أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبدالله - حفلات الشاي ... القادم أسوأ














المزيد.....

حفلات الشاي ... القادم أسوأ


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فجرت حركة " حفلات الشاي " مفاجأة من العيار الثقيل الأسبوع الماضي، بفوز المرشحة المحافظة " كريستين أودونيل " علي المرشح الجمهوري " مايك كاسل " الذي ظل ممثلا لولاية ( ديلاوير ) في الكونجرس الأمريكي طيلة الأعوام الثمانية عشرة الماضية .

وهو ما يشير إلي تغير مهم في مزاج الناخب الأمريكي، حيث تعتبر الانتخابات التمهيدية مؤشرا مهما لمواقف الناخبين واتجاهات الرأي العام الامريكي . يجري التصويت في الانتخابات التمهيدية في سبع ولايات أمريكية ، حيث يختار الحزبان الرئيسيان : الجمهوري والديمقراطي مرشحيهم للانتخابات النصفية التي تجري في نوفمبر القادم 2010 .

الجديد في هذه الانتخابات كما يقول الخبير الاستراتيجي الجمهوري " مارك ماك كينون " : "هو أن الفوز لن يكون من نصيب أي مرشح قديم، سبق وانتخب من قبل، ويريد أن يترشح من جديد لولاية جديدة".، ناهيك عن أن : " الناخب الأمريكي اليوم لا يحب الحكومة ولا الشركات ولا الكنيسة الكاثوليكية".

هذا من جهة، من جهة أخري فإنه مع انتشار ما بات يعرف بـ"حركة حفلات الشاي " اليمينية المحافظة ، فإن فوز مرشحي هذه الحركة، أو بالأحري الذين تدعمهم هذه الحركة أصبح مؤمنا ومؤكدا، خاصة في ولاية " كنتاكي " التي يتنافس فيها مرشحان عن الحزب الجمهوري علي ترشيح الحزب لاحدهما علي مقعد السيناتور " جيم بونينج " الذي يتقاعد قريبا ، وهما " تراي جرايسون "، و" راند بول " المدعوم من " حركة حفلات الشاي "، التي نجحت مؤخرا في اخراج سيناتور " يوتا بوب بينيت " من المنافسة.

" حركة حفلات الشاي " صارت ( فزاعة ) المرشحين في الولايات السبع، ويكفي أن تضع الحركة علي موقعها الإلكتروني بعض التكليفات لأعضائها - الذين يتزايدون يوما بعد يوم - حيث توجد خريطة لـ" جوجل " بالمدن والأماكن التي ستشهد المظاهرات المؤيدة لأنصارها، حتي يزحف الآلاف كأسراب النمل الأبيض يلتهمون خصومها وهم يحتسون الشاي !

في ولاية نيفادا ( مسقط رأس) زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الامريكي " هاري ريد "، نظمت حركة " حفلات الشاي " اجتماعا كبيرا شهده أكثر من سبعة آلاف شخص ، دعت فيه " سارة بالين " - المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الأمريكية - الناخبين إلي الاطاحة بـ" هاري ريد" وغيره من الأعضاء (الديمقراطيين ) في المجلس ممن أيدوا قانون (الرئيس أوباما) لإصلاح الرعاية الصحية، قائلة : إن "عهد الانفاق بلا ضوابط من قبل اوباما وريد وبيلوسي انتهي"

الطريف أن ردود المخضرم " ريد " علي " بالين "، أخطأت الهدف وصبت في صالح الحركة، يقول : " انه سعيد أن أكثر من سبعة آلاف شخص حضروا الي بلدته التي لا يتجاوز عدد سكانها ألف شخص " وأضاف : ان سكان نيفادا هم من يقررون من يمثلهم وليس الذين هبطوا في الولاية بواسطة مظلات من ولايات أخري لحضور " حفلة شاي " .

و "حفلات الشاي" Tea Party ، هي ( حركة ) - Movement وليست كيانا سياسيا رسميا أو (حزبا سياسيا) ، ظهرت بقوة علي المسرح السياسي الأمريكي خلال الأعوام القليلة الماضية وأصبح له مؤيدون بالملايين، خصوصا لأنها تنأي بنفسها عن الحزبين الكبيرين : الجمهوري والديمقراطي .

عقب فوز الرئيس أوباما، زادت معارضة الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري له، حيث استدعت الأزمة الاقتصادية العالمية تدخلا حكوميا غير مسبوق في الاقتصاد وذلك عبر حزمة الإنقاذ الاقتصادي التي أقرتها الحكومة لدعم البنوك والشركات التي كانت علي وشك الإفلاس . واستخدم هذا الجناح المحافظ عبارة " ثورة الشاي " ورمز " كوب الشاي "، إشارة إلي معارضته القوية للضرائب العالية، كتكتيك متعمد ومثير لعواطف الجماهير خاصة في ولايات الجنوب المحافظة، حيث كانت " ثورة الشاي " عام 1773 الشرارة التي قادت أمريكا إلي الاستقلال عام 1776 .

الفرق الجوهري بين " حركة حفلات الشاي " المعاصرة، و" ثورة الشاي " في القرن الثامن عشر أن هذه الثورة الوطنية التاريخية لم تكن ( عنصرية ) علي الإطلاق ( رغم وجود العبيد)، بينما تستطيع بسهولة أن تشتم رائحة العنصرية في اللافتات التي يرفعونها أنصار الحركة اليوم ضد ( الأقليات والأديان الأخري )، وفي الشعارات التي تطعن باستمرار في شرعية الرئيس أوباما نفسه، تارة بالادعاء أنه " مسلم " وتارة أخري ( وبشكل مستتر ) أنه " أسود "، وتارة ثالثة كونه اشتراكياً متخفياً.

وسط هذا المناخ اليميني المشحون بالعداء والتربص للتنوع العرقي والديني والثقافي في الكيان الأمريكي، صار مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة نفسها ( مهددا )، فتيار اليمين الذي يقوده كل من " جنفريتش " و" بافن " و" مومار " هو الذي جعل ظاهرة القس المعتوه " تيري جونز " ممكنة، بل ويمكن تكرارها مستقبلا بأشكال وأساليب أخري .. لكن يظل الأمل قائما في استفاقة عاجلة للعقلانية المسئولة في الجسم السياسي الأمريكي، وفي الطريقة الواعية التي سنتعامل بها مع هذه الحركة الجديدة، من الآن وليس غدا .



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «رحلة» توني بلير .. 11 سبتمبر والحرب الجديدة
- الأصولية والدين وحقوق الإنسان
- دين ( ما بعد ) العلمانية
- الإفلات من قبضة هيجل
- الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية «2»
- الأسس الفلسفية لليبرالية الدينية (1)
- منظمة «الفيفا» والأمم المتحدة
- مفارقة: العلمانية ضرورية وليست كافية
- القلق الأمريكي والخروج إلي العالم
- كلينتون وسوفوكليس وصراع الديوك
- لماذا المواطنة الآن ؟
- الحصانة الذاتية
- دروس صينية في القمع والثورة
- جلوكل .. وأشياء أخري ..
- شباب إيران بروكسي
- فؤاد زكريا‏..‏ هذا الذي بدأ
- المخلص والمنقذ والمنتظر
- علي أبواب الحرب بالصدفة !
- بالمصري .. ساحة أثينا الجديدة
- الشعب صنيعة حكومته


المزيد.....




- بيانات جديدة وتراشق بين بوسي شلبي وورثة محمود عبدالعزيز
- بوتين: قوات كييف انتهكت مرارا وتكرارا قرار وقف الضربات على م ...
- بوتين: روسيا تدعو كييف لاستئناف المحادثات المباشرة دون شروط ...
- قبيل جولة جديدة من المفاوضات إيران تحذّر: لن نتراجع عن حقوقن ...
- فرض إغلاق شامل على 150 ألف شخص لعدة ساعات بعد انتشار سحابة س ...
- نواب فرنسيون يحيون في الجزائر ذكرى مجازر 8 مايو عام 1945
- احتفالات النصر.. فشل الغرب بعزل روسيا
- الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يزور جمهورية الشيشان ال ...
- بوتين يجري 14 مباحثات على هامش احتفالات عيد النصر
- حين تتمرّد الآلات.. موجة حوادث مروّعة حول العالم تكشف الوجه ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبدالله - حفلات الشاي ... القادم أسوأ