أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الطيب آيت حمودة - القذافي وليبيا ، أين المنتهى ؟














المزيد.....

القذافي وليبيا ، أين المنتهى ؟


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 11:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


وأنا متابع لإخبار انتفاضة الشعب الليبي هذه الأيام العصيبة ، انتابني قلق ، وهزني رعب المشاهد المتسربة للقتلى والخراب ، و حجم الدمار الفضيع للبلاد ، والتي يقترفها نظام ليبيا بمرآى ومسمع المجتمع العربي والدولي والإنساني ؟! .
لماذا هذا الدمار والقتل المفجع للشعب ؟ لماذا تخريب البلاد ودفعها إلى أتون الحرب الأهلية ؟ لماذا تهديد وتخويف وترعيب ( سيف القذافي ) لليبيين بقوله ( إما القذافي ، وإما نارا تلضى ، وفوضى ، وحرب أهلية ، وعودة استعمار ، وحرق لأبار النفط ، وعودة بالبلاد إلى الصفر ؟ ) .
** لماذا يا قذافي ......؟!
لماذا تسخير الجيش (بفيلقه الإفريقي ) المستأجر ، وترويض أصحاب القبعات الصفر ، ودفع رماة المدفع بقصف الأهالي العزل، في بنغازي والبيضاء وطرابلس ، لماذا الطائرات والمدفع ضد المدنيين العزل ؟ لماذا هذا الحصار الإعلامي ؟ لماذا القتل في الظلام ؟ بلا شهود إثبات ولا بصمات ؟ لماذا الترهيب على الشعب بمختلف أساليب الترويع ؟ولماذا خلق الفتنة بين المعارض والمقارع ، وبين قبائل العرب والبربر ؟ لماذا التلويح بتقسيم ليبيا إلى دول ، ولماذا ترويع الغرب بعبع الإسلام السياسي ،ومعاداة ثوار تونس ومصر والعرب ؟
**إما قذافي ....وإما فناء ؟!
كل هذه العبقرية (القذافية) سُخرت لمصلحة شخص وحيد ، منه وإليه ، فهو قطب الحدث والحديث ، والجوهر الفرد ، وهو أمين القومية العربية ، والزعيم ، وعميد حكام العرب ، وملك ملوك إفريقيا وشاه شاهيها ، و(أمغار) الطوارق ، وقائد فحل للقيادة الشعبية الإسلامية ، وأمير المسلمين جميعهم ، وقد يكون مثيلا ( لصدام حسين) في حمل الألقاب التسع والستين (69) التي ُوجدت منقوشة بخط الثلث المزخرف في معظم قصوره بالعراق ، وهو الذي لخص كاريزميته في قمة الدوحة قائلا: [أنا قائد أممي ، وعميد الحكام العرب ،وملك ملوك أفريقيا ،وإمام المسلمين]. وقد يجرده شعبه هذه الأيام الألقاب جميعها ويقول له (...أف لك ؟! ما أكثر أسمائك وما أقل قيمتك.) ، أو يصارحه بقوله ( لولانا لما كنت أصلا).
** ليبيا أنا ؟.... وأنا ليبيا ؟!.
هذا النوع البشري النرجسي ، الذي بنى وشكل نرجسيته ، وطاغوته وغوغاءه ، وصاديته على خلفية سذاجة شعب مؤمن ، متسامح ، لكنه بصفات مازوخية مرعبة تجلت في قبول حكم مستبد بصفات ليس من شيم الليبيين ، ولا من معتقدهم الإسلامي السمح ، وقد سبق للرئيس الفرنسي أن تقمص وطنه بقوله ( أنا فرنسا ، وفرنسا أنا ) إلا أنه تخلى عن الحكم بسلاسة وطواعية ، وتنحى عن الحكم نهائيا بعد انتفاضة الطلبة في الضواحي الباريسية عام 1968 .
هذا القذافي الذي بدد المال العام ، وغدا أضحوكة في المحافل الدولية ، وهو يصنعُ بجهله ( وبخيمته ) وبنفسه ما لا يصنعُ العدو بعدوه ، هذا المتخلف الجاهل المجنون الذي أشبع الناس ضحكا وسخرية وتنكيتا ، هذا المجنون بعظمته ، والمتلذذ بسماع الألقاب والشعارات الزائفة الكاذبة المتملقة ، وعيب الشعب الليبي هو صبره لأربعة عقود كاملة على هذا الأجلف الذي أساء لهم ولشعوب المغرب الكبير جميعها .
** الشعوب هي التي تصنعُ حكامها .
هذا النموذج البشري ترعرع ونما لوجود تربة خصبة شجعته وأهلته لتبوء هذه المكانه التي بلغها ، وهذه التربة الخصبة هي ( المجتمع الليبي) التي أعانته على بلوغ منتهى العظمة الفاسدة ، ومنتهى العنجهية الكاذبة ، فلولا الشعوب الخانعة الذليلة لما كانت هذه النماذج المفلسة التي تتنكر لشعبها وتوجه إليه فوهات المدافع وقنابل الطائرات المحرقة وبمليشيات مرتزقة مجلوبة من الخارج ، لا لشيء سوى انه قال ( كفى) ، وتُغتال الناس جهارا أيام الحرب والسلم ، ويقتل الأبرياء بلا محاكمة ، فنحن معشر الشعوب السبب الرئيس فيما حدث ، لأننا تساهلنا في تكوين ونشوء هذه النماذج التي مثلتنا ردحا من الأزمان ، فلو أننا ساهمنا في خلق آليات حكم صالحة ، تجعل الحكم في أيدي الشعب عبر ممثليه في إطار ديمقراطي شفاف ، يجعل من فصل السلطات فيصلا مستحكما ، لما وصلنا إلى ما وصل إليه أشقاؤنا في ليبيا اليوم ، وقد نطل عليه غدا ، لأن الحاصدَ لا يحصدُ إلا ما زرع ، وقد يكون رأي جمال الدين الأفغاني ( كما كنتم يولى عليكم ) أكثرمصداقية من غيره ، وما يقع حاليا في ليبيا على يد النظام ،يمكن أن ُيستنسخ مجددا بالمثل أو أشد في الجزائر، والمغرب ، وسوريا ، والسعودية ، وفي كل البلدان العربية ، لأن أنظمتنا شمولية مستعدة للمفسدة ولسان حالها يقول : ( إما أنا ... وإما فناء وآخرة .)
**حتى لا تتكرر المآسي والفواجع .
واجبنا بعد تطهير دولنا من فيروس الحكم الشمولي ، والقضاء النهائي على النظم الفاسد ة ، واجتثاث رموزها وجذورها بإقامة دول حديثة بدساتير محكمة توزع السلط ،وتحد من الإستبداد والفساد ، وتُحجم قدر الإمكان من سلطة الرئيس أوالملك ، باعتماد آليات النظام البرلماني على أوسع نطاق ، ووضع قيود ضامنة كفيلة بعد م تكرار الفواجع ، و ضمان عودة النظم الإستبدادية إلى دولنا ، التي أذاقت شعوبنا صنوف المذلة والهوان لسنين طوال ،وألبستنا لبوس الخنوع على الدوام .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاح ثورة ليبيا ... هي إنذار ثالث للأنظمة العربية .
- الجزائر .... وعبرة الإنتفاضات المجهضة .
- أين الخلل في بوتفليقة أم العسكر ؟
- ثورة مصر في الميزان .
- الريس بين التنحي الرحيم .... والتنحي الرجيم ؟!!
- من يوم الغضب ...إلى يوم الرحيل .
- في ميدان التحرير.....مصر لمن غلب !!
- المظاهرة المليونية .... وخطاب حسني مبارك ؟؟
- في مصر ... جيش ، شرطة ، بلطجة ..وأشياء أخرى .
- .... مصر ثانيا .... فمن الثالث ؟
- ثورة تونس ! ... ياصاحبة الجلالة والعظمة!
- علي الحمامي والقومية المغربية (*) .
- من يريد إجهاض ثورة تونس ؟
- دستور الجزائر 1963 ، من منظور أول رئيس للمجلس التأسيسي الجزا ...
- ثورة يناير بتونس ... دروس وعبر .
- عبد الرحمن اللهبي ، الهلاليون وانتفاضة شعب تونس ... وأشياء أ ...
- انتفاضة تونس في طريقها إلى التتويج .
- الشباب الجزائري ..... وظاهرة الهدم الذاتي .
- الجزائر تحترق ، والشعب يختنق ، وقادتها ساكتون .
- العروبة والإسلام ...تكامل أم تنافر ؟ (2/2)


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الطيب آيت حمودة - القذافي وليبيا ، أين المنتهى ؟