أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الطيب آيت حمودة - من يريد إجهاض ثورة تونس ؟















المزيد.....

من يريد إجهاض ثورة تونس ؟


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 3252 - 2011 / 1 / 20 - 00:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تونس التي ألهبت النفوس بانتفاضتها الشعبيية ، وأصبحت على كل لسان من المحيط إلى الخليج ، بل وأصبح بو عزيزها رمزا من رموز الثورة ضد جبروت الأنظمة الحاكمة ، هذا الشعب الذي تمخض فولد ثورة ( الياسمين ) التي وإن لم يكتمل نجاحها ، لكنها في طريق التتويج الكلي إن وصلت ضغطها السياسي السلمي .، فهي حققت في بضع أسابيع معجزة إسقاط نظام لم يتصور أحد سقوطه بهذه السرعة المتناهية التي قد يكون للقدر فيها ضلع محمود .
***ثورة لم تكتمل بعد ...... .
إن استمرار الإحتجاج ، وزيادة الضغط الشعبي خاصة بعد عودة المعارضيين للبلاد ، مرده شعور بسرقة ثورة ؟ ، فالثورة التي كان مطلبها الأساس هو قطيعة مع نظام الرئيس بن علي لم تتحقق بعد ، فالمناصب السيادية في الحكومة الإنتقالية كلها في يد وزراء من عهد بن علي [*] ، وهو ما يدعوا إلى الغرابة كيف يتسيدُ ويستبد أفرادٌ بمناصب هامة في الحكومة الإنتقالية ،والثورة قامت ضدهم بسبب فسادهم أو فساد رؤسائهم ، وهو ما يعني أن طبوخات طبخت على عجل بين رئيس الحكومة ور ئيس البرلمان ، وهوما يوضحه تتويج محمد الغنوشي لنفسه كرئيس بالنيابة ، على شاكلة نابليون بونابرت ، ثم تراجع لانفضاح أمره ، لوجود عائق قانوني متمثل في الماداة 57 من الدستور ، ولا شك أن الكولسة وتبادل المنافع لعبت دورها وفعلت فعلها بين محمد الغنوشي وفؤاد المبزع ، والفريق الحكومي القديم ، بركوب صهوة الثورة لقطف ثمارها ، وبزيادة الضغط الشعبي اضطر هؤلاء إعلان انسحابهم من الحزب الدستوري الحاكم ، وفصلوا بين الدولة والسياسة ، كما فسخوا عضوية سيدهم الهارب بن علي . ، ولسان حالهم يقول حيثما دارت المصلحة فنحن معها .
***طبخة تونسية بثلاث أكلات .
*المشهد السياسي في تونس بعد هدير الثورة ينبيء بأن طبخات أعدت لامتصاص الأزمة و الثورة ، بجعلها ذات مطالب اجتماعية لا غير ، و علاج الإشكال في حاجة إلى إصلاح أكثر منه إلى تغيير جذري في أنظمة البلاد ، وهو ما يسعى إلى تحقيقة شخصيات العهد البائد الذين سيطروا على الموقف ، فهم تلوّنوا بلون الثورة وتبنوها ، ودخلوا بقوة في تشكيلتها ، وهو أمر تنبه إليه الشعب الذي استمر في التظاهر والإحتجاج مطالبا بتنحي هؤلاء من الحكومة الإنتقالية ، وقد تتضح معالم المشهد بعد نتائج الاجتماع الطاريء للمعارضة بعد انسحاب أ ربعة من وزرائها .
* الثورات الناجحة هي تلك الثورات التي تسقط كل رموز النظام السابق ، وتدخل الحلبة بتصورات جديدة مستلهمة من الإرادة الشعبية عبر مجلس تأسيسي تشارك فيه جميع الفعاليات السياسية والفكرية والإجتماعية ، تضمن وصول الثورة إلى بر الأمان ،عبر ميكانيزمات محكمة لصالحها لا لغيرها وهذا يتطلب مسح كل الهياكل والأجهزة السابقة بهيئاتها الفاعلة بما فيها البرلمان .
* الطبخة الأخيرة الأخطر ، تتمثل في دفع الشعب إلى الهدم الذاتي والإنتحار ، عبر أخطار ، منها خطر الحرس الجمهوري الذي تحول إلى مليشيات تجوب الشوارع بسيارات مزورة الهوية لا قتناص المواطنين ، وتخريب المنشآت ،همهم هو إجهاض الثورة وإدخالها في دوامة الاقتتال على شاكلة ما وقع ويقع في العراق ، وهي حتميية بعيدة المنال لوجود كفاءات فكرية وطنية قادرة على إرباك الفاعلين ورأب الصدع قبل استفحاله .
*** ثلاث طبخات منها ما أُعد ، ومنها ما هو في طريق الإعداد ، وهي ضريبة جزافية قدر على الشعب التونسي أن يتذوقها بالقلة أو الكثرة ، والسرعة في حسم الموقف سبيل للنجاح ، لأن التماطل والتريث في قطف ثمار الثورة لصالح الثوار الفعليين لا المنفعلين ، يستدعي نفسا ثوريا أطول ، وشجاعة أكبر ، حتى لا تجهض الثورة بسبب المتربصين بها في الداخل والخارج ، والذي بدا واضحا جليا من حكومة اليمين الفرنسي على لسان وزيرة خارجيتها ( ميشيل إليو- ماري ) القائلة بأنها مع نظام بن علي ،والتي لم تتوقع اندلاع الثورة وسقوط النظام التونسي بهذه السرعة ! ونفسها فعل الجار القذافي بنصائحه البلهاء للثوار التونسيين ؟ ، كما أن أكبر الخطر يأتي من مقررات شرم الشيخ العربي الاقتصادي ؟! .
** مؤتمر حكام العرب في شرم الشيخ ، ظاهره اقتصاد ، وخفية سياسة .
يبدوا أن إحساس الأنظمة بمخاطر ما يجري في تونس ، يستدعي وحدة عمل ، وتكاثف الجهد لاستبعاد إمكانية تكرار ما وقع ، خاصة وأن بوادر انتقال العدوى بدأت ترتسم ، في ازدياد عدد المنتحرين حرقا على الطريقة البوعزيزية في الجزائر ومصر واليمن ، والمسيرات الإحتجاجية التي زاد الطلب عليها في غالب الأقطار أسوة بما يجري في تونس ، فحتى دولة الكويت سارعت إلى منح هبة سخية لشراء ذمم مواطنيها ، خوفا من تكرار الفاجعة ، أوحدوث ما يحدث حاليا في حراك شعبي في جنوب اليمن ، فالخطر الداهم آت لا محالة ، لذا على الدول المهددة ، والتي تتشابه مع نظام بن علي ، أن تغير من سياستها تجاه شعوبها ، حتى تضمن لنفسها البقاء ، ولا شك أنهم سيرسمون خريطة طريق تضمن لهم الإستمرار في عروشهم ، بكل الوسائل والسبل ، ولو بما هو غير اقتصادي وإنساني وأخلاقي ؟ واتفق العرب أخيرا بضخ ملياري دولار في صندوق للتنمية للتخفيف من وطأ البطالة وارتفاع الأسعار ، ولا أستبعد أن تكون لقاءات هامشية بين القادة العرب قد تمت( وهي أصل اللقاء) ، همها التنسيق على كيفيات خنق الإنتفاضات والثورات ، أو حتى التفكير في إرجاع بن علي لسدة الحكم في تونس ؟ وأكبر المخاطر يأتيها من جارتها الشرقية ،لأن نجاحها يعني المزيد من الأخطار ضد أنظمتهم الأستبدادية الفاسدة .
***وكم تمنيت أن تعقد الشعوب ( العربية ) مؤتمرا بديلا لها في (طرابلس ليبيا ؟) لتقييم ثورة تونس ، وإمكانية تعميمها على باقي البلدان لكنس أنظمة الفساد فيها ، والتي تنخر مقدرات شعوبها عبر شبكة من المتحايلين والمرتشين من أصحاب العمولات ، والذين أدخلوا بلداننا في سجل جينيس للأرقام القياسية في مجال الإختلاس والفساد ، وفي كل يوم يظهرُ موقع وكيليكس حجم التردي الذي طال آل الحكام ، هذا التردي الذي أخّر بلداننا ، وأدخلها غرف الإنعاش والموت البطيء .
-=-=-=-=-=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-
[*] 14 وزيرا من الحكم البائد (من أصل 23 وزيرا ) ، ومن حزب R.C.D يتربعون على وزارات السيادة في تونس بعد ثورة جماهيرها ؟؟؟. فهم يشكلون الأغلبية المطلقة في هذه الحكومة ولو هي انتقالية ، أي ثورة هذه ؟ التي تحتفظ بزبا نية بن علي الذين أفنوا الشعب و قهروه وأذلوه في السر والعلن .ووزارات السيادة بين أيدي خمسة منهم و بعد الثورة ؟ :
1) محمد الغنوشي ، رئيس ا لحكومة .2) رضا قريرة ، وزير الدفاع .3) كمال مرجان ، وزير الخارجية .4) أحمد فريعة ، وزير الداخلية .5) محمد رضا سلغوم وزير المالية .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور الجزائر 1963 ، من منظور أول رئيس للمجلس التأسيسي الجزا ...
- ثورة يناير بتونس ... دروس وعبر .
- عبد الرحمن اللهبي ، الهلاليون وانتفاضة شعب تونس ... وأشياء أ ...
- انتفاضة تونس في طريقها إلى التتويج .
- الشباب الجزائري ..... وظاهرة الهدم الذاتي .
- الجزائر تحترق ، والشعب يختنق ، وقادتها ساكتون .
- العروبة والإسلام ...تكامل أم تنافر ؟ (2/2)
- العروبة والإسلام ...تكامل أم تنافر ؟ (1/2)
- ألفة يوسف .... وحيرة مسلمة .
- السبي في الإسلام ...رذيلة منكرة ( ردود وحدود).
- السبي في الإسلام ... رذيلة منكرة .
- هوية الأمازيغ ،التأصيل والتشريق .
- جودا ، أكبر (الإستهجان والإستحسان).
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ( أرقام ودلائل )
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ، ( الغزوة الثامنة، 85 للهجرة) .
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ، (الغزوة السابعة، 74 للهجرة)
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ، (الغزوة السادسة ، 69 للهجرة)
- الغزو العربي لشمال إفريقيا ، (الغزوة الخامسة ، 62 للهجرة)
- الغزو العربي للشمال الإفريقي ( الغزوة الرابعة55 للهجرة )
- الغزو العربي لشمال إفريقيا( الغزوة الثالثة، 50 للهجرة )


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الطيب آيت حمودة - من يريد إجهاض ثورة تونس ؟