أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - المخلص المنتظر؟














المزيد.....

المخلص المنتظر؟


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الأديان التوحيدية السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام وفرقها على اختلافها، تحفل بحقيقة وجود المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا، وهذه الخصيصة تشمل بتخريجات وتمثلات متباينة غالبية الأديان والعقائد المثالية القديمة غير السماوية بتصوراتها الأسطورية (الميثلوجية). المسيا المنظر عند اليهود هو منبع التصور المسيحي في اعتبار المسيح قنوما ضمن الأقانيم الثلاث الأب والابن والروح القدس وهو الأساس لفكرة العودة الثانية للمسيح ليخلص العالم من الشقاء، بعد أن جسد في حياته الأولى الفداء. ووفقا لهذا التصور بأن المعركة المسماة (معركة هرمجدون) ستقع في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين حيث سيقع فيها صدام وحرب نهائية بين قوى الخير والشر وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم ويحققون النصر على الكفار. وبحسب المفهوم التوراتي هي ستكون المعركة الفاصلة بين الخير والشر أو بين الله والشيطان وتكون على إثرها نهاية العالم.
ووفقا لموسوعة ويكيبيدا أنه في عام 1984 أجرت مؤسسة يانكلوفينش استفتاء ظهر منه أن 39 % من الشعب الأمريكي أي حوالى 85 مليونا يعتقدون بما جاء في الإنجيل عن تدمير الأرض بالنار ــ قبل قيام الساعة ــ بحرب نووية فاصلة. ويقال: إن نابليون قد وقف بهضبة مجدون ناظرا إلى الوادي متذكرا هذه النبوءة وقال: جميع جيوش العالم باستطاعتها أن تتدرب على المناورات للمعركة التي ستقع هنا). وصرح القس (بيلي جراهام) رئيس القساوسة الانجليكانين عام 1977 (بأن يوم مجدو على المشارف، وأن العالم يتحرك بسرعة نحو معركة مجدو، وأن الجيل الحالي يكون آخر جيل في التاريخ، وأن هذه المعركة ستقع في الشرق الأوسط).
(وسيدمر الملك المسيح تماما القوى المحتشدة بالملايين للدكتاتور الفوضوي الشيطاني). وفي هذا المعنى تحدث الرئيس الأمريكي ريغان عام 1980 مع المذيع الإنجيلي (جيم بيكر) في مقابلة تلفزيونية أجريت معه قال: (إننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون). وفي تصريح آخر له: (إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون).
الفرق والمذاهب الإسلامية المختلفة أجمعت على فكرة المخلص المنتظر، غير أن المذاهب الإسلامية اختلفت في تحديد شخصيته وفي تحديد علامات ظهوره وفي توصيف المعركة الفاصلة وتحديد مكانها والتي سينتصر فيها المخلص ويتزامن معه خروج الدجال ونزول المسيح. وفي الواقع فإن التاريخ الإسلامي حفل بشخصيات تاريخية حقيقية وبأشخاص من نسج الخيال انتحلت شخصية المخلص المنتظر. أنا لن أقف هنا لمناقشة فكرة المخلص من منظور ديني، فهي من المفاهيم الشائكة ومناقشتها وفقا للمنظور العقلي سيكون صادما بالتأكيد لمسلمات قارة وراسخة لدى قطاعات واسع من المتدينين بما في ذلك المسلمين، واعتبار مسألة الإيمان بها أو عدم الإيمان بها لا يخضع للمقولات العقلية والمنطقية خصوصا وأنها أصبحت لدى بعض المذاهب الإسلامية ضمن جوهر وأركان المعتقد والمذهب. إذا كان الأمر كذلك لماذا أتكلم وأخوض فيه؟ في الواقع أنا لا يعنيني هنا مناقشة الموضوع في بعده الديني بل أود التركيز على دلالات الفكرة بالمعنى العام والدنيوي. فكرة الخلاص والمخلص بالمعنى الأزلي العام يستبطن توق جميع البشر في رفض ومقاومة الظلم والقهر والاستبداد أيا كان منبعه، وبالتالي التطلع لتجسيد قيم الحرية والعدل والمساواة . هذا المنحى البشري الغريزي رافق البشرية منذ طفولتها البدائية مرورا بمراحلها المختلفة وحتى حضارتنا المعاصرة وما سيليها حتى يرث الله الأرض ومن عليها. فكرة الخلاص والمخلص تمثلت في الأديان والعقائد والأفكار والفلسفات القديمة والحديثة، كما جسدتها من حيث المضمون الثورات والانتفاضات كافة. غير أنه ضمن متن هذه الفكرة المحورية نشأت تصورات ومفاهيم مثالية و غيبية حول فكرة الأرجاء والانتظار والسلبية، بانتظار خروج المسيح أو المخلص المنتظر. هذا المفهوم الجبري المحبط، من شأنه تكبيل إرادة الإنسان والشعوب ويعطي المسوغات لاستمرار الظلم والاستبداد والفساد على الصعيد الواقعي. أحد الأصدقاء طرح تصورا دنيويا ومباشرا لفكرة المخلص المنتظر أثناء محاولتنا لتفسير وفهم وتقييم مغزى الثورتين التونسية والمصرية التي فاجأت الجميع، وما أحدثتهما من ارتدادات وهزات قوية شملت عموم المنطقة العربية ومن البحر إلى البحر. يقول الصديق بما معناه إن علامات الساعة أو الظهور أو الميلاد الجديد لبعض الشعوب العربية كانت ظاهرة وواضحة وتمثلت في وصول المنطقة العربية إلى ذروة الإشباع من حيث شيوع وترسخ ظاهرة الاستبداد والفساد، وما رشح عنها من تعمق مظاهر الفقر والبطالة والتهميش للغالبية الساحقة من الشعوب وفي المقدمة منهم الشباب. لقد صبرت وصابرت بعض الشعوب العربية طويلا، يطحنها اليأس والإحباط وغياب اليقين في وجود ضوء أمل في نهاية النفق. كان البعض يريد استعادة وإحياء الأمل عبر استعادة ومحاكاة وتوظيف اللحظات المضيئة في تاريخنا التليد من خلال رفع شعار «الإسلام هو الحل» في مواجهة المجتمعات والسلطات المأزومة على حد سواء، وذلك بهدف تحقيق أجندة دنيوية تستهدف اختطافهما في الآن معا. هذا الشعار يذكرنا بحادثة مماثلة حين كتب أحد القسسة المسيحيين على جدار الكنيسة عبارة «المسيح هو الحل»، أحد الشباب المتهكمين كتب تحت تلك الجملة ولكن ما هو السؤال؟. يقول الصديق إن علامات الساعة والبعث (الدنيوية) كانت حاضرة. وجاء مخلصها المنتظر متمثلا في الإرادة الجبارة للشباب المنتفض الذي استطاع كسر حاجز الخوف، وجر غالبية الشعوب العربية وراءه، في ملاحم ثورية لم يشهد لها التاريخ مثيلا. لقد تمكن في مدة وجيزة لا تتجاوز أسابيع من قلب المعادلة برمتها رأسا على عقب، وتدشين عصر عربي جديد. المخلص المنتظر (التقليدي) الذي سيأتي أو لا يأتي، طال انتظاره أكثر من أربعة عشر قرنا، غير أن المخلص الملموس والحاضر ماثل للعيان وهو ما ستعول عليه الشعوب العربية والإسلامية في صياغة حاضرها وصنع مستقبلها رغم محاولات القذافي (دجال العصر) وأمثاله.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجيب الخنيزي في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي وا ...
- الجيش والسلطة في البلدان العربية
- بقاء الحال من المحال !
- العالم العربي .. إصلاح أم ثورة؟
- ياسيد البيد .. كم نفتقدك حين تغيب وسط الضباب!
- العالم العربي .. أزمة بنيوية شاملة ! الحلقة 2-2
- العالم العربي .. أزمة بنيوية شاملة! «1/2»
- مثقفون وحقوقيون يدينون العمليات الإرهابية ضد المسيحيين في ال ...
- الدولة العربية .. ومستلزمات ترسيخ الوحدة الوطنية!
- السودان إلى أين؟
- دول مجلس التعاون الخليجي ومستلزمات الوحدة الخليجية (2-2
- دول مجلس التعاون الخليجي ومستلزمات الوحدة الخليجية
- مثقفون وحقوقيون خليجيون يصدرون بياناً بشأن الأحداث الأخيرة ف ...
- تسريبات ويكيليكس في ظل القانون الدولي
- اليوم العالمي للطفولة «2-2»
- اليوم العالمي للطفولة
- محنة المسيحيين .. أم محنة العراق ؟
- لماذا الحوار المتمدن ؟
- - الرياض 6 نوفمبر - علامة مضيئة في نضال المرأة السعودية ( 1 ...
- حركة الشاي في المشهد السياسي الأمريكي


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - المخلص المنتظر؟