أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عصام عبدالله - معوقات التحول الديمقراطي في مصر.. وآفاقه














المزيد.....

معوقات التحول الديمقراطي في مصر.. وآفاقه


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 08:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


إذا أردت التعرف علي العقبات التي تواجهها مصر في هذا المنعطف الجديد من التحول الديمقراطي، فضلاً عن المزايا المهمة التي تتمتع بها فيما يتصل ببناء الديمقراطية السياسية، فما عليك إلا قراءة هذا الكتاب الشيق والشائق قراءة متأنية وفي نفس واحد.

عنوان هذا الكتاب، الطويل نسبيا: "اسم الديمقراطية الطيب: صعود الشكل الحكومي الأكثر شهرة علي مستوي العالم والمخاطر المحيطة به"، أما مؤلفه فهو " مايكل مندلبوم " أستاذ السياسة الخارجية الأمريكية في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن، وأحد أهم الثقات في بيوت التفكير ومراكز الدراسات والأبحاث والميديا في العالم، لذا فهو أشبه " بعين ثالثة " خارجية، من المهم أن نتعرف: كيف ترانا؟

مندلبوم يطرح سؤالا «محددا»: هل يقود التحول السياسي في مصر إلي الديمقراطية في نهاية المطاف؟.. ويجيب، لا أحد يستطيع أن يجزم علي وجه اليقين، ولكن إذا استعرضنا احتمالات الديمقراطية في مصر قد نقترب من الاجابة الصحيحة، والخطوة الأولي تبدأ بتعريف الديمقراطية ذاتها، والتي تُعَد شكلاً هجيناً من الحكم، ودمجاً لتقليدين سياسيين مختلفين. الأول يتلخص في السيادة الشعبية، وحكم الشعب، وهو التقليد الذي يمارَس من خلال الانتخابات. والتقليد الثاني، وهو الأقدم والذي لا يقل أهمية، فهو تقليد الحرية.

والحرية عنده لها ثلاثة أشكال: الحرية السياسية، وتتمثل في الحقوق الفردية، مثل حرية التعبير وتأسيس الجمعيات وغيرها، والحريات الدينية، التي تعني حرية العبادة لكل أتباع الديانات والعقائد المختلفة؛ والحرية الاقتصادية، التي تتجسد في حق الملكية الخاصة.

ولأن الديمقراطية الحقيقية تعني ممارسة العملية الانتخابية في " حرية "، فإن مصر - كما يقول مندلبوم - تواجه تحديا خطيرا هو أن الجماعة الأكثر تنظيما في مصر هم الأخوان المسلمون، الذين يرفضون حرية الأديان والحقوق الفردية، خاصة حقوق المرأة والأقباط.

وبالنسبة للحرية الاقتصادية فإن مصر في وضع غير موات. ذلك أن اقتصادها عبارة عن شكل من أشكال " رأسمالية المحسوبية "، حيث يعتمد النجاح الاقتصادي علي مدي قوة العلاقات السياسية التي يتمتع بها المرء، وليس علي منافسة السوق الحرة القائمة علي الجدارة والتي تنشأ الحرية في كنفها.

أضف إلي ذلك أن مصر - حسب مندلبوم - تعاني من عائق سياسي آخر: فهي دولة عربية، لا توجد في محيطها أنظمة عربية ديمقراطية. وهذا يشكل أهمية كبري لأن البلدان، مثلها في ذلك مثل الأفراد، تميل إلي محاكاة الدول الآخري التي تشبهها وتثير إعجابها، ومصر تفتقد إلي وجود هذا النموذج الديمقراطي.

في المقابل يطرح مايكل مندلبوم مجموعة من المزايا التي تنفرد بها مصر، جديرة بالتأمل والبحث، أولا: أن مصر في وضع أفضل بكثير من البلدان العربية الأخري بالنسبة لتبني الديمقراطية كخيار سياسي، كما أن العقبات التي تعترض طريق الديمقراطية أقل كثيرا في مصر. فالعديد من البلدان العربية ـ مثل العراق وسوريا ولبنان ـ تعاني من انقسامات حادة : قَبَلية وعرقية ودينية.علي النقيض تماما، فإن مصر متجانسة نسبيا. ويشكل (الأقباط) المسيحيون 10% من السكان، وهم ليسوا أقلية عرقية أو إثنية أو سلالية.

ثانيا: من حسن الحظ فيما يتصل بآفاق الديمقراطية في مصر - حسب مندلبوم - أن أرضها تحتوي علي قدر متواضع للغاية من احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط، حيث يعمل النفط الذي تتمتع بلدان الخليج العربية ضد الديمقراطية، لأنه يساعد في خلق الحافز لدي الحكام للاحتفاظ بالسلطة إلي ما لا نهاية. وتمكنهم عائدات النفط من رشوة السكان واسترضائهم لدفعهم إلي تبني السلبية السياسية، في حين تعمل علي تثبيط أي اتجاه لخلق ذلك النوع من نظام السوق الحرة الذي يساعد في توليد الديمقراطية.

ثالثا: فإن ثورة 25 يناير التي اجتاحت مصر فجأة هي ثورة سلمية حتي الآن، وهذا يصب في صالح قدرتها علي بناء الديمقراطية. فعندما تسقط الحكومات بسبب أعمال عنف فإن النظام الجديد يحكم عادة بقبضة من حديد، وليس في ظل إجراءات ديمقراطية، ولو لم يكن ذلك إلا بدافع من رغبته في حصار الفريق الذي ألحق به الهزيمة، كما تخبرنا كتب التاريخ عن الثورات الحديثة بدءا بالثورة الفرنسية عام 1789 .

رابعا : تتمتع قضية الديمقراطية في مصر بأصل آخر بالغ الأهمية، ولعله الأكثر أهمية علي الإطلاق، كما يقول مندلبوم، وهو ان الشعب المصري مهيأ تماما للديمقراطية، فالمصريون مقتنعون (إلي حد الإيمان) بقيم الحرية والسيادة الشعبية، وملتزمون بترسيخ هذه القيم والحفاظ عليها. وأظهرت الأقمار الصناعية للعالم أجمع المشاعر السياسية لملايين المصريين الذين احتشدوا في ميدان التحرير في القاهرة طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية، وهي رسالة مهمة تؤكد أنهم يريدون الديمقراطية، وأنهم مستعدون بالفعل لممارستها بل والتضحية بأرواحهم من أجلها.



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدنية مدنية .. سلمية سلمية
- مكر السؤال : من نحن أم من أنت؟
- ماذا قال نيتشه عام 2010
- من أين لنا كل هذا اليقين ؟
- التفكير في بلد التكفير
- حفلات الشاي ... القادم أسوأ
- «رحلة» توني بلير .. 11 سبتمبر والحرب الجديدة
- الأصولية والدين وحقوق الإنسان
- دين ( ما بعد ) العلمانية
- الإفلات من قبضة هيجل
- الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية «2»
- الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية (1)
- منظمة «الفيفا» والأمم المتحدة
- مفارقة: العلمانية ضرورية وليست كافية
- القلق الأمريكي والخروج إلي العالم
- كلينتون وسوفوكليس وصراع الديوك
- لماذا المواطنة الآن ؟
- الحصانة الذاتية
- دروس صينية في القمع والثورة
- جلوكل .. وأشياء أخري ..


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عصام عبدالله - معوقات التحول الديمقراطي في مصر.. وآفاقه