أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - السموأل راجي - من يُشبه اليَمن؟















المزيد.....

من يُشبه اليَمن؟


السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3301 - 2011 / 3 / 10 - 00:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مُنذ أكثر من ثلاثة عُقود يجثُم عليّ عبد الله صالح على كًرسيّ الرّئاسة المُهترئ في اليمن على إثر إنقلاب 17 تمُّوز/يُوليُو 1978 الذي جعل من قائد لواء تعز رئيسًا في مهزلة إنتخابيّة من مجلس لا علاقة له بالدّستوريّة سُمّي تأسيسيًّا على سبيل الإعتباط وسط تسُلسل أحداث لم ينقطع فيه نهر الدّماء بدأ بمُحاولة الإطاحة بحُكم الإمام.
قام المُقدّم إبراهيم محمّد حمدي بإنقلاب سنة 1974 أطاح به عبد الرّحمان الأرياني ليتولّى رئاسة واحد من أفقر بُلدان العالم طيلة ثلاث سنوات تميّزت بالقلائل والإضطرابات وضُعف سُلطة الدّولة وتجذُّر القبائل المُسلّحة منذ حرب الستّينات،ويتمّ إغتيال المُقدّم في تشرين الأوّل/أكتوبر 1977 ليتولّى المُقدّم أحمد حسين الغشمي فيُقتل في الرّبع والعشرين من حزيران/يونيو 1978 بواسطة حقيبة ملغُومة أُتُّهم فيها مبعوث سالم ربيع عليّ رئيس اليمن الجنوبي في تلك الفترة فيُصبح الطّريق مُمهّدًا أمام عليّ عبد الله صالح.

كعادة كُلّ الدّيكتاتوريّات الحاكمة،قام الصّالح بخطوات تخفّف من حدّة الأوضاع في البلاد وتجعل من الأرضيّة أمامه خصبةً للطُّغيان ونهب مُقدّرات شعب اليمن على قلّتها خاصّة بعد قمع الحركة النّاصريّة،فإعترف بالحياة الحزبيّة وأعلن عن لجنة الحوار الوطنيّ ونآى بنفسه عن عُضويّة أيّ طرف سياسيّ حزبيّ وأعلن العفو وإستدعى مُكوّنات البلاد للإمضاء على وثيقة الميثاق الوطنيّ وهي تقريبًا نفس إجراءات النخلُوع بن عليّ التي أعلنها بتوجيه من مافيالت باريس في تونس بعد إنقلاب نوفمبر/تشرين الثّاني 1987.
كانت اليمن مُقسّمةً لحدود 1990 رغم وحدة الإسم والقبائل والإمتداد الجغرافي وحتى المذهبي،لكن مسار الحرب الباردة جعل من هذا الإنقسام مُكرّسًا فتطوّر شطرا اليمن بشكل غير مُتكافئ وعاشا فترتين مُختلفتين عن بعضهما البعض من حيث الواقع السّياسي والإقتصادي وحتّى الثّقافي،ولم يغب مطلب الوحدة ولا الحراك من أجل توحيد الشّطرين عن جدول أعمال الشّعب اليمني ولم تتوفّر الظّروف الموضوعيّة للوحدة إلاّ سنة 1990 لتنكشف للأنظار نواتات فشل التّجربة سريعًا وتبرز الإختلافات النّاتجة عن تطوّر تاريخيّ للمُجتمعين على السّاحة وتندلع حرب الإنفصال وتنتهي سريعًا في 1994 بفاتورة باهضة ودماء لم يتمكّن أهل الجنوب من نسيانها لليوم ولم تتوقّف دعواتهم للإنفصال وإن خفتت لتعلُو من جديد بعد وُصول مُراكمات النّهب والقمع والفساد لأقصاها ولم يعُد الحراك التّقليديّ مُجديًا في ظلّ إنتصار شعب تونس على طاغيته وطرد بقايا مافيات أوروبا وواشنطن من مراكز الحًكم ولا هو مُمكن بعد تهاوي كلب والولايات المُتّحدة وكلب حراستها في القاهرة على يد ثائرين ضدّ التّجويع والقهر.

تُجمع قوى الثّورة اليمنيّة سواءًا كانت من الشّمال أم من الجنوب على أنّ نظام عليّ عبد الله صالح المافياوي قد جعل من الجنوب غنيمة حرب فإستباح ثرواتها وخاصّة النّفطيّة وجعل من مساحاته وهياكله المدنيّة إمّا تابعةً له أو مركز أعمال قمع شرس تصل لحدّ الإغتيال،وصار حُكم القلّة وسطوة أقرباء الصّالح وهيمنة دوائر مشبوهة جار صدّ أمام أيّة مُحاولة للمُصالحة مع الجنوب خاصّة مع تحويرات لم تتوقّف في سلك الأمن والجيش تجعل من أتباع الرّئيس ماسكين بيد من حديد ونار بكافّة الأفرع لإحكام قبضة النّهب المُبارك من الولايات المُتّحدة أحد أكبر المُستثمرين في مجالات النّفط والقُوّة الأساسيّة الأولى العسكريّة المُستفيدة من موانئ اليمن في الجنوب ممّا حوّل البلد لمرتع للقاعدة ومُشتقّاتها التي لا تجد أرضيّة خصبة للتّواجد إلاّ في حضور الطُّغيان والتّجويع المُقترن بمُباركة مافيات واشنطن التي كفّت عن دعمها بعد نهاية الحرب الباردة،،ولقد أثبتت تسريبات ويكيليكس كيفيّة إلتجاء عليّ عبد الله صالح لأربابه لقصف مواقع بالطّائرات ليُعلن يمنيّتها فيما بعد وكشف هو نفسه عن تواجد أفواج المُخابرات الأمريكيّة وعن تنسيق مُعلن معها ممّا يُؤهّله للمُقاضاة بسبب العبث بأمن الدّولة وهي تُهمة لطالما رمى بها مُعارضيه،ولقد أسفرت حرب صعدة عن قُرابة 50ألف لاجئ ومُهجّرٌ قسريًّا ومآسي شكّلت مسامير في نعش فوضى الصّالح لا نظامه الغير موجود أساسًا،كما كانت العمليّات في شبوة وضواحيها دمويّة لم تقتصر على شريحة بعينها وإنّما عمّ فيها القصف العشوائيّ وحملات المُداهمة الإعتباطيّة وكشف عن عجز حقيقيّ لعسكر تحوّل فقط لحماية سُلطة رئيس يتهاوى ويترنّح تحت ضربات هياكل وأُطر تمرّست في النّضال المدنيّ وتسلّحت بوعي تغييري وتدعّمت بنجاحات تتحقّق في أكثر من ٌثطر عربيّ كانت مضرب مثل في العُزلة والصّمت.

كان عليّ عبد الله صالح فاشلاً ولا عجب إذ حوّل كُلّ مُقدّرات بلد فقير لرصيده وأرصدة بطانته المافياويّة،لقد حمل المُحتجّون في تعز أوّل إنطلاق موجتهم قوارير الماء وأرغفة الخُبز في رمزيّة لا يفهمها إلاّ البهيم تُحيل مُباشرةً لبُؤس لبرلة إقتصاد بائس وإتّباع منهج إثراء الثريّ وتفقير الفقير وتركيع ما بينهما من طبقات وشرائح،وخرج سُكّان مأرب مُطالبةً في حقّهم من عائدات نفط يرونه ولا ينالون من ماله شيئًا،وإعتصم أطبّاء وصيادلة ومُحامون وطلبة وإتّحادات عُمّاليّة نجحت في الإفلات من براثن التّرويض،ومعهم عاطلون من ذوي الشّهائد في صنعاء مركز حُكم الصّالح إحتجاجًا على أوضاع معاشيّة لم تكُفّ عن الإزدياد سوءًا مع موجة غير مسبوقة في إرتفاع الأسعار وإحتكار تخزين القمح من بطانة العائلة الحاكمة ومُشتقّاتها وإرتفاع نسبة تضخّم في الفقر لتكون هي الأولى عالميًّا سنة 2006 بأكثر من 20بالمئة هم دون خطّ الفقر،مع فشل سياسة الأّجور وإلتهام قُرابة رُبع الميزانيّة في عمليّات فساد وفق ما تُصدرة دوائر مُكافحة الفساد الرّشوة مع إنعدام مُحاسبة لمفضوحين في ملفّات رشوة.

بعد مُرور أسابيع على صرخة كُلّ اليمن في وجه سياسات الصّالح وحُلفائه الذين بدأوا في التملّص منه على قاعدة تجنّب فوات الأوان كما حصل في تُونس ومصر والتّشهير الشّنيع بهم إزاء ثورة جماهير ليبيا،بدأت الكفّة ترجح لصالح المُحتجّين الذين هيكلوا أنفسهم بأنفسهم دون ولاءات خارجيّة دعّمت طاغيتهم فالتجأ لهم حتى في دعايته المُضادّة لثوريّي البلاد ويصبّ عليهم جام إتّهامات في ريبيّة مرضيّة وغباء،ولقد بان بُهتان وفشل توجيه مسيرات دعم للنّظام في ظلّ إتّساع المُطالبين برحيله حتى بعد إعلانه عن عدم الترشّح ولا عن توريثه كُرسيّه المُدولب لإبنه،وأضحى مشهد اليمن مُختلفًا عمّا إعتاده العالم في حصرها ببلاد القات والكلاشنكوف لتُصبح بلد ثورة وصناعة مُستقبل بأيادي وطنيّة تُزيح يد عصابات اللُّصوص في ماوراء الأطلسي عن مُقدّرات الشّعب وتقطع مع صُورة مُختلّ حكم بالحديد والنّار طيلة أكثر من ثلاثة عُقود مسروقة من عُمر التّنمية "ووحدهم الموالون للأنظمة العربية {وأربابهم} سيحرمون من تجربة تاريخية عاصفة كحلم مذهل وهم ملجمون عن ترديد هذا الشعار"الشّعب يُريد إسقاط النّظام كما يقول بعض أركان الحزب الإشتراكيّ اليمني ووحدهم جُلاّس الرّداءة والسّماجة سيجترّون مقُولات سقطت من مجرى التّاريخ في ظلّ صفحة أتت للقطع مع زبالة إقتصاد السّوق وما ينبثق عنها ولعلّ سُقوط أصغر شهيد في ثورة اليمن يوم الخامس من مارس/آذار سيجعل من قوى الإنتصار تُخلّد ذكراه في ميادينها وفي مُحاكمات زبانية الطّالح وسياساته المُملاة من صنادق النّهب ولن تكون اليمن كما كانت حتمًا ومن يُشبهها ليتقدّم.

مجدًا لكُم أحرار اليمن.



#السموأل_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى المٌجرِم القذّافي ومن وراءه
- جماهير ليبيا لم تمٌت
- إرحل جرذ دمشق!
- مصر:طاغية آخر يدخل مزبلة التّاريخ
- ما بعد مبارك في مصر
- إنتفاضة جماهير مصر لا يٌمكن إخمادها
- وتتواصل مسيرة النّضال في تونس
- القمع الدّمويّ يعود لتونس
- من يوم،لأيّام الغضب:تونس ومصر
- لبّيك يا شعب مصر وفداك يا شعب تونس ؛وللبقيّة:هبّوا
- وتهتزّ مصر على طريقتها
- وسقط الطّاغية في تونس
- يرحل الشّعب ليبقى اللّواء بن عليّ
- ما بعد اللّواء خطاب اللّواء اليوم:لم يتغيّر شيء
- ردًّا على النّاطق بإسم الحكومة التّونسيّة
- ليلة ثقيلة في تونس:مجزرة
- الجيش والشّرطة للقمع في تونس:هل يفلح؟
- لن ينتهي الغضب في تونس
- مصر:إرهاب الدّولة يصنع إرهاب الجماعات
- الجماهير في تونس تصنع قدرها


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - السموأل راجي - من يُشبه اليَمن؟