أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - في تفسير أكذوبة المسافة الواحدة














المزيد.....

في تفسير أكذوبة المسافة الواحدة


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2979 - 2010 / 4 / 18 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي المقولات والمفاهيم التي يتم استخدامها في الخطاب السياسي والأعلامي والتي عادة ما يتمنطق بها الساسة في كل حين . السنوات الماضية أفرزت كما هائلا من المقولات المبهمة والتي تثير الكثير من علامات الأستفهام . مقولات تتعلق بالوضع السياسي العراقي و بصراعات القوى السياسية أو بتشكيل حكومة ، تشريع دستور وأقرار قانون ما.

موزائيك وفسيفساء ومكونات أجتماعية متنوعة في أشارة الى التنوع العرقي والمذهبي الذي يسود في العراق . فدراليات وأقاليم ، حكومات محلية وحكومات مركزية في اشارة الى طبيعة النظام السياسي والأداري وصلاحيات السلطات المحلية أو المركزية . حكومة وحدة وطنية أم حكومة شراكة أم حكومة أغلبية سياسية ، كلها مقولات ترددت كثيرا قبل وبعد الأنتخابات البرلمانية الأخيرة وكل كتلة أم زعيم سياسي يستخدمها حسب فهمه وحسب الوضع الذي يريد ايجاده والأجواء التي ترافق حملته الأنتخابية . لم تغب مقولة العملية السياسية حتى أصبحت تذكر بين جملة وأخرى في خطاب وتصريحات الساسة حتى تجد ان هذه المقولة تتكرر عدة مرات في الأحاديث والتصريحات الأعلامية لشخصية سياسية ما وربما نستنتج أن كل ما قاله خلال اللقاء لم يكن سوى شيء واحد هو ، العملية السياسية .

المؤكد إن كل ما يقال وكل ما يتم أجتراره من مفاهيم ومقولات من قبل الساسة ثم تعمل وسائل الأعلام على أجترارها خلفهم لتحولها الى مقولات متداولة في أوساط الناس وكأنها وليدة حاجة المجتمع السياسي والأعلامي اليها ، يأتي في سياقات ممارسة الخداع المكشوف وزرع الأوهام في أذهان وعقول كل من تشبث بوهم أن حياتنا في العراق على مشارف التغيير الأبرز في مسيرتها . التغيير الذي يفضي الى تحقيق الأمل . لقد رزعوا الوهم من أجل تحجيم وتضييق بؤرة الأمل الذي كان يشوب حياتنا رغم ويلات القمع والبطش الفتاك .

الوقوف على مسافة واحدة من جميع العراقيين أو من جميع القوى السياسية مقولة جديدة تدخل في متاهة المقولات والمصطلحات الرنانة التي يتم ابتكارها لتكون جاهزة في قواميس الساسة وليستخدمونها في لحظات ومواقف معينة تتطلب مفردات ومقولات كهذه حتى لو لم تكن من منتوجهم الفكري والثقافي وإنهم مجرد أشخاص يعيدون الصدى أو يكرروا مثل الببغاوات كل ما قاله شخص ما في لحظة معينة ومن أجل قضية معينة أيضا . هكذا وجدنا الجميع يردد ما قاله الملك السعودي وأتباعه من أنهم يقفون على مسافة واحدة من القوى السياسية في العراق . الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال الطالباني الذي قال في الكثير من المناسبات إنه يقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين ولكنه سرعان ما يقلص هذه المسافة حين يتعلق الأمر بأبناء قوميته وقضاياهم العالقة مع حكومة بغداد او حين يتعلق الموضوع بكركوك والمناطق التي تسمى ب(المتنازع عليها ) فإن مسافته هذه سرعان ما تضيق جدا حد التلاشي ،نجده يكرر ما قاله ملك السعودية ولم يتردد كذلك نائبه طارق الهاشمي في تكرار تلك المقولة وزاد إنه : أستمع الى نصائح هامة ومفيدة من جلالة الملك وستعجل من تشكيل الحكومة العراقية ..!!

من المؤكد فإن ما يتردد من وقوف السعودية على مسافة واحدة من القوى السياسية في العراق ، لابد وأن يكون له أنعكاس داخلي ليس من جهة الساسة ولكن من جهة رجال الدين في النجف هذه المرة غير أنه أنعكاس أو رد فعل فيه دلالات كثيرة فثمة إعلان منسوب للسيستاني يقول : إن المرجعية لاتتدخل بالسياسة وإنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف وليس لها موقف سلبي من أي طرف. وعلى الرغم من أن لكل واحد من رجال الدين الكبار حزب يدعمه ويدافع عنه ( اليعقوبي مع حزب الفضيلة والفضلاء، مدرسي مع حركة العمل الاسلامي ، الصرخي مع حزب الولاء ، مقتدى الصدر وكأمتداد لأبيه يقود التيار الصدري ومثله عمار الحكيم في قيادة المجلس الاعلى ..الخ ) الا أن رجال الدين هؤلاء يقولون أنهم لايتدخلون بالسياسة ويقفون على مسافة واحدة من الجميع ..!!!!

حكومة المالكي وخلال فترة الأنتخابات قالت : إنها تقف على مسافة واحدة من كل القوى المشاركة في العملية الأنتخابية .

حين دخلت القوات الامريكية لأسقاط النظام البعثي السابق ولتحتل العراق تحت هذا الستار فإن الأدارة الأمريكية قالت : إنها تقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين .

نائب رئيس بعثة السفارة البريطانية في بغداد قال : نقف على مسافة واحدة من كل الأئتلافات ونحثها على سرعة تشكيل الحكومة العراقية.

رسل ومبعوثي جامعة عمرو موسى العربية قالوا : إن جامعتهم وأمينها العام تقف على مسافة واحدة من العراقيين . وثمة الكثير من الدول والهيئات التي قالت أنها تقف ذات الموقف .

لو كان الجميع يقف على مسافة واحدة من العراقيين أو من القوى السياسية التي تقف على مسافات متباعدة فيما بينها ، فلماذا كل هذا الدم والخراب ومخاطر الأنهيار المتواصل ؟ لماذا كل هذا الارهاب والمفخخات والأحزمة الناسفة التي تجيد دولة جلالة الملك تصديرها للعراق ، أسوة بغريمتها إيران التي تتفنن هي الأخرى في ممارسة كل ما يحلو لها في العراق من تدمير وخراب وتعزيز نفوذ وهي التي أعلنت كذلك وفي مناسبات عدة وقوفها على مسافة واحدة من جميع العراقيين ومن القوى والكتل السياسية فيه ، ولعل ما تمارسه من قتل وتدمير ضد الجميع هو ما تعنيه بوقوفها مسافة واحدة من جميع العراقيين ؟ لماذا يسعى الجميع لأن يباعدوا المسافات بين القوى السياسية في العراق وأن يزيدوا من حدة صراعاتها وتناحراتها ؟ من يسعى لأشعال حرائق الأقتتال الطائفي مجددا وتعزيز الأنقسامات والتمسك بالهويات العنصرية ، طائفية كانت أم قومية ،إن كان الجميع يقفون على مسافة واحدة من الجميع ؟ نعم إنهم يقفون على مسافة واحدة من الجميع غير أنها تلك المسافة التي توصل المزيد من العراقيين للمهالك وفقدان طعم الراحة والأمن والأستقرار . هي المسافة الكافية لممارسة القتل وأشاعة الخراب وصناعة المصير المجهول .



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يتحول العراق الى لبنان آخر
- لمصلحةِ مَن يجرى هذا الأستفتاء ؟
- قمة سَرت التي لاتسر
- أيها الساسة ،أياكم ولعبة الشارع
- إنتخابات العراق... قراءة من الخارج
- عن المخاوف من عودة حزب البعث الى السلطة في العراق..
- مسدسات المالكي
- حرب الرموز
- في الدفاع عن دولة المواطنة - الجزء الثاني
- في الدفاع عن دولة المواطنة -الجزء الأول
- كونونغو ، فصول من ماساة أنسانية
- كرة القدم من السجود الى رفع المصاحف
- هوامش على معلقة معد فياض
- مآزق العراق ..قرارات هيئة المساءلة والعدالة نموذجاً
- ثورة عراقية زرقاء عبر الفيس بوك
- صدور كتاب فني عن الراحل كامل شياع
- في الاستنساخ والتناسخ الدكتاتوري
- الإنتخابات الإيرانية ...قراءة في مشهد مخادع
- من أين لك كل هذه اللغة الحاقدة : يا خالد سلطان السلطان ..؟؟؟ ...
- خديعة أوباما


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - في تفسير أكذوبة المسافة الواحدة