أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج كتن - حوار حول المعارضة السورية















المزيد.....

حوار حول المعارضة السورية


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 00:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نشرة سوبارو: استمراراً للاستطلاع الذي اجريناه في أوساط المثقفين لاخذ ارائهم حول المعارضة السورية ننشر اليوم رد الكاتب جورج كتن على الاسئلة الموجهة له :

- هناك عدة تسميات وأشكال للمعارضة، أي منها برأيك ينطبق على المعارضة السورية؟

اعتقد أن الجواب على مثل هذا السؤال معقد، فالمعارضة السورية برأيي يمكن إجمال معظمها بتسمية معارضة نخب مثقفة وليس معارضة شعبية شاملة كما في إيران مثلا قبل وبعد المظاهرات المليونية 2009 ضد النظام وانتخاباته المزورة. المعارضة السورية ما زالت بعيدة عن هذا الشكل، فيما عدا شعبية نسبية اوسع في الاوساط الكردية منها في العربية المفتقدة لها، كما تجلى واضحاً في هبة القامشلي الكردية 2004، التي لم تلق استجابة شاملة حيث الظروف لم تكن مهيأة لذلك حينها.
لكن أي نخب مثقفة؟؟ للأسف معظم أطراف المعارضة السورية تكاد تكرر موضوعاتها التي كانت تطرحها في عهد الحرب الباردة المنقضية ولم تتجاوب بشكل كاف مع التغييرات العالمية العاصفة التي جعلت هذه الموضوعات متخلفة عن اللحاق بالعصر. الايديولوجيات القومية –العربية منها والكردية – والإسلامية الغارقة في القدم حتى القرون الوسطى واليسارية التي لم تستوعب بعد دروس انهيار معسكر الدول الشرقية، هي جوهر هذه الموضوعات. فيما العصر هو عصر نشر الديمقراطية والحريات الفردية وحقوق الانسان وحقوق المرأة والاقليات كأولوية ليس قبلها أي شيء آخر.
قلة من أوساط المعارضة استوعبت المتغيرات منذ ربيع دمشق على الاقل، وجاءت دروس الثورة المصرية والتونسية لتؤكد أن التغيير الديمقراطي ليس ولع أو هواية لبعض المثقفين، بل هو مطلب شعبي جماهيري عارم . ومن مواقف المعارضة القديمة التي لا تتوافق مع هذه الحقائق الجديدة : الناصريون وبعض الشيوعيون ينسحبون من إعلان دمشق الذي سعى لتشكيل مظلة تجمع معظم أطراف المعارضة، ليس المشكلة في الانسحاب بل سببه المعلن: الإعلان لم يوجه شتائم كافية "للامبريالية"، تجاهل الوحدة العربية، يسيطر عليه الليبراليون .. وهي نوع من شتيمة ما زالت رائجة من مخلفات الحرب الباردة... إلى غير ذلك من الحجج والمبررات التي تبين مدى تخلف هؤلاء عن مواكبة العصر.
مثل آخر الإسلاميون الذين معظمهم في الخارج يوقفون معارضتهم للنظام -حتى الآن- بحجة التوحد "الوطني" لدعم غزة الإخوانية خلال الاجتياح الإسرائيلي الاخير، وينسحبون من التجمعات المعارضة لهذا الهدف. كذلك الموقف الاخير لأطراف معارضة من مسألة نقل المدرسات المنقبات لوظائف إدارية كمثال، الذي حتى لو جاء عن طريق النظام فهو خطوة نحو الحداثة ومواكبة العصر، فيما هذه الاطراف فهمته "اعتداء" على المحصنات والحرية الشخصية.....مما شكك في حقيقة دعواتها لسوريا ديمقراطية حديثة، وأظهرها عدوة للحداثة إذا قام بها النظام !! مما لا يؤهلهم ليكونوا يوما ما بديلا للنظام الحالي، ويبعد قطاعات واسعة عنهم لا تتوقع نتيجة موقفهم هذا أن يكونوا أفضل من النظام الراهن..
مثل آخر هناك أطراف –قلة من حسن الحظ – تبرز أن النظام الحالي طائفي وهو حكم "نصيري" كما تدعي ويسمح بنشر التشيع!! وتركز على أن هذه القضية الرئيسية لمعارضتها للنظام، وحتى أنها تبرز دعوتها للدفاع عن حقوق الاغلبية السنية "المفتقدة"!!. وهو ما يشكك في انها تهيأ لحرب طائفية بين الأغلبية التي تدعي تمثيلها والاقلية الحاكمة من الطائفة المقابلة!!
أية معارضة هذه التي تريد خراب البلد؟؟
المعارضة السورية معارضة قلة من النخب، ولكن هذا لا يكفيها فالنخبة المحدودة نفسها منخورة بالأيديولوجيات التي فات زمانها، حتى أن معظمها من الختيارية المخضرمين، الشباب الذين هم وقود أية انتفاضات مستقبلية بعيدون عنها لأنها بالدرجة الاولى غير عصرية وبعيدة عنهم وعن همومهم وأفكارهم التي تواكب عصر ثورة المعلومات.

- أغلبية الشعب السوري مستاءة من النظام ولا تنضم للمعارضة، فما سبل إشراك الناس واستقطاب الشارع للعملية السياسية المعارضة؟

لا ارى أن أغلبية الشعب السوري مستاءة من النظام، رغم أن هذا الرأي يعتبر تجديفا في مفهوم معارضين متشددين يكتفون بحقدهم الاعمى الذي لا يسمح لهم برؤية الحقائق. غالبية الشعب حيدت نفسها عن السياسة منذ زمن بعيد لاسباب مختلفة اهمها القمع. الابتعاد عن السياسة ترسخ في الاذهان واصبح دليل الحكمة والسلامة. هذا الابتعاد لا يعني ان هذه الغالبية معارضة للنظام "القمع يمنعها من التعبير عن رأيها"، بل هي تراكمت لديها قناعات ثابتة أن لا علاقة لها بالشؤون العامة فتفكيرها واهتمامها ونشاطها يذهب كلياً لكسب الرزق وتربية الأولاد ومحاولة التمتع بالحياة ضمن القليل الذي تمنحه الظروف الراهنة، وترك الامور العامة لأصحاب الشأن. هذا القناعات يمكن هزها وتغييرها، ولكن نوعية المعارضة التي تحدثنا عنها أعلاه ليست مؤهلة للعب دور مؤثر في مواجهة هذه القناعات الراسخة. بالعكس الغالبية عندما تحتك بالمعارضة في مواصفاتها الراهنة ترى العجب مما يؤكد لها قناعاتها في الحيادية والابتعاد عن الشأن العام الذي "بجيب" وجع الرأس..
حتى أن قطاعات كبيرة من الناس ترفض "الديمقراطية"!! لارتباطها في ذهنها بما حدث في العراق من صراع دموي طائفي عقب الاحتلال الذي اعلن ان مهمته نشر الديمقراطية. قطاعات واسعة من الناس ترى في النظام الراهن ضمانة لكي لا يحدث في سوريا مثل ما حدث في العراق. لم تفعل النخب الشيء الكثير لتبديد هذه القناعات وتوضيح مدى ضرورة الديمقراطية لسوريا لمصلحة غالبية الشعب التي ترزح في اوضاع اجتماعية سيئة لا يمكن تغييرها إلا من خلال نظام ديمقراطي للشعب فيه الكلمة الاولى.
انتصار الانتفاضات الديمقراطية في تونس ومصر والانتفاضات في دول عربية عديدة ، من المأمول أن تلعب دوراً في تبديد هذه القناعات التي تلهى معارضون عن القيام بهذه المهمة بتفضيل محاولة التعبئة "لنشر المقاومة والممانعة!" أو "مواجهة المخططات الإمبريالية" أو "تحرير الاراضي العربية المحتلة"!! وغير ذلك من الشعارات "الكبيرة" التي شبع منها الناس منذ نصف قرن أو يزيد ولم يروا اية نتائج لها، بل في معظم الاحيان جنوا الكوارث وأعيق تقدمهم وتحسين احولهم المعيشية وتأمين حرياتهم الشخصية والعامة.

- إن كان توظيف الضغوط الدولية والرأي العام العالمي من أساسيات النشاط المعارض، فما الذي فعلته المعارضة لهذا الغرض؟

المعارضة لم تفعل الشيء الكثير لتوظيف الضغوط الدولية والرأي العام العالمي لصالح الانتقال للديمقراطية في سوريا بحكم تركيبتها التي تحدثنا عنها وتشتتها وانقسامها وضيق افقها وبعض موتوريها الذين لا يرون ابعد من أنوفهم ويتعامون عن الحقائق الدولية والإقليمية والمحلية. كيف يمكن مثلاً تجنيد الرأي العام العالمي إذا كان البعض ما يزال يرى في الغرب عدواً وفي الأمم المتحدة ومؤسساتها كافة أنها في جيب أميركا توجهها كيفما تشاء!؟

- تبنت شرائح المعارضة النشاط السلمي، فما الفرق بين العربية والكوردية منها؟ وما هو الحل الأمثل للقضية الكوردية في سوريا برأيك، هل هو: حقوق المواطنة أو الحكم الذاتي أو الفيدرالية او ....؟

لم تؤكد المعارضة على النشاط السلمي كوسيلة وحيدة للنشاط السياسي إلا بعد تجربة دامية ومؤلمة عندما تحول جزء منها "الطليعة المقاتلة" الخارجة من صفوف الإخوان المسلمين أوائل الثمانينيات، لعمل مسلح ذا طبيعة إرهابية تعتمد القتل على الهوية الطائفية والتفجيرات العشوائية بين المدنيين، فسبقوا بربع قرن المجموعات الإرهابية في العراق التي اطلق عليها البعض "مقاومة!"، مما استجر مذابح وقمعا رهيبا دام عقدين لكل اطياف المعارضة السورية حتى الرافضة منها للنشاط الإرهابي. ولا اظن ان هناك فرق في تبني الوسائل السلمية للتغيير بين المعارضة الكردية والعربية، وهي الوسائل التي ثبتت نجاعتها في اماكن عديدة من العالم وقلة اكلافها بالمقارنة مع الوسائل المسلحة. وتؤكد هذا مرة أخرى الانتفاضات السلمية الاخيرة في تونس ومصر.
المسألة الكردية في سوريا لن تحل إلا في ظل حكم ديمقراطي يضع نصب عينيه أن سوريا لجميع السوريين على اختلاف وتنوع قومياتهم وطوائفهم، يؤمن للجميع حرياتهم السياسية وحقوقهم القومية ويعلي الانتماء والمواطنة السورية على أي انتماء آخر قومي أو طائفي: سوريا أولا وسوريا للسوريين وليس للعرب فقط أو للمسلمين فقط. في سوريا مثل هذه، الحل الأمثل للمسألة الكردية برأيي هو استفتاء الاكراد عن طبيعة ما تريده اغلبيتهم. وأفضل أن تكون نتيجة ذلك استمرار الكرد كجزء من الشعب السوري مع الحفاظ على حقوقهم الثقافية وادارتهم الذاتية لامورهم الخاصة في مناطق كثافتهم.

- ما السبيل برأيك لتقوية المعارضة، ومستقبل سوريا إلى أين؟

أرى أن السبيل لتقوية المعارضة هو التخلص من جيوب التخلف التي تشوب برامجها ومواقفها التي تحدثنا عنها وربما غيرها ايضا مما قد يأتي في مجال نقدها من آخرين. ولا يمكن للمعارضة أن تتجاهل النقد وتدير أذنها له، ومن أسوأ الردود التعامل مع النقد من زاوية تخوين مطلقيه على انهم يخدمون النظام أو أنهم يثبطون الهمم... أو غير ذلك من التهم الجاهزة التي اتقنها بعض المتسلقين على المعارضة.
مستقبل سوريا برأيي مضمون من حيث الانتقال للديمقراطية، بدور لأطياف المعارضة الراهنة أو من دونها. وهذا ما اعتطنا الثورة المصرية والتونسية والليبية نموذجا عنه، فالمعارضة التقليدية أسرعت للحاق بالشباب المبادرين في ميدان التحرير، الذين حلوا في بضعة اسابيع ما عجزت عنه المعارضة القديمة في عقود.
لم يعد السؤال أن التغيير الديمقراطي في سوريا ممكنا أو غير ممكن، السؤال الرئيسي متى وكيف؟



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزيرة الاستبداد تباشر الانتقال للديمقراطية
- المفاوضات وفسحة الأمل
- حكم الشريعة في التطبيق العملي - المرأة العدو الرئيسي للمتأسل ...
- المعارضة السورية والنقاب و... ماركس
- حكومة وحدة وطنية أو الاحتكام للشعب
- نموذج من الاضطهاد في الدول الدينية
- معارضون آخرون ومسألة النقاب
- تجمع وطني ديمقراطي أم سلفي؟
- رصاصات في الرأس لإستئصال الكلمات
- المضحك والمبكي في السياسة – تشريح -جماهيرية-
- الشيخ القرضاوي المثير للجدل
- نموذج لرجل دين شجاع
- الفتنة، من أيقظها ؟
- الطلبة أدرى بشؤون دنياهم -رجع التلامذة للجد تاني-*
- إشكالية الإصلاح الديني
- من الأكثر مقاومة ضمن -المقاومة-؟
- العملاق الصيني وأقلياته
- لا مكان آمن للحكام الديكتاتوريين
- الزلزال الإيراني – تشريح انتفاضة
- انتصار جديد للديمقراطية على البندقية


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج كتن - حوار حول المعارضة السورية