع والتحسس من أوضاع والخرافات والدائرات في الآفكار والعقول وألاذهان قد تحوك بين هذا وذاك حيث العجز والقصور في ألادراك للواقع ألاغترابي ، فكثير يحسد المغترب بعده ، وكثر يحاسد الغريب أبتعاده ، على فرض أنه ليس بقريب من حدود ولا يسور وجوده بقيود ، ولا يقيد تحركاته فروض ومفروض ، هي الحرية ـ في التصور ، والتحرر ـ في التصوير ، وألانفتاح أن لم يقال أنفلات كأن ألامر فعل ما يشاء بما يشاء ، أي فعل مايحلو ليس ألا .
ومهما يكن ألاغتراب وأينما تكن الغربة ، لابد من بوتقة تضامن وأنصهار ونيات حسنات كيلا يكن الخروج من ( ألام ) ـ الوطن يتما وعري كمن من يعد لاوجود له .
أن تذليل الصعوبات حل أدنى من النجاح ودنيا من حلول التضامن والتفاهم تعاطيا وتنسيقا ، ليتأمن منها التواصل والوصول وألاحتضان وفي مجالات عدة ، وهكذا يكون الفرد مؤسسة وتتكون منه مؤسسة ، ويكون كصاحب رسالة في مجال أو أخر أو كمن أقترب من حدود النار وقد تحرق أصابعه ، وفي كل شيء حريق وأن لم توقد نار وأختناق وأن لم ينتشر غاز أوغبار ، وأزمات .
فبين ذلك ألاقدام وأقتحام المجهول تلك هي الغربة وذاك هو ألاغتراب ...!!
فما عن جني العمر وتعب السنين أن روته جدات أو حكته ألسن ، وما كان من أمان وما كان من عون وسند ، والمهم فيه ألايجابية الزمكانية ، هذا ما تعلو دونه الغربة وما يتعالى به على ألاغتراب .



******



ج ـ 2

الغربة ممرا أم مقرا ......

في رحلة ألاغتراب يترافق التعب والتعذب يرافقه مسار الزمن ، أختلاف في الوجوه وتباين في السكن ، فالآرض ليس أرضك والشعب ماهو بشعب بلدك ، وتقاليده مغايرة وميوله مختلفة وأتجاهاته بعيدة عما أنت منه وفيك .
وبين تلك التعذبات وذاك التعب لابد من أرادة وعزم يمتطى وقوة تجسر تجعل التحدي سياق لحياة أتية مع سباق الزمن .
وقد تكون أولى التحديات ما أنت على جنسيتك وما عليك أن تكون من جنسية ، تحملها أو تحملك لتكن هو أنت وأنت من هو ، تلك هي من المحن وأزمات ألاغتراب والزمن يعصف مرورا وسباقا مع وفي حياتك ولا تريد أزوف زمن ولا ضياع فرصة ، وهكذا الغربة ممر وليس مقر .
وأن كانت مسعى لتأمين مستقبل والسير قدما لمواكبة عصر وألتحاق بحداثة ونوال علم ، وتبقى مهما هي ( الغربة ) الحاجة فيها الى رابطة أو جالية تنظم ألامور وتجمع جسد على رأس ليكون التعايش معها ضمانا لآستيعاب ألاغتراب .
تحت سماء ألاغتراب في هذا الكون ملحمة هموم وشجون وأمل تحاكي ألاجيال في القوة والقدرة لصنع المستقبل الموعود بصمت أو بضجيج وهدوء ، فلم يكن وليد اليوم وما كان ألامس بغريب عنه ( ألاغتراب ) ما نوشد لحياة وما أمل لآفضل وحيث يسكن خيمة وجع مكتوب وقدر وعيش في غياهبها كالمنادى اليها للانطلاق نحوها من حيث وأين أنت الى حيث وأين كل العالم ، أما لعودة حتمية أو أقامة أختيارية ، والمغترب بين التهم بحياة البذخ والغنى وبين التجوع والتشرد والقبول والرضى بحياة تعاش بين الناس وألاغتراب يبقيه وحيدا وسط زحمتهم .





******

ج ـ 3


الغربة رحلة العمر بين محطات ألامل وألانتظار

بعد أحضان الوطن وعشق ألارض والتوضأ بمياه النهر كالنوارس وهي تغسل جناحيها بمياه البحر ، ينتقل الزمن بالمغترب بين محطات ألامل وألانتظار في غير أحضان الوطن ومع غير الجلساء وغير الرفقة ولقاء غير ، حتى تتجسد حيرة بين التملص من المواطنة وبين التخلص من غربة قد تكون هي الخلاص ، وقد يكون التهوين بلقاء من هم من حضن الوطن ضيوفا وزوارا أو رفاق أغتراب يشد بعضهم بعض كالصرخة في زمن المحرور .
في وجه كهذا من ألاغتراب تتحول الغربة الى شمل عائلي لتبدو وأن مضى زمن ليس بقليل فيها الى ماضي ويبقى ذكر الوطن ما بقي حاضر ، حيث أبواب البيوتات تفتح لتستقبل زوار قدموا حاملين شذى البلاد البعيدة مسافة القريبة روحا ووجود ، كأنموذج للحمة ووحدة العائلة أينما وكيفما ، حتى تتجسد من ألامل في الوطن تصبرات ألانتظار لتمزق الضياع والتيه دونه .
هو ألانتظار في كل جهات ألارض بديل التمزق على أرض ألاوطان التي قد ينصرف أولادها من دمي القلوب أو تصرفهم ، والحنين يستمر اليها والغوص في كنف ألامل في العودة من غربة هي أضطرار وكرها وقد تكن طوعا وأختيارا .
مهما هي الغربة فهي حرب كونية وطريق هجرة نحو مجهول ، تحكى فيها حكاوي وخطابات بين ألاجيال ، هناك وهنا قد تنتهي ولا تنتهي مادام بحرها يكتنف القاصد والمكره في كل جهات العالم ، والصعب فيها حمل الوجع والتباكي والنداء ليلا نهارا لمن يكون ومن كان في ذلك العمق الموطن ، وحيث يجهل ما يخبىء مع الرحيل والنظر للوراء أعسر من ألالتفاف وألالتفات للخلف أقسى وأصعب .
مع محطات الغربة يتعرف على الوجوه ، ويتسول التساؤل عن ذاك ومن هذا ومن هو ومن هؤلاء ، والمهم فيها أن يكون أحدهم من لون ذاك الوجه لتلك ألارض كيلا يتوه في أصقاع ألارض ألاخرى ويغدو يتيما تحت مهبات الريح وتضاريس البلدان .
هل هي هكذا الغربة ..!! عروس تلبس ثوب العري والتخلي لتزف الحرمان والوجع ..؟ أم تخضب بحناء وجع الفراق فيغدو مهرها غال قد لايقدر على دفعه من لم يخرج من رحمها لتستحق ذاك الغلو في المهر .
هو التجرع والصمود منه وبه الصمود على الغربة وقهر لآسطورة ألانهزام وهزيمة للبعد والمسافات ، كل ذلك رهين المحن وهذا كله ثقة وقوة حين لايهزم ألاصل وتبقى ألاصالة من رحم ألام ( الوطن ) فهو التجرع صبرا في أملا وأملا في أنتظار .



#مكارم_المختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - أختيار -
- فرح على مرأى حزن .... شعر
- الزمن .. ماذا يعني لك ..؟ وما تقيمك للوقت ..؟؟
- أسرار البيوت ....!!
- ألتسامح بين حرية الضمير واللجم .....!!


المزيد.....




- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مكارم المختار - كلمات في فراغ الاسطر