أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - رد على مقالة سامي إبراهيم...كيف تكون مجرما بريئا















المزيد.....

رد على مقالة سامي إبراهيم...كيف تكون مجرما بريئا


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 00:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رد على مقالة سامي إبراهيم...كيف تكون مجرما بريئا



عنوان المقالة يذكرني بنكته .. احضر رجل منتجا من الدبس وضعه في احد الأسواق لبيعه واخذ يصحيح بأعلى صوته بصل للبيع .. فأجتمع الناس من حوله يتساءلون أين البصل.. قال لهم هذا ... قالوا هذا دبس .. قال اعلم انه دبس ولكن لا أريد إن يسمع به الذباب فيجتمع حوله.. هكذا مقالة الكاتب ... مجرما بريئا


الكاتب ....


إذن يمكننا اتهام نصٍ دينيٍ بأنه سبّب كل جرائم القتل التي ارتكبت بسبب ديني، وبأنه مسؤول عن التخريب العقلي عبر مرّ السنوات، ونستطيع اتهام النص الديني باعتباره مساهما أساسيا في تحديد سلوكيات الأفراد، وبأنه خلق أفراداً يرتكبون جرائمهم مبررينها بأنهم مأمورون ومرسلون من إله عظيم مطلق، أرسلهم لأسمى غاية وأنبل هدف ألا وهو الجهاد: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ.


اختار الكاتب كعادته آيات قرآنية من نصوص متفرقة.. لتشويه الحقيقة بعد ما بتر جزء منها وأكملها بأجزاء مبتورة أيضا ...لجعلها تصب في فحوى موضوعيه الغير عقلاني .. لو قرئنا جميع آيات القران لا نجد فيها دعوه إلى الانتحار أو الاستشهاد كسبيل للوصول إلى الجنة ... إنما آيات تدع إلى الجهاد ومقاتلة العدو بالقوة العسكرية دفاعا عن النفس.. ...ولو كان القتل أو الانتحار يُصول المتدين إلى الجنة لبادر به محمد عندما تعرض لعدد من محاولات الاغتيال ..فبإمكانه إن يستسلم للموت أو يتجرد عن حمل السلاح في إحدى المعارك حتى يُقتل ... ولو كان الجهاد يدع إلى الجنة لما أمر الله بالتسلح واخذ الاحتياطات العسكرية.. كقوة يحتمي بها المؤمنون من الغزوات والقتل والاضطهاد.. عندي سؤال أوجهه للكاتب لماذا لم يتحرك عقلك اتجاه قادة الجهاد الإسلامي وسلوكهم ألازدواجي بين الجهاد والجنة .. مثل أسامه ابن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم .. لماذا يدع هؤلاء إلى الجنة وهم يختبئون في مغارات ويتنقلون بين الجبال.. لماذا لا يذهب هؤلاء إلى الجنة ما داموا يدعون إليها ويتركون الناس وشئنهم ... هذا اكبر دليل على بطلان ما يدعون إليه ..... ثم ماذا تقول عن شهداء الثورات الاشتراكية أليس هي دعوه للمجد والخلود.. جميع الثورات تدفع بالناس إلى الشهادة ليحمل السياسيون دمائهم رمزا للتضحية ومجد في عليين ... قبل سنوات زار بوش الابن الفاتكان في ايطاليا والتقى بالبابا .. ومن خلال الحديث قال البابا لبوش الابن نحن نصلي من اجل أبنائنا الذين يقتلون في العراق ... بل يصلي من اجل الشهداء الذين ينشرون الصليبية القذرة في البلاد الإسلامية.. أليس البابا بلص يدفع بلصوصه الدينيين إلى الشهادة من اجل المسيح .. فما هو الفرق بينه وبين الظواهري وابن لادن ....


الكاتب....



إذن عندما تكون طريقة التكييف سليمة، عندها سيخسر هذا النص معركته وسيفقد سطوته وحكمه وسيعبر عن حالة تاريخية لا تقدم ولا تؤخر، ولن يبني هذا النص أية أخلاق أو قوانين يعمل بموجبها الإنسان، لذلك فإننا نرى وجود عدد كبير من المسلمين قمة في الأخلاق والنبل والكرم والصدق والطيبة والرقي والتفهم للآخر.
ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي تلعبه العلمانية، فهي بفصلها للدين عن أحكام الدولة والتشريعات والقوانين المدنية والمؤسسات الحكومية، تُبعد تأثير النص الديني عن عقل الإنسان ، لأنها تساوي قبل كل شيء بين جميع أفراد المجتمع فلا يعود التمييز بين إنسان وآخر حسب انتمائه الديني (والذي يتبنى هذا الطرح في التمييز والعنصرية هو النص الديني) بل يتم تقييم الإنسان حسب قدراته العقلية.


رد....



وضع الكاتب الحل الأمثل للقضاء على الإرهاب .. وقال... ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي تلعبه العلمانية، فهي بفصلها للدين عن أحكام الدولة والتشريعات والقوانين المدنية والمؤسسات الحكومية، تُبعد تأثير النص الديني عن عقل الإنسان..... السؤال الذي يطرح نفسه ما علاقة القوانين والتشريعات بالإرهاب .. هل تعتقد إن الإرهاب نابع من المؤسسات والتشريعات .. أكيد لا لان الإرهاب تعبئه دينيه نابعة من نصوص فكريه بلورها الفكر الجهادي ..باسم الجنة..حتى لو فصلنا الدين عن الدولة لا تستطع العلمانية القضاء عليه لان الفكر الديني يحتاج إلى فكر أقوى منه يجابهه بالحقيقة وليس بالقوانين وتشريعات ...



الكاتب...


بكل بساطة يقوم هذا الإنسان بتنصيب برنامج اسمه "الإهانة" في عقله وعقل مستمعيه وجماعته، ليزرع فكرة واحدة ألا وهي "الانتقام" {ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ) فتنمو الفكرة في عقول من يفشل في معالجة صحيحة لتيار التصورات الذهنية {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) لنرى النتيجة بأعمال تفجير وانتحار لا يذهب ضحيتها إلا الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.
....................................
الانتحاري إنسانٌ مصابٌ بــــــــــ"هذيان الاضطهاد"، جميع الناس أعدائه، فهو يردد (أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)، الانتحاري يعتقد أن كل اختراع اخترعه الغرب موجهٌ ضده وضد تعاليم دينه وضد إلهه لتراه يكرر دائما (فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ).
يعتقد أن التلفزيون والانترنيت والكومبيوتر والسيارة وماكينة الحلاقة... هي آلات تم اختراعها للسيطرة عليه وللسيطرة على تفكير أولاده، وأنها وسيلة من وسائل غزو الغرب لبلاده ( وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)، فهو في حالة حرب دائمة، ولأنه لا يستطيع الاستغناء عنها يتولد لديه صراع يصيبه بحصر شديد يزيد لديه حالة الاضطهاد التي يعاني منها.
يعتقد أن الجميع يضطهده، فالحكومة تضطهده، المثقفون يضطهدونه...
الانتحاري شأنه شأن أي إنسان متدين يعتقد أنه يملك الحقيقة المطلقة، لكن الفرق بينه وبين المتدين العادي هو أن درجة "هذيان الاضطهاد" لديه قد بلغت أوجها. تراه مقطب الوجه، متوعد، هائج، صارخ، غاضب، مهاجم، مزمجر لدرجة تشعر بأنه سيخرج من شاشة التلفاز وينقض عليك، متشنج، يحرك يديه ليعبر عن حالة هياجه، وهو بالإضافة لذلك ساخر ومتهكم ومستهزئ، وعالم يفهم في كل شيء، إنه يضع الأقنعة باستمرار ليحمي أمنه الداخلي.
الانتحاري يثق بأنه سيحقق النصر، هو منتصر دائما {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ.
فإن استشهد سيدخل الجنة من أوسع أبوابها وسيعيش في أرقى درجاتها، وإن لم يستشهد فإنه حي يرزق وستسجل له من في سجله لدى الله من عظائم الحسنات {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
بالنهاية فإن الانتحاري إنسان مقتنع بخلوده إنسان يعتقد أن عملية انتحاره ستضمن له مكاسب لا تقدر بثمن {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ{وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
هذيان الاضطهاد مرتبط ارتباط وثيق بهذيان العظمة، الانتحاري هنا متيقن تماما بأنه أشرف الناس وأطهرهم وأرقاهم وأفضلهم على الإطلاق، وبالتالي فهو يستحق ارفع منزلة وأرقى درجات الجنة، فيعبّر عمّا يثبت أنه أشرف الناس وأفضلهم بسلوكه سلوكاً مميزاً مغايراً عن بقية الناس فهو يستحق المكانة الأرفع والأرقى لــــــــــ"يفجر نفسه" ويحصل على هذه المرتبة ويؤكد على تمييزه وانه عند حسن ظن الله.


رد....


استشهد الكاتب ببعض النصوص ألقرانيه المتفرقة على أساس أنها احد أسباب الإرهاب معتقدا انه قد وضع يده على الجرح ..أو سطا على احد أسبابه.. إنا متأكد هو لا يعرف مفاهيم تلك الآيات .. ولكن.. أحب أن يظهر بعقليه واعية ومدركه حسب اعتقاده استطاعت معرفة أسباب الإرهاب .... أيضا هو مغتال الفكر.. لان ما قدمه من حل في المقطع أعلاه ليس حل موضوعيا ولا منهجيا ... وخاصة في قوله .... ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي تلعبه العلمانية، فهي بفصلها للدين عن أحكام الدولة والتشريعات والقوانين المدنية والمؤسسات الحكومية، تُبعد تأثير النص الديني عن عقل الإنسان، لأنها تساوي قبل كل شيء بين جميع أفراد المجتمع فلا يعود التمييز بين إنسان وآخر حسب انتمائه الديني (والذي يتبنى هذا الطرح في التمييز والعنصرية هو النص الديني) بل يتم تقييم الإنسان حسب قدراته العقلية..

.. ولو إن العلمانية دعت في يوم من الأيام إلى الانتحار لكان الكاتب احد المنتحرين .. لان فكره لا يستطع الخروج إلى ابعد من هذا الحل ...فنحن نعتبره مغتال الفكر أيضا باعتقاده إن فصل الدين عن الدولة هو الطريق الأمثل لحل هذه المشكلة .. كما اعتقد الإرهابيين إن الانتحار هو الطريق الأمثل للوصول إلى الجنة ....
.
لم يستطع الفكر الجهادي من استقطاب جميع المتدينين إلى ما يدع إليه .... لأن أكثرهم على علم ودراية بحدود التنزيل .. وعلى سبيل المثال هناك الكثير من الطوائف الدينية لم ينجرف أبنائها مع الفكر الجهادي .....كما ليس جميع الذين يقومون بالعمليات الاستشهادية هم متدينون .. لأنه هناك تعصب فكري ديني طائفي يمنع انجراف الإفراد إلى الأفكار الطائفية الأخرى ... بينما نجد أكثر الذين ينفذون العمليات الاستشهادية هم ممن ذو فئة عمريه صغيره غير واعية دينيا.. تم تعبئتها واستقطابها إلى الفكر الجهادي.. باسم الجنة


في النهاية نشكر الكاتب سامي إبراهيم تحياتي وتقديري له



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة الأديان السياسية ...للطائفية
- رد على مقالة سامي إبراهيم في.. أنا كافر.. وأنت؟... تهذي
- رد على مقالة ..سامي لبيب في الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 25 ...
- دعوة الأديان السياسية .. للتسليب المقدس
- هل؟؟ يمكننا حسم جميع التغيرات بالسياسة
- دعوة الأديان السياسية... للاستبداد
- دعوة الأديان السياسية للفجور المقدس ..
- التحالفات الدينية ضد القوى اليسارية
- تحيه لأبطال التغير [انتفاضة مصر]
- متى صنع الإله المسيحية... [يسوع]
- انتفاضة مصر ما بعد / 4 فبراير..
- النفاق الديني.. وانتفاضة مصر...
- رد على مقالة سردار احمد في العبودية في الاسلام24
- جذور الإرهاب 2
- إبليس..والصراع المسيحي اليهودي على الكتاب المقدس
- جذور الإرهاب...
- ثورة تونس المباركة
- صرخة ....من تونس
- التطرف المسيحي.. حرق اليهود في الإنجيل..
- رد على مقالة ادم عربي الرسم ألقراني ..إشكاليات الإملاء


المزيد.....




- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!
- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - رد على مقالة سامي إبراهيم...كيف تكون مجرما بريئا