يحيا الدب

بدرخان السندي

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 14:06
المحور: الادب والفن
    

(الى شاعر بغدادي عاتب الكرد في جراحهم بعد كارثة الانفال)!!1989


احترمتك
في كل المسافات
ومن قصي الزمان
فما من شريان فيّ
إلا وحبك احتدمْ
لكنك يا شقيقي طوال المسير
لم تستطع يوماً
أن تكون جريئاً
أن تجهر بالحقيقة
انك لا ترى فيّ شقيقا
بل عبداً باسم الله وما شاء الله
خادماً أميناً
وحارساً وفياً
لا تباريه وفاءً
كل كلاب الرعاة
ما استطاعت يوماً
مثلما احترمتك تحترمْ ..
باعوا أفراد أسرتي
وأنت ساكت
مرّغوا بنت جيرانك
في الوحل
وأنت صامت
صدروا حرائرنا الجبليات
بضاعة إلى الخليج
وقلبك عامر
وفي الحبيبة بغداد
باعوا أطفالنا
فجر الحبيبة غارق في دمعه
وأنت المزايد
يا أُم الصبي المباع
هل في الدوحة أنت أو في الكويت..؟
يسرح النخيل جدائله
في مرآة البحر
فانتبذي مكانا قصيا
هزي النخلة
يساقط عليك حزنا جنيا
ما صرخ أحدكم
وما أشار واحدكم
كيف نكلم المباع في المهد صبيا؟
يا شقيقي !!
ويا عجب الزمان
مثل رمح ( بروتوس(
أنت في ظهري نابت
يا فاطمة و يا كليشان ..
ويا نيروز و يا …
انتبذي الدنيا
والبحر والتاريخ
واطلي برأسك على السماء
واصرخي بالكردية
فقد مضت قرون ونحن لا نخاطب الله
بالكردية
إن الله أدرى بسحر اللغات
ووقع اللغات
وسر اللغات
فاصرخي سيدتي
من تحت النخلة
)خودى) …
لا ادري ما الذي يجري
أيساقط عليك رطباُ جنيا
أم قنابل عنقودية
أم فاكهة من نابالم
أم تلدين مسيحاً جبليا
كل ما سيحدث .. أختاه
افضل من أن تعودي
كوني في قلب الدنيا
نصباً وعتاباً إنسانيا
كوني سؤالاً أبديا
إيه .. يا أخي الشاعر !!
ما أزهر الوحي فيك مرة
مرة .. مرة واحدة
قصيدة حقٍ
ألعقم فيك ؟
أم زوجك عاقر
نكحوا التاريخ باسم الاخوة
وأنت شامت
أحالوا تاريخ قبائلنا
وليمةً
وأنت المشمر ساعده
أنت الآكلْ
وفي كل صفحة من اخوتنا
فاجعة بفاجعة ترتطمْ
احترمتك ولم تحترمْ
وتعود بكل وقاحة التاريخ
تحدثني " نحن اخوة"!!
أنت نكتة التاريخ
لا تقل لست أنا .. بل السلطان
أنت مع السلطان عليّ
وما كنت معي يوماً على سلطان
ولن تعتزمْ
فأي شقيق أنت ؟!
يا شقيقي هيا نعقد اتفاقا
كن أخاً وليس شقيقاً
كن صديقاً كن رفيقاً
كن اقرب إليً من الغرباء
فهذا يكفي
وأنسى حكاية التاريخ
يجمعنا عريقاً
ما أنبل الإنسان
أن يكون الصدق والحقيقة ..؟
أ أشقاء نحن
أم شقيق و شقيقة؟
لك عشرون مثل حظ الاثنيين
أي شقيق أنت؟
إن شقيقي لا يهرج للسلاطين
إن شقيقي جرح لا يستكين
فهل أنت جرح أو قلم مستكين ؟
لكنك يا صديقي
من سمت رأسك وحتى القدمين
مستكين ..
أي شقيق أنت ؟
سلْ قيثارة اُنسك
ففي أوتارها رائحة طفلي
وحليب تخثر
أوتار قيثارتك يا شاعري
برمت من أمعائه الدقيقة
والريشة التي تعزف بها
خصلة من جديلة (جوان)
مخضلة بالدم جفتْ
ماتت في إحد كهوف هندرين
طفلة حباها دبٌ جبلي
لكن هذا الحيوان الإنسان
ما عرف البنسلين
دفأها بأنفاسه في الكهف الجليدي
حتى الصباح
لثم النزف
لثم وجهها
ثم اكتشف أنها ماتت
بكى الدب
يحيا الدب…
عاش الدب
يحيا الدب
عاش الدب
رباه متى يؤول شاعري إلى دب ؟

#بدرخان_السندي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات