أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد الحنفي - النظام العربي ومعاناة الشعب الفلسطيني والعراقي














المزيد.....

النظام العربي ومعاناة الشعب الفلسطيني والعراقي


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 985 - 2004 / 10 / 13 - 07:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن عمق معاناة الشعب العربي في فلسطين المحتلة كان ولازال ومنذ عقود طويلة نتيجة لتخادل النظام العربي القديم /الجديد ، الذي فضل الانحسار القطري على الامتداد الوحدوي القومي . وصنع إطار اسماه " جامعة الدول العربية " لا لأجل توحيد العمل العربي المشترك ، بل من أجل التفكير في سبل ووسائل تكريس الانحسار القطري، وهو واقع حول الوطن العربي من المحيط إلى الخليج إلى :
1) مجال الاستقطاب الأمريكي الذي صار يفرض إملاءته على النظام العربي .
2) مجال للتطبيع مع إسرائيل كرأس حربة الإجرام الصهيوني .
واتخاذ الوطن العربي مجالا لعمل أمريكا وإسرائيل لابد أن يفرض قرار التخلص من معيقات التغلغل الأمريكي الصهيوني في الوطن العربي، فأمريكا تخلصت من معيق النظام الصدامي، ولازالت تعمل في أرض العراق على التخلص من معيق مقاومة الشعب العربي للاحتلال الأمريكي ، حتى تستطيع بسط نفوذها على كل العرب ، وخاصة بعد التنازلات اللامشروطة التي قدمها النظام القطري العربي الليبي ، والذي كان يدعي ولعدة عقود زعامته القومية العربية ، ومقاومة التغلغل الأمريكي الصهيوني في الوطن العربي وفشل الجامعة العربية في عقد الاجتماع على مستوى القمة العربية . أما رأس الحربة الصهيونية فهي تنظم عملية التخلص من حركة المقاومة الفلسطينية مستعملة في ذلك كافة الوسائل بما فيها هدم المنازل وتجريف الأراضي وحصار المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وبث العملاء في صفوف الشعب العربي في فلسطين المحتلة من أجل تسهيل عملية التخلص من كوادر المقاومة العربية الفلسطينية وصولا إلى التخلص من الكوادر القيادية لحركة المقاومة الفلسطينيين بقيادة ياسر عرفات ، ولذلك فمعاناة الفلسطينيين شعبا وحكومة ورئاسة وحركات المقاومة داخل الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة ، وخارجها ليس إلا نتيجة لتخاذل النظام العربي تجاه القضايا القومية التي لم تعد مطروحة على جدول الأعمال مما حولها إلى قضايا " دينية " صرفة تقودها حركات "دينية" ولكن مع ذلك فهي قضايا قومية عربية ، لأن الدين الإسلامي هو دين العروبة بالإضافة إلى كونه دينا للناس جميعا . وكون القضايا القومية لم تعد مطروحة على جدول أعمال النظام العربي القائم هو الذي شجع إسرائيل ودفعها إلى التخطيط للتخلص من القيادات الفلسطينية واحدا بعد الآخر في أفق حرمان الشعب العربي في فلسطين المحتلة من وجود قيادات تقوده في اتجاه التخلص من الاحتلال الإسرائيلي ومن الاستيطان الصهيوني المدعوم أمريكيا ، ولذلك لا نستغرب إذا وجدنا أن الآلة الحربية الجهنمية الإسرائيلية الامريكية ، تستهدف القادة الفلسطينيين واحدا تلو الآخر ، وفي مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتسي ، والبقية تأتي .....
ومعلوم أن التخلص من الرموز العربية في فلسطين المحتلة لا يزيد عرب فلسطين إلا إصرارا على وضع حدة المقاومة ورفع وتيرة وحدة العمليات الفدائية ضد الاسرائليين ، والصهاينة المستوطنين في مجموع الأراضي العربية في فلسطين المحتلة – المستوطنة وينسى الصهيانية أن الشعب العربي في فلسطين المحتلة، ودود ولود وان الشعب الودود الولود لابد أن يفرز قادته وبالسرعة المطلوبة حتى لا يعرف فراغا قياديا ، لأن الشعب العربي في فلسطين المحتلة يعرف كيف يدير أزمته .
أما النظام العربي القطري فقد تفرغ لفرض واقع الانعزال والانغلاق والتقوقع . والمحافظة على مصلحة كل نظام قطري على حدة . وممارسة اللامبالاة تجاه ما تقوم به أمريكا في العراق . وما تقوم به إسرائيل في فلسطين المحتلة والمستوطنة ، وبدعم من أمريكا
وكأننا بالشعب العربي في فلسطين المحتلة يردد مع الشهيد عمر بن جلون قوله :" الإرهاب لا يرهبنا والقتل لا يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار ".
فهل يتراجع النظام العربي عن تماديه في الاستهانة بما يجري في فلسطين المحتلة ؟
وهل ترفع الأنظمة القطرية العربية أياديها عن الشعوب العربية ، وتسمح لها بتقديم كافة أشكال الدعم إلى الشعب العربي في فلسطين المحتلة من اجل المقاومة ، ومن اجل استمرارها إلى أن تتحرر فلسطين، ويزول عنها واقع الاستيطان الصهيوني ؟
وهل يعمل النظام العربي على اعتبار قضية العراق وقضية فلسطين من القضايا العربية .
وهل يعمل على التخفيف من حدة معاناة الفلسطينيين ؟
إننا في زمن الارتداد العربي إلى الخلف الذي يقتضي التراجع إلى الوراء . وفسح المجال أمام إسرائيل وأمريكا من أجل تقرير مستقبل الإنسان العربي من المحيط إلى الخليج انطلاقا من فلسطين المحتلة ثم العراق المحتل .فإسرائيل و أمريكا وحدهما يفعلان ما يشاءان ، على مرأى ومسمع من العالم . ودون اعتبار للمؤسسات والمواثيق والقرارات الصادرة عن تلك المؤسسات، وفي نظام الارتداد العربي . وعلى الشعب العربي من المحيط إلى الخليج أن يستعيد الأنفة العربية والمجد العربي . من أجل أن يفرض سيادة الدعم العربي للشعب العربي من فلسطين المحتلة من المحيط إلى الخليج حتى يستعيد العرب وحدتهم في ظل تجدد وتطور وتقدم النظام العربي الذي يفترض فيه أن يكون ديموقراطيا ، واختيارا شعبيا من المحيط إلى الخليج . والنظام العربي الديموقراطي وحده القادر على تسخير الإمكانيات المادية والبشرية لأجل فلسطين العربية ومن أجل العراق العربي ومن اجل السيادة العربية ، وقد صدق الشاعر المغربي عندما قال :

إن النضال على قساوة ناره
روح الحياة ومشعل التحرير
فهل يطمئن الشعب العربي في فلسطين المحتلة وفي العراق المحتل إلى مستقبل الدعم العربي ؟ أم أن النظام العربي سيزداد سوءا في ظل شروط الاغتيالات التي تستهدف قادة المقاومة العربية في فلسطين المحتلة وفي العراق المحتل؟
ابن جرير في19/4/2004



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام و التعبير عن الاصطفاف الطبقي
- القيادة الفردية للنقابة و مخاطر التبقرط
- اليسار – الديمقراطية – العلمانية أو التلازم المستحيل في العا ...
- في أفق تجاوز التعدد النقابي :
- عندما يتحول الظلام إلى وسيلة لتعبئة العمال نحو المجهول ...! ...
- حول الإسلام والسياسة .....وأشياء أخرى ......
- الإسلام / النقابة ... و تكريس المغالطة
- الاجتهاد ... الديمقراطية ... أية علاقة ؟
- الإسلام و دموية المسلمين
- الهوية و العولمة
- النقابة الوطنية للتعليم أي واقع … ؟ و أية آفاق … ؟
- نقطة نظام: العمل النقابي المبدئي الممارسة الانتهازية ...أية ...
- التربية النقابية والتربية الحزبية أو التناقض الذي يولد الضعف ...
- تخريب النقابة … تخريب السياسة … أية علاقة
- الثقافة بين طابع المساءلة وطابع المماطلة
- حول شعارات مؤدلجي الدين الإسلامي وأشياء أخرى…. من أجل ك.د.ش ...
- هل يمكن اعتبار الجماعات المحلية أدوات تنموية ؟
- الدين / السياسة أو العلاقة التي تتحول إلى متفجرات
- الاقتصاد الإسلامي بين الواقع والادعاء
- منطق الشهادة و الاستشهاد أو منطق التميز عن الإرهاب و الاستره ...


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد الحنفي - النظام العربي ومعاناة الشعب الفلسطيني والعراقي