أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج كتن - لا مكان آمن للحكام الديكتاتوريين














المزيد.....

لا مكان آمن للحكام الديكتاتوريين


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العدالة الدولية هي الفزاعة التي تقض مضاجع الحكام المستبدين وخاصة من تلطخت أيديهم بدماء مواطنيهم أو مواطني الدول المجاورة، فقد أنشأت محاكم دولية، أو وطنية بدعم دولي، لملاحقتهم وتقديمهم لمحاكمات لنيل قصاصهم العادل جراء ما اقترفوه من جرائم ضد الإنسانية. فأعمالهم لم تعد شأناً داخلياً كما يدعون، بل شأناً إنسانياً عالمياً تتخطى مفاعيله حدود الدول لتصل إلى كل إنسان مهما كانت قوميته أو دينه لتأمين حقه في الحياة الكريمة ضد منتهكيها، وحقوقه الأخرى التي يضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية الملحقة.
الحكام المستبدون لم ينقرضوا بعد، فما زالوا يتربعون على كراسي الحكم في عدد من دول العالم المتخلف، لكنهم يتحسسون رقابهم وهم يشاهدون زملاء لهم كانوا في أوج سلطانهم يساقون إلى القضاء الدولي دونما مراعاة لمناصبهم الحالية أو السابقة. وهم الآن يحسبون ألف حساب قبل الإقدام على ارتكاب جرائم جديدة ضد شعوبهم، كما يحاولون طمس وإخفاء جرائمهم السابقة والتنصل منها. ويظن بعضهم أنهم محصنون وأن جيوشهم وأجهزتهم الأمنية تحميهم من العدالة الدولية.
لقد شهد العالم محاكمة سلوبودان ميلوسوفيتش الذي ارتكب مجازر مروعة ضد البوسنيين، ومحاكمة صدام حسين الذي استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه وفي حربه العبثية ضد إيران، وارتكب مجازر في حملة الأنفال ضد أكراد العراق وخلال قمع انتفاضة الجنوب. كما صدر قرار من المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس البشير لدوره في جرائم الإبادة الجماعية لما يزيد عن مائة ألف من سكان دارفور والتسبب في فرار مليونين من مناطق سكنهم بعد تدمير قراهم ونهب بيوتهم واغتصاب نسائهم من قبل ميليشيات الجنجويد المدارة من الحكومة السودانية. كما نشهد إقامة المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رفيق الحريري وأعداد من النخبة السياسية والثقافية والإعلامية اللبنانية، التي تستعد الآن لإصدار قرارها الاتهامي لمن ستوجه أصابع الاتهام بارتكاب جرائم العصر هذه. كما تدور محاكمة قادة الحزب الشيوعي الكمبودي – الخمير روج- الذين تسببوا منذ ثلاثين عاماً أثناء حكمهم الذي دام خمس سنوات بمقتل ما لا يقل عن مليون ونصف من الكمبوديين.
آخر المحاكمات استؤنفت هذا الشهر حيث مثل شارلز تايلور الرئيس الليبيري السابق أمام محكمة خاصة سيراليونية مدعومة بقضاة دوليين معينين من الأمم المتحدة، ولأسباب أمنية عقدت جلساتها في لاهاي بهولندا وليس بسيراليون. وكانت المحاكمة قد تأخرت إلى أن وافقت إحدى الدول وهي بريطانيا على "استضافة" تايلور في أحد سجونها في حال إدانته.
تايلور هو الرئيس الإفريقي الاول الذي يحاكم لاتهامه بالمسؤولية عن إدارته لأشرس الحروب الاهلية الإفريقية في سيراليون المجاورة لليبيريا، حيث ارتكبت جرائم بشعة ضد المدنيين من قتل وقطع رؤوس وبتر أطراف وآذان وأنوف وتمثيل بالجثث وسلب ونهب واغتصاب وإحراق قرى بكاملها مما يذكر بالسفاح الزرقاوي وجرائمه لترهيب الشعب العراقي. وقد أضاف تايلور وأنصاره تقليداً بربرياً قديماً وهو أكل لحوم البشر الإعداء، وتجنيد الأطفال للحرب مع استعمال المخدرات لضمان تنفيذهم للأوامر بارتكاب الأعمال الوحشية. وقد أدت أعمال العنف ما بين عامي 1996 و 2002 لمقتل ما لا يقل عن مائتي ألف ولمئات آلاف الجرحى والمعاقين والمشوهين والمهجرين. وستستمع المحكمة لحوالي مائتي شاهد بعضهم أتى للمحكمة بأطراف مبتورة، ومنهم أعداد من مساعدي تايلور المقربين جاؤوا ليؤكدوا علاقته المباشرة بعصابات سيراليون.
أدى تايلور أدواراً عديدة فقبل رئاسته كان موظفاً اتهم باختلاس 900 ألف دولار من الخزينة العامة، ثم أمير حرب وقائد متمردين لقلب نظام الحكم الليبيري، ثم طاغية وتاجر، حيث كان من أهداف الحرب التي شنها في سيراليون السيطرة على تجارة الماس والأسلحة. وقد أجبر على التخلي عن السلطة في العام 2003 إثر حركة سياسية مسلحة مناهضة لحكمه الفاسد، وتم نفيه إلى نيجيريا. وقد صدرت بحقه في نفس العام مذكرة توقيف دولية من محكمة سيراليونية. لكن لجوئه لنيحيريا لم يستمر طويلاً إذ اضطرت لتسليمه بعد ضغوط دولية، ليقتاد إلى لاهاي وتبدأ محاكمته في العام 2007.
من الطريف في حينها أن "ملك" افريقيا العقيد القذافي احتج بشدة على تسليمه رغم أنه يحظى بحصانة من الاتحاد الإفريقي كرئيس سابق، واعتبر التسليم إذلال لإفريقيا بأجمعها! وللعلم فقد سبق لتايلور أن استفاد من تسهيلات "الثورة العالمية للكتاب الأخضر" لإقامة معسكر تدريب لأنصاره على الأراضي الليبية قبل بدء أعماله المسلحة في العام 1989 للاستيلاء على السلطة في ليبيريا.
ليس غريباًً دفاع زملاء الطاغية عنه، ولكن العجيب اعتقاد بعضهم أن الاتحادات التي يشكلونها يمكن أن تحصنهم في وجه العدالة، بعد محاولة البعض تحويل الاتحادات المختلفة إلى نقابات للرؤساء للدفاع عن منتسبيها في وجه العدالة الدولية. والسؤال الآن إلى أي مدى ستظل حصانة نقابة الرؤساء سارية المفعول بالنسبة للرئيس السوداني المطلوب للقضاء الدولي؟
مسيرة العدالة بطيئة ولكنها تصل في النهاية لأهدافها، وهي تقول للحكام الديكتاتوريين المتمادين في استبدادهم :
جرائمكم من ورائكم والمحاكم الدولية من أمامكم.. فإلى أين المفر؟



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزلزال الإيراني – تشريح انتفاضة
- انتصار جديد للديمقراطية على البندقية
- من حزيران إلى غزة : ماذا جنى العرب من حروبهم
- الطالبانية والعالم المتحضر في الميزان
- عندما تحولت الشيوعية إلى وباء
- البديل المرشح لوراثة الاستبداد!
- عبثية مبادرة إخوان سوريا
- أوجه القوة الأميركية في خطاب أوباما
- المطلوب من أوباما في الشرق الأوسط
- مقاومة -لطيفة- لحكم الطالبان
- المسألة المسيحية المشرقية
- عوائق الديمقراطية في المنطقة العربية
- مساهمة أخرى لتجفيف منابع الأصولية
- روسيا والغرب والحرب الباردة وأيتامها
- بين العصر الحجري والعصر النووي
- عدالة العولمة
- مجلس إعلان دمشق: ليبرالية أم واقعية؟
- التناقض الرئيسي بين الحداثة والتخلف
- إقليم كوردستان العراق تجربة رائدة في المنطقة
- هل يتضعضع التحالف القومي- العربي الإسلاموي؟


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج كتن - لا مكان آمن للحكام الديكتاتوريين