أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - التوظيف الأيديولوجي للدعوة إلى تطبيق -الشريعة الإسلامية- ينافي حقيقة الإسلام















المزيد.....

التوظيف الأيديولوجي للدعوة إلى تطبيق -الشريعة الإسلامية- ينافي حقيقة الإسلام


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 992 - 2004 / 10 / 20 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


*فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض *
قرآن كريم

عندما لجأ بعض الكتاب المسلمين إلى التفريق بين العقيدة و الشريعة لم يفعلوا اكثر مما يجب أن يكون، لأن العقيدة لا يمكن أن تكون إلا إسلامية، و هي ذات جذور عميقة في التاريخ البشري منذ اعتبر إبراهيم عليه السلام " إن الدين عند الله الإسلام" كما جاء في القرآن الكريم. فالإسلام قديم قدم توحيد الله وحده كأرقى ما وصلت إليه البشرية، و إذا كان الله " لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار" فإن الإيمان به شيء واحد عند أهل الكتاب "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله" و هذا التوجه لا يمكن أن يقود إلا إلى عمق الإيمان الإسلامي الذي يعني التسامح الديني و القومي " جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم".
أما الشريعة فتختلف من دين إلى دين آخر حتى لو افترضنا أن الديانات السابقة على الإسلام لم يلحقها أي تحريف و السبب في ذلك هو اختلاف الشروط الموضوعية من عصر إلى آخر، و من رقعة جغرافية إلى أخرى، و حتى في الدين الواحد نجد أن أحكاما لاحقة تنسخ أحكاما سابقة، و ما ذلك إلا لمراعاة الشريعة التي لا يجب أن نتعامل معها كقوالب جاهزة لأننا حينها سنضطر إلى إلغاء الواقع.
إن الشريعة الإسلامية و الواقع متلازمان، و هذا التلازم يستلزم التفاعل الذي يعني التأثير المتبادل من خلال تدخل الشريعة في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية، لا لإدخالهم في قوالب معينة و جاهزة تسمى أحكام الشريعة، بل لتوجيه فكر الإنسان و ممارسته لوضع تشريعات تتناسب مع الغاية من الشريعة نفسها التي هي تكريم الإنسان، و هذا التوجيه لا يستمد إلا من القيم السامية و التربية الروحية للدين الإسلامي الهادف إلى خلق شروط نفسية لدى الفرد كما لدى الجماعة من اجل إعداد الإنسان نفسيا و اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا في إطار التمتع بمجموعة من الحقوق التي لا تتنافى في جوهرها مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان كأرقى ما وصل إليه الفكر البشري، من اجل التفكير فيما يصلح له انطلاقا من النص الديني الموثوق بصحته " أفلا يتدبرون القرآن" ،و في الواقع الاجتماعي بكل تجلياته "و في أنفسكم أفلا تبصرون" من اجل صياغة قواعد لتنظيم العلاقات المختلفة بما يتناسب مع مستجدات الحياة في المجتمع الإسلامي، و مع شروطه الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية، و تلك القواعد لا يمكن أن تندرج إلا ضمن الشريعة الإسلامية المنفتحة على العصر و المستوعبة لما يجري فيه.
و بذلك يمكن القول بأن :
1) دور العقيدة الصحيحة و ليس الفاسدة التي تقودنا إلى عبادة الأشخاص و الانقياد الأعمى وراءهم و الامتثال لأوامرهم مما يسميه المتنبئون الجدد الجد بالدعوة إلى تطبيق "الشريعة الإسلامية" التي ليست إلا تطبيقا لشريعة صاحب تلك الدعوة الهادفة إلى الاستبداد بالواقع و تسخير ما فيه لخدمة مصلحة تلك الدعوة، أقول إن دور العقيدة الصحيحة هو التربية الروحية السليمة للأفراد و الجماعات و إكساب الجميع مناعة ضد كل ما لا يتناسب مع تلك التربية و مع العقيدة و مع كرامة الإنسان.
2) و دور الشريعة هو وضع القواعد الهادفة إلى توفير المناخ المناسب للحياة الاجتماعية الراقية و المتطورة و الفاعلة، و المتفاعلة مع ما يجري في العالم بشكل إيجابي.
أما ما نراه من تطبيق ما يسمونه بالشريعة الإسلامية في العديد من البلدان التي سيطرت فيها دعوات المتنبئين الجدد، أو ما نقرأه أو نسمعه من دعوات إلى تطبيق "الشريعة الإسلامية" فلا علاقة له بذلك التطبيق السليم بقدر ما له علاقة بسجن المجتمعات الإسلامية في إطار أنماط من التصورات الأيديولوجية المصاحبة للقواعد الموروثة من العهود البائدة، تلك القواعد التي لا تتناسب لا مع روح العقيدة و لا مع كرامة الإنسان، أي أنها لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال شريعة إسلامية.
و منطلقنا فيما ذهبنا إليه منذ البداية :
1) أنه لا يمكن أن يكون الله تعالى ظالما لعباده، و " ما ربك بظلام للعبيد"، و إلا فإن صفة العدل ستنتفي في حقه، و هو العادل، و الذي يظلم و لا يعدل هو الإنسان، الحاكم أو النظام المستبد باسم الإسلام، و الذي يتبنى اختيارات اقتصادية و اجتماعية و ثقافية و مدنية و سياسية لا شعبية و لا ديمقراطية، تدهور كرامة الإنسان و تؤدي إلى تجويعه و تشريده و موته، و هو ما يتنافى مع الغاية من الشريعة التي تجسد عدالة الله في الأرض.
2) أن الأصل في الشريعة هو تحقيق العدل الذي هو مطية تحقيق كرامة الإنسان ، والشريعة لا يمكن أن تسعى إلى العدل بالجمود ولا يمكن أن تستوعب المستجدات بالانغلاق بل لابد من التطور والانفتاح لتحقيق الغاية .
3) أن النص الإسلامي الموثوق من صحته لا بد أن يسمح بالتطور والانفتاح ، وإلا فلماذا الحق في الاجتهاد ؟ لماذا الدعوة إلى تدبر القرآن الكريم ؟ لماذا الدعوة إلى التبصر في الواقع الاجتماعي بكل تجلياته يقول الله تعالى " أفلا يتدبرون القرآن " ويقول أيضا " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " ويقول: "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك " .
وهذه الآيات وغيرها لا يمكن أن تستفيد منها إلا بإرادة الله الحياة الكريمة للإنسان ، أما غياب الحياة الكريمة فمن مسؤولية من يستبد بالحكم ، ويفرض سياسته بقوة السلاح على المقهورين والمظلومين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ممن لا علاقة لممارستهم بالشريعة الإسلامية الصحيحة .
أما المؤدلجة لخدمة مصالح الحكام ، أو من يطمحون ليصبحوا حكاما ، فلا علاقة لذلك كله بالإسلام نفسه ، وإلا فلماذا قهر الشعوب الإسلامية ؟ لماذا حرمان المسلمين من التمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية ؟ لماذا لا تتمتع هذه الشعوب بحقها في تقرير مصيرها ؟ لماذا لا تعطاها إمكانية اختيار حكامها عن طريق انتخابات حرة ونزيهة ؟
إن الأنظمة الإسلامية الاستبدادية وخاصة تلك التي تدعي تطبيق الشريعة الإسلامية تبعد بممارستها وتنظيراتها التي تجند لها المتنبئون الجدد ، عن حقيقة العقيدة الصحيحة وحقيقة الشريعة الصحيحة .
فماذا يقول المتنبئون الجدد في بلادنا ؟
ماذا يقولون في الأنظمة التي تدعي تطبيق " الشريعة الإسلامية "
هل يهمهم فعلا أن ينفتح الإسلام على العصر، وأن يتطور؟ أم أنهم لا يتجاوزون مجرد الجلوس على الكراسي الأثيرة في مؤسسة البرلمان ؟ وأن كل ما يهمهم في ذلك التواجد هو صلاة العصر في وقتها ؟
وإذا كانوا يؤمنون فعلا بالانفتاح والتطور لماذا نظموا ذلك الهجوم الهمجي ، عبر التراب الوطني وبكل الوسائل بما فيها تهديد المناضلات الشريفات أثناء إنزال مشروع الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية ؟
لماذا توظيف الدين الإسلامي في هذا الاتجاه ؟
لماذا تحويل المساجد إلى منابر لتصريف الخطابات الحزبية التي ترتدي لباس الدين الإسلامي ؟
لماذا لا تبقى المساجد بعيدة عن الصراع الأيدلوجي والسياسي الجاري في المجتمع مصداقا لقوله تعالى "وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " ؟
ألا تعتبر هذه الآية الكريمة دليلا على ضرورة حيادية المساجد التي يؤمها المسلمون من مختلف الطبقات والتوجهات لأداء فريضة الصلاة ؟
ألا يعتبر إقحام المساجد و استغلالها في أمور حزبية سياسية دليلا على رغبة مبيتة لاستغلال قداسة عقيدة المسلم و قداسة المكان في نفس الوقت ؟
ألا يعتبر ذلك عجزا عن بناء نظرية عن واقع المجتمع و السعي إلى إقناع الناس بتلك النظرية بوسائل حزبية صرفة ؟
قد يقول المتنبئون الجدد كما تعودنا من منظريهم "الإسلام دين و دولة" ليجدوا مبرر إقدامهم على استغلال المساجد لتصريف الخطاب الحزبي القاضي بدعوة المسلمين إلى تطبيق "الشريعة الإسلامية".
و إلى هؤلاء المتنبئين الجدد نقول : إن الإسلام تسامح مع غير المسلمين من أهل الكتاب فيكف لا يتسامح مع المسلمين بتطوير الشريعة الإسلامية و جعلها قادرة على استيعاب العصر لتتناسب مع الوقائع الجديدة كما حصل أثناء نزول الوحي على الرسول عليه الصلاة و السلام خلال تواجده في مكة، أو بعد هجرته إلى المدينة المنورة.
إن هجوم المتنبئين الجدد على الخطة الوطنية لادماج المرأة في التنمية بعيدا عن التحليل الهادئ لمشروع تلك الخطة و دون اللجوء إلى ممارسة القذف في حق واضعيه و نعتهم بأبشع الصور و الألفاظ ينم عن حقد دفين :
1) على مكونات المجتمع الثقافية و الحقوقية و السياسية و النقابية التي تأخذ على عاتقها مهمة تنظيم المجتمع من اجل مواجهة كل مظاهر التخلف التي يعبر عنها بسلوكهم السياسي الهجين و المنحط و المنسوب إلى الإسلام و المحتكر له. مع أن الإسلام كالماء و الهواء لا يمكن أن نحيا بدون سماحته و تغذيته للروح الإنسانية.
2) على المجتمع نفسه الذي يرفض معظم أفراده الانقياد وراء دعواتهم البخسة.
3) على الحكام نظرا لدورهم في محاصرة همجية التسلط التي يسعى إليها هؤلاء و بكل الوسائل بما فيها الإرهاب المادي و المعنوي.
4) على الأفكار المستنيرة من خلال القدح في مبدعيها عن طريق اتهامهم بالكفر و الزندقة لينفر الناس من تلك الأفكار و يعتنقون الأفكار الظلامية المنسوبة ظلما إلى الإسلام.
و هذا الهجوم و من هذا المستوى المشار إليه الذي يسمونه "جهادا" أي ضد "الكفر" و "الإلحاد" و ضد تحريف الشريعة الإسلامية من اجل تطبيق "الشريعة الإسلامية" لا يوازيه إلا الرغبة في التسلط و القهر و الاستبداد بالمجتمع المغربي و توجيهه لخدمة بقايا الإقطاع المتخلف. تلك الخدمة التي يسمونها "تطبيق الشريعة الإسلامية" في عصر يعرف حركة سريعة تؤدي في مثل حالتنا إلى تعطيل العقل الفلسفي الذي يعمل على تقويض العقل الاستبدادي الرجعي و المتخلف و الحركة السريعة التي يعرفها هذا العصر و التي تشمل جميع مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية بفضل التطور التكنولوجي السريع الذي يقلب كل الموازين و يجعل كل إنسان على وجه الأرض يعيش بفكره و وجدانه في كل مكان و يصبح المحيط الذي يعيش فيه جزءا من ذلك المحيط و من مكوناته.
و ما يتناسب مع حركة العصر السريعة ليس هو الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية حسب فتاوى المتنبئين الجدد، بل ما يدعو إليه الإسلام الذي لم يؤدلج و لم يوظف لا لصالح الواقع الطبقي للمتنبئين الجدد، و لا لصالح تكريس الاستبداد الذي يسمونه "إسلاما" و لا لحماية قوانينهم الهمجية التي يسمونها "الشريعة الإسلامية"، انه الإسلام المنفتح الأمين الداعي إلى حماية كرامة الإنسان كأفراد، و كجماعات في أي مكان على وجه الأرض عن طريق إعطائه الحق في تقرير مصيره الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمدني والسياسي لإنضاج شروط القيام بإبداعات تتناسب مع المرحلة التي يعيشها و مع الطموحات التي يسعى إلى تحقيقها كانسان.
و إذا كان الهجوم و بذلك الشكل الهمجي على مشروع الخطة الوطنية لادماج المرأة في التنمية و من قبل القادمين من عمق التخلف و من دهاليز عصور الظلام قد أدى إلى السكوت عن هذا المشروع فما ذلك إلا لكون المجتمع يعاني من التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمدني والسياسي مما يجعله سهل الانقياد وراء خطابات المتنبئين الجدد الذين يستغلون ثلاثي الجهل و الفقر و المرض الذي يعم وسط معظم الناس في هوامش المدن و في البوادي و لكون المسؤولين ينساقون بدورهم وراء تلك الخطابات استجداء لرضى الجماهير الذي لا يتجاوز أن يكون استجداء لرضى المتنبئين الجدد الذين يقودون جيوش الظلام الحاملين لسيوف التكفير و الهجرة.
و إلى جانب الهجوم على مشروع الخطة الوطنية لادماج المرأة في التنمية الشاملة، يتم الهجوم على رموز النضال و التنوير و على الإطارات النضالية و خاصة تلك التي تهتم بحقوق الإنسان بصفة عامة، و حقوق المرأة بصفة خاصة، و اعتبار تلك الإطارات محرفة للإسلام و محاربة له و ساعية إلى القضاء عليه و اعتبار تلك الحقوق التي تدعو إليها تلك الإطارات غربية كافرة تدمر "الإسلام" و تسعى للقضاء عليه.
و نحن إذا قمنا بقراءة متأنية و هادئة للتاريخ الحديث و لهوية المتنبئين الجدد، سنجد أن الغرب الرأسمالي الليبرالي الاستعماري الهمجي المتوحش هو الذي قدم لهؤلاء كافة أشكال الدعم المادي و المعنوي بما لا عين رأت و لا أذن سمعت – كما يقولون- للقيام بوظيفة حماية مصالح الغرب الرأسمالي الهمجي حتى في البلدان الإسلامية التي يدعي المستبدون بشعوبها انهم يطبقون الشريعة الإسلامية فيها مثل : بلدان الخليج العربي و الباكستان و أفغانستان و السودان، و تلك الحماية لا تكون إلا من خطر المد الاشتراكي المعادي للرأسمالية و الساعي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بكل حيثياتها باعتبارها قوام تحقيق كرامة الإنسان التي هي غاية الإسلام الحقيقي.
فالمتنبئون الجدد المدعومون من قبل النظام الرأسمالي العالمي الهمجي و من قبل الأنظمة الرجعية المتخلفة و من قبل الشركات العابرة للقارات و منهم من يتلقى الدعم حتى من الكيان الصهيوني، لا يهمهم تطبيق الشريعة الإسلامية السمحة في تطورها و انفتاحها على مستجدات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية و العلمية و التكنولوجية المتطورة بقدر ما يهمهم الحفاظ على مصالحهم في إطار الحفاظ على مصالح الرأسمالية الهمجية و المصالح الرجعية المتخلفة كمصادر سخية و كريمة للتمويل اللامحدود و بكل الوسائل و في كل أنحاء العالم و حتى بواسطة الأقمار الاصطناعية لتحركات المتنبئين الجدد من اجل إطفاء كل مصادر التنوير عن طريق الإرهاب الفكري و النفسي و الجسدي الذي طال قافلة من الشهداء تحت طائلة "الجهاد" من اجل فرض تطبيق ما يدعونه "الشريعة الإسلامية".
و ما الكتب "الإسلامية" المؤدلجة للدين الاسلامي التي تغطي معظم أرصفة الشوارع إلى جانب كتب "سحر الكهان" و "هاروت و ماروت" و في كل المدن و القرى و عبر القارات الخمس و بمختلف اللغات إلا دليل على ذلك.
و ما إتاحة الفرصة لهؤلاء المتنبئين الجدد لبث سموم فكرهم عبر القنوات الفضائية الواضحة و المرموزة إلا تأكيد لما ذهبنا إليه.
و ما إنشائهم للمئات من المواقع على شبكة الانترنيت إلا ممارسة تعمق هذا المنحى و تسخره.
و الخلاصة أن الدعوة إلى تطبيق " الشريعة الإسلامية" بعيدا عن الفهم الصحيح للشريعة الإسلامية نفسها، و ربطها بالعقيدة الإسلامية الصحيحة، تخفي وراءها رغبة هؤلاء الذين يسعون إلى تكريس كل ألوان الاستبداد في المجتمعات الإسلامية من اجل تسخيرها لخدمة الأنظمة الرجعية المتخلفة التابعة و لخدمة النظام الرأسمالي العالمي الذي يعبر عن همجية تفريخ المتنبئين الجدد في كل بقاع الأرض و الذين اصبح يمتلكهم وهم إمكانية السيطرة على الكرة الأرضية، و بواسطة الأسلحة الفتاكة التي تستهدف كل مصادر التنوير أينما كانت من اجل استعباد الإنسان و إلغاء إنسانيته، ذلك الاستعباد الذي جاء الإسلام للقضاء عليه، و تسعى مصادر التنوير إلى إزاحة كوابيسه عن صدر الشعوب الإسلامية عن طريق بناء أنظمة تختارها تلك الشعوب و هو ما كان و لازال يسعى إليه الدين الإسلامي السمح.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية المرأة / قضية الإنسان
- الحزب الثوري أسسه – مبادئه - سمات برنامجه - حزب الطليعة الدي ...
- النظام العربي ومعاناة الشعب الفلسطيني والعراقي
- الإسلام و التعبير عن الاصطفاف الطبقي
- القيادة الفردية للنقابة و مخاطر التبقرط
- اليسار – الديمقراطية – العلمانية أو التلازم المستحيل في العا ...
- في أفق تجاوز التعدد النقابي :
- عندما يتحول الظلام إلى وسيلة لتعبئة العمال نحو المجهول ...! ...
- حول الإسلام والسياسة .....وأشياء أخرى ......
- الإسلام / النقابة ... و تكريس المغالطة
- الاجتهاد ... الديمقراطية ... أية علاقة ؟
- الإسلام و دموية المسلمين
- الهوية و العولمة
- النقابة الوطنية للتعليم أي واقع … ؟ و أية آفاق … ؟
- نقطة نظام: العمل النقابي المبدئي الممارسة الانتهازية ...أية ...
- التربية النقابية والتربية الحزبية أو التناقض الذي يولد الضعف ...
- تخريب النقابة … تخريب السياسة … أية علاقة
- الثقافة بين طابع المساءلة وطابع المماطلة
- حول شعارات مؤدلجي الدين الإسلامي وأشياء أخرى…. من أجل ك.د.ش ...
- هل يمكن اعتبار الجماعات المحلية أدوات تنموية ؟


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - التوظيف الأيديولوجي للدعوة إلى تطبيق -الشريعة الإسلامية- ينافي حقيقة الإسلام