أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر الناصري - حزب البعث لايستحق شرف الدفاع عن مطالبنا















المزيد.....

حزب البعث لايستحق شرف الدفاع عن مطالبنا


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 17:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوما بعد آخر ومع أقتراب يوم التظاهرات والأحتجاجات في العراق ، فإن نبرة التحذير والتهديد من جانب الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي ومن بعض أعضاء البرلمان العراقي ومن رجال الدين ومرجعياتهم باتت تأخذ منحى متصاعدا . يأتي التحذير هنا ليمارس نوعا من القمع والتخويف لعله يصل الى مبتغاه في تسويف المطالب المشروعة لملايين العراقيين ومحاولة ايقاف مسيرة التظاهرات المطلبية التي يتوقع ان يتم تسييرها في كافة مدن العراق أو تأجيلها ودفعها الى زمن غير معلوم . التحذيرات والتصريحات المقصودة هنا تشكل بمجملها أهانة للشعب العراقي حينما يتم ربط حركته المطالبة بحقوقه الأنسانية المشروعة بحزب البعث وإنه المحرك لكل ما يحدث . إهانة لشعب ذاق من البعث الويل وعاش في جحيم وموت متواصل وفعل المستحيل من أجل التخلص من قبضة حكمه الدكتاتوري ومن سياساته وممارساته الفاشية والأجرامية . فكل ما كان يقوم به ذلك الحزب وسلطته المهزومة وزعيمه المقبور هو أستلاب حقوق وحريات العراقيين والتحكم بمصائرهم .

لم يتردد السيد المالكي عن الأعلان المتواصل من أن البعثيين والصداميين والتكفيرين والقاعدة يقفون خلف هذه التظاهرات وأنهم سيعملون على حرق وتخريب مؤسسات ودوائر الدولة وبالتالي أشاعة العنف مدعما أقواله وتصريحاته بوجود 23 من أعضاء الفرق والشعب البعثية قادوا عمليات التخريب في محافظة واسط وتم اعتقال سبعة منهم ، لم يتم كشف اي اسم منهم ولا نتائج التحقيقات التي يقال أنها تتواصل في تلك المدينة العراقية التي لم تتمكن من كتمان غضبها وسخطها نتيجة الاهمال والفساد والبطالة والمحسوبية فكانت اولى المدن التي أعلنت عن مطالبها المشروعة .

الناطق الرسمي بأسم عمليات بغداد لم يتردد هو الآخر من التأكيد حد اليقين القاطع بوجود معلومات مؤكدة تكشف عن مساعي لمهاجمة التظاهرات ، بالمفخخات والاحزمة الناسفة والمسدسات كاتمة الصوت وإن البعثيين والقاعدة وهيئة علماء المسلمين تقف وراء هذه التهديدات . ترى أين كانت هذه المعلومات الدقيقة والجازمة عندما كانت المفخخات والاحزمة الناسفة والعمليات الأرهابية وكواتم الصوت تحصد أرواح العراقيين وتحول حياتهم الى جحيم ورعب متواصل ، اين كانت هذه المعلومات الدقيقة وبين أونة وأخرى تتطاير اجساد الأبرياء من العراقيين الباحثين عن فرصة عمل ، تبعد عنهم شبح الجوع والبطالة ، مهما كانت ، في مراكز تطوع الشرطة والجيش او في أماكن تجمعات العمال وأماكن العمل ووسائط النقل . لم يخبرنا السيد قاسم عطا لماذا لم تكن معلوماته بهذه الدقة والحساسية حين قامت العصابات الارهابية بتنفيذ مجزرها البشعة في كنيسة النجاة والكثير من الأماكن والمؤسسات في مدينة بغداد . هل يمكن للسيد قاسم عطا أن يدلنا على شخص واحد يريد أستهداف التظاهرات ؟ ولماذا لايعتقلون من يعتقدون أنه يهدد الامن ويسعى لاشاعة العنف ؟

رجل الدين علي السستاني دعا الى تأجيل التظاهرات لوجود مخاوف من أستهدافها من قبل المندسين . ترى ما الفرق بين مظاهرات سلمية حاشدة أو مليونية تطالب بحقوق العراقيين وحرياتهم ومحاربة الفساد ووضع حد لأستغلال السلطة من قبل الأحزاب الحاكمة وبين مسيرات مليونية تتوجه صوب النجف وكربلاء أحياءا لمناسبة دينية معينة والتي عادة ما يتم استهدافها من قبل العصابات الارهابية الطائفية . لم يقل يوما إن على العراقيين ان يتوقفوا عن المشاركة في تلك المسيرات لأنها مستهدفة بشكل فعلي وإن حياتهم ستكون في خطر وتهديد مباشر بالموت أو العنف ولقد شهدنا خلال السنوات الماضية اعداد كبيرة من العراقيين لاقوا حتفهم في تلك المسيرات بالمفخخات والاحزمة الناسفة .

نواب في برلمان المحاصصة والفساد العراقي يقولون : ان البعث يقود ويوجه ويحرض العراقيون على التظاهرات ولكنهم لايأتون بجديد فكل ما يقولونه تكرار لما يقوله زعماء الكتل التي ينتمون اليها . المؤكد ان تصريحات أعضاء البرلمان العراقي لاتأتي بسبب حزب البعث و المخاطر التي يمكن أن يتسبب بها ، بل لأنهم تلمسوا جدية المطالب الداعية لوضع حد للفساد ووضع حد لمهزلة الرواتب الكارثية التي يتمتع بها أعضاء البرلمان والوزراء ورئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الوزراء ونوابه ومجاميع لاتعد ولاتحصى من المستشارين والدرجات الخاصة ووقف الأمتيازات الكثيرة التي يتمتعون بها والتي يتم أمتصاصها من ثروات ومقدرات المجتمع .

حزب البعث ، حزب قومي فاشي بكل المقاييس . حزب مارس السلطة في العراق فكان كارثة حقيقة على العراق وناسه ووجوده ومكانته في المجتمع الدولي . اليوم وحين يتم ربط حركة الأحتجاجات والتظاهرات التي تتصاعد في العراق وإن هذا الحزب هو المحرك الاساسي لكل هذه التظاهرات ، فإن ذلك شرف كبير لايستحقه هذا الحزب ولايمكنه أن يكون بالمصداقية والجدية التي تمكنه من تحريك شعب لم ولن ينسى كل ممارساته الأجرامية بحقه .

منذ 8 سنوات وكل ما واجهت الحكومة العراقية أزمة سياسية ما فأنها لاتتردد عن التعكز على شماعة حزب البعث وكأنه يقف خلف الأسوار التي تحميها متربصا وجاهزا للأنقضاض وأستلام مقاليد الحكم مرة أخرى . فحين نتحدث عن الفساد ونقص الخدمات أو انعدامها فإن الحكومة ترد بانها استلمت بيئة خربة ومنهارة من السلطة البعثية الدكتاتورية السابقة . حين نتحدث عن الموت المجاني الذي يتعرض له الابرياء في الشوارع والمدن يقولون هذه جرائم حزب البعث . وحين نتحدث عن المحاصصة والتوافقات الطائفية والقومية والفساد فإنهم يقولون هذه بيئة سياسية وثقافية ورثناها من حزب البعث . وحين نريد تحقيق مطالب عادلة ومشروعة يقولون هذه من افكار البعث .

مقابل كل هذا فإن علينا أن نقول : إن المطالب المشروعة والعادلة التي نطالب بها ، توفير فرص العمل وإنهاء الفساد ،إنهاء المحاصصة الطائفية والقومية ، الدفاع عن مدنية الدولة ، توفير الخدمات والضمانات الصحية والأحتماعية ، إنهاء المحسوبية السياسية وأحتكار الوضائف العامة من قبل الأحزاب الحاكمة ، الأعتراف الرسمي بالحريات المدنية و الفردية ، ضمان حرية الصحافة وحرية التعبيرعن الرأي ،التصدي لتدخلات الدين والمؤسسات الدينية في مفاصل الدولة وفي الامور السياسية والثقافية والأجتماعية ، أخراج المليشيات المسلحة للأحزاب القومية الكردية من مدن ومناطق كردستان لما تسببه من تهديديات وتضييق على الحريات والأستقرار...الخ ،هي مطالبنا نحن ، مطالب العراقيين الذين أكتو بنار الفساد والفقر والبطالة والاذلال . مطالب شعب يريد أن يعيش حرا دون قيود أو وصاية من حزب أو مؤسسة دينية أو قومية أو عشائرية . مطالب شعب يريد أن يعيش حياة كريمة في دولة تضمن له الرفاه والعدالة والمساواة . شعب يريد أن يعيش حياة تليق بالأنسان المعاصر . شعب لفظ حزب البعث ورموزه وأصنامه ويريد المضي بخطى ثابتة نحو الحرية وتحقيق مجتمع حر ومرفه .



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفحات فاشية ، خطاب القذافي نموذجا
- الحركات الأحتجاجية و المطلبية في العراق، شعاراتها وآفاقها
- لاتدنسوا بغداد بهذه القمة
- الثورة التونسية في عيون قذافية
- زين العابدين بن علي : دكتاتور آخر يتهاوى
- في الدفاع عن العلمانية
- صراع العلمانية والدين وضرورة بناء الدولة المدنية الديمقراطية ...
- عن مذابحنا و صراع الكراسي وتوازن الأكراد
- الدولة العراقية : أوهام الخطأ ..!
- كلمات في تأبين سردشت عثمان وتأبين حال الصحافة في العراق *
- الموت أختناقا : فضيحة أخرى في عالم المعتقلات والسجون العراقي ...
- جريمة أختطاف وقتل الصحفي سردشت عثمان ومستقبل حرية الصحافة في ...
- في تفسير أكذوبة المسافة الواحدة
- حتى لا يتحول العراق الى لبنان آخر
- لمصلحةِ مَن يجرى هذا الأستفتاء ؟
- قمة سَرت التي لاتسر
- أيها الساسة ،أياكم ولعبة الشارع
- إنتخابات العراق... قراءة من الخارج
- عن المخاوف من عودة حزب البعث الى السلطة في العراق..
- مسدسات المالكي


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر الناصري - حزب البعث لايستحق شرف الدفاع عن مطالبنا