أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مكارم المختار - الدخل اللبناني .... والنفقات المالية















المزيد.....

الدخل اللبناني .... والنفقات المالية


مكارم المختار

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 19:02
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الدخل اللبناني .... والنفقات العائلية .......!!
كيف يوازن الفرد اللبناني بين الدخل والنفقات ........؟؟
أسعار عالية ..... ومصاريف كبيرة ....!!!
معاشات بسيطة .... ونفقات ضخمة ....!!!
بين الضريبة والكمارك ....الاسعار قد ترتفع .. والاسهم قد تنهار ....
فماذا سيلحق دخل الفرد اللبناني من أضرار ...؟؟

عناوين لمواضيع ليست ببعيدة عن الحال والبحث في وضع الفرد في البلاد العربية قد تلاحظ خلالها أوجه تشابه في أكثرالدول وفي بعض البلدان ،... وعندما تحاول عرض لوضع في بلد وأخر تجد ترادف واختلاف وتقارب .
هذا لبنان ....، بلد صغير بمساحته الجغرافية كبير بحضوره ووجوده في أكثر البلدان من دول العالم شرقا وغربا البسيط بشفافية أهله ، لو تفقدت أوضاعه لوجدته يعيش رخاءا وتمكن ، لكن لو جاريت وضعه ...!!! لوجدت أهله يشكون غلاءا ومعاشا لايتناسب .وصعوبة عيش ..َ!!
في استطلاع بين الناس تتعرف من خلال تحقيق الى ما لايخبئه الفرد اللبناني من واقع معروف لحقيقة مألوفة ،... يعرفك منها الى تلكم التشابهات وذلك الترادف للحياة المعاشية ، قد لاتكون عربيا حصرا ..!! بل وأكيد حتى غربيا ، لأنها تتناول الفرد الانسان معيشة .
ترى أن الفرد اللبنانيأعتاد الحياة التي يعيشها وتعود المعيشة التي يحياها ، وهو بهذه وتلك فهو فردا آلف العيش الرغيد وتألف مع ضنك العيش ...!! الفرد اللبناني ، أمرأة رجل ، شاب ، صبية ، رجل ختيار ، عجوز ... كل له همه في العمل وعنده موالفة وتوأمية معه ، كل همه ألآ يبقى يومه يراوح دون حراك ، شغله الشاغل عمل يقضي به ساعات يومه صباحه ومساه ، لاتضيع عنده سويعات اليوم هدرا دونما يشغله ، فتراه يصطبح يومه أما موظفا حكوميا في القطاع العام الرسمي أو متوظفا لدى القطاع الخاص ..، وقد يبكر فجرا لعمله هذا أو ذاك ، وبعد الظهر وبين العصر والمغرب تجده متحولا لممارسة وظيفية أخرى أوعمل ثان ، كأن يعمل في الفنادق (الاوتيلات بمختلف مستوياتها النجومية ) أو نادلا في أحد المطاعم الراقية أو الوجبات السريعة أو أحدى المقاهي أو مكاتب الانترنيت والحاسوب ، ـ لاعيب ولا خجل ـ ولا يعاب علي أي نوع أو صفة يعمل بها ، لابأس أن يكون موظفا أو عاملا بائعا في أحد محال الازياء والملابس ( البوتيكات ) أو محلات الهدايا والاكسسوارات ومحلات العطور والمكياج ، أو حتى مراقبا (حارسا ) في ممرات مغارة " جعيتة " أو عند مداخل الفنادق وبواباتها ، وأن كان طالبا جامعيا وفي أي مرحلة ، في كلية الطب مثلا أو غيرها ..!! ولا أشكال في العمل حلاقا " كوافيرا " ومصفف شعر أو مزين في الصالونات نسائي أو رجالي ، فكل منها مصادر رزق ومورد دخل وتدبير معيشة .
ومنهم من يزاول ما بين وقت المغرب والعشاء ..، ولما تبقى من يومه أولما بعد وقت العشاء ، عمل " الشوفير " السائق ـ أما بمركبة (سيارة) يشتغل عليها لصاحبها مقابل أجر أو أتفاق على أيراد مطلوب ومحدد أو أن تكون بفضل الله (سيارة ) يمتلكها وتعود له يسترزق لنفسه ولعائلته منها ، وهكذا فه " الفرد اللبناني " بين عملين على الاقل ويزيد .
والمهم في الموضوع أنه لايمل عملا ولا يتذمر الاشتغال ، بل أنه غيورا في العمل ومحبا له .
وهذه بعض من الشواهد على لسان لفرد اللبناني التي تكشف طبيعة حياتهم وكيف تدبيرهم معيشتهم .
بلال حمود : موظف لدى احد الفنادق الراقية في شارع الحمرا في بيروت ،...يجيب ردا عن سؤال تناول الفرد اللبناني ،... كيف توازن الاسرة بين الغلاء والايرادات المعيشية ...؟ بقوله :ـ
لو لم يكن هناك أيراد من خارج البلد للعائلة ماكان هناك امكانية صرف ،... حيث يعمل الكثير من بعض افراد العائلة اللبنانية خارج لبنان ، ويبعث ببعض من الاموال لسد لنفقات والاحتياجات .
وأضاف مسترسلا بعد الاستيضاح منه عما أذ لم يكن المبعوث من الاموال كافيا لسد حاجة العائلة ومتطلباتها أو انه بحاجة للادخار الشخصي من الاموال المرسلة أيضا وليس للعائلة حسب :
أنه لابد أن يبعث بما يسد اكثر الحاجة ،.. وهناك اشخاص ايضا يرسلون قدرا من المال أكبر حتى مما يمكن ان يحصل عليه . ادخارا للمعيشة ، حيث في الحقيقة ان اللبناني لايكتفي بعمل واحد ، بل يحاول ان يؤمن اكثر من عمل ومصدر للدخل حتى ولو بوقت جزئي . والايراد او الدخل ان كان لنفسه او للعائلة فسيان ولابد منه ، لانه اخرا وأخيرا سيكون ويؤسس عائلة .
وفي معرض الاستيضاح عن التسلية ( الفرفشة ) ونفقاتها يقول حمود :
الى حد ما اختصرت صرفيات التسلية ( الفرفشة ) لانه ما عاد من ترويح وارتياح نفسي بسبب الاوضاع ..، فهناك متاعب نفسية آثرت على التمتع بالتسلية والانفتاح لكثرة الضغوط التي يمر بها لبنان ما حجم تلك المتعة وقلصها .
وعن العائلة اللبنانية ودورونوع المرأة المطلوب فيها ، يوضح حمود :
سابقا كانت العائلة اللبنانية لاتتجاوز الاربعة افراد بسبب متطلبات الحياة كي لايثقل كاهل العائلة ، والان لابد من وجود امرأة عاملة ولها مورد شغل ، كما لابد من ان تكون متعلمة واعية ومثقفة لها مؤهل تحصيلي يعتمد عليه الرجل تساعده على تأسيس شراكة عائلية وتكوين أسرة ، بات من الاهم والضرورة الملحة ان تكون المرأة صاحبة عمل ومورد شغل تعتاش منه وتعين على المعيشة به بما يستوجبه الحال الاجتماعي والاقتصادي .
ويتحدث حمود عن عائلته بقوله :
نحن ثلاثة افراد في العائلة حاليا ، وانه ليس متزوجا ،.. وواردنا جيد وحالنا اكثر لذلك من جيد ، ولا يمكنني مقارنة وضعنا بغيرنا لمن يكون مورده بين 500 ـ 600 دولار شهريا للفرد ،... وان كانت هذه نسبة لابأس بها لمن يعيل نفسه فقط ، لكن هناك فيما بعد تأسيس عائلة ومتطلبات حياتية مستقبلا . ومدخولنا متوزع بين النفقات والصرفيات الخاصة وبين ما يمكن الادخار من بينها تحسبا لظروف الحياة ، كشخصية للفرد أو للعائلة .
وعلى ذكر الاطباء وأرتفاع أجور المعالجة والدواء والموازنة بينها مع دخل بين كافي وبسيط ..!! يقول :
لابد من وجود طبيب معتمد للعائلة أجره يكون محدد ومتلاءم مثلا ( 40 الف ليرة ) ، وهذا الطبيب المعالج تقصده العائلة والاقارب منها ايضا ، فنكون بذلك كالزبون الدائم المتواصل يمكن بذلك مراعاة الحال منه ، وهناك ايضا الضمان الاجتماعي وان كان لايوفر نسبة تطبيب 100/100 ، لكن بعض التخفيف للكلفة حاصل .
تركنا الشاب " بلال " ليتابع مهام عمله الدؤوب المتفاني فيه ، ....ومن بين الناس كان سعيد / ابو وليد : يعمل ايضا في اوتيل ، متزوج وأب لثلاث ابناء....
وحيث أبو وليد أب لابناء طلبة يتعلمون ، كان حديثه في التعليم كلفة ونفقات ، بقوله :
التعليم عموما متطلب هام في الحياة ، لكن التعليم ببساطة يحتاج لصراع وحرب ضد الفقر ..!! فالتعليم الخاص والدروس الخصوصية تتطلب نفقات كبيرة وثقيلة واقساطها الشهرية ضخمة ، وبعضها يصل الى (2 مليون ليرة ) سنويا وحسب ..!! لذلك بعض الاهالي والعوائل "وانا منها" تضطر لآعادة وارجاع اولادها الى التعليم العام في المدارس الحكومية ،لآنها لن تتمكن من الاستمرار بتسديد وتأمين نفقات المراحل المتقدمة من لدراسة لكلفتها .
ومن المفارقات الحاضرة في لبنان أرتفاع أجور الاتصالات ووحدات الشحن لاجهزة الموبايل ، ومع ذلك لن ترى فردا تخلو كفه منه ، والاقوى من ذلك ـ ترى أنه لايكف عن التحدث به ولمدة ليست بالقصيرة ..!! ولن تراه منتزعا سماعاته الصغيرة عن أذنيه ، لاوهو مستقل سيارته ولا هو راجلا وسائرا ولا جالسا يرتشف قهوته أو يتناول قضمات غداءه ، والاكثر من ذلك وهو يدرس ويذاكر أحيانا .
وعن هذه الظاهرة يقول أبو وليد :
نعم وصحيح أن الاتصالات في لبنان صعبة جد ا ومكلفة ، ولا يمكن للفرد تسخير مدخوله على صرفيات الهواتف النقالة والموبايل ، واكيد كثير من الشباب يطمح على ان يكون له جهاز موبايل مشحون الرصيد كغيره من الشباب ، لكن ان يكون على حساب نفقات العائلة الضرورية فذلك حمل مادي قد لايمكن تحمله مع وجود ديون ومتطلبات معيشة . ومع دخل بسيط لدى أرباب العمل فالفرصة اضعف واضيق ،.... لان بعض أرباب العمل من الاستبداد تجاه مرؤوسيهم ما يضيق عليهم خناق الحياة رغم ما يجنيه هم من دخل كبير وارباح ، لانهم لايشعرون بضائقة عمالهم او موظفيهم ، وقد حدد الحد الادنى للراتب ب (350 الف ليرة ) ، والان انقلب الحال ليتفضل العمل في القطاع العام على الخاص لانه ضمانا واكثر كسبا عنه من الخاص.
ويتحول الحديث بعد ذلك عن التجارة والتسوق والتبضع ، حيث تشاهد مجمعات ومحلات لبنان وبيروت التسويقية والتجارية قد تخلو من رواد متبضعين ومشترين ، وقلة من الزبائن المرتادين للتبضع ، يفسر أبو وليد قوة البيع وكمية الشراء بما يرى عن الواقع اللبناني ...!!
لبنان نفوسه ( 4 مليون ) اجمالا ،... وليس هناك خسارة في التجارة ، واللبنانيون لهم من الاهتمام بمظهرهم وظهورهمبكل الاحوال ومهما كانت الظروف ، وهذا ما يعزز استمرار القطاع الخاص للتجارة وتساعده وجود السياحة ، والبيع والشراء حدوان يجريان على قدم وساق ، والحال يتغير بتغير الاوضاع الداخلية والامنية فقط ومع ذلك لاتكون هناك خسارة وبمعنى الخسارة الجسيمة او الافلاس لان هناك شراء مستمر وطلب قائم بكل الضروف .
وبعد جولة السوق والشراء يتحول الحديث الى مسؤولية الدولة والحكومة في معالجة الغلاء المعيشي للفرد وكيفية معالجته والنهوض به ..!!ليكون كلام أبو وليد :
دولتنا " لبنان " ليست فقيرة ونحن ندفع ضرائب للدولة ، ومن مسؤوليتها تأمين متطلبات حياتنا واحتياجات معيشتنا حتى وان كانت دولة مكسورة بسبب الحرب ،.. مادام مدخولها يزيد من ضرائب المواطنين ، لكن هناك قصور بما توفره وملزمة به ،... وهي لم تعد ولم تهيأ نظاما يأمن حال أفضل للفرد وهناك تظاهرات ومسيرات نزلت الشوارع بسبب غلاء المعيشة لكن حصالة ( قجة ) الدولة لاتأتي الا من ظهر الافراد من الشعب ليحصل بذلك الموظف العامل في القطاع العام على راتبه ، وان كان فلابد من تخطيط وتنظيم ينهض ويقوي ويعزز معيشة الفرد .
وبعد ذلك وصلنا مع أبو وليد أنه بدأ يفضل العمل لدى الدولة في القطاع العام ويترك العمل لدى القطاع الخاص للاسباب :
العمل لدى القطاع العام افضل ، لانك تعرف متى تستلم راتبك وكم مدخولك الثابت ، ولانه ضمانة من دولة . وأبو وليد لايعتبر أجره الذي يتقاضاه من عمله الحالي في القطاع الخاص (الاوتيل) مناسب ومتكافيء مع ما يقوم به وساعات العمل ،.. لذلك
يفكر ويهيء نفسه للبحث عن عمل في القطاع العام ليحظى اقلها بالضمان الاجتماعي والطبابة ونفقات العلاج .
ويضيف نسبة البطالة عالية والشباب لايعمل وتراه يرغب دائما بجيب ملئان غير فارغ من المال ، وعلى ذلك قد يضطر بعض الشباب للعمل المخالف وبأي مجال (كالزعرنة او الحشيشة ) ليجني مالا ومصروفا اقلها نفقاته الخاصة ان لم يكن لاعالة عائلته .
انتهى اللقاء والحديث مع " أبو وليد " ليستأنف مع " بلال هادي " فرد لبناني أخر، شاب يعمل في صيدلية بعد العصر وصباحا يعمل نادلا في أحد المطاعم ،....
يحدثنا بلال عن عائلته وكيف أفرادها كل يعمل لحساب العائلة ولحساب نفسه اولا وجمعا ، حيث قال :
أنه ترك الدراسة بسبب عدم تمكن عائلته من تسديد نفقات التعليم لكل أفراد العائلة ، وهم ثلاثة أبناء وأختهم الرابعة ، ووالدتهم أمرأة قدمت لهم مسبقا ما تمكنت به من عطاء وتضحية وأنه وجب عليهم الان تحمل العبء عنها وتعويضها ، ويضيف أن والدهم رجل ليس بكبير العمر لكن صحته لاتعينه على العمل المضني ألا البسيط منه وليس لمدة طويلة فلا يمكنه الاستمرار فيه ، وأرباب العمل ـ " يضيف بلال " لايهمهم صحة العامل ولايحبذون عمالة ضعيفة الصحة هزيلة ، لذا ترك دراسته وعلى أقل تقدير ليكون نفسه ويوفر حاجته من الطلبات والمصاريف .
يذكر" بلال " أنه يستلم مقابل عمله في الصيدلية أجرا قدره 300 $ وقد يزيد حسب قيمة الضرائب ومدخولات العمل كمكافئة أو حوافز بين الفينة والاخرى . وفي محظ أجابته عما أذ كان ألاجر يتناسب مع ساعات العمل وقيمته ، أجاب الشاب بلال :
أنه يسد نسبة من الاحتياج لكنه لايتناسب مع النفقات وبنفس الوقت كعمل في صيدلية فهو الى حد ما ليس بالعمل الشاق ولا يكلف الفرد أكثر من الالتزام وأقل من الدقة فيه . وأضاف أن اخوانه الاخرين يعملون أيضا وكل براتب وأجر حسب مجال عمله والمكان الذي يعمل فيه ، وعموما فمجموع أيراد العائلة يسد نفقاتها ، وأحيانا وحسب المتطلبات والمصاريف قد يمكنهم توفير بعض المدخلات لحاجة العائلة من الاستطباب والعلاج أو وديعة للآتي من الايام وليس كمدخر قوي لسنين . وكل ما يعني " بلال " ألا يقصر بحق الحياة التي يعيشها وألا يحس بنقص في توفير متطلبات العائلة ويحرص على ألا تكون .
وهذه " رنا " صبية في ربيعها الثاني ويزيد بسنتين من العمر ، شابة لطيفة ناعمة من عائلة عدد أفرادها أربعة ، تعمل لدى محل له أسمه التجاري المشهور للالسبة المستوردة والجاهزة المتنوعة ، فتاة هميمة كباقي زملاءها وزميلاتها متفانين في عملهم حريصين على تقديم المساعدة والخدمة لزبائن المحل ، تتحول خطواتهم بين بين أجنحته وحسب تواجد الزبائن وطلباتهم ويتسارعون ويتبادلون تقديم العون للزائر ، بل يتنافسون على أرضاءه ،... تقول " رنا " :
كثر خير ألله والحمد لله ، العمل ماشي والشغل يأخذ وقتهم حسب ساعات الدوام والاجر الذي تتقاضاه جيد ولا هو قليل لتتململ وتضجر ، وبالعكس ـ تضيف " رنا " أصبحنا وزبائننا معارف ومثل الاصدقاء ، نحبهم ويكنون لنا نفس الشيء ، وليس لنا غير أرضاءهم والتعود على زيارة المحل والتواجد بيننا ، ونفتقدهم في الغياب الطويل . المهم ـ تسترسل " رنا " في قولها :
أنها وأخواتها الاثنان الباقيتان كل منهن تعمل وبأعمال مختلفة وبأكثر من عمل ، وكل منهنتستوفر لنفسها من مدخولها وما تكسب لحسابها الشخصي ، وأن والديها ليسا في حاجة لما يكسبن هي وأخواتها ، ومع ذلك هن أيضا يوفرن للبيت بعض مما يكسبن مشاركة منهن في المصاريف والنفقات .
و " رنا " ليست بالشابة المبتذلة في الملبس وليست بمتهاونة في أناقتها ، بل أن ماترتديه يجمع بين مستوى المحل الذي تعمل فيه ونوعية بضاعته ، وأحيانا تجدها ترتدي من نفس مبيعاته وهذا يعني أنها من الامكان الصرف على نفسها ملبسا ومظهرا بما يوحي أنها تكسب جيدا . وحيث أنها قد أكملت دراستها الجامعية وتخرجت من كلية العلوم ، فهذا يعني توفير في نفقات التعليم والدراسة وتخفيف للمصاريف . وحسبما تقول " رنا " :
كل منا يمكن أن يتذمر من الغلاء والاسعار المرتفعة ، لكن مادمنا نعمل ونكسب ولنا اكثر من مورد فهذا يعني أن حالنا جيدة ولابأس بها ، أذا كنا نريد أن نعيش فعلينا أن نعمل ، وأن كنا نريد أن نتمتع فمن عملنا يمكننا أن نوفر لانفسنا مانريد دون أن نرهق أنفسنا وعوائلنا ، وأكثر العوائل اللبنانية تعيش هكذا وقليلا ما تجد عائلة دون خط الفقر وأن وجدت فالله اعلم السبب . وتضيف : ترون أن كثير من الشباب اللبناني من الفتيان والصبايا قد يستأجرون شققا ويتركون بيوت عوائلهم ومساكنهم لاسباب ، توضح " رنا " قولها : أما للتفرغ للدراسة مع زملاء لهم أو للمساكنة والعيش مع أصحاب وأصدقاء وكما هو في البلدان الغربية ، وأكيد قطعا يتم دفع أيجار السكن مما يكسب الابناء أنفسهم ولا تتولى عوائلهم وأهاليهم ذلك ، المهم كل راض بعيشته وأتصور مرتاح .
وهذه كانت من ملاحظاتنا أن لم ترها ولم يرها غيرنا ، أن الفرد اللبناني يقوم بتدبير عيشه وأهله ، وقد ينعزل ويترك مسكنه معهم ويشاطر زملاءه أو أصدقاءه سكنا أخر.
المهم ـ أنها قصة مجتمعية ترى لبنان فيها شعبا بأفراده تلك مسيرتهم وهذا نهجهم ،.....
ولكن ....!!! ترى ما السبب في ذلك ولم الفرد اللبناني يجد ويجتهد عملا ودؤوبا ...؟ هل همه وكل شاغله الاسترزاق وجمع المال ..؟؟ وهل الحياة في لبنان الثقافة والتقدم والتحضر ـ مثيلة أوربا والغرب في رؤيا الاخرين ،... من الغلاء وأرتفاع الاسعار ما يجبره على أظن يعمل ويكد ليستجمع قوته ويدبر حاله ...؟ أم أنه يعمل بالقول " أعمل لدنياك ـ و أسعى ياعبد ....؟ " أم أنها سنة موروثة عن السابقين من الاولين من أهليهم أباءا و أجدادا ...؟؟ هل ما تعرض له لبنان وما يتعرض له من أعتداءات وعدوان صهيوني أسلكه مسار الجري وراء كسب المال ، أم لتدبير المعيشة ..؟؟ كل ذلك وغيره ، وأكيد أشياء أخر سببا للتبرير وومسببا لعمالة الفرد اللبناني أكثر ساعات يومه وقد تكون بين (12 ـ 15) ساعة يوميا ، ... وما دخل القائمين برعية الافراد والشعب ..؟؟ ما موقف المسؤولين من أبناء بلدهم وأفراده ،..؟؟ وأن لم يكن هناك تضور وجوع فيوجد تعب للابدان ورهق للاجساد وللنفس حق ...!!
من يتحمل مسؤولية الفرد أن أضناه تعب العيش وأضنكه هم المعيشة ..؟؟ ما التعويض وما البديل الذي تقدمه الحكومة للفرد جزاء أتكاله على الله في رزقه وثم أعتماده على نفسه وصحته ليستند على مصدر عيشه دونها ( الحكومة ) . ...؟ هل ن حقوق وضمانت أجتماعية وتقاعدية وسلف أو منح ينتظرها الفرد ويتوقعها ، بل يأملها في حال ساء به الحال وأنهكه العمل ليتوكأ عليه ويتكل بمعيشته منه ..؟
سجالات قد تكون قصصية لكنها ظاهرة وجماهيرية ، شمولية ووصفية ، ... المهم بعدها ما يستنتج ويؤول اليه المطاف ...؟ حثاثق ليست أقل من معلومات وما هي بخلجات فكرية أو بنات أفكار ـ هي وقائع في بيانات تتعاطاها الحياة اللبنانية بفرده وكيف تعامله مع عيشه وحياته .
قد تصل وتأخذنا معك الى أن الشعب اللبناني بأفراده بكل شرائحه وأطيافه كا ر (واثب ) على العمل فار ( هارب ) عن الكسل هميم في الشغل حميم مع ما يشتغل ليس صاحب نظرة سوداوية ولن تكون ، مادام هو ينبض همة وتعاملا مع الحياة لايترك نعم الله عليه في حواسه وبدنه لا يتنعم بها حركة وبركة عملا كأنه يحقق ويؤكد ذلك ( الحركة بركة ) .



#مكارم_المختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انت وانا وثالثنا الحرف
- أفقتك ..... ورأتك عيني
- ألتوجه ألعام وألتوجه ألمضاد
- نص شعري في نظم الكلام
- دينامية ألازمات
- من الحياة .... حكاية من قصة ..... جانب مظلم
- محنة الثقافة وأمية الثقافة
- مذكر ....... مؤنث
- عجبي السؤال ...!
- الجندر أدة تحليلية أم وسيلة وليس هدف
- السلوك القيادي والسعي لتعديل القاعدة البشرية
- كلمات في فراغ الاسطر
- - أختيار -
- فرح على مرأى حزن .... شعر
- الزمن .. ماذا يعني لك ..؟ وما تقيمك للوقت ..؟؟
- أسرار البيوت ....!!
- ألتسامح بين حرية الضمير واللجم .....!!


المزيد.....




- خبراء تأمين: الخسائر المالية لهجوم موسكو قد تصل إلى 108 ملاي ...
- مصر تبيع أراض جديدة بالدولار
- روسيا.. مالك -كروكوس- يكشف تكلفة إعادة بناء القاعة المحترقة ...
- ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى السعودية
- إنتاج الآيس كريم في روسيا يسجل مستوى قياسيا
- العراق يوقع عقدا لاستيراد الغاز من إيران لمدة 5 سنوات
- بسبب ضغط مبيعات العرب.. البورصة المصرية تتعرض لخسارة كبيرة
- المغرب يطلق خطة لمد أنبوب للغاز مع أوروبا
- %37 نمو التبادل التجاري بين إيران والصين خلال شهرين
- هل وجدت مصر فعلا مخرجا من أزمتها الاقتصادية؟


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مكارم المختار - الدخل اللبناني .... والنفقات المالية