أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد حسين الأطرش - الأسد يرسب بامتياز














المزيد.....

الأسد يرسب بامتياز


محمد حسين الأطرش

الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 03:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يوم تولى السلطة، رغم ما شاب دخوله عالم السياسة من شوائب حيث امتطى صهوة جمهورية حكمها والده لأكثر من ثلا ثين عاما، كنت أدرك أن طبيبا متخصصا في جراحة العين لا بد وأنه يمتلك مهارة استثنائية في تحديد العلة وانتزاعها بمشرط جراح خبير.
استطاع بشار الأسد وخلال ساعات من وفاة الأسد الآب أن يكون عند ثقة مراكز القوة داخل النظام. تلك القوى التي استطاعت أن تجترح له خلال ساعات حلولا دستورية تسمح له بدخول القصر الجمهوري رئيسا متوجا دون أي تصريحات مناوئة ما عدا بعض الغمز واللمز.
واستطاع خلال سنوات قليلة وإلى جانبه زوجته من محاكاة فئة كبيرة من الشعب السوري الذي كان يعتبر الظهور الشبابي للرئيس وزوجته وتقربهما منه دليلا على المحبة والتماهي مع أطياف المجتمع.
بعد الإنسحاب من لبنان استطاع الأسد خلال ستة أشهر أن يتجاوز المحنة من خلال النفخ في الهوية الوطنية للسوريين مما زاد الإلتفاف الشعبي حوله كجزء من صلابة الموقف السوري خصوصا في ظل النضال الخطابي ضد الويلات التي جرتها الولايات المتحدة الأميركية وديمقراطيتها إلى المنطقة. خصوصا والسوري يرى بأم العين ملايين العراقيين يلتجئون إليه ومئات آلاف اللبنانيين يهربون إلى ربوعه. كل ذلك أضاف إلى الرئيس الشاب الكثير الكثير من الرصيد خصوصا وأن الشعب السوري كان دوما مؤمنا بأن "لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص" وبالتالي يمكن تأجيل ما اعتبروه مطالب ثانوية في مقابل الأساسيات التي تطال المواقف الراسخة في العداء لإسرائيل والهيمنة الأميركية.
نجح بشار الأسد كأبيه في التماهي مع مواقف المواطنين السوريين التي تقدم القضايا الوطنية على القضايا الداخلية على أمل أن الرئيس الشاب ما زال يكرر في كل مناسبة حرصه على الإصلاح والقضاء على الفساد.
عقد مضى أو يزيد ووعود الرئيس الشاب تراوح مكانها. لكن لا الإصلاح تحقق ولا أدوات النظام تغيرت فأتى الرسوب الأول للرئيس في أول امتحان للحرية فأسقط ربيع دمشق في امتحان حرية الفكر والتعبير. خاف النظام مرة أخرى من إتاحة مساحة صغيرة للحرية فكان ما كان من اعتقالات.
خلال عقد واحد دمرت مراكز القوى المحيطة بالرئيس كل أساسات المجتمع السوري الذي كان قائما وصارت الفوارق الإجتماعية داخل المجتمع فاقعة في ظل نشوء رأسمالية طفيلية قائمة على فساد الإدارة والأجهزة مما خلق واقعا سيئا دفع بالمجتمع إلى مزيد من التدهور في ظل اتجاه النظام إلى إرضاء رؤوس الأموال الجديدة من خلال الإستجابة لسياسة الخصخصة غير المدروسة والتي تصيب المواطن البسيط في الصميم.
خلال العقود الماضية نجحت سوريا في إيجاد مواطن ذو هوية متجانسة من خلال التعليم العام الذي ساعد على صهر مواطنين في بوتقة تعليمية واحدة لكنها لم تسلم من سياسة الخصخصة التي انتهجها نظام بشار لإرضاء بعض المستفيدين كل ذلك على حساب المدرسة الحكومية والجامعة الوطنية.
في درعا رسب الأسد بامتياز مع مرتبة الشرف. فوبيا النظام جعلته يعتقل أطفالا بسبب بعض الكتابات. تعاطي أجهزة الأمن المعروفة مع الأهالي كان من أيام الثمانينات دون الأخذ في الحسبان ما يجري في العالم العربي. مكاتب الأجهزة الأمنية كتبت روايات تشبه روايات القرن الماضي عما يحدث في الألفية الثالثة حيث لم يعد هناك مجال لاستغباء المواطن الذي أتاحت له وسائل الإتصالات الحديثة رؤية العالم بطريقة مختلفة. الأدهى من كل ذلك ووسط بنادق رجال الأمن وتهور قياداته كان الغياب الكامل للقيادة السياسية بكل أشكالها فلم يبقى لها إلا بثينة شعبان بكل ركاكتها لتتحدث باسمها.
لا وزراء، لا رئاسة الحكومة، لا مجلس الشعب ولا حتى الرئيس ونائبه. إختفى الجميع بقدرة قادر. شعبان تتحدث عن مندسين وأيادي خفية ومرتزقة ومأجورين ولا بيان رسمي مدعم ولو بالقليل القليل من المنطق. الإعلام الرسمي يعلن حالة من الهدوء التام والأفراح والليالي الملاح في حين أن بثينة شعبان واستجابة لمطالب المندسين والأيادي الخفية والمرتزقة تعلن إصلاحا وراء إصلاح. حري إذا بالشعب أن يشكر هؤلاء المندسين والأيادي الخفية والمرتزقة والمأجورين الذين دفعوا النظام لمنح الشعب كل هذه الإصلاحات. ألا يحق للشعب عندها أن يثق بهؤلاء المندسين والأيادي الخفية والمرتزقة والمأجورين أكثر من ثقته بقيادته السياسية وحكومته ومجلس الشعب.
أعتقد جازما أن بشار الأسد يستحق عن جدارة الرسوب بدرجة امتياز ملحقا معه كافة مستشاريه وأدوات نظامه.
هل يعني ذلك أنه لا يحق لهم بملحق؟ أعتقد أن الشعب السوري قد يعطيه فرصة أخيرة إذا ما اتبع الخطوات التالية:
1 – إقالة الحكومة الحالية وحل مجلس الشعب،
2 – الإفراج الفوري والحقيقي عن كافة معتقلي الرأي،
3 – إقالة كافة القيادات العسكرية التي كانت مسؤولة عن إطلاق النار في كافة المناطق وإحالتها لمحاكم ميدانية فيها يتولاها محامون ذوو ثقة،
3 – تعليق العمل بالدستور الحالي وتكليف هيئة تأسيسية من كافة أطياف المجتمع السوري لصياغة مشروع دستور يطرح للإستفتاء بعد ثلاثة أشهر.
4- تشكيل حكومة تكنوقراط مؤقتة تتولى إدارة البلاد حتى الإنتهاء من الإستقتاء على الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد على أساس الدستور الجديد.
إذا الفرصة لا تزال متاحة إذا ما أراد أن يحتفظ ببعض ما بقي لديه عند الشعب السوري.



#محمد_حسين_الأطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخلع عمامتك يا مفتي حسون
- يوم أمهات سوريا
- مجرد هلوسة
- وقاحة قذافية
- الدولة لا دين لها
- -لا صوت يعلو فوق صوت البندقية-
- متى يُستآصل الأسد وأمثاله؟
- أمريكا فاسدة أيضا
- إدوارد سعيد إرهابي
- صحفي ... إذا تستحق القتل!
- الأطفال... رزقهم ليس في السماء
- البرادعي وآلتون جون خطرين على مصر
- باسم الإسلام: أجراس المدارس لن تقرع
- دعما لسميرة سويدان: جنسية الأم حق للأولاد
- حُمّى المساجد أصابت الرئيس الجزائري
- قوى اليسار -الكافرة-
- - طرابلس بيت بغاء المسلمين-
- ليس للمرأة حقوق
- تلك الكافرة، تستحق الجلد
- -يا بلاش- ... مسلم واحد مقابل مسلمتين أوأربع مسيحيات


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط ...
- طائرة ترصد غرق مدينة بأكملها في البرازيل بسبب فيضانات -كارثي ...
- ترامب يقارن إدارة بايدن بالغستابو
- الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تضغط على بايدن في اتجاه وقف ا ...
- المغرب: حمار زاكورة المعنف يجد في جمعية جرجير الأمان بعد الا ...
- جيك سوليفان يذكر شرطا واحدا لتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع الس ...
- كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من -هزيمة استراتيجية-
- زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق
- -في ظاهرة غريبة-.. سعودي يرصد صخرة باردة بالصيف (فيديو)
- الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد حسين الأطرش - الأسد يرسب بامتياز